أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - سيادة النائب العام.. شكرًا














المزيد.....

سيادة النائب العام.. شكرًا


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2609 - 2009 / 4 / 7 - 11:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلما أظلمت الدنيا وأغلقت ابواب الأمل في إصلاح الحال المايل ودفعت الناس إلي حافة اليأس ظهر شعاع نور وسط الظلام الدامس.
وشعاع النور هذه المرة انبعث من مكتب النائب العام المستشار عبد المجيد محمود الذي اتصل بي صباح الخميس الماضي وقال سيادة المستشار بتواضع شديد انه قرأ مقالي المنشور في عدد ذلك اليوم عن نائب رئيس مجلس الدولة المستشار لبيب حليم الذي تعرض لمحنتين مروعتين:
الأولي هي تعرض ابنه القاضي الشاب فوميل لبيب لحادث بشع اثناء عودته من الغردقة حيث انقلبت السيارة التي كان يستقلها فتوفيت زوجته هبة عزيز شكرا لله وابنه الطفل جورج فوميل لبيب بينما اصيب هو باصابات متنوعة دخل علي اثرها في غيبوبة هو وابنه الثاني.
أما المحنة الثانية الأقسي والأفظع فهي أن هذا الأب المكلوم المستشار لبيب حليم نائب رئيس مجلس الدولة قام بتكليف اثنين من الشباب - مجدي فكري المحرر بجريدة »المسائية« والناشرة حنان الزهيري بطباعة عدد من الدعوات للأهل والاصدقاء لحضور قداس ذكري الأربعين لزوجة الابن والحفيد اللذين توفيا في الحادث الأليم.
وعندما توجه »مجدي« و»حنان« إلي إحدي المطابع التي تقوم بتنفيذ هذه »الكروت« المألوفة ما كان من صاحبها إلا أن رفض بغلظة قائلاً »مبنعملش شغل للنصاري الكفرة«!!
هكذا علي بلاطة ودون أن يهتز له جفن.. قالها غير عابئ بالوحدة الوطنية أو بحقوق المواطنة، أو بالدستور، أو بالقوانين، أوحتي بمبادئ الدين الاسلامي السمحة التي ترفض مثل هذا التمييز الديني والتي تؤكد علي انه »لا إكراه في الدين« والتي تحث المسلم علي احترام الديانات الأخري وتخص المسيحية والسيد المسيح ووالدته مريم العذراء باحترام شديد.
كل هذه المعاني النبيلة ضرب بها المطبعجي إياه عرض الحائط وقرر أن ينتدب نفسه وصيًا علي خلق الله يكفر من يشاء ويدخل الجنة من يشاء، ولا يهمه في سبيل ذلك إذا ما تسبب كلامه غير المسئول وغير المقبول في اشعال حريق في جسم الوطن.
عندما استمعت إلي هذه القصة المرعبة من زميلي الأستاذ أسامة سلامة الذي يعد أحد المراجع المهمة جدًا في الشأن القبطي طلبت منه أن نستأذن المستشار لبيب حليم في نشر هذه الوقائع المحزنة والمخجلة والخطيرة.
وكتبت ما كتبت بعد أن اعطانا الرجل الإذن..
واعترف بأن اليأس كان يسيطر علي مشاعري اثناء الكتابة حيث رأيت اننا نكتب دون جدوي وكأننا ننفخ في قربة مثقوبة، فنحن لا نكف عن الكتابة عن الاصلاح والتنوير والمواطنة وثقافة التسامح وغير ذلك من المعاني النبيلة بينما يزداد استشراء ثقافة التعصب والتزمت واستفحال خطاب الكراهية، وانتشار الظلامية والخرافة واللاعقلانية حتي في مؤسسات التعليم والاعلام ذاتها.
ونكتب عن الكثير والكثير من الانتهاكات الصريحة للدستور والقانون وهي انتهاكات تعطل مسيرة الاصلاح والتحول الديمقراطي والسلم الأهلي لكن كأننا نحرث في الماء.
ولذلك.. فإني اعترف بأن مكالمة المستشار عبد المجيد محمود جاءت لتبدد مشاعر اليأس والاحباط وتجدد الأمل في جدوي الكتابة.
فها نحن نكتب وأكبر رأس في النيابة العامة يقرأ، ويهتم، ويستفسر، ويعتبر مقالنا في »نهضة مصر« بلاغًا ويعد بأن يأخذ القانون مجراه.
بعد أن وضعت سماعة التليفون طلبت المستشار لبيب حليم الذي كان قد قال لي من قبل انه لم يتقدم ببلاغ إلي النائب العام لأنه يشعر بالخجل من الخوض في هذه التفاصيل الحقيرة.
ونقلت إليه ما جري بيني وبين النائب العام.
شعرت أن الرجل قد غلبه التأثر من هذه الاستجابة السريعة والحاسمة وقال لي بدوره انه سيكتب علي الفور مذكرة بكل ما حدث ويبعث بها إلي سيادة النائب العام.
وقد كان.
وهذا معناه أن عجلة العدالة تدور ومع دورانها يتجدد أملنا في الاصلاح..
وشكرًا للنائب العام المستشار عبدالمجيد محمود.




#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نحتاج إلي قانون جديد لمكافحة الارهاب؟!
- انتبهوا أيها السادة: نتيجة امتحاننا في »النزاهة«.. ضعيف جدا
- بعد رائعة نجيب محفوظ -القاهرة 30- .. رواية الموسم: القاهرة . ...
- بعد رائعة نجيب محفوظ -القاهرة 30- .. رواية الموسم: القاهرة 5 ...
- حلم .. ولاّ علم؟!
- من يشعل النار فى قلب القاهرة الخديوية؟!
- كيف يتعامل الاعلام المصرى مع تحديات العولمة؟
- ثورة 1919 .. تسعون شمعة
- هل تكون القاهرة الخديوية .. محمية عمرانية؟
- بلاغ للنائب العام وكل من يهمه مصير هذا البلد
- مليارات لا تجد من ينفقها! سوء إدارة وفساد يهدران الاستفادة ا ...
- متحف للمياه على ضفاف النيل
- تعليم الكذب والخداع
- صحفيون ضد مناهضة التمييز!
- مستنقعات الارهاب
- ورقة مقدمة لمنتدى حوار الثقافات بالهيئة الإنجيلية »1-2«
- كيف يتعامل الإعلام المصري مع تحديات العولمة؟
- كلنا اشتراكيون الآن!
- خطبة الوزيرة!
- إعصار دولى .. وزلزال إقليمى .. وبينهما طاقة نور


المزيد.....




- فيديو: إصابة 11 شخصاً من بينهم طفل في قصف على مدينة يبلغورود ...
- إسرائيل تهاجم شرق رفح ومحادثات الهدنة تنتهي دون اتفاق
- بالفيديو..-القسام- تستهدف جرافة عسكرية وتقصف قوات إسرائيلية ...
- لوكاشينكو يطلب من قوات الأمن البيلاروسية ضمان سلامة القاضي ا ...
- السعودية.. أستاذ ينقذ طالبا من الاختناق بـ-نباهة وفطنة- ويثي ...
- -السلحفاة-.. ابتكار روسي جديد لاختراق دفاعات العدو (فيديو)
- فيديو بكاء وصراخ من داخل سجن يثير جدلا على مواقع التواصل..هل ...
- انطلاق مسيرة النصر بالسيارات في بيروت
- ألمانيا تعلن عزمها على شراء منظومات -هيمارس- الصاروخية لتسلي ...
- زيلينسكي يقيل المسؤول عن أمنه الشخصي


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - سيادة النائب العام.. شكرًا