أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام السراي - رسالة الى كامل شياع في عالمه الآخر














المزيد.....

رسالة الى كامل شياع في عالمه الآخر


حسام السراي

الحوار المتمدن-العدد: 2658 - 2009 / 5 / 26 - 10:49
المحور: الادب والفن
    


صديقي كامل شياع ... بعد ان ربحت العلا والسمو الخالد ،أكتب لك اليوم رسالة ،ربما تختلف عن الرسائل التي كنا نتبادلها سابقا . وأعرف انك لن تقرأها ،غير إني مصرّ على ترتيب بعض السطور لك ولو للمرة الأخيرة ،لإنك في عالم وأنا في آخر ، والمضحّك للغاية في هذا الأمر ،إنّ العالم الذي بقيت أنا فيه وأجبرت أنت على تركه ، أكثر قسوة وسفكا للدماء من ذلك الذي إنتقلت إليه أنت .
صعب عليّ لدرجة لاتوصف فراقك وافتقاد نصائحك وملاحظاتك التي جعلت منك بمنزلة المرشد الروحي الذي يهدي ويتابع أحد اتباعه ، وتلك رسائلك التي وصلت منك الى جميع أصدقائك باسلوبك الرشيق والجدلي ، عبر بريدك الألكتروني[email protected] لاأثمن منها ولا أغلى ، وصوتك الذي يتفقد أحبابك إن تعذّر اللقاء بهم في بغداد لا أعذب منه ولا أحلى من اطلالتك كلّ مرة بما تسجّله على مقال منشور أو نتاج لصديق يمس جوهر الثقافة وتطويرها كفعالية تنقذ العراق من الغرق في بئر تكون فيها الغلبة للحيوانات المفترسة التي تمشي بيننا على هيئة بشر لهم آذان وعيون وأفواه .
نعم ياصديقي الفذ وأستاذي المثابر ، قد أدركت معنى التصاقي الشديد بك انطلاقا من غايتك الأولى والأخيرة وهي الإرتقاء بالإنسان وبحياته من خلال الثقافة ومايمكن أن تحدثه، وهذا هو مبعث فخري بصداقتك وعزائي الوحيد الآن، وكنت ممتـنّا لك دوما من دون ان تدري على تصويبك لفكرة عودتي الى بغداد بعد سنة من الإبتعاد عنها ومحاولة الإفلات من واقعها المر . لم انسَ ولا لحظة إن تفاؤلك بالعراق كان كبيرا ،لفرط تسليمك روحك لما تجلبه لها الأيام ،تاركا وراءك مزايا المكوث في المنفى ،حيث التمدن والمواطنة واحترام الإنسان ،لتجيء الى العراق المحطـّم الذي خسر أهله من مدنيتهم الكثير ، جراء سياسات جائرة ، لم يكن لهم فيها ذنب من قريب أوبعيد .
أبا الياس خبر اغتيالك لايصدق ،وأنا أقرأ في بيروت خبرا من على شاشة إحدى القنوات الفضائية اللبنانية يشير الى اغتيال المستشار في وزارة الثقافة العراقية ، دون الاشارة الى الإسم ، وطوال ساعتين كنت أُمني نفسي بألاّ تكون أنت المقصود ،إلا إنّ الخبر تمّ تأكيده وكنت أنت الشهيد ، الذي كان يعرف ان الموت يسير في بغداد ويتلاقف الناس ، فجاءت النهاية برصاصات غادرة من مسدس كاتم للصوت ، أراد ايقاف مشروعك الذي أسميته" مشروع مع جماعة " لأجل"شفاء أوجاع سرية حملها لك المنفى "، فصارت الرصاصات التي نالت منك أسرع من مشروعك وتطلعك اللامتناهي الى العراق المتحضر ،لا الى عراق التخلف والطائفية والتردي الإجتماعي .
المهم ياصديقي الجميل وأنت في عالمك الآخر إبحث الآن عمن يشبهونك في الرفعة والخُلق وتجنب لقاء أولئك الذي ملأوا حياتنا بالشعارات والصراخ المفرّغ من الإنسانية ، ولو أنّ هؤلاء الأدعياء مازال الكثير منهم يقبع في الأمكنة التي فارقتها .
أخيرا تمنى للعالم الذي غادرته وبقي فيه من يحبونك ،أن يكفّ كل من فيه عن السماح للوحشية بمزيد من التغلغل في نفوسهم .
شكرا لك ياكامل لإني عرفت نبلك واعلم اني بكيتك بمرارة لفداحة الخسارة التي لحقت بي وبكلّ محبيك .



#حسام_السراي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مديات التوفيق بين ممكنات عقل الكاتب وامكانات تلقيه الأمثل
- المتنبي بين لحظتين من التأريخ (965-2007) م ...
- صخرة مِدْرارة
- كلمات عالقة في الذاكرة عن لقاء غير عابر
- عباس اليوسفي في محنته: مبكرا وصلتك أيها الموت وبدل أن تسعى س ...
- صداقة المكتوب .. و مجابهة الواقعِ
- سحر الزقورة
- شارع المتنبي ..كي لانبكيه مرة ثانية
- مناشدة الغير ، ماذا تعني؟
- إيقاظ الأسئلة النائمة
- سلطة الأقبية
- مابين مطار أورلي وشاطيء دجلة
- من أحلامنا...مترو
- الشاعر رياض النعماني: نحن بحاجة الى متلقٍ ناقد وخالق دائم لل ...
- الشاعر فاضل السلطاني: طلبت المغفرة عن المنفى و الوطن ولعنت ص ...
- منْ بِِه صَمَمُ؟
- عرسه المدوّن...قضية بلاد
- كريم مروة : المحاصصة الطائفية و السياسية يجب الا تتعدى المرح ...
- القول بانتظار الفعل
- كامل شياع : وحدة المجتمع في الأزمات التأريخية شرط ضروري لنجا ...


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام السراي - رسالة الى كامل شياع في عالمه الآخر