كأس القارات : انجاز أم انتكاسة جديدة

طارق الحارس

الحوار المتمدن-العدد: 2665 - 2009 / 6 / 2 - 08:16
المحور: عالم الرياضة
    

ماذا نريد من المشاركة في كأس القارات .. هل نريد الفوز بكأسها ؟
من المؤكد أننا لا نفكر بالفوز بكأسها لأن المثل العراقي الذي نؤمن به جدا يقول ( مد رجلك على كد " مقدار " لحافك ) ومقدار لحافنا في هذه البطولة ان حاولنا تطويله لا يصل في كل الأحوال الى أبعد من الدور الثاني في حالة تحقيق الفوز على نيوزلندا ( ليس مستبعدا لأن هذا الفريق لا يعد من الفرق الكبيرة ) ، والفوز أو التعادل مع جنوب أفريقيا ( ليس مستبعدا أيضا لأن المستوى الفني لهذا المنتخب لا يقارن بمستواه خلال السنوات العشرة الماضية ) ، لكننا لا ننسى الاشارة هنا الى أن المباراة ستقام على أرضه وبين جمهوره ، فضلا عن أنه يستعد لاستضافة نهائيات كأس العالم التي ستقام على ملاعبه ، أما مباراتنا أمام اسبانيا فمقدار لحافنا يقول أن الخسارة فيها يعد أمرا طبيعيا نظرا للفارق الفني الكبير بين منتخبنا والمنتخب الاسباني وهنا سيعتمد أمر تأهلنا الى الدور الثاني على فارق الأهداف .
أيضا لابد لنا من الاشارة الى أن أمر تأهلنا يعتمد على استعدادات منتخبنا الوطني لهذه البطولة وهي للأسف ، كالمعتاد ، لا يعول عليها ، إذ أن مسلسل الفوضى يعيد نفسه قبل كل بطولة نشارك فيها بسبب التخبط الاداري للاتحاد العراقي لكرة القدم الذي يتوضح من خلال عدم وجود خطة واضحة للمعسكر التدريبي وعدم اقامة مباريات تجريبية تتناسب مع حجم المشاركة في مثل هذه البطولة التي عادة ما يخطط لها قبل عام كامل .
بالمناسبة من الخطأ مقارنة استعدادات منتخبنا مع المنتخبات الأخرى المشاركة في هذه البطولة ، كما ورد في تصريح لحسين سعيد ، إذ أن المنتخبات الأخرى مستقرة من جميع النواحي وأهمها أن التشكيلة المناسبة التي ستخوض بها مباريات هذه البطولة معروفة ليس لمدربيها ، بل حتى للجمهور الرياضي في أرجاء المعمورة كلها وهو الأمر الذي ينطبق حتى على المنتخب المصري في حين أن مدرب منتخبنا الوطني لم يصل الى التشكيلة التي سيسافر بها الى جنوب أفريقيا حتى هذه اللحظة فهو مشغول بالاختبارات التي يجريها في معسكر الدوحة على أكثر من ثلاثين لاعبا .
مع هذا فأننا نعتقد أن تخطي منتخبنا الوطني الدور الأول من هذه البطولة يعد ممكنا ، لكن السؤال الأهم هو : هل سيحقق منتخبنا هذا الطموح الممكن حسب المنطق الفني لمستويات منتخبات مجموعتنا .
من المؤكد أن للمدرب الصربي بورا الدور الأكبر في تحقيق حلم التأهل الى الدور الثاني ، لكن علينا أن لا ننسى أن أدواته ، نعني اللاعبين الذين سيختارهم لمباريات هذه البطولة ، هم الذين سينفذون أوراقه داخل الملعب .
السؤال الآن : هل سيحسن بورا اختيار اللاعبين المناسبين ، أم أن تجربة بطولة خليجي 19 ستتكرر مرة أخرى حينما أخطأ المدرب البرازيلي فييرا الاختيار بالاعتماد على نجوم بطولة كأس آسيا بالرغم من ظهورهم بمستوى فني ضعيف جدا خلال تصفيات كأس العالم التي سبقت بطولة خليجي 19 ؟ .
المؤشرات جيمعها وأهمها استقالة المدرب راضي شنيشل تؤكد على أن بورا سيعتمد اعتمادا كبيرا على الأسماء نفسها التي تسببت بالانتكاستين الأخيرتين مع الاشارة الى أنه سيضطر الى الاعتماد على بعض الوجوه الجديدة – القديمة في بعض المراكز ومنها مركز المدافع حيدر عبدالأمير والمدافع جاسم غلام وربما يشمل الأمر مركز حارس المرمى نور صبري ، لاسيما في ظل المستوى المتصاعد الذي قدمه الحارس محمد كاصد في المباراتين الاستعداديتين اللتين خاضهما المنتخب تحت اشراف المدرب راضي شنيشل أمام السعودية وكوريا الجنوبية ، وأيضا سيفكر بورا بايجاد بديل للاعب قصي منير بسبب الاصابة ، أما المراكز الأخرى فنحن نتوقع أن تبقى الأسماء نفسها بقيادة المهاجم يونس محمود الذي صام عن تسجيل الأهداف منذ بطولة كأس آسيا باستثناء في المباراة التجريبية التي خاضها منتخبنا ضد فريق الجيش القطري وهو من فرق الدرجة الأولى في قطر .
من المؤكد أن المشاركة في بطولة كأس القارات بحد ذاتها تعد انجازا كبيرا للكرة العراقية ومن المؤكد أن التأهل الى دورها الثاني يعد من الانجازات الكبيرة التي ستسجل في تاريخ الكرة العراقية ، لكننا نضع الحقائق أمام الجمهور الرياضي العراقي قبل حصولها حتى نتجنب الوقوع في انتكاسة جديدة تلحق ضررا كبيرا للكرة العراقية وهو الأمر ، أي وضع الحقائق لا يعني عدم دعمنا لمنتخبنا الوطني كما يعتقد بعضهم فالمنتخب الذي سيلعب في جنوب أفريقيا هو منتخب العراق .. نعم ، هو منتخب العراق .

#طارق_الحارس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل