عدنان حمد متهم يجب محاكمته

طارق الحارس

الحوار المتمدن-العدد: 2550 - 2009 / 2 / 7 - 03:37
المحور: عالم الرياضة
    

أعرف تماما الأسباب التي تجعل صورة حارث الضاري ماثلة أمامي حينما أنوي الكتابة عن المدرب الفاشل عدنان حمد ، لكنني لست بصدد شرح هذه الأسباب لأنني بصدد الكتابة عن ردة فعل حمد حول نتائج تحقيق الامانة العامة لمجلس الوزراء بخصوص أسباب الخروج المبكر للمنتخب العراقي من تصفيات كأس العالم ، تلك النتائج التي اتهمته وبعض العناصر التي جلبها معه بالتآمر على المنتخب العراقي في مباراته الحاسمة أمام المنتخب القطري والتي ركزت فيها على قضية الأوزون والعسل الملكي وقضايا أخرى .
لم يكن مستغربا الرد الذي خرج به عدنان حمد بعد ظهور نتائج هذا التحقيق ، إذ أن " الاناء ينضح بما فيه " فقد رد بألفاظ سوقية ( تافه ، أصولي ، انتهازي ، كذب ) في أحيان ، وفي أحيان أخرى بحقد على العراق الجديد بعد تخلصه من المجرمين والطغاة .
يقول علي الوردي في كتابه " وعاظ السلاطين " : المشكلة الكبرى آتية من كون الانسان لا يستطيع أن يترك عاداته واعتباراته القديمة بارادته واختياره . فهذه العادات والاعتبارات مغروزة في أعماق عقله الباطن ، ولذا فهو يتأثر بها ويندفع بتيارها اندفاعا لا شعوريا لا سيطرة للتفكير أو المنطق أو الارادة عليه " .
من المؤكد أن عدنان حمد تربى تربية بعثية انغرزت في أعماق عقله الباطن جعلته يقف ضد العراق الجديد حاله من حال جميع البعثيين الذين فقدوا المناصب التي استحوذوا عليها أيام النظام السابق من دون وجه حق ، لذا فان اعتباراته القديمة ، نعني اعتباراته البعثية جعلته يعتقد أن نتائج هذا التحقيق الذي قامت به الأمانة العامة لمجلس الوزراء جاءت نتيجة أحقاد طائفية مع أن مجلس الوزراء الذي يقوده السيد نوري المالكي أكد عراقيته الخالصة في أكثر من مناسبة ، بل وأكد أنه يقف ضد الطائفية وخير شاهد ما حصل في صولة الفرسان التي قادتها الحكومة ضد عصابات جيش المهدي في مدن البصرة والعمارة والثورة والشعلة .
القضية واضحة المعالم ، نعني المؤامرة التي قادها حمد ضد المنتخب العراقي وقد نوهنا عن وجود مؤامرة في مقالة بعد المباراة بأيام قليلة وبينا في هذه المقالة القرائن الواضحة لهذه المؤامرة ، إذ أن الأوزون الذي تم زرقه للاعبين قبل مباراة قطر الحاسمة لم يحصل قبل أية مباراة من المباريات التي خاضها المنتخب تحت قيادة حمد نفسه وحقق فيهما الفوز على استراليا والصين ، ولا تحت قيادة فييرا الذي فاز بلقب بطولة آسيا ، أو أولسن الذي تعادل مع الصين ، والأمر نفسه يخص العسل الملكي الذي لم نسمع أن لاعبي المنتخب استعملوه من قبل ، أو أنهم بحاجة اليه لرفع لياقتهم البدنية والسؤال الذي طرحناه في حينها هو :
لماذا حصل هذا الأمر قبل مباراة قطر بالذات ؟ .
لم يبرر حمد في رده على نتائج التحقيق تبريرا علميا واحدا لرفع تهمة المشاركة عن نفسه في هذه المؤامرة ، بل أنه أكدها في مواقف عديدة ، لاسيما في شتمه للحكومة العراقية من غير مناسبة والتي نعتقد أنها السبب الرئيس في حصول هذه المؤامرة كون حمد يعتقد أن تأهل المنتخب العراقي للتصفيات النهائية سيجير لصالح هذه الحكومة ، لذا قام حمد بفعلته المجرمة كي يمنع حصول هذا التأهل متناسيا أن التأهل كان يعني فرحة شعبية لعموم العراقيين من كردستانه الى جنوبه وغربه وشرقه .
عقل حمد الباطن وعاداته واعتباراته البعثية التي تربى عليها هي التي أوصلته الى هذا التفكير المجرم ، لذا نحن نجزم بقيامه ومعه أزلام النظام السابق بهذه المؤامرة القذرة ضد العراق الجديد حاله من حال جميع أزلام السلطة الذين لا زالوا يواصلون مؤامراتهم وجرائمهم ضد العراق الجديد .
لقد أحاك حمد المؤامرة من خلال أمور عديدة من بينها اخفائه اسم الطبيب العراقي الذي زرق اللاعبين الأوزون وأيضا من خلال تبديله الطبيب الذي رافق المنتخب الوطني تحت اشراف المدربين السابقين من دون سبب واضح ، وكذلك تبديله المعالجيين والاداريين المرافقين للمنتخب .
نجزم أن ما حصل قبل مباراة قطر الحاسمة مؤامرة ليس المقصود منها حرمان المنتخب العراقي من التأهل الى التصفيات النهائية لكأس العالم ، بل المقصود منها النيل من العراق الجديد ، لذا نطالب باحالة المتهمين في هذه المؤامرة الى القضاء العراقي وفق نتائج التحقيق الذي خرجت به اللجنة المكلفة من قبل الأمانة العامة لمجلس الوزراء ، فضلا عن استدعاء جميع اللاعبين والاداريين الذين كانوا ضمن الوفد العراقي في هذه المباراة للاستماع لشهاداتهم تحت القسم القانوني كي ينال حمد وغيره من المتهمين الجزاء العادل .

#طارق_الحارس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات