( غصبا ) عن الجميع : يونس محمود كابتن منتخب العراق

طارق الحارس

الحوار المتمدن-العدد: 2648 - 2009 / 5 / 16 - 09:56
المحور: عالم الرياضة
    

بعد الانتكاستين الأخيرتين اللتين تعرض لهما منتخبنا الوطني لكرة القدم ( تصفيات كأس العالم 2010 وخليجي 19 ) كان الجميع ينتظر التغيير ، ذلك التغيير الذي يعني انقاذ سمعة الكرة العراقية ( بطلة آسيا ) استبشر بعضنا بخطوة الاتحاد العراقي لكرة القدم المتمثلة باناطة مهمة تدريب المنتخب بالمدرب راضي شنيشل بانتظار التعاقد مع مدرب أجنبي وهو الأمر الذي حصل بتعيين المدرب الصربي الشهير بورا ، لكننا كنا نعلم أن هذه الخطوة كان الغرض منها امتصاص غضب الجماهير الرياضية بعذ الانتكاستين الكبيرتين وقد تبين ذلك واضحا بعد التعاقد بورا والبدء بنسف العمل الكبير الذي بدأه شنيشل من خلال استدعاء مجموعة من اللاعبين المحليين ، فضلا عن كونه قد وضع في أجندته بعض اللاعبين المحترفين من الذين حافظوا على مستواهم الفني خلال مباريات بطولة تصفيات كأس العالم وبطولة خليجي 19 وكذلك خلال المباريات التي خاضوها مع أنديتهم الخارجية بعد هاتين البطولتين ، إذ أعادنا حسين سعيد الى المربع الأول وذلك بتوجيه الدعوة الى جميع المحترفين ومنهم الذين تسببوا في الانتكاستين وفي مقدمتهم اللاعب يونس محمود .
نعم ، كان يونس محمود من الأسباب المهمة التي أدت الى حصول منتخبنا الوطني على كأس آسيا في العام 2007 من خلال الهدف الرائع الذي سجله في مرمى المنتخب السعودي في نهائي هذه البطولة ، ونعم أنه كان من أهم نجوم الكرة العراقية خلال هذه البطولة والبطولات التي سبقتها ، لكن الحقيقة التي أصبحت واضحة أمام الجميع هي أن هذا اللاعب قد انخفض مستواه الى درجة أن مدرب ناديه ( الغرافة القطري ) لم يزجه في التشكيلة الأساسية في مباريات الدوري ، بل أنه لم يضع اسمه ضمن تشكيلة الفريق خلال مشاركته في بطولة أندية آسيا وأيضا تناقلت بعض الصحف خبر ا عن عدم نية نادي الغرافة تجديد العقد معه خلال الموسم القادم .
لابد لنا من أن نضيف حقيقة أخرى تؤكد على انخفاض مستوى هذا اللاعب وهي التي تجسدت في المباريات الأخيرة التي خاضها منتخبنا الوطني في بطولتي تصفيات كأس العالم 2010 وخليجي 19 ، إذ أن مهاجم العراق الأول لم يسجل أي هدف خلال هذه المباريات .
انخفاض مستوى أي لاعب يعد مسالة طبيعية ، لاسيما في ظل أسباب خارجة عن ارادته ومنها تقدمه بالعمر ( عمر يونس الحقيقي لا يشبه عمره في جواز السفر ) ، وفي ظل أسباب أخرى من صنع اللاعب نفسه ومنها عدم جديته في التدريب ، والسهر لساعات متأخرة من الليل ، والتدخين وغيرها وهذه النقاط جميعها من الأسباب المهمة التي أدت الى انخفاض مستوى اللاعب يونس محمود .
الجميع كان يتوقع أن شنيشل لن يضع يونس محمود في مفكرته للأسباب المنطقية التي ذكرناها والتي تتعلق بانخفاض مستواه وقد أوضح شنيشل هذا الموقف في تصريحات عديدة حول هذا اللاعب ، لاسيما حين أجاب أحد الصحفيين : " على يونس أن يثبت أنه من المؤهلين للمنتخب قبل التفكير بشارة الكابتن " .
كانت تلك الاجابة هي الشرارة الأولى لحرب قادمة ضد مَن يضعون مصالحهم الشخصية فوق العراق وسمعته الكروية فقد جاء الرد من حسين سعيد رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم : " يونس محمود سيقود المنتخب العراقي في كأس القارات " وهو الأمر الذي عده المختصون بأنه تدخل غير مبرر من طرف رئيس الاتحاد بقضية فنية تخص الكادر التدريبي حصرا .
لقد فرض حسين سعيد أجندته مرة أخرى من خلال فرض يونس محمود على تشكيلة المنتخب متحديا الواقع والمنطق على حساب العراق وسمعة كرته مثلما فرضها على الجميع في مناسبات سابقة نذكر منها تمديد عمل الاتحاد لمدة عام بحجة غير حقيقية ، واناطته مهمة تدريب المنتخب لمدرب ( المقاومة الشريفة جدا ) عدنان حمد خلفا للمدرب النرويجي أولسن في تصفيات كأس العالم الأخيرة ، ومنح صوت العراق في انتخابات المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لكرة القدم لعدو العراق الجديد ، والكرة العراقية القطري محمد بن همام .
أما الحقيقة المرة التي لا نتمنى أن تحصل هي أن مآسي الكرة العراقية ستتكرر في هذه البطولة مع أن فرصتنا في التأهل الى الدور الثاني في مجموعتنا ( فنيا ) واردة في حالة اعتماد البناء الصحيح الذي بدأه المدرب راضي شنيشل .
نحن نراهن هنا على أن يونس محمود سيقود منتخبنا في بطولة كأس القارات ( غصبا عن الجميع ) و ( غصبا ) عن المنطق والواقع الفني .

#طارق_الحارس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل