أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - إبراهيم المصري - جنود السيد .. أحلى جنود !!














المزيد.....

جنود السيد .. أحلى جنود !!


إبراهيم المصري

الحوار المتمدن-العدد: 810 - 2004 / 4 / 20 - 06:56
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كانوا قد تجمعوا لإظهار البأس والتأييد ، وعلى ما رأت عيني في صورهم ، فلم يكن فيهم من تجاوز الخامسة والعشرين من العمر .
كانوا بوجوهٍ شقية ( من الشقاوة والشقاء ) وكانوا يحملون قذائف الآر بي جي والبنادق الآلية ..
كانوا يرقصون ويغنون أم تراهم يهتفون :
جنود السيد .. أحلى جنود ... ...
وكان السيد هو : السيد / مقتدى الصدر الرجل الشاب هو الآخر على ما تظهر صورته الممتلئة أم تراها المنتفخة بقدرةِ أو بوهم الزعامة التي جمعت وراءها شباباً يتوعدون بمنازلة أمريكا .

الكبرياء .. آفة ، خاصة حينما تكون في غير مكانها .. والعاقل من يعرف أن الكبرياء مثل النار تحرق كما تضئ .

في شهر مايو من العام الماضي ساقني قدرُ العمل إلى جامعة المستنصرية في بغداد ، كنت أعد تقريراً تلفزيونياً عن رؤية العراقيين لدستور بلدهم بعد تقويض نظام ودستور صدام حسين .. وما أن عرَّفت بنفسي أمام أستاذة جامعية حتى انفجر كبرياؤها الوطني ، وبحدة لا تليق باستقبال ضيف أسمعتني محاضرةً طويلة عن ( كذبنا ) الذي نتعمده كصحفيين ووسائل إعلام في إظهار صورة العراق قبل وأثناء وبعد الحرب .
استمعت بصبر يلزم حينما تؤدي عملك ، ولكن الكيل طفح كما يُقال ، حينما أحاطني طلبة لم يكن منهم من ( تجاوز الخامسة والعشرين ) وبدأوا في رشقي .. بالشعارات .. وكانت لهجتي المصرية أداةً تفضح أكثر مما تحمي ، فقد التقطني طالب وقال : أنتم المصريون خونة لأنكم سمحتم بمرور السفن الأمريكية في قناة السويس ثم أكمل : أما نحن العراقيين فما زلنا متمسكين .. بالعروبة .. وسوف نحرر العراق وفلسطين .
وهنا قلت : من الأفضل لك ولزملائك أن تذهبوا وتنظفوا القمامة من أمام بوابة الجامعة .. ومضيت ...
لم أكن أتفلسف ، كننت أدرك في لحظة ضيق نفسي أن هذه هي الإجابة المنطقية على من رشقني بشعاراته .

السيد / مقتدى الصدر وجيشه المهدي لا يتبنون أهدافاً مختلفة عن أهداف الطلبة .. ويخوض مقتدى في أهداف أقلها أن يكون ساعداً لحزب الله اللبناني وحركة المقاومة الإسلامية .. حماس .. الفلسطينية ( حين تقتضي الضرورة ) على ما قال مقتدى في إحدى خطبه .
والسيد / مقتدى ينافح الآن بأهداف للعراق منها .. إنهاء الاحتلال الأمريكي وهذا هدف مشروع تماماً ولكن للأسف لن تنفع في تحقيقه مظاهرة النجف الأشرف المسلحة بالآر بي جي والبنادق الآلية .. ولن تنفع في تحقيقه بيانات انتفاخ الأوداج العربية والإسلامية والتي كان آخرها البيان الذي أصدره السيد / محمد مهدي عاكف مرشد جماعة الإخوان المسلمين المحظورة في مصر والذي قال ( لا فض فوه ) إنه وجماعته يرفضون الحلَّ السلمي في العراق ويحضون على استمرار المقاومة لإنهاء الاحتلال .
ولمن لا يعرف مهدي عاكف الذي بلغ من الكِبر عِتيَّا .. فهو أحد أعضاء التنظيم السري لجماعة الإخوان ، هذا التنظيم الذي أشاع ثقافة الاغتيالات ورفع السيف على من يعارض أهداف الجماعة ( الاستراتيجية ) في أربعينيات القرن العشرين الماضي .

وحينما يجتمع الكبرياء الذي لا يرحم مع العُصاب الشعاراتي تكون الوصفة جاهزة لفتح أبواب الجحيم .. والوقود هنا هم هؤلاء الشباب الذين لم يلتفتوا إلى إزالة القمامة من أمام جامعتهم كهدف نبيل ومطلوب واعتصموا بتحرير العراق وفلسطين والذين يحتشدون الآن وراء السيد / مقتدى الصدر هرباً من بطالة مزمنة من الأمل والعمل .
لكن شباب السيد مقتدى أكثر ظرفاً برقصهم بالأسلحة كأنهم يقولون لنرقص اليوم فغدا تكون المذبحة ...
الله يُستر ...



#إبراهيم_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا أنا .. المصري .. أكتب عن العراق ؟
- ما هي حكاية .. الأطفال والنساء والشيوخ ؟
- رسالة خاصة .. إلى صديق عراقي
- حديقة الأرواح
- صلاح السعدني .. خيالٌ واسع .. ومعطوب
- END OF VIDEO CLIP
- هل أنا .. عميلٌ .. للموساد والسي آي إيه ؟
- حدث في .. الفلوجة
- الروض العاطر
- النبأ الطيب .. من تونس
- أيتها الفراشة .. يا اسم حبيبتي
- ماذا يريد العالم .. من الشعب الفلسطيني ؟
- إعرابُ الفاكهة
- الله / الوطن .. بالأمر
- اهبطوا بسلام قبَّعاتكم
- من القلب .. أطردُ الملائكة
- ما وراء الحجاب .. والأكمة ؟
- بلطة صدام حسين
- لنصفق لجماعة الإخوان .. بمرارة
- بعث العراق سلطة صدَّام قياماً وحُطاماً كتابٌ للقراءة .. مرتي ...


المزيد.....




- زيارة إلى ديربورن أول مدينة ذات أغلبية عربية في الولايات الم ...
- الرئيس الصيني يزور فرنسا في أول جولة أوروبية منذ جائحة كورون ...
- مطالبات لنيويورك تايمز بسحب تقرير يتهم حماس بالعنف الجنسي
- 3 بيانات توضح ما بحثه بايدن مع السيسي وأمير قطر بشأن غزة
- عالم أزهري: حديث زاهي حواس بشأن عدم تواجد الأنبياء موسى وإبر ...
- مفاجآت في اعترافات مضيفة ارتكبت جريمة مروعة في مصر
- الجيش الإسرائيلي: إما قرار حول صفقة مع حماس أو عملية عسكرية ...
- زاهي حواس ردا على تصريحات عالم أزهري: لا دليل على تواجد الأن ...
- بايدن يتصل بالشيخ تميم ويؤكد: واشنطن والدوحة والقاهرة تضمن ا ...
- تقارير إعلامية: بايدن يخاطر بخسارة دعم كبير بين الناخبين الش ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - إبراهيم المصري - جنود السيد .. أحلى جنود !!