أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عائشة التاج - الرياضة للجميع في نزهة ابن سيناء بالرباط المتعة والفائدة














المزيد.....

الرياضة للجميع في نزهة ابن سيناء بالرباط المتعة والفائدة


عائشة التاج

الحوار المتمدن-العدد: 2672 - 2009 / 6 / 9 - 08:21
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في خضم النقص المتراكم للخدمات العمومية داخل السياق المغربي قلما ننتبه لبعض الأشياء الجميلة التي قد تنفلت بشكل من الأشكال من سياجات اللامبالاة والإهمال التي عودنا عليها مسؤولو الحقل العام بإصرار كبير , ولربما يعود ذلك أيضا إلى غياب ميزة الاعتراف لدى العديد منا ، ربما لأننا ألفنا رنة التشكي والتذمر التي فرضت علينا بحكم العلاقة غير السليمة ما بين المسؤولين و المواطنين طوال عشريات من الزمن .
ذلك أن بعض الخدمات تكتسب قيمتها من الآثار التي تخلفها في نفس المستفيدين ،ومن رمزيتها وتميز فكرتها برغم بساطة وسائلها وتنظيمها .
موضوع هذا المقال يتمحور حول تجسيد " شعار الرياضة للجميع " الذي دشنته وزارة الشبيبة والرياضة في عهد " كاتب الدولة محمد الكحص " داخل نزهة ابن سيناء بالرباط
بوسائل جد بسيطة لكن بمردودية غنية عن البرهان . ولا زال سائر المفعول في عهد السيدة الوزيرة :نوال المتوكل .
لقد استثمرت كتابة الدولة وجود هذا الفضاء الجميل بمدينة الرباط وخصوصا تعود ساكنة الرباط على ممارسة المشي أو التداريب غير المنظمة داخل هذه الغابة كي تجعل من أيام الآحاد مناسبة لممارسة التداريب الرياضية تحت إشراف مدربين تابعين للوزارة وبهذا يتحول يوم الأحد من كل أسبوع مناسبة للاحتفاء بالرياضة من طرف المهتمين من بين ساكنة الرباط ذكورا وإناثا ،شبابا وأطفالا وكهولا ، يطلقون العنان لأجسادهم كي تمارس انطلاقها وسط حفيف الأشجار الباسقة و زقزقة الطيور الرائعة وبهاء الأزهار الجميلة والأعشاب الخضراء .
جو من الحماس الجميل يسير إيقاعه بحماس ومهنية عالية مدرب يبدو انه يتطوع أيام الأحد لأداء هذه المهمة النبيلة ولو بشروط جد ناقصة ، كغياب الإيقاع الموسيقي أحيانا أو السجادات التي تسهل أداء الحركات التي تتطلب الاستلقاء على الأرض .
هذا النقص لا يؤثر كثيرا في إصرار من يحرص على تطويع جسده الذي قد يكون يعاني من التيبس المفروض بإيقاع حياة يومية مليئة بالعديد من الضغوطات التي قلما تجعل الشخص ينتبه لاحتياجاته الجسدية والنفسية , بل يتشبث العديدون بمواصلة حركاتهم فوق التراب المخضرم بالأعشاب الميتة أو الأغصان المتكسرة وذلك رغما عن لامبالاة السلطات المختصة وإهمالها لتوفير الحاجيات الضرورية لضمان تدريب رياضي سليم يضمن كرامة المواطنين "المتريضين" ومدربيهم .
ذلك أن قيمة المواطن لا زالت جد متدنية داخل تمثلات العديد من المسؤولين الذين يتلكأون في توفير أبسط الحاجيات عندما يتعلق الأمر بالمواطن لكنهم يبالغون في الإسراف عندما يتعلق الأمر بمن هم في الحكم وكأن ميزانية الدولة حكرا على هؤلاء المحظوظين الذين لم يقرفوا بعد من آفة الاحتكار .
ذلك أن هذا الإصرار على مواصلة التدريب الجماعي برغم العوائق يدل على مستوى المتعة التي يستشعرها هؤلاء داخل هذا النشاط المفتوح الذي يبقى مستعدا لاحتضان الوافدين الجدد من بين زوار الغابة في أية مرحلة من مراحل أدائه من مختلف الفئات والأعمار ،لا فرق بين هذا وذاك حيث يذوب ثلج الفوارق المصطنعة داخل دفء الفرح والمتعة الجماعية التي تنتشر باقتسامها مثل ما ينتشر نور الشموع ، مخلفة جوا من الارتياح النفسي لدى الجميع .

دعوة لتعميم الفكرة على التراب المغربي :.
من الواضح أن الفكرة لم تكلف الوزارة المعنية كثيرا لكنها صالحة لتعمم في باقي الفضاءات الخضراء و على مختلف المدن لأن نتائجها غنية عن البرهان وهي تتجاوز بكثير المستوى الجسدي والنفسي لتمس المستوى الاجتماعي وكذا الثقافي.
فالرياضة بالفعل نشاط يحصن ضد الكسل و العنف والانحراف ويعالج بعض الأمراض ويقي من أخرى وفوق هذا يزرع مشاعر البهجة والارتياح ويشحذ همة الحركة والنشاط لدى الممارس .فيتحسن أداؤه الوظيفي والاجتماعي بشكل ملحوظ .
الرياضة أيضا هي شكل من أشكال الاحتفاء بالجسد والاعتناء بصحته ورشاقته وجماليته
وتصبح هذه المهمة أكثر قيمة لدى شرائح من النساء اللواتي لا تسعفهن ظروفهنالمعيشية لممارسة الرياضة حيث تراهن يندمجن بجلاليبهن ومناديلهن على الرأس إو حجابهن حتى داخل حشود "المتريضين " يتهجين أبجديات الحركات الرياضية بنشوة بالغة . كيف لا وهن يحطمن أغلال أزمنة الحصارات المترسبة فيهن حتى النخاع , وترى البعض منهن يدوامن على الحضور بانضباط كبير،فرادى أو جماعات .
لقد أسرت لي إحداهن بأنها بفضل الغابة تجاوزت أعراض مرض السكري وكونت عضلات تضاهي بها عضلات الذكور وهي تأتي يوميا كي تتمشى وتتدرب بمفردها وتحرص أيضا على هذا التدريب الجماعي لمزيد من الخبرة .
كما أسرت لي أخرى من نفس الفئة (خادمة بيوت) بأنها استيقظت باكرا كي تهييء فطائر الإفطار (الحرشة ) وحتى الغذاء لأفراد الأسرة كي تأتي هنا على راحتها ، فهي تعتبر التريض في الغابة لحظة الاهتمام بالذات ,
من هنا تبدو أهمية شعار الرياضة للجميع ، فهو يقتلع عددا من الناس من رحى الحياة اليومية لاستشعار متعة الاهتمام بالذات من خلال التداريب الرياضية في الهواء الطلق ,
فماذا لو عمل مسؤولونا على توظيف أحسن لهذه الفكرة ووفروا وسائل إنجازها وكذا تعميمها على مختلف المدن والمناطق ؟
فالتحديث قد يمر عبر أبسط الإجراءات و بأبسط الوسائل .



#عائشة_التاج (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسة العبث وعبث الكائنات السياسوية
- المهدي بنبركة وجذوة الوطنية المتجددة
- حب الوطن ما بين الحقوق والواجبات
- وهج المشاعر ام وهج السوق ؟
- خطوات نحو السعادة
- كيف ساند أهل الفكر والفن والأدب أوباما ؟
- عندما تعجز الدولة عن حماية حماتها !
- العجوز والسيجارة في سوق الخردة
- حرية الرأي في المغرب و سندان المصادرة
- الاتكالية كسلوك سلبي
- ميديتيل و الأنترنيت الموقوفة التنفيذ
- المغرب يعيش على إيقاع الكوارث والضحايا دائما الفقراء
- مزايا العفو والتسامح كقيمة سلوكية
- المرأة والإبداع في العلوم الاجتماعية
- من أجل تعايش أرقى بين الشعوب والحضارات
- الأم العربية ،رمز التضحية والعطاء اللامشروط
- اليوم العالمي للمراة : الحق في الاعتزاز بالذات
- لآليء المعاني...داخل جوهرة اللغات
- الوضع الاعتباري للثقافة والمثقف في العالم العربي (تابع)
- الوضع الاعتباري للثقافة و المثقف في الوطن العربي


المزيد.....




- مقطورات مغمورة ومركبات عالقة.. شاهد نتائج الفيضانات الخطيرة ...
- بايدن يُحذر: أمريكا تواجه -أياما مظلمة- في عهد ترامب
- مصر.. تداول فيديو لشخص يدعي أنه ضابط شرطة -مختف قسريا- والدا ...
- -هذا موت وليس مساعدة أو طعامًا-.. شاهد ردود فعل سكان غزة على ...
- -مصالح مشتركة-.. أيّ دور لعبته حرب غزة في تقارب السيسي وأردو ...
- البرلمان السلفادوري يمنح الرئيس بوكيلي قابلية الترشح إلى ما ...
- قوافل المساعدات تدخل السويداء وسط هدوء حذر
- خطة سحب سلاح المخيمات.. حسابات ما بعد -دبور-
- دمشق تشكل لجنة تحقيق في أحداث السويداء
- بعد وفاة شاب وإصابة 6 بحفلة محمد رمضان يزعم: كانت محاولة اغت ...


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عائشة التاج - الرياضة للجميع في نزهة ابن سيناء بالرباط المتعة والفائدة