أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - أحمد الخنبوبي - السياسة الثقافية بالمغرب..بين سوء التدبير و غياب الاٍستراتيجية














المزيد.....

السياسة الثقافية بالمغرب..بين سوء التدبير و غياب الاٍستراتيجية


أحمد الخنبوبي

الحوار المتمدن-العدد: 2690 - 2009 / 6 / 27 - 05:36
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


وزيرة ثقافة دون مستوى علمي ولا تكوين ثقافي ولا تجربة سياسية تؤهلها لتبوء مكانة "وزير"، مستشارون ومدراء بوزارة الثقافة من الوجوه الثقافية المستهلكة بالمغرب و التي حرقت كل أوراقها، وكذا ومن المعارف الخاصة ومن الأقرباء،هيئات نقابية و جمعوية ثقافية وفنية تكسوها طفيليات همها الأساسي الارتزاق على حساب الفن والثقافة، نقابات فنية يعتلي زعاماتها أناس مريضون نفسانيا ومهووسون بالظهور في وسائل الإعلام وحضور مهرجانات الخمسة نجوم رفقة عائلاتهم، أوصياء على الثقافة والفن بوسائل الإعلام -خصوصا العمومية- يتقنون فنون الرشوة والمحسوبية والزبونية، ويفسحون المجال ويضخمون أشباه الفنانين والمثقفين بينما يهمشون الفنانين و المثقفين الحقيقيين الذي يحبون أصلا الابتعاد عن الأضواء الزائفة ،ابتعاد المثقفين والفنانين الحقيقيين عن الساحة الثقافية والفنية تعبيرا عن امتعاضهم من الظروف المزرية التي وصلها الفن والثقافة بالبلاد، هزالة نسب القراءة والمطالعة وتدهور البحث الثقافي والإبداع
الفني.

هذا باختصار شديد وضع الفن والثقافة بالمغرب. ويتبين من خلا هذه الوضعية الكارثية أنه لتحقيق انطلاقة ثقافية حقيقية بالمغرب، يقتضي الأمر ابتعاد المتطفلين الذين يدعون تمثيل الفنانين والمثقفين عن الساحة وفسح المجال التمثيلي لمبادئ الديمقراطية والتنافسية الشريفة، لأن هؤلاء المتطفلون والسماسرة هم المساهمون بشكل كبير في الفساد والفوضى التي يعرفها القطاع.ثم اٍن إصلاح الوضع الذي أفسده هؤلاء المفسدون السالفو الذكر و غيرهم، يقتضي فك ارتباط الثقافة والفن المغربيين بالشرق الأوسط،وتصنيف الثقافة المغربية من طرف مسئولينا الثقافيين ضمن الثقافة العربية كما يجب فك الارتباط الثقافي مع الغرب وأوربا،حيث يحاول بعض الأوصياء على المجال الإعلامي خصوصا المرئي منه، وعلى وجه التحديد القناة التلفزيونية الثانية التي يمولها الشعب المغربي من جيوبه وتغزوها في البكرة والأصيل برامج أقل ما يمكن القول عنها أنها برامج للمسخ الثقافي والفني لا غير.

مما سلف توجد اليوم ضرورة ملحة إلى إعادة الروح إلى الثقافة والفن المغربيين الغنيين بتنوعهما، بتنوع مناطق وجهات المغرب المختلفة،لا أن يتم تقزيم الثقافة المغربية في مدينتي الرباط والدار البيضاء. فالمغرب أعمق وأكبر من هاتين المدينتين, كما أن الوقت قد حان لرفع وصف الفلكلور على التراث الثقافي والفني المغربيين العريقين (الزجل, العيطة, أحيدوس, أحواش, الطقطوقة, الكدرة........) .كما حان الوقت ليتم القطع مع التصنيف العنصري الذي يقسم الثقافة والفن المغربيين إلى ثقافة شعبية وثقافة عصرية، كما ينبغي ضرورة رفع الحصار على التمثيلية الخارجية للثقافة المغربية في المحافل الدولية من طرف وزارة الثقافة ،التي تحتكر هذا التمثيل الخارجي وتتحكم فيه وتعتبره امتيازا يمنح لمن تشاء من الفنانين والمثقفين المقربين من الوزارة والمتملقين لها.

كما أن إعادة الاعتبار للثقافة المغربية يقتضي الرفع من ميزانية الدولة المخصصة لقطاعي الثقافة والفن،لأن ما يخصص الآن لهذين القطاعين يعد هزيلا، مقارنة بالدور المهم الذي تلعبه الثقافة والفن في تقدم وتحضر المجتمعات البشرية. كما أن تطوير الثقافة يتطلب العمل الجاد والمسؤول على توسيع البنيات التحتية الثقافية في جميع مناطق المغرب، وكذا التدبير الجيد والاٍحترافي للمؤسسات الثقافية الموجودة كالمسارح والمعاهد الموسيقية ودور الثقافة والمهرجانات المسؤولة المنتظمة . كما أن أمر النهوض بالثقافة الوطنية يقتضي بشكل ملح قطع العلاقة مع الثقافة الرسمية للدولة التي تروجها مؤسساتها المتسمة بكونها ثقافة نخبوية وفئوية،بعيدة عن ثقافة أبناء الوطن حيث ينبغي التطبيع مع الموجات الجديدة للموسيقى( الراب, الهيب هوب،الهارد روك ...) ،و مع ما يسمى بالفنون الشعبية المنتشرة في مختلف مناطق المغرب والتي تلقى اليوم إقبالا من طرف الشباب من أجل إحيائها والنهوض بها.

إن المسؤولين على الثقافة بالمغرب عليهم فك تمركز الأنشطة الثقافية المنظمة من جيوب المواطنين المغاربة في محور الدار البيضاء-الرباط ،كما يلزمهم الحد من تهميش المراكز الثقافية الحضارية والتاريخية بالمغرب فكم حز في نفسي وأنا أقرأ حوارا لمدير مسرح محمد الخامس و المسمى عبدو المسناوي في إحدى الجرائد الوطنية ، وهو يحمل صفة يمثل بها مؤسسة ثقافية وطنية ،حيث وصف بعض المناطق بالنائية معددا من بينها مدينة تزنيت ،فهذا "المسؤول الثقافي" يجهل تماما تاريخ هذا المركز الحضاري في المغرب الذي يعود إلى آلاف السنين ومازال إشعاعه العلمي ينير المغرب وخارجه.

إن الدولة المغربية تشجع الإتكالية والاعتماد على الأخر وسياسة التطويع تجاه الفنانين والمثقفين ،بمنح بعضهم امتيازات عينية ومعنوية معينة(رخص النقل, الاستقبالات الرسمية, التكريمات...) مما يخلق عدا وات وصراعات بين الفنانين والمثقفين وما يجبرهم أيضا على التخلي عن مبادئهم وأفكارهم مقابل دريهمات الدولة. فللنهوض بأوضاع الفنانين و المثقفين ينبغي على السياسية الثقافية للدولة ،تشجيع الاستثمار في مجال الثقافة والفن أو ما يسمى حاليا بالصناعات الإبداعية بمنح تحفيزات ضريبية وتشجيعات للمقاولين في هذا المجال ( بناء دور السينما, المقاهي الأدبية, المكتبات, دور النشر والتوزيع...).





#أحمد_الخنبوبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمازيغ بالمغرب و نزاع الصحراء-حوار مع أحمد الخنبوبي
- قراءة حسن معتصم في كتاب -التسويق السياسي..مقاربة نظرية - لمؤ ...
- حوار حول الاٍبداع الموسيقي الأمازيغي
- تراث أحواش والأغنية الأمازيغية العصرية
- دعوى وزارة الداخلية لحل الحزب الديمقراطي الأمازيغي المغربي . ...
- المهرجانات الثقافية بالمغرب مرتبطة بالتجارة أو بالسياسة-حوار
- قراءة رشيد نجيب في كتاب المجموعات الغنائية العصرية السوسية.. ...
- حصيلة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية منذ تأسيسه إلى اليوم.
- البحث العلمي الأمازيغي بالمغرب-حوار مع الباحث أحمد الخنبوبي
- كتاب المجموعات الغنائية العصرية السوسية..فكر،تاريخ وفن-خاتمة
- كتاب المجموعات الغنائية العصرية السوسية..فكر،تاريخ وفن-مجموع ...
- كتاب المجموعات الغنائية العصرية السوسية.. فكر، تاريخ وفن - م ...
- كتاب المجموعات الغنائية العصرية السوسية..فكر،تاريخ وفن-مجموع ...
- كتاب المجموعات الغنائية العصرية السوسية..فكر،تاريخ وفن-مجموع ...
- كتاب المجموعات الغنائية العصرية السوسية ..فكر ، تاريخ وفن - ...
- كتاب المجموعات الغنائية العصرية السوسية..فكر تاريخ وفن-مجموع ...
- كتاب المجموعات الغنائية العصرية السوسية..فكر، تاريخ وفن - مج ...
- حوار حول الاٍنقلاب العسكري بموريتانيا مع الباحث السياسي أحمد ...
- كتاب المجموعات الغنائية العصرية السوسية..فكر،تاريخ وفن-مجموع ...
- كتاب المجموعات الغنائية العصرية السوسية..فكر، تاريخ وفن- مجم ...


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - أحمد الخنبوبي - السياسة الثقافية بالمغرب..بين سوء التدبير و غياب الاٍستراتيجية