أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج حداد - ماذا يضمر لنا باراك أوباما؟















المزيد.....

ماذا يضمر لنا باراك أوباما؟


جورج حداد

الحوار المتمدن-العدد: 2675 - 2009 / 6 / 12 - 09:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا تزال اصداء القنبلة الدخانية، التي فجرها باراك اوباما يوم 4/6 في خطابه في قاعة جامعة القاهرة امام جمهور منتخب بعناية يتراوح بين 2500 ـ 3000 مدعو، تتردد في مسارح الاعلام العربي المباع وفي دهاليز وكواليس السياسة الرسمية العربية. وقد ضاقت مجارير البروباغندا بسيول من التعليقات "العربية" و"الاسلامية" التي تراهن على الدور الشخصي الايجابي لباراك حسين اوباما، وعلى احتمالات التغيير الجوهري في السياسة الاميركية حيال العالم العربي والاسلامي. وفيما يلي ثلاثة نماذج من هذه التعليقات:
ـ1ـ
يقول الباحث احمد جويد (من:مركز الإمام الشيرازي للدراسات والبحوث): "يبدو ان ما حققه أوباما من نجاح كبير على منافسيه من الديمقراطيين والجمهوريين أثناء حملته الانتخابية في الداخل الأمريكي، حفزه على أن يعمم تجربته خارج الولايات المتحدة بنفس الطريقة وهو يحمل لشعوب العالم تباشير الأمل في إحلال السلام والخروج من الأزمة المالية العالمية وتحقيق اكبر قدر ممكن من التنمية الاقتصادية في الدول الفقيرة. ويبدو ان هذا الرجل يتمتع بذكاء كبير ويحاول استغلال ذكائه لصالح وطنه الذي عاش فيه، إلى حد يجعله القيام بتسخير جميع مؤهلاته وارثه الشخصي القائم على الانتماء العرقي والديني في عائلته لاستثمار مشاعر المسلمين في جميع البلاد الإسلامية، متخطياً بذلك الجانب الرسمي لتلك الدول ويصل إلى عقول وقلوب من أصغوا لكلامه باهتمام كبير وكأن هذا الرجل من أبناء جلدتهم وقد انتفض وهب لنصرتهم".
ـ2ـ
اما رجل الاعمال والمثقف المشهور د. طارق حجي (صاحب شركة "تانا لبترول الشرق الاوسط ـ بالمملكة المتحدة"، المتخصص في سمسمرة النفط، الى جانب الابحاث الاكاديمية "الليبيرالية" و"الدمقراطية" و"اليسارية" وحتى "الماركسية") والذي وجهت له دعوتان، اميركية ومصرية، لحضور خطاب اوباما، فيقول معلقا على الخطاب (طارق حجي، الحوار المتمدن - العدد: 2669 - 2009 / 6 / 6 ): "إنني أبدأ بأن أسجل إندهاشي (النسبي) من الحرارة البالغة التى إستقبل وأحاط بها الجمهور (أبرز 3000 مصري ومصرية من بين 80 مليون مصري) أوباما. حرارة ودفء قد يكونا قمة ما جربه فى حياته السياسية. هل كان هذا الدفء لأوباما شخصيا أم مناصفة بين (أوباما) و (رئيس الولايات المتحدة)؟".
اي ان السمسار ـ المثقف طارق حجي يراهن على نجاح باراك اوباما الشخص في تسويق باراك اوباما رئيس الولايات المتحدة الاميركية؛ اي في تسويق الخط الاميركي الجديد للسوروسيين الجدد (نسبة الى المضارب النصاب والسمسار، المثقف ايضا، جورج سوروس، صاحب مؤسسة "المجتمع المفتوح") الذين ينتسب اليهم باراك اوباما، والذين يقفون على طرفي نقيض مع "المحافظين الجدد" الذين ينتسب اليهم ديك تشيني وجورج بوش واركان الادارة الاميركية السابقة.
وحتى مؤرخ وباحث مثل رضوان السيّد ينضم الى جوقة المطبلين لباراك اوباما ويقول (في: الرئيس الأميركي والملفات الصعبة، جريدة "المستقبل" - السبت 6 حزيران 2009): "إن لم يكن مفكراً (ويقصد اوباما) فهو صاحب رؤية.. والرؤية تتوخى إعادة تنظيم العالم على أُسس أكثر عدالة وتوازناً، والبدء بذلك في الشرق الأوسط. ويقتضي ذلك التصالح مع الإسلام والمسلمين".
وفي تقرير عن إعداد وجبة الخطاب في مطبخ البروباغندا الاميركية، تقول النشرة الاليكترونية "دنيا الوطن ـ غزة": "كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن خطاب الرئيس باراك أوباما الذي ألقاه الخميس 4-6-2009 في جامعة القاهرة، كان حصيلة جهد استمر لأشهر تخللته استشارات لعدد من الخبراء والباحثين المسلمين من إيران ودول عربية إضافة إلى أكاديميين يهود. وقبل قيام رحلته إلى الشرق الأوسط عكف على استشارة عدد من مديري الشركات المسلمين، واطلع على مقالات عديدة أرسلت للبيت الأبيض، كما استشار بعض اليهود أيضاً من العاملين في الحقل الأكاديمي. وقبل الرحلة إلى المنطقة، استقبل البيت الأبيض بعد ظهر الجمعة مجموعة من الباحثين المسلمين، وآخرين في شؤون السياسة الخارجية، لمناقشة أهم النقاط التي يمكن أن يركز عليها الرئيس. ونظم اللقاء من قبل مايكل ماكفول مستشار البيت الأبيض للشؤون الروسية. وكان من بين المسؤولين الآخرين من البيت الأبيض، الذين حضروا اللقاء الذي استمر 90 دقيقة، بعض مسؤولي مجلس الأمن القومي مثل مارا رودمان، دان شابيرو، بين رودس، دينيس ماكدونف. وعلى الجانب الآخر من الطاولة كان: كريم صادق بور، خبير أمريكي إيراني من مؤسسة كارنيجي، غيث العمري مفاوض فلسطيني سابق، فالي (لابما المقصود: والي) نصر خبير إيراني سينضم قريباً للإدارة، شبلي تلحمي الباحث في مركز سابان".
نترك للسخفاء والاغبياء، من جهة، ان يصدقوا، وللعملاء والسماسرة والمباعين (الحاليين والـ"على الطريق")، من جهة ثانية، ان يجهدوا كي يجعلونا نصدق، ان باراك اوباما هو صادق، وقادر، على ان يغير طبيعة الامبريالية الاميركية، وان نكف عن ان ننظر الى اميركا تلك "النظرة النمطية"، كما سماها في خطابه، كدولة عدوانية استعمارية امبريالية متوحشة. كل ما في الامر ـ حسبما يريدنا ان نصدق باراك اوباما ـ ان اميركا ارتكبت في الماضي مجرد اخطاء وهفوات (بسيطة!!!)، وليس جرائم حرب، وجرائم ضد الانسانية، تقتضي وضع "لائحة سوداء" طولها الوف الكيلومترات باسماء كل من وضع حجرا في تأسيس وبناء وادارة هذه الدولة التي قامت على جماجم 112 مليون مواطن "اميركي" اصلي هم "الهنود الحمر"، وكل من مارس ولا زال يمارس السلطة فيها، من كريستوفر كولومبوس الى ما بعد جورج بوش؛ وتحويل اصحاب هذه "اللائحة السوداء" الى محكمة عدل دولية تاريخية.
بالامس رفع جورج بوش شعار "الحملة الصليبية" الجديدة على العرب والاسلام والمسلمين، مقرونا بشعار تصدير "الدمقراطية" الاميركية. وقد "اقنعته" حينذاك بعض اطراف "المعارضة" العراقية السابقة، انه حالما تطل الجحافل الاميركية على ارض العراق، فإن الجماهير العراقية ستستقبلها استقبال "المحررين". والان يعترف اوباما بالمأزق الاميركي في العراق وبضرورة الانسحاب من هذا البلد المظلوم، ولكنه يواصل الدجل ودغدغة عواطف العراقيين بالقول ان من "حسنات" العدوان الاميركي على العراق اسقاط نظام صدام حسين، وكأن القوات الاميركية جاءت الى العراق فعلا لاسقاط نظام صدام، وليس لترتيب وتثبيت المصالح الاميركية، النفطية وغير النفطية، ما بعد صدام حسين.
واليوم، فإن "الكلمة السحرية" التي يريد باراك اوباما ان يفتح بها الابواب المرصودة للبلدان العربية والاسلامية، هي التظاهر بالتقرب من الاسلام. وهذا هو الموال الذي غناه اوباما في خطابه في القاهرة.
ويبدو ان هناك جوقة كاملة من الحكام والسياسيين والسماسرة و"المثقفين"، العرب والمسلمين، كحكام تركيا ومصر والسعودية والسلطة "الوطنية جدا!" الفلسطينية وجماعة المالكي واشباهه في العراق وكتلة الحريري واعوانها في لبنان، وغيرهم، قد "اقنعوا" اوباما وادارته الجديدة ان الجماهير الشعبية العربية والاسلامية هي اشبه شيء بقطعان ماشية يمكن الضحك عليها بسهولة وسوقها الى المسالخ ذاتها، عن طريق التلاعب بعواطفها الدينية وخصوصا المتاجرة بالدين الاسلامي الحنيف.
ان الاستعمار والامبريالية والصهيونية هي قوى عديمة الدين والمبادئ والاخلاق، وهي مستعدة ان تفعل اي شيء من اجل التوصل الى مصالحها.
وباراك اوباما ليس اول "شاطر" يمتشق ضدنا سلاح الكذب والبروباغندا والحب الافعاوي!
ومن المفيد ان نذكر هنا ان نابوليون بونابرت، حينما غزا مصر في 1798م، فإنه ايضا تظاهر بالاسلام. وجاء عنه في موقع ويكيبيديا الالكتروني ما يلي: "وهذه رسالة نابليون بونابرت الذي دعاه المؤرخون المسلمون الجنرال علي إلى شعب مصر:
"بسم الله الرحمن الرحيم، لا اله الا الله وحده ولا شريك له في ملكه...
ايها المشايخ والأئمة...
قولوا لأمتكم ان الفرنساوية هم ايضاً مسلمون مخلصون". الخ.
و"أصبح نابليون بونابرت حاكما مسلما اسمه "بونابردي باشا"، وكان يطلق عليه المسلمون أسم علي نابليون بونابرت، وكان يتجوّل وهو مرتدي الملابس الشرقية والعمامة والجلباب. وكان يتردد إلى المسجد في أيام الجمعة ويسهم بالشعائر الدينية التقليدية بالصلاة، وكوّن نابليون ديواناً استشارياً مؤلفاً من المشايخ والعلماء المسلمين مكونا من11عالما ويرأسه الشيخ عبد الله الشرقاوي". (انتهى الاستشهاد بويكيبيديا).
ونذكر ايضا مراسلات حسين ـ ماكماهون المعروفة، والوعود الخلابة التي اغدقتها بريطانيا على العرب، خلال الحرب العالمية الاولى. والدور "القيادي" الذي اضطلع به الجاسوس البريطاني "لورنس العرب"، الذي بلغ به الامر حد السماح لبعض العربان ان يلوطوا به من اجل... عظمة بريطانيا (طبعا!).
واخيرا نذكر ان وزيرة الخارجية الاسرائيلية السابقة، الجميلة تسيبي ليفني، التي كانت احد عناصر الموساد، تعترف بأنها قد مارست الجنس لاجل... مصلحة اسرائيل.
قديما قيل: لأمر ما جدع قصير أنفه.
والان ايا كانت اهداف باراك اوباما من التظاهر بالتقرب من الاسلام ومصادقة المسلمين، فعلينا ان نقول لـ"مثقفين" مثل طارق حجي ورضوان السيد: المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين.
ـ نابوليون بونابرت "مسلم!" واحد يكفي.
ـ ولورانس "عربي!" واحد يكفي.
ـ وتسيبي ليفني "داعرة" واحدة تكفي.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
* كاتب لبناني مستقل



#جورج_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء SOS من سمير فرنجية
- البحر الاسود... أخطر بؤرة توتر في اوروبا والعالم
- السوروسية و-التحول الدمقراطي- في اوروبا الشرقية
- الجذور التاريخية للصراع الوجودي القومي
- الصراع الوجودي العربي الاسرائيلي: ظاهرة الحرب الاستعمارية و ...
- المهزلة الطائفية المفضوحة للنظام المصري ضد حزب الله
- ازمة الغاز الروسية الاوكرانية: هل تتحول الى صراع مسلح بين ا ...
- اميركا تتراجع: بداية انهيار الحصار على كوبا
- الحرب الباردة الجديدة: هل تستفيد الدول العربية -المعتدلة- من ...
- رجب طيب اردوغان وعبدالباري عطوان والدور العثماني الجديد في م ...
- كلمة حق الى مناضل صادق
- السقوط التاريخي للاستعمار الصهيوني: ...ومن سيحمي اسرائيل غدا ...
- البلقان المضطرب: أي مستقبل؟!؛
- الوجه الافريقي لأوباما لن يستر الوجه الحقيقي البشع لاميركا
- خطوط النار من البلقان الى افغانستان، ومن جيورجيا الى فلسطين ...
- اميركا فتحت ابواب الحرب الباردة على مصاريعها، فهل تستطيع اغل ...
- فؤاد النمري: حلقة -مستورة- بين المعلوم والمجهول..
- اميركا والكابوس الصاروخي الروسي
- فؤاد النمري: ماركسي مزيف وستاليني حقيقي
- الازمة المالية العالمية: الكانيبالية الامبريالية العالمية وع ...


المزيد.....




- الحرس الثوري يُهدد بتغيير -العقيدة النووية- في هذه الحالة.. ...
- شاهد كيف تحولت رحلة فلسطينيين لشمال غزة إلى كابوس
- -سرايا القدس- تعلن سيطرتها على مسيرة إسرائيلية من نوع -DGI M ...
- تقرير للمخابرات العسكرية السوفيتية يكشف عن إحباط تمرد للقومي ...
- حرب غزة: لماذا لم يطرأ أي تحسن على الأوضاع الإنسانية للغزيين ...
- كيف تُقرأ زيارة رئيس الوزراء العراقي لواشنطن؟
- الكرملين: الدعم الأمريكي لكييف لن يغير من وضع الجيش الأوكران ...
- مسؤول إيراني: منشآتنا النووية محمية بالكامل ومستعدون لمواجهة ...
- بريطانيا توسع قائمة عقوباتها على إيران بإضافة 13 بندا جديدا ...
- بوغدانوف يؤكد لسفيرة إسرائيل ضرورة أن يتحلى الجميع بضبط النف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج حداد - ماذا يضمر لنا باراك أوباما؟