أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بلكميمي محمد - تراث الفقيد عبد السلام المؤذن حي لايموت// الاشتراكية وقضية الصحراء المغربية /مبدأ تقرير المصير ليس مطلقا














المزيد.....

تراث الفقيد عبد السلام المؤذن حي لايموت// الاشتراكية وقضية الصحراء المغربية /مبدأ تقرير المصير ليس مطلقا


بلكميمي محمد

الحوار المتمدن-العدد: 2667 - 2009 / 6 / 4 - 09:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان العدو الاول للفكر الماركسي هو التجريد المتافيزيقي . ومن ابرز خاصيات هذا التجريد هو التعامل مع المقولات والمبادئ كمنطلقات ثابتة لاتتغير . اما الماركسية فهي تتميز بكونها تخضع جميع المبادئ ، مهما كانت قدسيتها ، للشروط العينية الملموسة للحالة المحددة التي هي قيد الدرس والتحليل . وعلى هذا الاساس ، فمن وجهة نظر الماركسية ، ان نفس المبدأ يمكن ان يكون قابلا للتطبيق هنا وغير قابل للتطبيق هناك .
وحين يساند اصحاب تقرير المصير ذلك المبدأ ، لالسبب الا لان " الشعب" الصحراوي قد طالب به ، فهم بذلك لايضعون فكرهم على ارضية الماركسية النقدية ، بل على ارضية التجريد المتافيزيقي المبتذل .
ولنستعرض بتركيز الطريقة التحليلية النقدية التي تعامل بها كل من ماركس وانجلز ولينين ، مع مبدا تقرير المصير .
في سنة 1863 ساند ماركس وانجلز مطالبة الشعب البولوني بحقه في الانفصال السياسي عن روسيا . لكنهما في نفس الفترة التاريخية تقريبا ، قد عارضا بشدة ذلك المبدأ بالنسبة للشعبين التشيكي والسلافي الجنوبي اللذين كانا يطالبان بحق الانفصال عن النمسا .
اكثر من ذلك : لقد ساندا بولونيا في مطالبتها بتقرير المصير ، رغم ان الاقطاع هو الذي كان يتزعم تلك الحركة . لكن من ناحية اخرى ، فهما لم يكتفيا فقط بمعارضة تقرير المصير بالنسبة للشعبين التشيكي والسلافي الجنوبي ، بل ايضا لقد اعتبرا هذين الشعبين شعوبا رجعية .
لماذا اذن كان ماركس وانجلز مع مبدأ تقرير المصير في الحالة الاولى ، وكانا ضده في الحالة االثانية .؟
ان موقفهما يستند الى تحليل نقدي للشروط الملموسة التي كانت تتحرك فيها كل حالة .
بالنسبة للحالة البولونية : كانا يعتبران ان روسيا الاقطاعية القوية ، كانت تخنق وتعيق كل امكانيات التطور الاقتصادي – الاجتماعي البولوني . لذلك اعتبر ان تاسيس دولة وطنية بولونية مستقلة عن روسيا القيصرية ، هو الاطار الحر الذي يسمح بنضج التناقضات الاجتماعية وتطور الراسمالية وظهور بروليتاريا قوية تقود النضال .
بالنسبة للحالة التشيكية – السلافية : فقد كان تحليلهما هو التالي : في تلك الفترة التاريخية ، كانت المانيا تعرف تطورا راسماليا سريعا ، لكن فرنسا التي كانت تشكل القوة الاقتصادية الراسمالية المهيمنة على اوربا ( القارية ) ، ستجد في ذلك التطور الراسمالي الالماني صعودا لدولة راسمالية قوية ، منافسة لها وتهدد هيمنتها على اوربا . لذلك لجات فرنسا الى كل الوسائل من اجل عرقلة واعاقة الصعود الالماني ومن بين تلك الوسائل ، كان التحالف الذي ابرمته فرنسا مع روسيا القيصرية ، التي كانت تعتبر في ذلك الوقت ، ليس فقط قوة رجعية محلية بل ايضا ذات هيمنة على بلدان اوربا الشرقية وسندا رئيسيا لكل الحركات الرجعية على صعيد اوربا .
من هنا ففي راي ماركس وانجلز ، فان مطلب تقرير المصير الذي كان يرفعه الشعب التشيكي والشعب السلافي ، وحقهما من الانفصال عن النمسا ، لن يؤديا ابدا الى تاسيس دولا وطنية مستقلة ، وانما سيقودان الى سقوطهما تحت نفوذ الهيمنة الروسية لانهما شعبين صغيرين ضعيفين ، وبالتالي لن يشكلا اكثر من ركيزة في يد روسيا لضرب المانيا البورجوازية . ان شعار تقرير المصير للشعبين التشيكي والسلافي الجنوبي ، هدفه خدمة مصالح الدولتين الفرنسية والروسية ، ولذلك فقد عارضاه بقوة واعتبرا الشعوب التشيكية – السلافية شعوبا رجعية . ( لنلاحظ ان الشعب التشيكي المكون من البوهيم والموراف ، والشعب السلافي الجنوبي الذي كان يقطن اقليم سلوفاكيا ، لم يؤسسا دولة تشيكوسلوفاكيا الفيدرالية الا سنة 1918 بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى ).
هذا اذن هو موقف ماركس وانجلز من مبدا تقرير المصير الذي لم يكونا يتعاملان معه بطريقة مجردة – مطلقة ، بل بطريقة نقدية ملموسة ومشروطة . فماهو الان موقف لينين ؟ .
يقول لينين :
" ان مطلب حق الامم في تقرير مصيرها ، ليس مطلبا مطلقا ، بل هو جزء من مجموع الحركة الديمقراطية . وفي بعض الحالات الملموسة ، يمكن للجزء ان يدخل في تناقض مع الكل : وهنا يجب معارضته " ( لينين – المؤلفات المجلد 22 الطبعة الفرنسية – ص 367 ) .
ويقول :
" لنفرض ان هناك بلدا ملكيا صغيرا يوجد بين بلدين ملكيين كبيرين . ولنفرض ان ملك البلاد الصغير تربطه بملوك البلدان الكبرى ارتباطات عائلية او غيرها . ولنفرض ان شعب البلد الصغير اراد ان يقوم بثورة ضد نظامه الملكي لاحلال الجمهورية وللاستقلال عن البلدين الملكيين المجاورين . ولنفرض ان قيام الجمهورية وطرد الملك ، يعني عمليا نشوب حرب بين البلدين الكبيرين بسبب المنافسة بينهما من اجل ارجاع الملكية للبلد الصغير في ظل ملك تابع لهذا الطرف دون الاخر .
ماذا سيكون موقفنا في هذه الحالة الملموسة ؟ اننا بكل بساطة سنكون ضد الثورة وضد الجمهورية ومع الملكية في البلد الصغير ." ( نفس المصدر ).
نعم ان لينين الثوري الراديكالي ، يقول بلا تردد وبشجاعة عالية ، بانه ضد الثورة وضد الجمهورية ومع الملكية في حالات ملموسة . ان الثوريين علماء الجدل هم وحدهم الذين لايترددون في نعت بعض الشعوب بالشعوب الرجعية ( ماركس وانجلز ) ، والذين لايرون في الجمهورية الجمال المطلق ، وفي الملكية القبح المطلق .
ان الماركسيين هم اكثر المشركين اشراكا بالمطلقات والمثاليات . فلينين نفسه يقول : " ان تغيير الملكية بالجمهورية ليس مسالة مطلقة ، بل هو مطلب ديمقراطي خاضع لمصلحة قضية الديمقراطية بوجه عام " ( نفس المصدر – ص 372 ) .

في الحلقة المقبلة : هل هناك شعب صحراوي ؟ .



#بلكميمي_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تراث الفقيد عبد السلام المؤذن حي لايموت//الاشتراكية وقضية ال ...
- تراث الفقيد عبد السلام المؤذن حي لايموت// الاشتراكية وقضية ا ...
- تراث الفقيد عبد السلام المؤذن حي لايموت//الصيرورة التاريخية ...
- تراث الفقيد عبد السلام المؤذن حي لايموت// في الذكرى المائوية ...
- تراث الفقيد عبد السلام المؤذن حي لايموت// في الذكرى المائوية ...
- تراث الفقيد عبد السلام المؤذن حي لايموت// في الذكرى المائوية ...
- تراث الفقيد عبد السلام المؤذن حي لايموت// مفهوم الطبقة العام ...
- تراث الفقيد عبد السلام المؤذن حي لايموت// الطبقة العاملة الح ...
- بين طوكيو والرباط // الذكاء الياباني والدهاء المغربي //
- تراث الفقيد عبد السلام المؤذن حي لايموت//الموقع المستحيل
- تراث الفقيد عبد السلام المؤذن حي لايموت// مفهوم الشرعية
- تراث الفقيد عبد السلام المؤذن حي لايموت//الماركسية ....هل ان ...
- تراث الفقيد عبد السلام المؤذن حي لايموت// دور الوعي في تحريك ...
- تراث الفقيد عبد السلام المؤذن حي لايموت// الوعي المطابق والو ...
- تراث الفقيد عبد السلام المؤذن حي لايموت// الطبقات . . السلطة
- في اليوم العالمي للصحة الذي يصادف 7 ابريل من كل سنة // البور ...
- تراث الفقيد عبد السلام المؤذن حي لايموت// الرفيق عبد السلام ...
- تراث الفقيد عبد السلام المؤذن حي لايموت// سؤال المرحلة
- تراث الفقيد عبد السلام المؤذن حي لايموت//التطور التاريخي للت ...
- تراث الفقيد عبد السلام المؤذن حي لايموت//التطور التاريخي للت ...


المزيد.....




- إسبانيا: رئيس الوزراء بيدرو سانشيز يفكر في الاستقالة بعد تحق ...
- السودان: متى تنتهي الحرب المنسية؟
- كأس الاتحاد الأفريقي: كاف يقرر هزم اتحاد الجزائر 3-صفر بعد - ...
- كتائب القسام تعلن إيقاع قوتين إسرائيليتين في كمينيْن بالمغرا ...
- خبير عسكري: عودة العمليات في النصيرات تهدف لتأمين ممر نتساري ...
- شاهد.. قناص قسامي يصيب ضابطا إسرائيليا ويفر رفاقه هاربين
- أبرز تطورات اليوم الـ201 من الحرب الإسرائيلية على غزة
- أساتذة قانون تونسيون يطالبون بإطلاق سراح موقوفين
- الإفراج عن 18 موقوفا إثر وقفة تضامنية بالقاهرة مع غزة والسود ...
- الى الأمام العدد 206


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بلكميمي محمد - تراث الفقيد عبد السلام المؤذن حي لايموت// الاشتراكية وقضية الصحراء المغربية /مبدأ تقرير المصير ليس مطلقا