أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - خطاب ليس ككل الخطابات (1)














المزيد.....

خطاب ليس ككل الخطابات (1)


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2669 - 2009 / 6 / 6 - 09:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جاء أوباما وذهب ... ولكن الساعات القليلة التى قضاها فى القاهرة ستظل موضوعاً للجدل الساخن بين المصريين والعرب والمسلمين وغير المسلمين.
وعلى عكس تباين وجهات النظر فى تحليل مضمون الخطاب الذى وجهه الرئيس الأمريكي إلى المسلمين فى كافة أنحاء العالم من تحت قبة جامعة القاهرة، فأن الرجل ترك انطباعاً ايجابياً لدى الجميع وشهدنا ما يشبه الإجماع على الإعجاب بـ "شخصية" هذا السياسى الأمريكي الاستثنائي الذى يتمتع بـ " كاريزمية" طاغية، تدعمها مهارات مميزة كخطيب مفوه جذاب وشاب مفعم بالحيوية والتواضع والبساطة... وقبل ذلك كله يتميز بالذكاء الحاد والثقافة العميقة.
وهى كلها سجايا جعلت أنظار جميع المصريين – المهتمين بالسياسة وغير المهتمين بها على حد سواء- تتعلق بحركات وسكنات هذا الرئيس الأمريكي الفريد، رغم ما تضمنته إجراءات الأمن المصاحبة لزيارته الخاطفة من تضييق على سكان العاصمة وحد من حرياتهم فى التنقل وتعطيل لمصالح الكثيرين منهم فى هذا اليوم الذى سيظل، رغم كل شيء، محفوراً فى الذاكرة المصرية ، والعربية، والإسلامية والمسيحية أيضاً.
وإذا انتقلنا من الشكل إلى المضمون نجد أنفسنا أمام "رؤية" شاملة تحتوى عناصر جديدة للعلاقة بين الغرب عموما – والولايات المتحدة الأمريكية خصوصاً- وبين العالمين العربى والإسلامي.
هذه "الرؤية" التى قدمها أوباما ليست مجرد كلام انشائى أو "علاقات عامة"، وإنما هى تمثل – فى التحليل النهائى- قطيعة مع الأفكار التى سادت فى السنوات الكئيبة الماضية وسوغت وأججت صراع الحضارات من جانب، وحاولت من جانب آخر تبرير الهيمنة الثقافية والسياسية والاقتصادية للغرب عموما، والمركز الأمريكي خصوصاًً، على باقى ثقافات العالم.
وبهذا المعنى يمكن القول بأن خطاب أوباما كان بشكل ما تدشينا لما أسمته مجلة "ديرشيجل" الألمانية من قبل "نهاية عصر الغطرسة"، اى عصر غطرسة القوة والهيمنة الأمريكية على النظام العالمى.
وكان اوباما صريحا وشجاعاً فى الاعتراف بمسئولية الغرب – والولايات المتحدة بالذات– عن هذا العلاقة غير المتكافئة والتى سادتها نظرة استعلائية غربية حيث قال بصريح العبارة أن جذور التوتر الحالى فى العلاقة بين المجتمعات الإسلامية والولايات المتحدة " تمتد جذوره إلى قوى تاريخية تتخطى اى جدال سياسى حيال العلاقة بين الإسلام والغرب شملت قرونا من التعايش والتعاون ولكنها شملت أيضا صراعات وحروبا دينية مؤخرا، التوتر غذاه الاستعمار الذى أنكر حقوقا وفرصا على العديد من المسلمين ثم غذته حرب باردة كثيرا ما تم التعامل مع الدول ذات الأكثرية الإسلامية على أنها دول تابعة بدون اعتبار لطموحاتهم".
ومن هنا يجب أن نتعامل بجدية شديدة مع العبارة التى جاءت على لسان اوباما فى بداية خطابه والتى قال فيها " لقد جئت إلى هنا ساعيا لبداية جديدة بين الولايات المتحدة والمسلمين حول العالم، مبنية على الاحترام المتبادل والمصلحة المتبادلة".
والمهم هو أننا لا يجب أن ننظر إلى هذه "البداية الجديدة" على أنها مجرد رغبة من "شخص" رئيس الولايات المتحدة، وإنما تعبير عن تغير موضوعى يشهده العالم، وتتأثر به أمريكا قبل غيرها، وان هذا العالم الجديد أصبح يتطلب خطابا جديدا وسياسات جديدة.
وليست كلمات اوباما سوى تعبير عن استشراف هذا العالم الجديد.
فكيف تنعكس هذه الرؤية الجديدة للرئيس اوباما على قضايا المنطقة؟
للحديث بقية.




#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب الأهلية الصحفية .. الجديدة!
- اقتصاد المعرفة: سلاح الأغنياء وأمل الفقراء (1)
- اقتصاد المعرفة: سلاح الأغنياء وأمل الفقراء (2)
- »الخصخصة« و»الفلفصة« »1«
- -استثمار- الموت
- دورة الزمان: من ترومان إلى أوباما!
- مصريون -مع- التمييز!
- مصريون ضد التمييز
- نبيل العزبى وجمال أسعد.. ثنائية النجاح فى عيد أسيوط القومى
- الطوفان.. قادم
- وهابيون.. حتي في الكنيسة القبطية
- -الست هدى- .. مرأة حديدية أقوى من فاروق حسنى!
- أدب السجون: كتابات تقشعر لها الأبدان!!
- عبدالملك خليل
- إعطنى هذا الدواء
- إمسك .. بهائى!
- سيادة النائب العام.. شكرًا
- هل نحتاج إلي قانون جديد لمكافحة الارهاب؟!
- انتبهوا أيها السادة: نتيجة امتحاننا في »النزاهة«.. ضعيف جدا
- بعد رائعة نجيب محفوظ -القاهرة 30- .. رواية الموسم: القاهرة . ...


المزيد.....




- البحرين.. جملة قالها الشيخ ناصر أمام بوتين وردة فعل الأخير ت ...
- مردخاي فعنونو: كيف عرف العالِم سر الترسانة النووية الإسرائيل ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي: أخرنا إمكانية امتلاك إيران لسلاح ن ...
- إسرائيل تضرب وسط إيران.. قصف مبنى في قم وانفجارات في أصفهان ...
- -تمويل بغباء-.. ترامب يكشف سرا عن سد النهضة
- سفن وصواريخ.. كيف تساعد أميركا إسرائيل في صد هجمات إيران؟
- -شالداغ-.. خطة إسرائيل البديلة للتعامل مع منشأة -فوردو-
- إسرائيل تعلن اغتيال قائد لواء المسيّرات الثاني بالحرس الثوري ...
- عراقجي لشبكة إن بي سي: خيار التفاوض أو الحرب متروك للأميركيي ...
- الجامعة العربية تدين الهجوم الإسرائيلي على إيران وتدعو للتهد ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - خطاب ليس ككل الخطابات (1)