أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - رفيقي سعدات لأنك صامت لا يريدوك














المزيد.....

رفيقي سعدات لأنك صامت لا يريدوك


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 2683 - 2009 / 6 / 20 - 08:53
المحور: القضية الفلسطينية
    


ماذا لو صفع طفلُ صغير يرتدي كوفية سوداء مرقطة بالأبيض طفلاً آخر موشح بعلم أخضر، صفعه بكلمات بذيئة ، ماذا كان سيحدث؟!
معركة إعلامية بجيوش مجيشه على رأس كل منها قائد يتمتع بسمات أهمها" الكذب، النفاق، الفذلكة، مراقصة الكلمات والحروف على هزة وسط، وربطة عنق مهمتها تزييف الحقائق ، وإبطال الصدق ، وإحقاق الباطل، ولونها ذهبي ليثير الحاضرين كما يثير الأسبان الثور بالأحمر، ويبدأ النواح على عملية القدح، والصفع، والمبارزة بقفازات من خلف كاميرات الفضائيات، فنجد أنفسنا أمام بطل من أبطال المقاومة، ومجاهد لم تلد الأرحام مثيلاً له في ثورة الضجيج والزعيق في حفلات متوالية للندب تعانق السماء ضجيجاً، وعويلاً، وصراخاً وكذباً، ونفاقاً، تتهافت وتتسارع القنوات الفضائية لدفع أموال طائلة لتحيي حفلة جهادية على أنغام قائد لم تلد الأرحام بطلاً في قدراته في إثارة خلايا الكذب الخفية لدى الإنسان، وإحيائها لتعود لتستذكر أن الكذب له مستمعون كثر في زمن الأقزام، وأصحاب الأقلام المنغمسة بزيت النفط، وعطر الغاز، ومساحيق التجميل.
لم يعد لدينا القدرة على استدراك حقيقة فوز الموالاة في لبنان وهم (عملاء) حسب الوصف، أو فوز(نجاد) بفارق عظيم وكبير عن (موسوي) ولم نعد نستطيع الوقوف وقفة صدق لنميز بين " الخيار والفقوس" فاللون والشكل ما يهمنا فقط، أما الطعم والمذاق فهو متكدر في الحلق لا يميز ، ومهمته طريقها صوب الأمعاء ومن ثم إلى الإخراج، لا يستفيد منها الجسم سوي باليسير، وعلى خطي تلك المبادئ والتفاعلات والفقاعات تتغذي عقولنا في زمن اللامعقول.
أدرك بكظم الغيظ لدى تلك الأقلام التي أثخنت جراحنا ألماً، وسممت عقولنا قهراً، ولكن لا أدرك ما هذا الصمت عن ذاك الرابض خلف القضبان قائداً متربصاً بعدوه، معلناً عن تحديه ومعركته بأمعائه، ضد قيده وسوط الجلاد، في معركة سلاحها الأمعاء.
ربما يتعذر رفيقي (سعدات) علينا العودة إلى الخلف للاستذكار شيئاً من الزمن الشريف الذي أنجب من رحمه شرفاء حملوا اللواء دون ضجيج وزعيق، وساروا بلا حفلات فضائية ، وبلا عويل، مثل قطط سمان تجيد المواء، وخنازير خبيثة المحيي تكتنز أنفلونزا الإعلام بين أحشائها من شحوم ولحوم.
عذراً رفيقي أحمد سعدات لم ترتدى يوماً تلك العباءة السوداء المرصعة بربطة عنق ، وأصابع ناعمة بيضاء كل مهمتها الضغط على زر المايك، وارتداء خاتم المباهاة الذهبي ليلمع بين أصابعك بريقاً، لقد ارتديت زناد الصمت، وضغطت على زند الإيمان بالوطن، فحجبت عنك الشمس والقمر، وضوء الكاميرا، وبوق الإعلام لأنك بكل أسف تجيد الصمت، وتجيد المطاردة للاحتلال.
كنت ولا زلت سعدات الخليفة لذاك الرعيل الراحل من عالمنا ولن نسمع عنهم سوي بكتب التاريخ، أرعبوا الاحتلال بساحات المقاومة، ولم يرعبوه بساحات الاستوديوهات، فلذلك لم يعدوا يريدونك أو يذكروك، في معركتك التي تخوضها وحيداً شاهداً وشهيداً.
يقال بأمثالنا أن اللبيب بالإشارة يفهم، فهل فهمنا وفهمتم وفهم اللبيب أن العولمة التي نخافها ونخشاها ونحاربها توغلت حتى كست عقولنا بطبقة جيرية لا يسمح من خلالها بنفاذ الفهم والضوء إليه مهما حاولت كل أسلحة الفهم والوعي أن تقتحم تلك الظلمة العقلية التي فرضها العرب على عقولهم.
يقال أن الموالاة عملاء ورجال أمريكا فانتصروا في لبنان وهزم برنامج عون- المقاومة والسؤال لماذا؟ هل تحب الشعوب العملاء؟ أم لأن الزفة كانت تحتاج لبهلوانات أكثر هزاً للوسط والخصر العقلي في التعامل مع الجماهير.
كما قيل ويقال أن حامية المشروع المضاد لأمريكا اختارت الرجل الصلب( نجاد) فاشتعلت الفوضي احتجاجاً على عملية التزييف حسب الوصف بعد هزيمة الموسوي ، فهل الجماهير ثارت من فراغ؟
يقال أن سعدات ( أحمد) لا حاجة له وليس مجدِ وجوده، فلا فضائياتنا بحاجة لرجل صامت، ولا لزفة يشاهدها رجلُ وقور، يحترم وطنيته، ولهم الحق فالمواخير تحتاج لضارب وعازف يجيد ترقيص الكلمات والحروف، ويحمل قبل اسمه د. أو أ. يرتدي ربطة عنق وليس ملابس سجون بنية اللون.
ختاماً أثبتت الشعوب إنها تنساق خلف عملاء يخدمون أمريكا، ولم تسمع تهليل الاقلام المناضلة المتبعثره في بلدان الغاز القطري، ودولارات كندا، وحرية استراليا....الخ.
أما نحن الذين نحسدهم على رغداء معيشتهم فقد أدركنا الفكرة ولا نريد الجعجعة خلف كاميرات الفضائيات، ولا نريد أن نلصق تهمة مجاهد ومناضل تزيد من أسهم نفاقنا في ساحه التجحيش العقلي ، وكفاك رفيقي سعدات شرف جوعك الصامت.
سامي الأخرس
13/6/2009






#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انفلونزا الخنازير لا تعدي العرب
- فلسطين بين فتح وحماس
- الوحدة أم الهدنة أيهما أهم؟
- لا تهدموا آخرقلاع الكيانية الفلسطينية منظمة التحرير الفلسطين ...
- ما بعد غزة : خطابات النصر وخطابات الهزيمة ثقافة أم معركة ؟
- اياكم وجيل الغضب القادم
- السياسة تياسة شعار العرب
- رانية مرجية اليد على الجرح
- أعناقنا وذهب بكين
- وجع الموت لأهلنا في العراق من يشعر به؟
- محمود درويش فراقك كفراق وطن
- انقلاب موريتانيا عسكر وحرامية
- لماذا أفلت حزب العدالة والتنمية التركي من أنياب المحكمة الدس ...
- رحلة حياة في مطار الذاكرة
- دلال المغربي عذرا لقد ظلموك وسلبوا راحتك
- أين الأحواز يا عرب ؟
- أثمرت لتهدئة قبل موسم الحصاد
- حديث عابر مع صديق سوري
- جامعاتنا جامعات مفاسد وضرار (2)
- صيف لبنان وشتاء حزب الله


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - رفيقي سعدات لأنك صامت لا يريدوك