أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أحمد زكارنه - بين معارك الإنتاج وحروب الذات














المزيد.....

بين معارك الإنتاج وحروب الذات


أحمد زكارنه

الحوار المتمدن-العدد: 2670 - 2009 / 6 / 7 - 09:00
المحور: القضية الفلسطينية
    



لابد من الاعتراف أن أكثر معارك المحتل نجاحاً ، هي معركة الانقسام التي خضناها نيابة عنه ضد أنفسنا عربيا وفلسطينيا، بعد أن وقعنا صك الوكالة عن الأعداء ، بالرغم من كوننا ندعو عليهم ليل نهار.. ذلك الانقسام الذي يعد أنجع معاول الهدم فتكاً بأي مجتمع كان.. لا شك أنه سيخط أسوأ نقطة تحول في تاريخ قضية العالمين العربي والإسلامي الأولى قضية فلسطين.

المفارقة استوقفتني في تحليلٍ فكري كتبه الصديق الدكتور عزازي علي عزازي رئيس تحرير جريدة الكرامة المصرية ، حيث أشار في مقال جاء بعنوان " إذا غاب العدو حضرت المخرطة " إلى أن حالة العنف الاجتماعي الحاد ، تعود في الأساس إلى غياب العدو من الضمير الجماعي للمجتمع.

وهنا تتماثل أمامنا كفلسطينيين المعادلة المعكوسة ، إذ إن الدكتور عزازي يشير إلى المجتمع المصري الذي وقعت قيادته اتفاقية سلام ، أخرجته من دائرة الصراع المباشر مع المحتل ، بعد استرجاع كامل ترابه الوطني.. بينما نحن لم نزل في قلب الصراع بكافة أشكاله وأدواته

لكنّ الأدهى والأمرّ ما نلحظه جميعاً من تعارض كامل على الساحتين العربية عامة والفلسطينية خاصة، بين الاعتراف بحاجتنا للفعل الانتاجي دعماً للمكتسبات وتطويراً لآليات المواجهة السياسية وربما العسكرية لرفد صمودنا الوطني على أرضنا ، وهو الأمر الغائب أو المغيّب تماماً بفعل نتائج حروب الذات.. و بين التلويح الدائم والمستمر بشعار المقاومة والممانعة الذي يرفعهما البعض منا دون أي وجود لممارسة حقيقية على أرض الواقع.

فلا غرابة إذاً أن تستخدم عمليات غسيل المخ ، وفن التأثير عن بعد ، واستغلال الشعارات العقائدية لأهداف حزبية ، جميعها كأدوات تقويض للمجتمع تؤدي حتماً إلى سيادة قانون الغاب عوضاً عن ترسيخ مفاهيم النظام والأمن و الأمان تحت مظلة التوحد في مواجهة المخاطر.

المثير للدهشة هي تلك الظواهر الصوتية التي تلعب على كل الحبال ، فمن جهة تراهم يختلقون لكل مواطن جريمة ، ولكل جريمة عملاء ، ولكل قانون ثغرة ، مستغلين وجع الشعب وألمه من تجرع مرارة الواقع.. ومن جهة أخرى تراهم ينشدون ليلاً أصحاب الجلالة والفخامة والسمو وأمراء الحروب وحتى من يسمونهم بـ " مثقفي السلطة " ، مطالبين بما يرون أنها حقوق مالية أو وظيفية مستحقة ، وكأنهم أشباه مهرجين يهاجمون في الصباح بكل شراسة ما كانوا يدافعون عنه في المساء بكل حماسة.

إزاء كل هذه المهاترات ، لم يعد الأمر مجرد خلاف سياسي داخلي ، وإنما تعداه إلى أبعد من ذلك بكثير ، ما يمكن من خلاله اتهام الفرقاء بممارسة الفاحشة الكبرى ضد الوطن حتى النخاع ، وهتك عرضه ، عرضاً تلو عرض ، والنيل من مقدساته مقدساً وراء مقدس ، ليبقى السؤال معلقاً ، متى ينجو الوطن من هذا الحريق لندرك أهمية خوض معارك الفعل الانتاجي عوضاً عن حروب الذات ؟؟ متكئين على عدالة قضيتنا الوطنية ، خاصة وأن وضعنا الفلسطيني لا يمكن أن يشبّه بوضع الغائب عنه العدو لصالح المخرطة كما وصف صديقنا الدكتور عزازي وضع الشقيقة مصر، فإن عدونا ما زال يجري في دمنا ماثلاً أمامنا وخلفنا وحولنا وبيننا

بقلم:
أحمد زكارنة
كاتب وإعلامي فلسطيني
نائب رئيس نقابة العاملين
في الإذاعة والتلفزيون الفلسطيني
مراسل صحيفة الأسبوع المصرية



#أحمد_زكارنه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعنة المصير
- الصياد.. والفريسة
- رسالة من مواطن فلسطيني إلى عمرو موسى .. وطنٌ من حفنة أكفان
- غزة.. وقطع لسان الحال
- الحذاء...مبتدأُ التاريخ وخبرهُ البليغ
- المُشبَّهُ بالفِعل
- الحقيقة بين الوخز والتخدير
- رقص على أوتار الجنون
- الإصلاح تلك الخطيئة التي لم تكتمل
- إعدام فرعون على يد إمام الدم
- البعد الرابع بين ضرورة التغيير وحتميته
- نحو سلطة رابعة
- المشهد النقابي ومدعو المسؤولية
- صفعة على وجه المحتل
- بين الواقع المرير وعقدة البديل.. نحن في خطر
- الإسلام السياسي والأيات الشيطانية للإدارة الأمريكية
- هنية والتورية في اللغة السياسية
- المسيرة التعليمية سفينة في مهب الريح
- إلى إمرأة عابرة
- الأعراس الفلسطينية في الإمارة الإسلامية


المزيد.....




- مجلس الأمن يناقش إنهاء مهمة البعثة الأممية في العراق
- سجال عراقي - أممي حول بعثة -يونامي-
- تصويت لحجب الثقة بحق رئيسة جامعة كولومبيا
- الخارجية الروسية: الأحاديث الغربية عن نية روسيا مهاجمة دول - ...
- إسبانيا تمنع سفينة تحمل شحنة أسلحة إلى إسرائيل من الرسو في أ ...
- مقتل 3 فلسطينيين بالضفة الغربية
- تونس تتحفظ على بعض النقاط في بيان -قمة البحرين- بخصوص القضية ...
- هزة أرضية تضرب ولاية البويرة الجزائرية
- الاستخبارات العسكرية الروسية: الناتو قدم لأوكرانيا 800 دبابة ...
- الأردن.. مقتل مهربين اثنين وإصابة آخرين خلال محاولتهم تهريب ...


المزيد.....

- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أحمد زكارنه - بين معارك الإنتاج وحروب الذات