بلكميمي محمد
الحوار المتمدن-العدد: 2625 - 2009 / 4 / 23 - 08:52
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
في مقدمة كتاب الفقيد عبد السلام المؤذن ،« الطبقة العاملة الحديثة والنظرية الماركسية » الطبعة الاولى من سنة 1990الناشر عيون المقالات ، المطبعة دار قرطبة بالدار البيضاء .
يقول عبد السلام المؤذن : روجي جارودي كان مفكرا « ماركسيا » كتب كتابا كبير الحجم حول النظرية المادية المعرفية ، واشرف على ترجمة العديد من مؤلفات لينين الى الفرنسية ، لكنه اصبح اليوم معتنقا لاحدى الديانات السماوية .
رجيس دوبري كان مستشارا للمناضل الثوري تشي كيفارا ، واصبح مستشارا لرئيس الجمهورية الفرنسية البورجوازية ، ولحزبه البيروقراطي .
كوهن بنديت لمع نجمه كاحد ابرز القادة للانتفاضة الطلابية العارمة ، التي هزت فرنسا في ماي 68 ، لكنه اصبح بعد ذلك مجرد مراسل رياضي ، لاحدى المحطات الاذاعية الالمانية .
وفي الوطن العربي ، كم هم كثيرون اولئك الماركسيون الذين هللوا وانبهروا بالايديولوجية الخمينية بعد قيام الثورة الايرانية ، فخلعوا عنهم ماركسيتهم بنفس السهولة التي يخلع بها المرء عنه قميصه في يوم صيفي حار .
ان مغربنا العزيز لايشذ عن هذه القاعدة ، اشخاص واشخاص انتقلوا ، من اليسار الى اليمين ، وفي حالات معينة لم يتم ذلك بهدوء وصمت ، بل بضجيج منحط .
هذه هي الازمة التي نعيشها اليوم . . . او بعض مظاهرها . في ظروف الازمات التاريخية الكبرى ، يتحول كل شيء الى ضده : اللامعقول يصبح معقولا والمعقول لامعقولا . . التخلف السياسي يصبح تقدما ، والتقدم تخلفا ، البلبلة الايديولوجية تصبح وضوحا ، والوضوح دغمائية - النضال السياسي يصبح تطرفا والانتهازية نضالا – الانظمة الاشتراكية تصبح لاديمقراطية ، والانظمة البورجوازية الامبريالية ديمقراطية ، وبعبارة ، كما يقول فقهاؤنا الاجلاء: الرذيلة تصبح فضيلة ، والفضيلة تصبح رذيلة .
ومع ذلك يخطئ ، كثيرا من يعتقد ، بان الانتقال من موقع طبقي الى اخر ، ومن موقف ايديولوجي الى اخر ، يعني في حد ذاته ، انمحاء المواقع الطبقية والمواقف الايديولوجية من الوجود ، فالافراد قد ينتقلون من هنا الى هناك ، ما شاء لهم الانتقال ، لكن الطبقات الاجتماعية لها وجود موضوعي ثابت .
ان هذا النص الذي يعرضه يقول الفقيد عبد السلام المؤذن امام عقل القارئ الكريم له موضوع محدد ، هو التساؤل والاجابة عن الوضع الجديد للطبقة العاملة ولايديولوجيتها الماركسية ، لكن لدوافع تحليلية صرفة ، اضطر عبد السلام الى تقسيمه الى ثلاثة اقسام : يتعلق الاول بالبروليتاريا المغربية ، والثاني بالبروليتاريا في النظام الامبريالي، والثالث بالنظرية الماركسية .
في الحلقة المقبلة من تراث الفقيد عبد السلام المؤذن وبمناسبة اليوم الاممي للطبقة العاملة سنرى مفهوم هذه الطبقة في كتابه المشاراليها اعلاه .
#بلكميمي_محمد (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟