أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - باسم محمد حبيب - عقدة الكهرباء أم عقدة الفعل العراقي














المزيد.....

عقدة الكهرباء أم عقدة الفعل العراقي


باسم محمد حبيب

الحوار المتمدن-العدد: 2664 - 2009 / 6 / 1 - 11:06
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


على أي منطق يمكننا أن نحيل عجز الحكومة عن حل مشكلة الكهرباء فهذه المشكلة هي اصدق دليل على أن الأزمة التي نواجهها اكبر من أن تعد أزمة أنية بل هي أزمة فعل وإرادة ومسؤولية حيث تجاوزت هذه المسالة حدودها المعقولة ولم يعد بالإمكان قبولها كمشكلة منطقية .

لأننا إذا حاكمنا هذه المشكلة وتمعنا في حيثياتها وزواياها لأدركنا أننا بإزاء قضية فيها من الغرابة الشيء الكثير فليس من المعقول أن العراق بإمكانياته الكبيرة وموارده الهائلة عاجز عن إيجاد حل لهذه المشكلة أو وضع الخطط العملية لبناء منظومة حديثة للكهرباء أو حتى تجديد وتطوير المنظومة السابقة مادام المانع معدوما وليس هناك ما يمكن أن يقف حائلا أمام هذه الهدف سواء تعلق ذلك بالوضع الداخلي الذي أصابه بعض التحسن أو الوضع الخارجي الذي أصبح في وضع يختلف جذريا عما كان عليه الحال خلال فترة العقوبات الدولية .

إذن ليس هناك من عائق مادي أو امني أو قانوني يمنع العراق من العمل على تحسين خدمة الكهرباء فالمسالة بلا شك غدت محصورة بالجانبين السياسي والإداري ولابد أن نعد المسالة على أنها نوع من التقصير بغض النظر أن كان هذا التقصير متعمدا أم لا فإما أن يكون وراء ذلك تقصير سياسي بعدم وجود رغبة جدية في حسم هذه القضية لأسباب ربما لها علاقة بالمحاصصة أو الصراعات داخل البنية الحكومية أو قد يكون الأمر نابع من فشل إداري أو فني فالعراقيون الذين عاشوا فوق بحر من النفط كانوا يتكلون في حل مشاكلهم أو تلبية حاجاتهم على الآخرين فحتى قضية التصنيع التي روج لها النظام السابق ثبت أنها بلا أساس بل مجرد أسطورة استخدمها ذلك النظام لترويع الخصوم لا أكثر أما في الواقع فلم يعثر على شيء ذو قيمة وبالتالي ثبت جليا عجز العراقيين التام عن إدارة قضاياهم وإنهاء مشاكلهم دون مساعدة خارجية وليس أدل على ذلك من عجزهم الكامل على إنهاء الواقع السيئ الذي عاشوه لعقود تحت ظل الاستبداد والتأخر السياسي والاجتماعي .

ولذلك لابد أن نسمي الأسماء بمسمياتها حتى نكون قريبين من الحقيقة فقضية الكهرباء التي مازال العراقيون يعانون منها هي نتاج العجز الفني والوهن السياسي والفشل الإداري ولا علاقة لها بأي سبب أخر كما يطرح السياسيون فالعراقيون ربما يعانون من عقدة قديمة ترتبط بماضيهم المرير وواقعهم القلق ..عقدة ربما كانت تتستر بموارد العراق الكبيرة بحيث وقفت تلك الموارد حائلا أمام تطور البنية العملية للعقل العراقي حيث بقي هذا العقل أسيرا لبعده العاطفي المعطل الأمر الذي سوغ ل الدكتاتورية أن تلعب دورا معينا في هذا المجال بعد ان جعلت الحل محكوما بسطوة الخوف .
لكن في العراق الجديد فربما لم يعد بالإمكان تخطي هذه العقدة القوية بسهولة بعد تجرد الفعل من أسلحة الدكتاتورية القوية وسطوتها المخيفة الأمر الذي كشف جناح الضمير والواجب فأصبحا وحيدين في عالم لجب مفعم ب الخشونة والمزاحمة . فهل ثمة شك بعد ذلك في أن الكهرباء ليست مجرد مشكلة فنية بل عقدة وعقدة كبيرة ربما تمتد إلى جذور العقل العراقي وان حلها سوف يستلزم جهدا يتجاوز إمكانيات الفعل العراقي بل ما نحتاجه هو تدخل أجنبي سياسي وإداري وفني فهذا وحده يمكن أن يحل عقدة الكهرباء في العراق .





#باسم_محمد_حبيب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حملات تستهدف الشباب في العراق
- معركة التاميل والجانب الإنساني
- الساكت عن الفساد شيطان اخرس
- من اجل مركز وطني لتوثيق معاناة العراقيين واضرارهم
- التدين والنبوة من منظور تاريخي
- ما حجم المسكوت عنه في واقعة السقيفة ؟
- هل تضررت ولم تحصل على تعويض ؟
- آثار حضارة وادي الرافدين بحاجة إلى حماية دولية
- ضوابط دولية لتدريس مادة الدين
- المسؤول العراقي أول من يستفيد وأخر من يضحي
- الديمقراطية في العراق مطلب تاريخي
- الدين في ذمة السياسة
- اختلافنا مع المثليين لايعني قبولنا بما يقع عليهم من عنف
- نوبل حلم عراقي كبير
- أول نشاط ناجح في تاريخ حقوق الإنسان
- مسئولون يتمتعون بالامتيازات الكبيرة ومواطنون يتضورون جوعا
- البراءة من الإرهاب
- السيد رئيس الوزراء اضرب ضربة وطنية والغي الامتيازات
- على الحكومة أن تستفتي الشعب بشان الرواتب والامتيازات الخيالي ...
- ما جرى في حلبجة يعنينا جميعا


المزيد.....




- أرمينيا تؤمم شركة كهرباء مملوكة لرجل أعمال روسي في خطوة استث ...
- الصكوك السيادية في مصر.. مساع لتقليص الدين وتحذيرات من التفر ...
- الإمارات: سوء تقدير للمسار الملاحي وراء تصادم السفينتين
- رئيس أمازون: الذكاء الاصطناعي سيقلّص الوظائف المكتبية
- الجابر: الـ -AI- يشكل المرحلة التالية من التطور البشري
- إيرباص تعتزم زيادة التوزيعات النقدية للعام الحالي
- -الأهلي السعودي- ينتهي من طرح أدوات دين بـ 1.25 مليار دولار ...
- بدء صرف مرتبات شهر يونيو 2025 في جميع البنوك الأن
- النفط يتراجع بعد مكاسب 4%.. السوق تعيد تقييم مخاطر الإمدادات ...
- رئيس -كاماز- يختار وسيلة غير تقليدية للوصول إلى منتدى بطرسبو ...


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - باسم محمد حبيب - عقدة الكهرباء أم عقدة الفعل العراقي