أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بلكميمي محمد - تراث الفقيد عبد السلام المؤذن حي لايموت//الموقع المستحيل














المزيد.....

تراث الفقيد عبد السلام المؤذن حي لايموت//الموقع المستحيل


بلكميمي محمد

الحوار المتمدن-العدد: 2620 - 2009 / 4 / 18 - 09:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما ينفجر صراع بين ضدين متناحرين ، فان الطرف الذي يمثل الجديد في هذا الصراع ، ينتهي دائما الى الانتصار ، على الطرف الذي يمثل القديم .
اما اذا امتنع الجديد ، عن هزم القديم ، فان القديم سيهزم حتما الجديد .
تلك هي عادة امور الحياة : اما ان انتصر ، واما ان اترك غريمي ينتصر .
مع ذلك هناك الاستثناء ، والاستثناء يحصل ، لما يضطر الطرفان المتصارعان ، الى البحث عن تسوية ، تمكنهما من التعايش .
هذه التسوية ، هي ما درجنا على تسميته بالتوافق ، او الحلول الوسطى ، او انصاف الحلول ، او المساومة .
لكن اذا نحن تاملنا صيغة التوافق بشيء من العمق ، فاننا سنجدها صيغة هشة ومهزوزة لانها تكون دائما خاضعة للتاويل ، اما لصالح هذا الطرف واما لصالح الطرف الاخر النقيض .. مما يقود الى اعادة انشطارها بين الطرفين المتناقضين ، وبالتالي العودة الى نقطة البدء الاصلية .
معنى هذا .. ان ذلك الاستثناء ، ليس سوى الاستثناء الذي يؤكد القاعدة .
ومعناه ايضا ، ان موقع الوسط هو موقع مستحيل .
ان كل ظواهر الصراع السياسي والفكري تؤكد ذلك ، لناخذ الامثلة المنتقاة التالية :

المثال الاول : في الصراع بين العالم الغربي الامبريالي بقيادة امريكا ، والعالم الشرقي الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفياتي ، حاول العالم الثالث ان يحتل موقع الوسط بين الاثنين ، عن طريق التوفيق بين طابع الراسمال ، وطابع العمل .
لكن على صعيد الواقع العيني ، انشطر العالم الثالث الى شطرين ، شطر انحاز لصف الغرب ، وشطر انحاز لصف الشرق .

المثال الثاني : في الصراع الفلسفي ، ابان العهد الاغريقي القديم ، بين التيار المثالي ( الذي كان يمثله افلاطون وسقراط ) ، والتيار المادي ( الذي كان يمثله ديموقريط ، وابيقور ) ، حاول ارسطو ان يؤسس فلسفة الطريق الثالث.
الفلسفة الوسطى التي توفق بين الاتجاهين المتناقضين ، ( أي ماكان يسميه ارسطو بالتوافق« بين المادة والصورة ») .
لكن على صعيد الواقع المحسوس انشطرت فلسفة ارسطو الوسطية ، الى شطرين – تاويليين متناقضين : تاويل مثالي ( للقسيس الفيلسوف طوماس الاكويني ) ، وتاويل مادي ( للفيلسوف العربي ابن رشد ) .

المثال الثالث : في الصراع بين الاستقلال والاستعمار ، الذي عاشه المغرب في الاربعينات والخمسينات ، انتهت المواجهة بين الطرفين المتناقضين الى التسوية التوافقية التالية :
حصول المغرب على الاستقلال السياسي ، مقابل قبوله بالتبعية على الصعيد الاقتصادي .
لكن ذلك الاستقلال السياسي نفسه ، قد تبخر ، بحكم انحياز المغرب الى الغرب ، ضمن الصراع بين العظميين وقتئذ .
ويمكن استعراض العشرات من الامثلة المتشابهة ، التي تتقاطع كلها في نقطة واحدة : استحالة موقع الوسطي عمليا.

اكثر من ذلك يمكن القول ، بان في صلب التوافق ، يوجد اللاتوافق : فالديمقراطية الغربية ، مثلا ، قامت تاريخيا على التوافق بين الراسمال والعمل .
لكن ماذا نجد عمليا ؟ .
نجد الاحزاب الاشتراكية عندما تستولي على السلطة بواسطة الانتخابات الديمقراطية تنسق صيغة التوافق ، من خلال سياسة التاميمات ، التي تحد ما امكن من الراسمال الاحتكاري الخاص .
كما نجد بالمقابل ، الاحزاب البورحوازية ، التي تستولي على الحكم ، القيام بنفس النسف لصيغة التوافق ، في الاتجاه المعاكس ، حينما تلجا الى الحد ما امكن من قطاع الدولة ، لصالح الراسمال الخاص .
ما سبق يجعلنا نخلص الى الخلاصة التالية ، بالنسبة للوضع المغربي الحالي :
ان المغرب يحركه اليوم تناقض جوهري ، على الصعيد السياسي : هناك ، من جهة نزوع الشعب الى اقامة نظام الملكية البرلمانية الديمقراطية .
لكن من جهة اخرى هناك نزوع الحاكمين الى الحفاظ على نظام الحكم القائم .
وفي اعتقاد الفقيد عبد السلام المؤذن ، ان ميزان القوى بين الطرفين المتصارعين يتميز بالتالي :
من جهة ، لقد فقد الحاكمون جزءا من قوتهم ، مما يجعل من المستحيل عليهم ، الاستمرار في الحكم بنفس الطريقة السابقة ...
ومن جهة اخرى لم يملك المحكومون بعد القوة الكافية التي تمكنهم من التحقيق الفوري لنظام الملكية البرلمانية .
هذا الوضع يسمح بتوافق بين الاثنين ، لكن هذا التوافق قد لاينهي الصراع ، بل يعمل فقط على تفجيره على اسس اخرى .




#بلكميمي_محمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تراث الفقيد عبد السلام المؤذن حي لايموت// مفهوم الشرعية
- تراث الفقيد عبد السلام المؤذن حي لايموت//الماركسية ....هل ان ...
- تراث الفقيد عبد السلام المؤذن حي لايموت// دور الوعي في تحريك ...
- تراث الفقيد عبد السلام المؤذن حي لايموت// الوعي المطابق والو ...
- تراث الفقيد عبد السلام المؤذن حي لايموت// الطبقات . . السلطة
- في اليوم العالمي للصحة الذي يصادف 7 ابريل من كل سنة // البور ...
- تراث الفقيد عبد السلام المؤذن حي لايموت// الرفيق عبد السلام ...
- تراث الفقيد عبد السلام المؤذن حي لايموت// سؤال المرحلة
- تراث الفقيد عبد السلام المؤذن حي لايموت//التطور التاريخي للت ...
- تراث الفقيد عبد السلام المؤذن حي لايموت//التطور التاريخي للت ...
- تراث الفقيد عبد السلام المؤذن حي لايموت//التطور التاريخي للت ...
- تراث الفقيد عبد السلام المؤذن حي لايموت//التطور التاريخي للت ...
- تراث الفقيد عبد السلام المؤذن حي لايموت//ماهو السجن ؟
- بمناسبة اليوم العالمي للمراة //والدة الفقيد عبد السلام والزن ...
- تراث الفقيد عبد السلام المؤذن حي لايموت//التطور التاريخي للت ...
- تراث الفقيد عبد السلام المؤذن حي لايموت//التطور التاريخي للت ...
- تراث الفقيد عبد السلام المؤذن حي لايموت//التطور التاريخي للت ...
- تراث الفقيد عبد السلام المؤذن حي لايموت//التطور التاريخي للت ...
- تراث الفقيد عبد السلام المؤذن حي لايموت//التطور التاريخي للت ...
- تراث الفقيد عبد السلام المؤذن حي لايموت//التطور التاريخي للت ...


المزيد.....




- تامر حسني يصدر ألبوم -لينا معاد- بعد أيام من التأجيل
- أحدث دويًا عاليًا.. مغامر قفز مظلي يرتطم بخطوط كهرباء قبل سق ...
- حظر التعامل مع -القرض الحسن- لحزب الله.. مبعوث أمريكا يعلق ع ...
- الجيش السوري يدخل السويداء والطيران الإسرائيلي يقصفه
- وفاة المؤثرة المغربية سلمى تيبو بعد عملية جراحية اضطرت لإجرا ...
- عيد ميلاد لامين يامال الـ18 يثير جدلا واسعا بحضور ذوي التقزم ...
- عواصف شديدة تسبب فيضانات عارمة في نيويورك ونيوجيرسي
- ألبانيزي تشيد بمؤتمر بوغوتا حول فلسطين: أهم تطور سياسي خلال ...
- العدل ينتصر.. تأييد إدانة زعيم مافيا هدد الكاتب الإيطالي ساف ...
- في دراسة حديثة.. علماء يتنبؤون بـ-موعد- نهاية الكون!


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بلكميمي محمد - تراث الفقيد عبد السلام المؤذن حي لايموت//الموقع المستحيل