أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - واشنطن وتل أبيب: تاريخ الصدام















المزيد.....

واشنطن وتل أبيب: تاريخ الصدام


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 2686 - 2009 / 6 / 23 - 06:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صدر قرار تقسيم فلسطين عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في يوم29تشرين الثاني1947.أيدت الولايات المتحدة القرار،إلاأن بريطانية،القائمة بالإنتداب على فلسطين،أعلنت بأن هناك فراغاً في السلطة على الأرض سينشأ عن انسحابها المزمع،وأنها لذلك لن تسلم السلطة إلى أحد من العرب أواليهود،بل إلى سلطة وصاية للأمم المتحدة على أرض فلسطين .مالت واشنطن إلى ذلك بدءاً من شهر آذار1948،ثم أعدًت إدارة الرئيس ترومان مشروع قرار في يوم 30آذار لعرضه أمام المنظمة الدولية،يصل إلى حدود الغاء قرار التقسيم.أمام هذا ردَ بن غوريون في يوم 5نيسان بإطلاق يد"الهاجانا"لإحتلال أرض فلسطين،ثم بعد يومين قام بتكوين "مجلس الثلاثة عشر"من كل الأحزاب الصهيونية ،ليكون بمثابة الحكومة المؤقتة عند اعلان دولة اسرائيل،الذي تم عند عصر يوم الجمعة 14أيار1948.
في الأسابيع القليلة،قبل اعلان قيام دولة اسرائيل،كان هناك ضغط شديد من قبل زعماء الطائفة اليهودية الأميركية على بن غوريون من أجل أن لايعلن قيام الدولة خوفاً من اغضاب البيت الأبيض،ولم يؤيده من رجال الطائفة البارزين سوى الحاخام سيلفر.صحيح أن واشنطن قد اعترفت بسرعة بالدولة الوليدة،إلاأن شرخاً قد تولدَ منذ ذاك الوقت بين واشنطن وتل أبيب،فيماكانت باريس ثم لندن(بعد عودة تشرشل لداونينغ ستريت عام1951)هما الأكثر قرباً وتحالفاً مع اسرائيل، بينما كانت موسكو كذلك حتى نهاية عام1949.
ظهر الشيء الأخير في حرب1956،لماوحدَت حرب الجزائر بين باريس وتل أبيب ضد عبد الناصر الداعم للثورة هناك ثمَ قرَب تأميم القناة(26تموز1956) بن غوريون كثيراً ليصل لحدود التطابق مع خطط رئيس الوزراء البريطاني أنطوني إيدن ضد الرئيس عبد الناصر.كان الهجوم الثلاثي على مصر مفاجئاً للرئيس أيزنهاور،الذي عارض علناً احتلال اسرائيل لسيناء،ثم هدَد بإتخاذ اجراءات قاسية إن لم تنسحب القوات الاسرائيلية،كان منها منع جمع التبرعات من اليهود الأميركيين والضغط على الألمان لوقف دفع التعويضات لاسرائيل عن ضحايا النازية.
هنا،أدت حرب 1956 إلى انشاء هوَة كبيرة بين واشنطن وتل أبيب استمرت حتى استقالة بن غوريون من رئاسة الوزارة الاسرائيلية بحزيران1963،تمَ فيها ارتماء اسرائيل في أحضان محور ديغول- أديناور الساعي لإضعاف النفوذ الأميركي في الغرب الأوروبي،لتأخذ مقابل هذا مفاعل ديمونا من فرنسة،وقد كان الخلاف الرئيسي(ولوكان تحت عنوان شكلي هو"فضيحة لافون")بين بن غوريون وخصومه في حزب الماباي (= ليفي أشكول وغولدا مائير)متركزاً على مسألة وضعه لبيض اسرائيل كله في سلة القارة العجوز،التي كانوا يرون بأن موازين العالم الغربي قد مالت عنها إلى صالح واشنطن وبأن مساعي الجنرال ديغول لن تهز زعامة أميركا التي تكَرست غربياً منذ عام1945.
بعد بن غوريون،سجلَت حرب حزيران1967ذروة التوافق الاسرائيلي الأميركي،وكذلك الأمر مع ضرب المفاعل النووي العراقي في حزيران1981،ثم في حرب اجتياح لبنان بصيف1982. بين صيفي1967و1982لم يسجل سوى صدام مفصلي واحد بين تل أبيب وواشنطن ،تمثَل في رفض رئيس الوزراء الاسرائيلي مناحيم بيغن للبيان الأميركي –السوفياتي المشترك(1تشرين أول1977)الذي أشار إلى "الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.......والدعوة لإنعقاد مؤتمر جنيف من جديد بمشاركة كل أطراف النزاع العربي الاسرائيلي" ، لتأتي زيارة الرئيس المصري للقدس،بعد سبعة أسابيع من ذلك،وتقضي على كل تلك الأجواء لصالح اتفاقيات تسوية مصرية – اسرائيلية منفردة،التي رعى الرئيس الأميركي كارتر توقيعها في منتجع كامب دافيد(17أيلول1978)،فيما في اليوم التالي لخروج ياسر عرفات من بيروت حصل الصدام بين تل أبيب وواشنطن بسبب طرح الرئيس الأميركي ل"مشروع ريغان"(1أيلول1982)الذي عارضه بيغن بشراسة وعلنية،هو وكل الراديكاليين العرب والفلسطينيين،فيماقال ياسر عرفات كلمته الشهيرة:"لعم"،ماأدى في يوم 9أيار 1983 لبدء انشقاق حركة"فتح"تحت عنوان الموقف من"مشروع ريغان". تكرر مشهد الصدام العلني لرئيس الوزراء الاسرائيلي مع الرئيس الأميركي في عام1991بين بوش الأب وإسحق شاميرلمادعت واشنطن إلى(مؤتمر مدريد) وكاد الأمر أن يتطور لمستوى صدام1956لولارضوخ الإسرائيليين للمطالب الأميركية،فيمالم يحصل شيء من هذا في عهدي العماليين رابين(تموز92- تشرين ثاني95)وباراك(حزيران99-آذار2001)،فيماقال مؤخراً السفير الأميركي السابق في اسرائيل مارتن إنديك بأن ناتنياهو"يعرف بأنه خسر الإنتخابات(=أيار99)لأنه لم يدر العلاقات جيداً مع الرئيس كلينتون(منذ حزيران96)".
هنا،لم يحصل أي صدام في عهد بوش الإبن مع شارون وأولمرت،بل كان التوافق قائماً في المحطات المفصلية مثل حرب2006وحرب غزة التي انتهت(أوأُنهيَت)قبل أيام من دخول باراك أوباما للبيت الأبيض،فيماغطَت واشنطن سياسات شارون في اجتياح الضفة الغربية(29آذار2002،وهو اليوم التالي لتبني مؤتمر قمة بيروت للمبادرة العربية)وفي الإستيطان(= رسالة ضمانات2004الموجهة من بوش لشارون التي وافق فيها على توسيع المستوطنات)في وقت كان اهتمام واشنطن الرئيسي،إثر(11أيلول2001)و(حرب2003)،منصباً على بلاد الرافدين،ثم - بعد أن تضخمت قوة طهران الإقليمية كثيراً إثر سقوط بغداد - على (الملف الايراني)وتداعياته الممتدة بين كابول وشرق البحر المتوسط،مع إدارة الظهر الأميركي لملف الصراع العربي الإسرائيلي.
في هذا الإطار،من الواضح،منذ عودة ناتنياهو إلى رئاسة الوزارة الاسرائيلية بيوم31آذار2009،أن نذر الصدام بينه وبين باراك أوباما هي في حالة تجمع،سواء من خلال تخلي الرئيس الأميركي مؤخراً عن(رسالة ضمانات2004)،أوالحاحه على(حل الدولتين)،أولإنتهاجه استراتيجية مغايرة عن تلك التي يريدها ناتنياهو حيال(ايران)،وأيضاً – وهذا تدل عليه العديد من المؤشرات- فيما يتعلق باعتراضات اسرائيلية على سياسات أوباما المرتبطة بحيثيات (الملف الايراني) والخاصة بإتجاهات أميركية جديدة تجاه كل من"المعتدلين"و"الممانعين"العرب.
كمحصلة عامة،يمكن القول بأن صدام واشنطن وتل أبيب كان محكوماً أولاً بعدم اعتراف بن غوريون بقيادة العاصمة الأميركية للعالم الغربي،ثم كان صدام بيغن عام1977مع كارتر محكوماً بهواجس(كانت موجودة أيضاً عند الرئيس السادات)من أن يؤدي توافق واشنطن وموسكو على منطقة الشرق الأوسط إلى فرض حلول"فوقية"على الأطراف الإقليمية،وهو شيء حكم أيضاً رفضه لمشروع ريغان عندما اعتبره محاولةً لفرض حل أميركي شامل للصراع العربي الإسرائيلي في اليوم التالي لإنتهاء حرب خاضتها تل أبيب في لبنان. في مرحلة(مابعد الحرب الباردة) ،كانت صدامات العاصمتين ناتجة عن رؤية حكمت البيت الأبيض،طوال عقد التسعينيات،بأن (التسوية)ستكون هي المدخل إلى تنظيم نفوذ واشنطن على الشرق الأوسط في المجالات السياسية- الأمنية- الاقتصادية(وربما الثقافية)،وكان التوافق مع رابين وباراك ،وأيضاً مع شمعون بيريز(تشرين ثاني95- حزيران96)،ناتجاً عن تطابقهم مع المتطلبات الأميركية لعملية تسوية الصراع العربي الاسرائيلي. هنا،أتى تطابق بوش الإبن مع الإسرائيليين،طوال ثمانية أعوام،من تخليه عن سياسة سلفيه،هذه.
السؤال الآن:متى(وليس:هل)سيحصل صدام باراك أوباما وبنيامين ناتنياهو؟............





#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهند: اقتراع الديموقراطية الأكبر في العالم!
- دارفور:النزاع غير المنسي -
- مسار التحول اليميني الاسرائيلي
- وصول النزاع السريلانكي المنسي إلى مرحلة حاسمة
- إلى أين وصلت حروب ونزاعات منطقة البحيرات الإفريقية الكبرى؟.. ...
- الإمبراطورية والثقافة
- هل الرؤساء الأميركان وجوه متعددة لعملة واحدة ؟......
- مآزق المعتدلين العرب
- ماذا ترتبط الزعامة المصرية للشرق العربي مع تدهوره وسقوطه؟... ...
- العثمانية الجديدة
- هل ستلاقي باكستان مصير سابقاتها من الدول المافوق قومية ؟...-
- الهند وباكستان:تغير المواقع
- تبريد لبنان
- الرئيس المدني الذي حجّم العسكر
- بوتفليقة: الرئيس المدني الذي حجَم العسكر
- استخدام اليمين لكارل ماركس
- تنامي قوة دول الجوار العربي
- اهتزاز الخارطة الأيديولوجية العالمية
- نهاية فصل شرق أوسطي عاصف
- تدخلية الدولة في الإقتصاد: كينز وخصومه


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - واشنطن وتل أبيب: تاريخ الصدام