أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - من يشعل النار فى قلب القاهرة الخديوية؟!














المزيد.....

من يشعل النار فى قلب القاهرة الخديوية؟!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2592 - 2009 / 3 / 21 - 09:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


طالبت فى الأسبوع الماضى بضرورة تحويل القاهرة الخديوية إلى "محمية معمارية" فى مواجهة العشوائية والقبح والفوضى من جانب وسيناريوهات مستقبلية غامضة ومثيرة للتساؤلات والشكوك من جانب آخر.
وقبل ان يجف مداد هذه الكلمات اندلع حريق جديد بأحد المبانى التاريخية الواقعة فى نطاق القاهرة الخديوية، وتحديداً فى شارع رمسيس على مرمى حجر من دار القضاء العالى. وأفادت المعلومات الأولية أن السبب هو تخزين مواد قابلة للاشتعال داخل هذا المبنى التاريخى وعدم وجود أنظمة فعالة للانذار من الحريق.
والمفارقة المدهشة أن هذه الكارثة وقعت بينما يقوم الجهاز القومى للتنسيق الحضارى بصيانة ابمنى المحترق، والذى انضم فى غضون شهور معدودات إلى قائمة مبانى منكوبة تضم مجلس الشورى والمسرح القومى.
وهذا الحريق الجديد يقدم دليلاً جديداً على تردى الأوضاع فى القاهرة الخديوية، بصورة تخشى معها أن تتعرض هذه المنطقة التاريخية المهمة لخطر الاندثار بعد أن كانت – فى السنوات الخوالى – واحدة من أجمل المناطق فى العواصم العالمية قاطبة، حتى أن البعض كان يطلق عليها إسم "باريس على ضفاف النيل"!!
وقد استبشرنا خيراً بصدور تشريع يحمى مثل هذه المبانى التاريخية، كما تفاءلنا بتشكيل جهاز قومى للتنسيق الحضارى يقوم بتفعيل القوانين النائمة ويصون هذه الثروة القومية ويرتقى بالذوق والقيم الجمالية المفترى عليها.
لكن يبدو أن ذلك ليس كافياً، بل الأمر يحتاج – كما قال شيخ المعماريين صلاح حجاب – إلى جهود أهلية ورأى عام مساند وضاغط. فبدون ذلك ستظل البيروقراطية عاجزة عن مواجهة الفساد والتخريب، إن لم تكن متواطئة معها فى كثير من الأحيان.
وتزداد الحاجة إلى الرأى العام، فى هذا الوقت بالذات، بعد إن لم تعد التحديات مقتصرة على تجار الأحذية وروابط الباعة الجائلين والذوق المتدنى للأغنياء الجدد الذين يلوثون "وسط البلد" ويشوهون جماله ويعتدون على تاريخه، بل لاحت فى الأفق جماعات غامضة، بعضها قادم من وراء التجار، وعينها على القاهرة الخديوية بالذات، تريد شراءها والاستحواذ عليها.
ولا بأس فى أن تتطلع شركات استثمار عقارى إلى مشروعات لتطوير مبنى أو حتى منطقة كاملة. فهذا يحدث فى أحسن البلدان. لكن بشرط الحفاظ على ذاكرة وشخصية المبنى أو المنطقة طالما أن هناك قيمة تاريخية.
وهذه الشركات التى بدأت – بالفعل – شراء مبانى مهمة فى قلب القاهرة الخديوية تستطيع أن تقسم على المصحف والانجيل أنها ستحافظ على "وسط البلد" وأنها ستضع القاهرة الخديوية فى أعينها وتحافظ عليها برموشها.
لكن من حق الرأى العام أن تساوره الشكوك ويطالب بحقه فى الحصول على معلومات كافية عن هذه الشركات فيطمئن على قلب عاصمته.
والمثير للدهشة أن هذه الشركات أحاطت نفسها – منذ اليوم الأول لعملها – بهالة من الغموض.
والأعجب ان الأجهزة الحكومية المعنية ساهمت فى زيادة هذا الغموض المثير للريبة.
وقد كان كاتب هذه الكلمات أول من كتب مطالباً بكشف النقاب عن هوية هذه الشركة التى بدأت شراء عقارات "استراتيجية" فى قلب القاهرة، خاصة بعد رفض مصلحة الشركات تقديم أى معلومات، فكتبت مقالاً بعنوان "مصلحة الشركات السرية"، منتقدا فيه إحجام المصلحة عن توفير المعلومات الكافية عن هذه الشركة. وعندما قابلت وزير الاستثمار الدكتور محمود محيى الدين أبدى دهشته من امتناع الموظفين بالمصلحة عن تزويد الصحافة بالمعلومات المطلوبة.
وقال أنه لا يوجد مانع من ذلك، بيد أن الغموض استمر سيد الموقف.
وبعد ان عاودت الكتابة محذراً من "السطو على قلب القاهرة" اتصلت بى نائبة رئيس هيئة الاستثمار لتطلب تزويد وزارة الاستثمار بالمعلومات التى لدينا نحن!
أى أن الأجهزة الحكومية المعنية وضعت نفسها موضع الشبهات بمشاركتها فى التعتيم على صفقة نشاط هذه الشركة التى تشترى عقارات وسط البلد.
وبعد هذا التحذير المبكر حدث اتصال بينى وبين رجل الأعمال المعروف سميح ساويرس، أحد الملاك فى الشركة المشار إليها. وتحدث الرجل باستفاضة عن أحلامه بالنسبة لاعادة الروح إلى قلب القاهرة الخديوية واستعادة رونقها الحضارى والجمالى المطلوب. وهى أحلام جميلة ولاشك.
ولكن المشكلة ليست مع سميح ساويرس أو أحلامه النبيلة. المشكلة هى أن هناك شركاء غير مصريين معه، تحظر أوطانهم بيع شبر واحد من أرضها لغير أبناء البلد. ومع ذلك فإنهم يأتون ويشترون أراضينا ومبانينا بمن فيها ونقدمها نحن لهم بكل حماس!
ولا تعرف ماذا يمكن أن يفعل هؤلاء بقلب القاهرة إذا ما سيطروا على الشركة أو إذا انسحب منها سميح ساويرس أو غيره من المستثمرين المصريين!
كل هذه التحديات، القديم منها والجديد على حد سواء، هى التى جعلت بعض المثقفين المصريين يحتشدون مؤخراً فى "مقهى ريش" لتسليط الأضواء على الأهمية التاريخية والثقافية والحضارية للقاهرة الخديوية، وضرورة صيانتها والحيلولة دون تحولها إلى أحد الأحياء العشوائية الجديدة، وأيضاً دون وقوعها فى براثن مغاوين مصريين وغير مصريين قد يضحوا بهويتها التاريخية والحضارية على مذبح السعى إلى تحقيق الأرباح الفلكية والسريعة.
ولعل الجهاز القومى للتنسيق الحضارى أن يغتنم هذه الفرصة، ويضيع يده فى أيدى المثقفين الغيورين على عاصمتهم، لأنه لن يستطيع وحده أن يقف فى وجه أصحاب المصالح والنفوذ.
ولعل الجهات الحكومية المعنية أن تتحلى عن بيروقراطيتها المسجوجة، وأن تفتح خزائن معلوماتها وأن توفرها لمن يريد.. حتى لا تضع نفسها موضع الشبهات.




#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يتعامل الاعلام المصرى مع تحديات العولمة؟
- ثورة 1919 .. تسعون شمعة
- هل تكون القاهرة الخديوية .. محمية عمرانية؟
- بلاغ للنائب العام وكل من يهمه مصير هذا البلد
- مليارات لا تجد من ينفقها! سوء إدارة وفساد يهدران الاستفادة ا ...
- متحف للمياه على ضفاف النيل
- تعليم الكذب والخداع
- صحفيون ضد مناهضة التمييز!
- مستنقعات الارهاب
- ورقة مقدمة لمنتدى حوار الثقافات بالهيئة الإنجيلية »1-2«
- كيف يتعامل الإعلام المصري مع تحديات العولمة؟
- كلنا اشتراكيون الآن!
- خطبة الوزيرة!
- إعصار دولى .. وزلزال إقليمى .. وبينهما طاقة نور
- من النعجة دوللى إلى الريان الجديد : الاستنساخ الممل!
- قمة الكويت (6)
- قمة الكويت (7)
- الصحفى الذى لم يفقد عفته
- بعد أفولها فى دافوس: الشمس تشرق على مدينة المانجو
- قمة الكويت (1) .. الاقتصاد فى بئر النسيان


المزيد.....




- روسيا تدعي أن منفذي -هجوم موسكو- مدعومون من أوكرانيا دون مشا ...
- إخراج -ثعبان بحر- بطول 30 سم من أحشاء رجل فيتنامي دخل من منط ...
- سلسلة حرائق متتالية في مصر تثير غضب وتحليلات المواطنين
- عباس يمنح الحكومة الجديدة الثقة في ظل غياب المجلس التشريعي
- -البركان والكاتيوشا-.. صواريخ -حزب الله- تضرب مستوطنتين إسرا ...
- أولمرت: حكومة نتنياهو تقفز في الظلام ومسكونة بفكرة -حرب نهاي ...
- لافروف: أرمينيا تسعى عمدا إلى تدمير العلاقات مع روسيا
- فنلندا: معاهدة الدفاع مع الولايات المتحدة من شأنها أن تقوض س ...
- هجوم موسكو: بوتين لا يعتزم لقاء عائلات الضحايا وواشنطن تندد ...
- الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - من يشعل النار فى قلب القاهرة الخديوية؟!