نوارس دجلة تعزز الثقة بقدرة المرأة العراقية على تحدي ظلام الحاضر وبناء المستقبل

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 2660 - 2009 / 5 / 28 - 09:09
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    

تصدح اصوات فرقة النوارس التي تضم باقة عطرة من نساء العراق في السويد، في اجواء العالم، عبر وسائل الاعلام المسموعة والمرئية، متحدية ظلام الحاضر الذي تعكسه، الارقام القياسية بالفساد والارهاب والجريمة المنظمة والفقر التي تبثها وسائل الاعلام العالمية يوميا عن الواقع العراقي، دون خجل، مساهمة بما اقترفه اعداء البشرية بحق الشعب العراقي، بعدم ذكر دور قوات الاحتلال وادواتها فيما وصل اليه الشعب العراقي دع عنك تجريمهم . ففي كل يوم تضيف رقما قياسيا. فالفساد، الذي اطلق العنان له حاكمهم المدني بريمر ليصل الى سرقة المليارات من اموال الشعب وسارت عليه الحكومات المنصبة المتتابعة، تدرج من المركز الثالث الى المركز الاول في العالم. وبالامس بلغت نسبة السكان دون خط الفقر 25% والحقيقة هي 40% مضيفة التعريف التالي:" في بلد من غنى بلدان العالم في الثروات الطبيعية والبشرية". دون ان تشير الى اطلاق قوات الاحتلال منذ اليوم الاول للاحتلال حرية تهديم كل المرافق الحيوية عدى المنشآت النفطية وفرض هيمنتها عليها. ولا يشكل نشر هذه الارقام دون تحمل مسؤولية اسبابها وتبعاتها، الا ايغالا في استعباد شعبنا واعطاء الصورة المظلمة لحاضره واسدال ستار التعتيم على منجزاته الحضارية وتاريخه المجيد وتبرئة لاعتى المجرمين على مر التاريخ . فقد كشف نائب رئيس الجمهورية ديك تشيني عما تضمره ادارته من حقد على شعبنا الذي حطم خططها للهيمنة على الشرق الاوسط على مدى نصف قرن، وعن تصميمها لاعادته قرون الى الوراء. واستكملت ما نفذه النظام الدكتاتوري من مخططها خلال ست سنوات لاعاد العراق فعلا قرون الى الوراء في جميع المجالات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية ، ولاسيما بالنسبة للمرأة والطفل باعتبارهما الاركان الاساسية لبناء حاضر ومستقبل كل شعب .
ورغم ذلك لم تستطع قتل طموحات الشعب العراقي للتحرر والمساهمة في تحرير البشرية ولا تحطيم طاقاته لاثبات جدارته في مواكبة متطلبات العصر ولا ثقته بقدراته على تحدي اعتى اعداء البشرية . فهاهن نوارس دجلة باسمهن الذي يرمز الى الحرية في الانطلاق الى العلو في المثل الوطنية والانسانية كالنوارس، وفي الصمود ودوام التدفق بالحياة والامل كدجلة الخالد . وبوقفتهن الشامخة يتحدين كل وسائل وادوات قوات الاحتلال وعتات الرجعية من دجالي الديانات، لالغاء دورها الوطني والانساني. ورغم كل ما فرضوه من قوانين وما اقترفوه من جرائم بحق المرأة العراقية وحرمان من جميع حقوق الانسان بما فيها حق الحياة، باباحة قتلها وتكفينها بالسواد جسدا وفكرا . وتعبر اغانينهن عن حيوية الشعب العراقي في تسخير الماضي كقاعدة لبناء الحاضر والاستفادة من منجزات العصر . اما اصواتهن فتملأ السامع املا وثقة وتحلق به في سماء الوطن وعلى ضفاف دجلة وبين الاحبة والاصدقاء. انهن يمنحن السامع اسعد الاوقات التي حرم منها لسنوات ، لتزيح ما تراكم خلال سنوات من عبء كوارث واستعباد. ليستعيد توازنه ويستحث مكامن طاقاته على البذل والعطاء لانقاذ شعبه .
ونوارس دجلة يبدعن في استخدام الغناء وسيلة للكفاح الوطني والانساني وفي تعريف البشرية بواقع شعبنا وتصعيد التضامن معه فضلا عن دورهن في تعزيز نضال المرأة العراقية من اجل تحررها في وقت تتكالب كل القوى الرجعية على الغاء اهم منجزات كفاحها الطويل قانون الاحوال الشخصية .
وتعكس الفرقة بطاقمها الموسيقي ومدربها، تظافر كل قوى شعبنا نساء ورجال ادباء وفنانين، مسخرين كل طاقاتهم الابداعية في صنع الانجازات الكفاحية ، متحدين كل الصعوبات ومتسلحين بحب ودعم الجاليات العراقية وبحب ودعم جميع شعوب العالم.
فالى مزيد من التطور فنيا من خلال الدراسة والتمرين واستخدام كل المنجزات التكنولوجية في تطوير الغناء والموسيقى، والتطور في نقلها سمعيا وبصريا. والانتشار افقيا وعموديا بتشجيع العراقيات على انشاء فروع في جميع بلدان العالم حيث يتواجد عراقيين والى فروع لمختلف الاجيال. وليكن ضمن الطموحات عروض ميدانية في ساحات العراق .
ولنواس دجلة المجد وكل الحب والتقدير .
مع الاعتذار عن التاخر في التثمين العالي لنوارس دجلة ، لان ضريبة العمر حرمتني من هذه السعادة والمتعة التي تمنحها منجزات نوارس دجلة، الى اليوم وبالصدفة

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل