أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - هل ستلاقي باكستان مصير سابقاتها من الدول المافوق قومية ؟...-














المزيد.....

هل ستلاقي باكستان مصير سابقاتها من الدول المافوق قومية ؟...-


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 2520 - 2009 / 1 / 8 - 09:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تفككت، خلال القرن العشرين،دول عديدة كانت تحوي تركيباً مافوق قومي في بنيتها،بدءاً من الدولة العثمانية1918إلى الإتحاد السوفياتي1991ويوغسلافيا1991-1995وتشيكوسلوفاكيا1992،وفي عزِ الصدام بين القوميين العرب والإسلاميين،البادىء عام1954،أشار القوميون إلى انقسام البنغاليين في باكستان الشرقية عن الغربية،إثر حرب1971الخاسرة مع الهند،بإعتباره دليلاً على فشل مشروع محمد علي جناح مؤسس باكستان،كدولة تقوم على الرابطة الدينية المتجاوزة للإطار القومي.
في تلك التجارب الأربعة،استخدمت أيديولوجية أممية لتعزيز اللحمة المتزعزعة بعد استيقاظ المكوِنات القوميةالعثمانيون،أولإنشاء دولة ذات مشروع عالميالسوفيات،أولإنشاء رابطة تعوِض عن فقدان التلاحم والوحدة بين المكوِناتيوغسلافيا وتشيكوسلوفاكيا:كان المشروع الباكستاني خاصاً ومختلفاً عن تلك التجارب الأربعة،من حيث كونه أتى بالتصادم والتناقض مع مشروع غاندي- نهرو المكرَس لإنشاء رابطة "قومية هندية"تتجاوز المكوِنات الدينيةهندوس ومسلمين وسيخالموجودة في شبه القارة،لتأتي باكستان في عام1947وهي تضم قوميات(البنغاليون في الشرق،والبنجابيون والسنديون والبلوش والباتان في الغرب،إضافة للمهاجرين الذين أتوا لباكستان بعد التهجيرات المتبادلة بين الهندوس والمسلمين في أعقاب الإنفصال)ظلَلتها الرابطة الإسلامية التي أعطاها السيد جناح كإسم لحزبه.
هنا،كانت الحرب الباردة وانخراط باكستان النشط في المعسكر الغربي منها،واقياً لباكستان من عواصف الزمن،الذي حكم على تلك الدولة بخصام مزمن مع الجارة الهند وبحروب معها بدأت بعد أشهر من ولادتهما المتزامنة كدولتين مستقلتين،فيما كان انخراط الهند في تأسيس مشروع سياسة عدم الإنحياز عبر مؤتمر باندونغ عام1955مع مصر ويوغسلافيا ثم اتجاهها لتأسيس تحالف وثيق مع السوفييت منذ أواسط الستينيات،دافعين كبيرين للأميركان لكي يعطوا باكستان مظلة دولية وحماية،إلى أن وصل ذلك كله إلى ذروة أميركية(وغربية)كبرى في فترة مابعد الغزو السوفياتي لأفغانستان عام1979.
تغير كل ذلك جذرياً مع انهيار السوفييت وتحوُل واشنطن إلى القطب الواحد للعالم:إذا كانت العوامل الدولية قد حمت باكستان من تأثيرات هزيمة1971 وانفصال باكستان الشرقية،وشكَلت جداراً منع من تفاقم الأوضاع الداخلية إلى حدود الإنكسار،فإن العكس قد حصل في فترة مابعد الحرب الباردة،حيث كان تناقص الوزن الدولي لباكستان عند واشنطن منذ بداية اتجاه الأخيرة إلى تفضيل نيودلهي على اسلام آباد في اللوحة الدولية لعالم مابعد عام1989(بحكم عاملي حاجة الأميركان إلى حاجز غربي هندي أمام العملاق الصيني المتنامي القوة ودخول واشنطن في مجابهة الحركة الإسلامية العالمية التي كانت باكستان المنسِق التنفيذي لتحالف الأميركان معها في فترة الحرب الأفغانية ضد السوفييت)مؤدياً إلى بداية اضطرابات داخلية باكستانية،أخذت أبعاداً خطرة على إثر 11أيلول،لما اجتمع سقوط الحليف في كابول=الطالبانبأيد أميركية مع انقسام باكستاني داخلي عميق بين الجنرال مشرَف الذي وضع(ومن والاه من المؤسسة العسكرية وأحزاب مدنية وقوى اجتماعية كان بينها فئة رجال الأعمال)بيضه في السلة الأميركية وبين كتلة مجتمعية كبيرة كانت مع الأحزاب الإسلامية المختلفة ضد واشنطن،وسط حياد مترقب لحزبي السيدة بوتو والسيد نواز شريف،حتى جرى ايجاد توليفة بين هذين الحزبين والمؤسسة العسكرية تحت رعاية دولية منذ خريف عام2007قادت في النهاية إلى استقالة الجنرال مشرَف.
الآن ،تعيش باكستان بين ناري مواجهة الإسلاميين الكشميريين(المدعومين من كتلة باكستانية اجتماعية كبيرة)مع الهند المتعاظمة الحظوة الدولية ودعم اسلامييها لطالبان والقاعدة في حربهما ضد الأميركان:يؤدي هذا وذاك إلى عصر باكستان تحت ضغط مزدوج،بانت أبعاده جنوباً مع الضغط الهندي(المدعوم أميركياً)على باكستان على إثر أحداث مومباي،فيماظهر ذلك شمالاً مع الغارات الأميركية على داخل الأراضي الباكستانية المستهدفة اسلاميين محليين أوعابرين للحدود مع أفغانستان،فيما تظهر علامات متزايدة على اضطراب داخل،يعيش حالة لااندماج اجتماعي بين مكوِناته بالأصل ليضاف هذا لإختلاف داخلي عميق بدأ يظهر باكستانياً حيال قضيتي كشمير وأفغانستان،مايمكن أن يؤدي إلى انفجار مجتمعي،ليس مستبعداً أن يصل لحافة الإنفجار والتشظي ،في ظل حالة مازالت فيها الإنقسامات القومية بين المكوِنات الباكستانية كامنة تحت الرماد،ولم تصل بعد لحالة الإندماج المجتمعي.
إلى أين سيقود كل ذلك باكستانياً؟......... هل سيصل إلى حالة تلك الدول المافوق قومية التي تداعى بنيانها لما شجع الوضع الخارجيهزيمة العثمانيين في الحرب العالمية الأولى،وهزيمة الكتلة الشرقية في الحرب الباردة عام1989على تفكك البنية الداخلية التي ظلت تعيش حالة اللااندماج؟........



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهند وباكستان:تغير المواقع
- تبريد لبنان
- الرئيس المدني الذي حجّم العسكر
- بوتفليقة: الرئيس المدني الذي حجَم العسكر
- استخدام اليمين لكارل ماركس
- تنامي قوة دول الجوار العربي
- اهتزاز الخارطة الأيديولوجية العالمية
- نهاية فصل شرق أوسطي عاصف
- تدخلية الدولة في الإقتصاد: كينز وخصومه
- بين أزمتي 1929 و2008: دراسة مقارنة
- حول تداعيات الضعف المستجد للقطب الواحد
- هل انتهى مدُ(الليبرالية الجديدة)؟....
- القوميات الثلاث المستهدفة
- لينين ويلتسين:من رأسمالية الدولة إلى اقتصاد السوق
- جورجيا وروسيا:الجيرة الصعبة
- استهداف السودان
- مابعد جورجيا:هل وصل (القطب الواحد)إلى مرحلة الأزمة؟
- تحولات أميركية جديدة
- عسكر موريتانيا:العودة من وراء الستار
- ثالوث السياسة العربية


المزيد.....




- إيران توجه تهديدا لأي -طرف ثالث- يعتزم التدخل في الصراع مع إ ...
- كيف تجهل عدد سكان بلد تريد الإطاحة بحكومته؟-.. جدال حاد بين ...
- بيسكوف: الكرملين لا يعدل أجندته لتناسب الغرب
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قائد وحدة الصواريخ المضادة للد ...
- نتنياهو يعلق على تأجيل حفل زفاف ابنه
- ترامب: تعطيل منشأة -فوردو- الإيرانية أمر ضروري
- إيران تعلن تفكيك شبكة جواسيس إسرائيلية تشغل طائرات مسيرة في ...
- مقتل 76 فلسطينيا جراء الغارات الإسرائيلية المستمرة على قطاع ...
- -ميتا- تستقطب علماء الذكاء الاصطناعي من المنافسين
- أمنستي تناشد الهند وقف عمليات الترحيل غير القانونية للاجئي ا ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - هل ستلاقي باكستان مصير سابقاتها من الدول المافوق قومية ؟...-