أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - غازي الصوراني - ما الماركسية ؟ الصوراني يدعو كوادر الجبهة للتمسك بالماركسية كمنهج للتحرر من الاضطهاد والاستغلال















المزيد.....

ما الماركسية ؟ الصوراني يدعو كوادر الجبهة للتمسك بالماركسية كمنهج للتحرر من الاضطهاد والاستغلال


غازي الصوراني
مفكر وباحث فلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 2677 - 2009 / 6 / 14 - 09:56
المحور: القضية الفلسطينية
    


في ندوة ببلدة جباليا بعنوان : ما الماركسية ؟ الصوراني يدعو كوادر الجبهة للتمسك بالماركسية كمنهج للتحرر من الاضطهاد والاستغلال
أكد مسئول الدائرة الثقافية المركزية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الر.غازي الصوراني أن الشرط الأول من شروط تكوين الكادر الماركسي في الجبهة، كما في كل الأحزاب اليسارية، هو الإيمان الواعي بأن الماركسية علم تاريخي واجتماعي قابل للتطور، باعتبارها علم القوانين الطبيعية التي تتحكم في سير وتطور المجتمع الإنساني، وهي بهذه الصفة علم متجدد ومتطور لا يقل دقة عن سائر العلوم الطبيعية، بالإضافة إلى أنها علم تطبيق المادية الجدلية على تاريخ المجتمع البشري بجميع مراحله وأنماطه المختلفة.
وأشار الصوراني خلال ندوة فكرية نظمتها منظمة الشهيد صالح دردونة في بلدة جباليا لكوادرها الخميس أن السمات الرئيسة للماركسية تتحدد وتتميز عن غيرها في أنها تستمد عناصرها ومعطياتها وبالتالي قوانينها من الدراسة العلمية العينية الملموسة للواقع الاقتصادي والاجتماعي الفكري والصراعي (الطبقي) في كل بلد من البلدان وفق خصوصيته، كما أنها ليست مجرد نظرية معرفية علمية تستمد هدفها من الدراسة العلمية الموضوعية وإنما تتضمن كذلك موقفاً موضوعياً كنظرية لتغيير الواقع تغييراً جذرياً لإقامة واقع مغاير يتخلص فيه الإنسان من الاضطهاد الوطني والطبقي ومن الفقر والقهر والاستغلال، وتتفجر فيه إنسانيته الإبداعية وتتوفر له الحرية الحقيقية، بالإضافة إلى أن الممارسة العملية تتم وفق هذه المعرفة، وهي شرط لها.
وأكد الصوراني على أن الحفاظ على الماركسية ومتابعة رسالتها الإنسانية لا يكمن في الدفاع اللاهوتي أو الدوغمائي عن تعاليمها، وإنما بالنقد الدائم لأفكارها وتجديدها ارتباطاً بالأهداف العظيمة من أجل التحرر الوطني والقومي والديمقراطي ، الأمر الذي يستدعي من الرفاق في الجبهة استيعاب القضايا والمفاهيم الأساسية والمبادئ العامة للماركسية المتمثلة في ضرورة الالتزام بالماركسية لكونها أداة منهجية تتأسس على الجدل المادي، تسهم في وعينا للواقع بصيرورته ( و بالتالي بتاريخيَّته) و تنوّعه و تعدّد تناقضاته، و بدور البشر فيه، كما أنها هي التي تعبّر عن مصالح الطبقة العاملة و عن الفلاحين الفقراء، وتعبر عن المصلحة العامة لمجمل الأمة في نزوعها نحو التحرّر و تحقيق التطوّر في إطار النضال من أجل انتصار المبادئ الإنسانية الهادفة إلى إلغاء الاستغلال والاضطهاد و عدم المساواة و التأسيس عبرها لعلاقات أممية حق ّ ة، والانطلاق دائما من الواقع الملموس و الالتزام بالبرنامج الواقعي المنطلق من تحليل الواقع لتحديد المهمات و آليات التغيير.
وأضاف بأن كل القضايا المتعلّقة بالماركسية و بتاريخها، هي مجال حوار و نقاش، وبالتالي فهي خاضعة لحق الاختلاف، لكنها ليست بالضرورة أساس انقسام أو تكتل، حيث أنها قابلة لتعدّدٍ في وجهات النظر، كما أنها ليست مقدّسات، لهذا فهي خاضعة للانتقاد و النفي و إعادة الصياغة، لأنها تغتني بالواقع و الوقائع كما بالتجربة .
واستعرض الصوراني نشأة الماركسية مشيراً أنها نشأت في أتون الاستغلال الرأسمالي والصراع الطبقي، وتميزت بنضوجها ووعيها لطبيعة النظام الرأسمالي القائم على الملكية الفردية لوسائل الإنتاج في مقابل عمل الطبقة العاملة الجماعي، وهي طبيعة تكشف جوهر الاستغلال القائم على الاستيلاء على القيمة الزائدة أو فائض القيمة الذي يحصل عليه الرأسمالي من الجهد المبذول من العمال دون أي مقابل.
وأكد أن ماركس بَيّن بالملموس أن الصراع الطبقي هو القوة المحركة لتطور التشكيلات المتناحرة، أي إنه فقط "عن طريق الصراع الطبقي وعبر الثورة الاشتراكية، ستصل البروليتاريا إلى البناء والتجديد الاشتراكي للمجتمع، مبرهناً عبر الفهم المادي للتاريخ على أن صانع التاريخ هي الجماهير المضطهدة داخل كل تشكيلة اجتماعية وأن الصراع الطبقي هو محرك التاريخ.
وأوضح الصوراني أن النظرية الماركسية بفضل اكتشافها لقانون القيمة الزائدة أكدت أن الرأسمالية لا تستغل الطبقة العاملة وتضطهدها وتستعبدها فقط ، بل تُصَلّب عودها أيضاً، مشدداً على أهمية أن تبني طبقة البروليتاريا حزبها الخاص بها ولا يمكنها التحرر إلا عبر تحرير نفسها بنفسها ، كما ولا يمكنها أن تقود عملية التحرر من الاستغلال، تحررها كطبقة وتحرر كافة الكادحين والمضطهدين داخل النظام الرأسمالي، إلا بتأسيس حزب اشتراكي ثوري مستقل، لأن الاشتراكية اليوم ضرورة حتمية لاستمرار الحضارة البشرية ، وضمان لا غنى عنه لبقاء الجنس البشري.
وأشار الصوراني إلى أن أعظم انجازين لماركس هما الأول منهجه المادي الجدلي في دراسة الظواهر الطبيعية والاجتماعية (بما في ذلك قوانين الديالكتيك ومقولاته) والذي لم يظهر إلى الآن منهج يضاهيه أو يصل إلى مستواه، والثاني دراسته العلمية للرأسمالية، مشيراً أن كتابه رأس المال صورة تاريخية لأصل الرأسمالية، نشأتها وتطورها في أوروبا، ولم يظهر ما يوازيها في طابعها العلمي حتى الآن.
وأضاف الصوراني أن الماركسية ليست تصور أو مجموعة أفكار فقط، بل إنها فلسفة الشك التي تفترض إعادة تقييم الظواهر بلا توقف، إنها قوة فعل كذلك، مشدداً على ضرورة تحديد دورها في الصراع الراهن، وهذا يقع على عاتق الجبهة لمواجهة وإزاحة قوى اليمين الوطني ويمين الإسلام السياسي عبر الصراع السياسي الديمقراطي معهما على قاعدة الوحدة والإختلاف، كما هو واجب كل قوى اليسار في العالم في هذه المرحلة انطلاقاً من أولوية الوعي بأن الماركسية هي موقف سياسي تجاه الواقع من أجل تغييره .
ودعا لضرورة أن يأخذ الحزب دوره في توعية هذه الجماهير، بشرط أن يكون موحداً فكرياً وسياسياً وتنظيمياً بعيداً عن كل مظاهر الأزمات المتمثلة في الشللية أو الانتهازية أو الليبرالية أو الهبوط الفكري ..إلخ، بالإضافة لأهمية الإدراك أن النضال ضد التحالف الصهيوني الإمبريالي لا يكفي وحده بل يجب أن يمتد في سياق الصراع الطبقي من تحقيق عملية النهوض والتطور وتجاوز كل أشكال الاستغلال والاضطهاد والاستبداد في مجتمعنا، الأمر الذي يفرض ان تكون الجبهة عنصر رئيسي في الصراع أو المواجهة.
واسترشد الصوراني بكلمات الرفيق الراحل المؤسس جورج حبش " إننا نمر في فترة سياسية معقدة مما يولد في نفوس البعض حالة من الشكوك واليأس والارتباك ... وفي مثل هذه اللحظات الصعبة تبرز أهمية النضال على الجبهة الثقافية .. وبالتالي فإن أول شرط من شروط تكوين الإنسان الماركسي الحريص على التمسك والدفاع عن هوية حزبنا الماركسية ، هو إيمانه بأن الماركسية علم قابل للتطوير والتجديد، فلا يجوز لطالب الطب أن يمارس الطب قبل حصوله على شهادة طبيب، وهذا ينطبق على الإنسان الذي يريد أن يصبح ماركسياً أن يدرس علم الماركسية من مصادرها".
وأضاف الصوراني أن المرحلة الراهنة بكل محدداتها ومتغيراتها السياسية في إطار الصراع مع العدو تشير بوضوح إلى أن آفاق النضال القطري الفلسطيني مسدود ليس بسبب عوامل خارجية فحسب بل أيضاً بسبب عوامل داخلية فلسطينية وعربية مرتبطة إما باليمين السياسي (في السلطة والنظام العربي) أو اليمين الأصولي / الإسلام السياسي أو كلاهما معاً، مشدداً على أن مهمة الجبهة يجب أن تكون في إدراك طبيعة هذه المرحلة وسبل الخروج منها واستنهاض وضعها الذاتي كشرط رئيسي لتوفير القدرة على المواجهة، من خلال تفعيل العلاقة الجدلية بين نضالنا الوطني والتحرري الديمقراطي وبعده القومي العربي.
ولفت الصوراني أن الماركسية ليست نظرية انعزالية، بل يجب التعامل معها بأنها فكر حي مبدع ومتجدد ، فقد صاغت الماركسية على الصعيد الفلسفي، الديالكتيك المادي الذي شَكّل ثورة في المعرفة والتفكير، كمنهج علمي يقبل الاحتكام للخيار الديمقراطي في إطار الصراع الطبقي صوب الاشتراكية، وأما على صعيد الفكر السياسي، فقد أرست التأسيس لنظرية علمية عن الاشتراكية كبديل للمجتمع الرأسمالي.
واعتبر الصوراني استرشاد الجبهة بالنظرية الماركسية ومنهجها انطلاقاً من كونها نظرية علمية قابلة للتطور والتجدد ؛ لا تقبل الأحكام المطلقة أو الجمود والثبات، لأنها مرتبطة بالمتغيرات السياسية الاجتماعية الاقتصادية في كل مرحلة من مراحل تطور البشرية.
وأكد الصوراني أن التناقض الأساسي الذي يحرك كافة التناقضات في المجتمع الرأسمالي في تطوره المتفاوت، هو التناقض الذي كشفه ماركس كتناقض بين القوى المنتجة وعلاقات الإنتاج، فهناك من جهة، التطور العاصف للقوى المنتجة على أساس الثورة المتواصلة في مجالات العلم والتكنولوجيا، بحيث تفقد عمليات الإنتاج المادي كل طابع فردي، أو حتى قومي، وتتجاوز حدود الدول، حتى الكبرى منها، وتكتسب الطابع الجماعي بتقسيم متجدد للعمل، وبترابط مختلف مجالاته في آن...
وبهذا المجال أكد الصوراني على أن الحل الوحيد الممكن لهذا التناقض الأساسي، يكمن في الاشتراكية، التي لا تزال، كما كانت في زمن ماركس، ماثلة على جدول أعمال البشرية، وأن الطبقة العاملة، متمثلة بفكرها ونظرتها الى العالم ووعيها وبرنامجها الديمقراطي الثوري هي ـ وليست الطغمة المالية ـ الطبقة التي تتطابق مصالحها مع مصلحة المجتمع البشري، واهدافه في البقاء والتطور السلمي، وفي الإخاء بين الأفراد والشعوب، وفي المساواة والحرية.
وشدد الصوراني على الحاجة الملحة أمام الرفاق في الجبهة صوب مزيد من الوعي بالماركسية ومنهجها المادي الجدلي بما يمكنهم من معرفة كل جوانب واقعنا المأزوم والمهزوم في المرحلة الراهنة ومن ثم مواصلة النضال بكل أشكاله السياسية والديمقراطية والكفاحية وفق رؤية حزبنا وبرامجه والانطلاق منه ضد الوجود الصهيوني في بلادنا وضد سيطرة الطغم المالية وكل أشكال السيطرة الطبقية الرأسمالية في آن واحد .
كما دعا الماركسيين العرب – في سياق قراءتهم النقدية الثورية للوضع العربي- أن يجعلوا المسألة الفلسطينية مسألتهم وان ينطلقوا من أن الصراع مع العدو الصهيوني هو جزء من الصراع مع الإمبريالية.
وأشار الصوراني إلى أنه لكي يصبح أي إنسان ماركسياً، جبهاوياً وحزبياً (وطنياً وقومياً وماركسياً أو أممياً، فعليه البدء في الماركسية من الماركسية ذاتها ... من وعيها كمنهجية وقوانين.. ووعي الواقع .. ووعي ضرورة الحزب.
واعتبر الصوراني أن صمام الامان الثوري القادر على حماية الجبهة الثقافية وانتصارها في تكريس الهوية الفكرية الماركسية ومنهجها لدى كل الرفاق، كمحدد رئيسي لراهنية جبهتنا ومستقبلها، وكضمانة هامة وأساسية في تطوير وارتقاء العملية السياسية والتنظيمية للجبهة يتلخص في أن الماركسية هي الصياغة النظرية الواعية لمشروع البروليتاريا التاريخي في لحظتيه الديمقراطية والاجتماعية مع التأكيد على وحدة هاتين اللحظتين في العصر الإمبريالي الرأسمالي وما يقتضيه هذا من الضرورة التاريخية للماركسية بالنسبة للمسألة العربية في النهوض القومي الديمقراطي والتحديث الاجتماعي والصناعي، وعلى أرضية العجز التاريخي للبرجوازيات الطرفية العربية في إنجاز مهامها الديمقراطية في التحديث الاجتماعي والصناعي وفي مواجهة المشروع الصهيوني الإمبريالي.
وهاجم الصوراني في مداخلته بعض الانتهازيين الذين دفنوا ماركس وتعاليمه والذي كانوا يمجّدونه بحماسة لا نظير لها واستبدلوه بمصالحهم الانتهازية الجديدة، وباتوا يرون أنه لا بد (وبكل تأكيد) المرور بالمرحلة الرأسمالية. وهم الآن يقبلون التطبيع مع دولة العدو، والسيطرة الإمبريالية والتبعية للرأسمالية، وللكمبرادور المحلي. والهدف هو قطف ثمار الليبرالية الجديدة في خدمة مصالحهم الذاتية فقط، وأصبحوا أدوات رخيصة عبر NGO S وغيرها من المؤسسات في خدمة النظام الرأسمالي، رغم إدراكهم لبشاعته من جهة ولأزمته البنيوية والراهنة من جهة ثانية.
وأشار إلى أنه بعد تفاقم الأزمة المالية العالمية للرأسمالية، وانتصار الاشتراكية في عدد من البلدان، أدى إلى عودة ماركس من جديد في بلدان الأطراف أو العالم الثالث كما في بلدان المركز الرأسمالي، مضيفاً أن الأزمة الجديدة عادت بماركس إلى واجهة الصحف والمجلات، كما أعادت كتبه إلى الواجهة ، الأمر الذي يعني أن كل تفكير في فهم أزمة الرأسمالية يجب أن يوصل إلى ماركس. وهو أيضا الذي يوضح أن الماركسية هي القادرة على فهم الرأسمالية ومشكلاتها، وأنها البديل الحقيقي في فهمها للرأسمالية وبتصورها لنظام بديل يتجاوزها.
ولفت الصوراني على أن النضال في الجبهة الشعبية ضد التحالف الامبريالي الصهيوني وضد أنظمة التبعية والتخلف في بلداننا العربية ، هو في حقيقته نضال ضد النظام الرأسمالي الامبريالي المعولم برمته، وأن النضالا مع كل القوى اليسارية الماركسية القومية يقوم على رفض الرأسمالية و بالتالي العمل على تقويضها، باعتبار أنها أساس التناقضات التي تحكم العالم الراهن .
وأضاف أن تحليلنا للنظام الرأسمالي المعولم يستند على أن الصراع ضد الراسمالية المهيمنة لا يزال في إطار النمط الرأسمالي العالمي هو المحرّك لكل التناقضات و الصراعات العالمية، حيث أنها هي قوّة الاستغلال و النهب من أجل تحقيق الربح الأعلى عبر تحقيق النهب الأقصى لفائض القيمة، وأن العولمة هي شكل إعادة إنتاج النمط الرأسمالي في المرحلة التالية لانهيار الاشتراكية، وأن الثالوث الأمريكي – الأوروبي – الياباني هو الأداة الرئيسية للشركات الاحتكارية الإمبريالية .
وبهذا السياق، شدد على ضرورة العمل من أجل إعادة اصطفاف القوى على صعيد عالمي انطلاقاً من هذه الأسس،و السعي لتوحيد الحركة المناهضة للرأسمالية و للعولمة الراهنة عبر العمل الجاد من أجل تأسيس أممية جديدة ثورية وديمقراطية تلتزم بتعزيز الميل الاشتراكي عالميا، والسعي من أجل تعزيز قدرات الأمم المتخلّفة على التطوّر عبر تأسيس الاقتصاد المتمحور على الذات وفق أسس وقواعد التنمية المستقلة .
وحول الماركسية والواقع الراهن أكد الصوراني على أن المهمة المركزية للحركة الماركسية- في بلادنا والعالم الثالث- تتمثل في تجاوز أنظمة التبعية والتخلف أولا ، تمهيدا للبدء في عملية تجاوز احتجاز تطور أممنا وشعوبنا، وذلك بالعمل على تحديثها وتصنيعها وتطوير القوى المنتجة فيها، وتطوير التعليم وبناء المؤسسات وتحقيق التكافؤ والمساواة والديمقراطية، مؤكداً على أن هذه الأهداف لن تتحقق في ظل الرأسمالية، لهذا يفترض تحقيق هذه الأهداف، النضال ضد الرأسمالية ومواجهة توسعها الاقتصادي وسياساتها وحروبها ، ومواجهة استغلالها ونهبها لمقدرات شعوبنا.
وتطرق الصوراني إلى مجموعة من الأهداف ينبغي الاهتمام بها من أجل مجتمع ماركسي وهي أن الهدف الأساس الذي يشكّل محور اللحظة الراهنة هو إعادة بناء الحركة الماركسية في كل قطر عربي أولا ، لكي تصبح - في مرحلة لاحقة - قوّة فعل في الوطن العربي، هذا يقتضي إعادة الاعتبار للماركسية كونها أداة تحليل فاعلة قادرة على وعي الواقع بشموليته و عمقه و كونيّته، و كونها قادرة على التحوّل إلى حركة اجتماعية ناشطة توحّد و تنظم و تفعّل الطبقات الفقيرة و بالخصوص العمال و الفلاحين الفقراء، كونها المعبّر الحقيقي عنهم، الدفاع عن الاشتراكية كونها أفق البشرية و مخرجها من همجيّة الرأسمالية ووحشيتها .
وشدد على ضرورة امتلاك وعي الماركسية، بمنهج الجدل المادي، وهي الخطوة الضرورية من أجل بناء التصورات والأفكار، انطلاقاً من إدراكنا لطبيعة ومفهوم الحزب الذي هو شكل «الاتحاد» بين فئات مثقفة وفاعلي (أو ناشطي) الحركة الاجتماعية (المحددة في العمال والفلاحين الفقراء أساساً).
واعتبر الصوراني في ختام محاضرته أن تقدم ونجاح المسار النضالي لحزبنا مرهون بتوفر شرطين الأول هو وعي العضو الحزبي بالمنطلقات الفكرية والتنظيمية والسياسية المادية الفلسفية، الديالكتيك، المفهوم المادي للتاريخ، الصراع الطبقي، مذهب ماركس الاقتصادي، القيمة، القيمة الزائدة، الاشتراكية، تكتيك نضال البروليتاريا الثوري، والثاني: قدرة الحزب على بلورة وتطبيق السبل الكفيلة ببناء وتكوين المناضل الماركسي في صفوفه، مؤكداً أن التفاعل الإيجابي بين العامل الذاتي (العضو ) والموضوعي (الحزب)، يشكل عاملاً رئيسياً من عوامل وحدة الحزب وتقدم حركته وتوسعه .
تجدر الإشارة أن الرفيق الصوراني استهل محاضرته باستعراض موجز لتاريخ الفلسفة مثل الفلسفة الكلاسيكية الألمانية (ديالكتيك هيغل المثالي ومادية فيورباخ) والاقتصاد السياسي الكلاسيكي الإنجليزي (نظرية قيمة العمل التي وضعها سميث وريكاردو) والاشتراكية الطوباوية (نظرية سان سيمون وشارل فورييه وروبرت أوين).
يذكر أن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من خلال الدائرة الثقافية المركزية تعكف من خلال هذه الندوات والمحاضرات واللقاءات الحوارية حول القضايا السياسية والفكرية والتنظيمية على نشر الاستجابة الواعية لكل التحديات التي تواجه حزبنا وتواجه قضايانا الوطنية والقومية حتى يستفيد منها الكادر الجبهاوي.






#غازي_الصوراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول تطور م.ت.ف من عام 1968 – 1974*
- تطور الرأسمالية منذ القرن الثامن عشر إلى بداية القرن الحادي ...
- ورقة حول : أنفاق رفح وآثارها الاقتصادية والاجتماعية والسياسي ...
- حول فشل الحوار الوطني
- الأزمة المالية العالمية وتداعياتها على الاقتصاد العربي
- حول الثقافة ودور المثقف
- حول حوارات اليسار الفلسطيني - هل يمكن لليسار الفلسطيني أن يت ...
- تلخيص كتاب : التطهير العرقي في فلسطين تأليف: إيلان بابيه
- معطيات وأرقام حول الشعب الفلسطيني واللاجئين الفلسطينيين
- حق العودة وخيار الدولة العربية الديمقراطية
- الصراع الداخلي الفلسطيني وأثره على مستقبل الدولة الفلسطينية
- تضامن رفاقي
- حالة الاقتصاد الفلسطيني في قطاع غزة وإمكانية التنمية وخلق فر ...
- ورقة حول إسهامات د. فتحي الشقاقي الفكرية والسياسية
- أثر الحصار والإغلاق على الحالة الاقتصادية في قطاع غزة
- حيدر عبد الشافي الإنسان والسياسي والقائد الذي جاء إفرازاً لا ...
- إمكانية استئناف الحوار الوطني الفلسطيني في ضوء التطورات الأخ ...
- محاضرة في :الندوة المعقودة بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين ...
- حول المأزق الراهن
- الأوضاع الدولية والعربية الراهنة وآثارها على القضية الفلسطين ...


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - غازي الصوراني - ما الماركسية ؟ الصوراني يدعو كوادر الجبهة للتمسك بالماركسية كمنهج للتحرر من الاضطهاد والاستغلال