أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - مآزق المعتدلين العرب















المزيد.....

مآزق المعتدلين العرب


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 2531 - 2009 / 1 / 19 - 07:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تشكَلت حالة الاعتدال عند العرب،منذ هزيمة 5حزيران1967،من خلال معبر اسمه الموضوع الإسرائيلي،وعملياً فقد كان القبول ب(القرار242) 22تشرين الثاني1967ثم ب(مبادرة روجرز)التي وافق عليها أيضاً الرئيس عبد الناصر بخطابه يوم23تموز1970ماأوقف حرب الاستنزاف يوم2آب التالي،مؤدياً إلى الفرز والاصطفاف،على أساس الموقف منهما،بين معتدلين ومتشددينأو متطرفين،ليشمل معسكر الأخيرين كل قوى المقاومة الفلسطينية وسلطتا البعث في بغداد ودمشق،كما أن الإصطفافات في دوائر بعض الأنظمة قد كان على أساس الموقف من (القرار242)،كما حصل في حزب البعث الحاكم بدمشق حتى جاءت حركة 16تشرين الثاني1970،بقيادة الفريق حافظ الأسد،لتبعد اللواء صلاح جديد الذي وجد نفسه،في شهري آب وأيلول1970، في خصام مع عبد الناصر والسوفييت والأميركان والسعودية والأردن وخاصة لما حاول التدخل العسكري في الأردن لصالح المقاومة الفلسطينية الداخلة في صدام مسلح عنيف مع الملك حسين.
هنا،كان اعتدال الرئيس عبد الناصر في موضوع الحل السلمي،وفقاً للقرار242،لا يتشابه مع ما فعله الرئيس السادات بعد حرب1973انطلاقاً من مقولتيه بأن"هذه الحرب هي آخر الحروب مع إسرائيل" وأن "99% من أوراق الحل بيد أمريكا"،بل كان يؤمن بأن"السلم"و"التسوية"يمران عبر طريق السلاح والتوازنات الفعلية على الأرض،لا عبر العواطف والمبادرات الرامية إلى"كسر الحاجز النفسي"كما تصوَر الرئيس السادات عبر زيارته لإسرائيل يوم19تشرين الثاني1977،ليُصدم في أيلول العام التالي أثناء مفاوضات كامب دافيد بذهنية سياسية إسرائيلية (لما حاول تذكير محاوره رئيس الوزراء الإسرائيلي بيغن بأنه قدَم عبر مبادرته"ما لم تحلم به إسرائيل طوال ثلاثين عاماً")لا تعترف إلابتوازنات الوقائع الفعلية على الأرض من خلال رد بيغن عليه بأنه في السياسة"الورقة تفقد قيمتها بعد وضعها على الطاولة".
تكرر هذا مع الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات في يوم توقيع اتفاقية أوسلو13أيلول1993بحديقة البيت الأبيض لما مدَ ابن القدس يده مبادراً( بعد التوقيع ) لمصافحة إسحق رابين ابن المهاجرين اليهود من بولندا إلى فلسطين وأحجم هذا الأخير أمام عدسات الكاميرات،في مشهد رمزي يشي عملياً بما تم في المفاوضات التي جرت بمنزل منعزل من ضواحي أوسلو،لما قدَم الفلسطيني الكثير مقابل وعود بمفاوضات حول"مواضيع الحل النهائي" ،ما يشبه شراء السمك وهو في البحر،حتى قام شارونالذي ردَ في اليوم التالي على مبادرة قمة بيروت العربية للسلام عام2002 باجتياح الضفة الغربيةبعد عقد من الزمان من ذلك بتدمير كل نتائج (أوسلو)بما فيها كل مؤسسات"السلطة الفلسطينية"بعد أن فكَر عرفات،عبر( الانتفاضة الثانية )الآتية إثر شهرين من فشل مفاوضات كامب دافيد الثلاثية بين كلينتون وباراك وعرفات بتموز2000،بالمزاوجة بين ( العنف ) و( السياسة )،كما كان يفعل بن غوريون بالأربعينيات قبل 15أيار1948ضد العرب،مستخدماً منظمة( الهاجانا )بشكل مباشر،ومنظمتي( الإرغون ) و ( شترن ) ضد العرب والبريطانيين بطريقة غير مباشرة.
ربما كانت تلك الثنائية بين السلاح وغصن الزيتون، والتي أشار إليها عرفات بخطابه في الأمم المتحدة عام 1974،هي طريق كل حركة سياسية تسعى إلى بناء دولة أو استعادة كيان أو أرض ،كما حصل في فيتنام والجزائر،إلا أن( أوسلو )لا تقود إلى ذلك،وإن تمَ هذا تحت خيمتها فهو محكوم عليه بالفشل والخسران،كما كان مصير( الانتفاضة الثانية )،لينقسم العمل الفلسطيني،بعد وفاة الزعيم ياسر عرفات،إلى ثنائية لا تلتقي تعبِر عن انفصال هذين الحدَين،بين ذهنية سياسية تشبه تلك التي كانت عند الرئيس السادات لدى "السلطة الفلسطينية"،وبين قوة عنفية عند(حماس)لا تملك ذهناً سياسياً موازناً أو قادراً على تثمير العنف أو السلاح.
في هذا الإطار ،دخل (الموضوع الأميركي)كعامل محدِد ل ( الاعتدال) و( التطرف ) منذ سقوط بغداد في يوم9نيسان2003،وتداخل مع(الموضوع الإسرائيلي)،وخاصة بعد مرحلة انتقالية كان فيها التحالف الأميركي- الإيراني قائماً في مرحلتي غزو واحتلال العراق حتى انفكَ تحالفهما في شهر آب2005 مع استئناف طهران لبرنامج التخصيب النووي،ليصبح المشهد مكتملاً،وخاصة منذ حرب تموز2006 ، باصطفافاته واستقطاباته، التي شملت عموم المنطقة من طهران إلى القاهرة ، بين( معتدلين ) يؤيدون أو يتلاقون أو يقبلون الوجود الأميركي بالعراق وأجندات تعلنها واشنطن للمنطقة أو سياسات ترسمها ضد أنظمة إقليمية معينة وأحزاب وقوى مسلحة متحالفة مع تلك الأنظمة،وبين (متطرفين) يمكن تسميتهم ( مقاومين ) أو ( ممانعين ) يرون أنفسهم في اصطفافات تمتد على مساحة إقليم الشرق الأوسط ضد الأميركي في العراق(ولوظل بعضهم يرعى حلفاء له في بغداد هم حلفاء ومتعاونين مع الأميركي في الآن نفسه،مثل إيران في علاقتها مع آل الحكيم وحزب الدعوة )وضد أنظمة عربية متحالفة مع واشنطن وضد منظمات أو تحالفات ببلدان عربية عديدة ترى نفسها في الطرف الآخر تجاه(المقاومين)و(الممانعين).
تأتي مآزق هذا الاعتدال العربي ،الذي يشمل أنظمة وقوى واتجاهات سياسية عربية هي خارج السلطات الرسمية،من واقع التحالف العضوي بين واشنطن وتل أبيب،وخاصة بعد تعثرات المشروع الأميركي بالمنطقة بالسنوات الثلاث الماضية بدءاً من العراق،وهو مادفع واشنطن لتأييد حرب اسرائيل على لبنان في صيف2006 بوصفها"آلام مخاض ضرورية لولادة شرق أوسط جديد"،على حد تعبير الوزيرة رايس بالأسبوع الأول من تلك الحرب، بعد أن تعثرت ولادته في أرض الرافدين واستعصت(في مشهد هو بخلاف مشهد حرب عام1991لما كان تأييد ثالوث الرياض- القاهرة- دمشق للتحالف الدولي بعد الغزو العراقي للكويت مؤدياً إلى فاتورة قدمتها واشنطن تمثلت في ضغط أميركي شديد على إسرائيل لكي تذهب إلى مؤتمر مدريد) ،الشيء الذي يتكرر في هذه الأيام مع حرب إسرائيل على قطاع غزة بتأييد أميركي صريح،في محاولة أخيرة من الإدارة الأميركية الراحلة في فترة الانتقال لاستخدام العامل الإسرائيلي ، الساعي إلى ردِ اعتباره بعد فشله في حرب2006،من أجل قلب الطاولة على التحالف الرباعي = طهران- دمشق- حزب الله- حماس عبر ضربه في حلقته الضعيفة،كنوع من المدخل إلى إنشاء مشهد شرق أوسطي جديد يعاكس الذي نشأ في عموم المنطقة،وفي هذا الموضع أو ذاك ،على إثر نتائج حرب تموز.
هذا التحالف بين ( الأميركي ) و( الإسرائيلي ) يقود منذ سنوات عدة إلى انفلات الموضوع الفلسطيني من أيدي المعتدلين العرب،وسط تغوُل إسرائيلي بتأييد أميركي على الفلسطيني، ما يضع" السلطة الفلسطينية " في موقع ضعيف ومعزول فلسطينياً و عربيأً و اسلامياً على الصعيد الشعبي،وهو شيء يصيب بآثاره كل مؤيد أو راغب في "التسوية"مع إسرائيل من العرب سواء كان في الأنظمة الرسمية أو خارجها،فيما استطاع ( التحالف الرباعي ) أن يماهي ( المقاومة ) و( الممانعة ) ضد إسرائيل به و أن يخرج المعتدلين العرب من دائرتهما على الأقل اعلامياً ومعنوياً ،وهناك الكثير من المؤشرات على أن هذا حاصل في عيون الكثيرين بالشارع العربي بين الرباط والبحرين.أيضاً،فإن هذا التحالف العضوي بين أميركا و إسرائيل يجعل المعتدلين العرب في حالة انفصال مع غالبية واضحة في الشارع العربي ترى نفسها في حالة كره شديد للسياسة الأميركية،يعادل الذي تحمله ضد إسرائيل،ما يجعل بعضهم في حالة قريبة من حالة نوري السعيد بالخمسينيات في فترة ما بعد حرب السويس تشرين أول- تشرين ثاني1956التي شاركت فيها حليفته بريطانيا بالتحالف مع إسرائيل ضد مصر،والتي أدت هزيمة بريطانيا فيها إلى نتائج لم تقتصر على رئيس الوزراء أنطوني إيدن في(10داونينغ ستريت) وإنما أيضاً إلى انعكاسات كان أحد مسارحها في بغداد يوم14تموز1958.



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا ترتبط الزعامة المصرية للشرق العربي مع تدهوره وسقوطه؟... ...
- العثمانية الجديدة
- هل ستلاقي باكستان مصير سابقاتها من الدول المافوق قومية ؟...-
- الهند وباكستان:تغير المواقع
- تبريد لبنان
- الرئيس المدني الذي حجّم العسكر
- بوتفليقة: الرئيس المدني الذي حجَم العسكر
- استخدام اليمين لكارل ماركس
- تنامي قوة دول الجوار العربي
- اهتزاز الخارطة الأيديولوجية العالمية
- نهاية فصل شرق أوسطي عاصف
- تدخلية الدولة في الإقتصاد: كينز وخصومه
- بين أزمتي 1929 و2008: دراسة مقارنة
- حول تداعيات الضعف المستجد للقطب الواحد
- هل انتهى مدُ(الليبرالية الجديدة)؟....
- القوميات الثلاث المستهدفة
- لينين ويلتسين:من رأسمالية الدولة إلى اقتصاد السوق
- جورجيا وروسيا:الجيرة الصعبة
- استهداف السودان
- مابعد جورجيا:هل وصل (القطب الواحد)إلى مرحلة الأزمة؟


المزيد.....




- محكمة العدل الدولية تعلن انضمام دولة عربية لدعوى جنوب إفريقي ...
- حل البرلمان وتعليق مواد دستورية.. تفاصيل قرار أمير الكويت
- -حزب الله- يعلن استهداف شمال إسرائيل مرتين بـ-صواريخ الكاتيو ...
- أمير الكويت يحل البرلمان ويعلق بعض مواد الدستور 4 سنوات
- روسيا تبدأ هجوما في خاركيف وزيلينسكي يتحدث عن معارك على طول ...
- 10 قتلى على الأقل بينهم أطفال إثر قصف إسرائيلي لوسط قطاع غزة ...
- إسرائيل تعلن تسليم 200 ألف لتر من الوقود إلى قطاع غزة
- -جريمة تستوجب العزل-.. تعليق إرسال الأسلحة لإسرائيل يضع بايد ...
- زيلينسكي: -معارك عنيفة- على -طول خط الجبهة-
- نجل ترامب ينسحب من أول نشاط سياسي له في الحزب الجمهوري


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - مآزق المعتدلين العرب