أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد موسى - وطن واحد لا وطنين ,,, شعب واحد لا شعبين















المزيد.....

وطن واحد لا وطنين ,,, شعب واحد لا شعبين


سعيد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 2651 - 2009 / 5 / 19 - 08:33
المحور: القضية الفلسطينية
    


((مابين السطور))


انقسام فلسطيني كارثي على مدار عامين، أدى إلى تدمير كل البنى التحتية والنسيج الاجتماعي، وبات الصراع الحقيقي من اجل إعادة عجلة الصواب إلى صوابها الوطني، ليس بين فتح وحماس، بل بين شعب يرفض هذا الانقسام المدمر، وبين فئات ترى في الانقسام منفعتها وفيما سواه انكماش واندثار، وعليه فوفق هذه المعادلة الحقيقية، أزف الحسم بين شقي المعادلة، الشعب من جهة والفرقاء من جهة أخرى، وأيهما من الفرقاء يقترب إلى خيار الشعب فسيكون خير من يمثله في مرحلة مابعد الانقسام، لم يعد هناك مجال للاستمرار في هذه الهزلية والعبثية الوطنية العقيمة، ولم يعد هناك فريق حق وآخر باطل، فالحق حق الشعب والباطل هو تفرد وفرض رؤية الحزب الفئوية وتسويقها على أنها الحق المطلق، فقد سقطت كل الشعارات أمام الشعار والمطلب الشعبي بترك الخلافات دون قبول أي من تبريرها الفئوي، وقبول شعار الشعب بالوحدة والتلاحم الوطني، لقد دقت ساعة الحسم، وسواء اتفق الفرقاء أو اختلفوا، فلن يقبل الشعب أن يستسلم لقدرية الانقسام واللامبالاة والإنهزام، الذي يزحف على كل التفاصيل الاجتماعية والنفسية والاقتصادية والسياسية الوطنية، وقد بدء العد التنازلي دون شك حتى لو أدى الإحباط العام إلى استهجان هذا المسار صوب محور الوحدة الذي لن يقبل الشعب المكلوم بغيرها قدرا يخلصه من الاحتراب والكره الوطني، ومن المحتل والغاصب الصهيوني، لم يعد الصمت على التمسك بالانقسام مجديا، ولم يعد توقع التناحر والمناكفة والاحتراب مقبولا،فكما كتبت سابقا ومنذ أكثر من سنتين"المؤامرة في الإبقاء وليس في الإقصاء"، ثم بعد أن ثبتت بالدليل العملي القاطع صحة المقولة، كتبت"التوافق على الإقصاء الديمقراطي"، فإما توافق على شراكة فصائلية لقيادة السفينة لتبحر بالجميع صوب بر الأمان، وإما توافق على إقصاء سلمي ديمقراطي، يقف الجميع أمام عدالة الاحتكام إلى الجمهور الذي يدفع الثمن الحقيقي لهذا الانقسام السرطاني الذي يعصف بمستقبل جيل الشباب علميا وعمليا ونفسيا، لا خيار ثالث ولا مجال للاستمرار في تسويق التقسيمة الزائفة المضللة بين من يدعي صالح نفسه وطالح الآخر وبالعكس، ولسنا نراهن على توافق مطلق بين الفرقاء لان قناعة باتت راسخة بعد تجارب الحوار من اجل الحوار ، تفند بوضوح رغبة البعض في استمرار مسار التقسيم والاحتراب، وعلى الشعب أن يقبل الميتتين ببطيء، موت من حصار ودمار عدو أساسي، وموت عبثية حوار ينتج حوار فحوار فحوار فدمار من عدو افتراضي استثنائي، أزف الحسم السلمي لمن أراد رحمة وسلامة لأهلنا وشعبنا المرابطين الصابرين المحبطين الصامتين، لأنه في غير ذلك سنكون ضمن المدرجين على قائمة الأعداء، تحت سياسة نشر ثقافة الحروب الأهلية الشاملة في العالم، وليس حربا عالمية بين اللاعبين الكبار أصحاب المنفعة والمصلحة المشتركة في استثمار تلك الحروب الأهلية المطلوب زيادة رقعتها، في الصومال وباكستان والعراق والمغرب والجزائر واليمن وفلسطين ولبنان إلى مالا نهاية سياسية، ويتفرغ الكبار لجني ثمار ذلك الدمار، لطالما كنا عصيين على السقوط في ذلك المستنقع فسقطنا نسبيا وفق المصالح الحزبية المنغلقة المتطرفة الخاصة، وآن للشعب بإرادته السلمية أن يتولى زمام الأمور ويستعيد قدرية صمام أمان الوحدة، ويجسر الهوة في الصراع على سلطة هي الهدف الأول والأخير من خلف ذلك الصراع، سواء أنكر أو اعترف الفرقاء.



مصر ليست مضيفا, مصر ليست وسيطا، مصر مفوضة بإجماع عربي وإجماع إسلامي ودعم دولي باستثناء أعداء الوحدة العربية والوحدة الفلسطينية، مصر مكلفة تاريخيا بحكم التضحيات الجسام من اجل العروبة وفلسطين، وبحكم التلاحم والجوار ووحدة الدم والمصير، أن تخرج ذلك الحوار الذي وصل إلى نهاية نفق مظلم ومغلق من عتق الزجاجة، فليس لغير الصهاينة وأعداء الأمة مصلحة في إبقاء الانقسام مطية لعبثهم وتجارتهم وأهدافهم الخبيثة، فوطنين طوق نجاة صهيوني، وشعبين هبة من شياطين الأرض لأجندة إبليس الصهيونية، فلم يبقى شيء لم يطاله شبح الانقسام حتى الأبرار من الشهداء لجثمانهم الطاهر العربي الفلسطيني علم بغير علمهم الوحدوي، ومشيعين خاصين بهم وصلاة يحضرها ابن الحزب ويتغيب عنها ابن الحزب الآخر، وهذا الشهيد يحق له تأبينا وذاك الشهيد لايسمح بتأبينه، ابعد هذا السقوط سقوطا، ابعد هذا الانهيار انهيارا، ابعد هذا الطوفان طوفانا، لقد بات الجميع على قناعة بان الاحتراب سياسيا وما دون ذلك إنما هو لذر الرماد في العيون، لقد تجسدت قناعة شبة شاملة أن التوافق المطلق بين الفرقاء، لهو ضرب من دروب المستحيل، وان السعي لبلوغه إنما هو كمحاولة تعبئة الضوء الطبيعي في مغلفات العتمة الطبيعية، لذا فان شيء من الخلاف وقسط من الاتفاق لهو الأمر الطبيعي الحميد، كما هو حزب الأغلبية الحاكم بحاجة ماسة إلى أقلية معارضة تحت قبة البيت الصحي الواحد بالبرلمان، من اجل النصح والتقييم والتقويم، أما التفرد وضرب عرض الحائط بمستقبل أجيالنا تحت مبررات لامعة زائفة ما انزل الله بها من سلطان، لم يعد مقبولا إلا على شريحة منتفعين قلة لا يأبهون بمعاناة الشعب الواحد في الوطن الواحد وجميعهم صابرون موحدون، ولكن كما لكل شيء بداية فلكل شيء نهاية، الظلم لا يدوم وتسويق معادلة الصالح والطالح بالتعميم الحزبي لا تدوم، وقد وصلت الأمور إلى حضيض المستنقع الوطني المشئوم، فقد أزف الانعتاق من هذا الانقسام الأسود الذي لا يخدم إلا الأعداء، ومن يصر عليه إنما يقف بشكل مباشر أو غير مباشر بتوافق المصلحة السياسية مع الأعداء ، في مواجهة شعب طالما تلقى الضربات والضربات الصهيونية التي لم تكسر ظهره، لكن الطعنات الوطنية في الخاصرة الوطنية أدت بلا شك إلى تهتك ذلك الجسد والى الانحناء، فبات الأمر بحاجة إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه، سواء بالخيار الشعبي الجماهيري السلمي، أو بالاحتكام إلى تدخل العرب الأشقاء.




ولعل الجميع دون استثناء بات محبطا ويائسا من جولة حوار رابعة وخامسة وسادسة وألف، قد يتمخض عنها توافق مطلق ، فلدى كل هؤلاء شكا في أدنى درجات التوافق وبات صوت حالهم أن الأمر غاية في التعقيد والانكفاء، ولعلنا ونحن لم نستبشر خيرا إلا بقدر حذر جراء جولة الحوار التي سميت باسمها الحقيقي المعبر عن واقع المستنقع الوطني، بأنها الأخيرة، وقد راق للبعض مثل هذه التسمية وكأن الخطوة التالية العدم والبقاء الحزبي الضيق على حساب البقاء الشعبي العريض على امتداد مساحة الوطن وهذا وهم وضباب سينقشع مع خيار استعادة الجماهير لمفاتيح زمام الحسم السلمي كحق ثابت لن تستطيع قوة على الأرض أن تغتصبه طويلا، وكان أجدى بالفرقاء وهم يلامسون الهم الوطني المتكدس والذي بلغ آخر مداه، أن ينزلوا من بروج تعنتهم في مواجهة الآخر، وان يتحدثوا بلهجة وطنية وأجندة وطنية لا شرقية ولا غربية، ليضخوا بقليل من إكسير الأمل لدى الشعب الذي يترنح من هول سرطان الانقسام.



ولعل ما طالعتنا عليه الفضائيات ووسائل الإعلام، مابين التبريد والتسخين، مابين إمكانية واستحالة توافق الفرقاء، مابين استعادة اللحمة وبقاء الانقسام، قد زاد هذا الشعب ضغطا بلغ في وتيرتها التصاعدية بفعل الإحباط وعدم الاكتراث بمستقبل يداس بأحذية الانغلاق الحزبي، ففي زمن النهايات لابد من قراءة البدايات، فبعد الليل يأتي نهار وبعد النهار يأتي ليل وهذه سنة الحياة ولادوام لغير جلالة الله، شعب متعطش كما رحلة التيه في الصحراء لقطرة غيث ممن يضنون أنهم ولاة أمور من المهد إلى اللحد، وإذ بهم يصبون حمما وصديدا في جفاف الحلوق، خرج علينا شخص بشير وفي جنبات حديثه الأمل والنذير، ليقول أن اتفاق شاملا تم الانتهاء منه والتوافق عليه واعتقد أن هذا الرأي يمثل رؤية ومنهج وأجندة القيادة المصرية والقيادة الفلسطينية الرسمية، وخرج علينا الإخوة/ الرقب والأحمد كناطقين باسم فرقاء فتح وحماس، ليقللوا من ذلك الصوت البشير ويؤيد كل مكنهم الآخر في أن الفجوة مازالت واسعة، شعب شاخص كالغريق وسط رمال الصحراء بأفئدته وألبابه ينتظر رحمة من بشر يتقون الله ويرجون رحمته، فيتيهون بين تصديق هذا وتصديق ذات،تاهت معالم خارطة الاتجاهات ودمرت بوصلة المسافات، فبأي حق أيها الفرقاء تضخون مزيدا من جرعات السموم لشعب بالفرقة والشتات الوطني مسموم ومكلوم، ولو بقي الحوار هكذا كزفة الطرشان ألف عام ما توافق الفرقاء على صدقية الشراكة واللقاء، إذن ليتلاقوا ويفترقوا، ليتفقوا ويختلفوا، لكن ليتقوا الله في هذا الشعب الذي يعاني مرارة جرائم الاحتلال ولا ينقصه أو يكسر ظهره غير ضيم وفرقة الإخوة الأعداء، لمصلحة من هذا الإصرار على بقاء شبح الانقسام؟ لمصلحة من الاعتقاد بان هذا الحزب حقا وذاك باطلا وعليه يتم توقع القادم الأغبر؟ لمصلحة من مزيدا من إحباط الشعب المحبط؟

لمصلحة من ننشغل بمناكفاتنا الرعناء عن مواجهة الأعداء؟ لذا بين بشير ونذير، وبين يأس وأمل، وبين إحباط وانفراج، ونحن نؤمن بان الله لا يغير مابقوم حتى يغيروا ما بانفسم، فلابد من قوم التغيير أن يتولوا فعل التغيير لنسف شبح الانقسام المدمر، وهذا لن يتآتى بالمماطلة والحوار مع تبييت النوايا المسبقة على إفشاله، بل بعد عون ورحمة الله، لابد للاحتكام للشعب صاحب السلطة الحقيقية ليثبت في السلطة المتهتكة والمتنازع عليها من يثبت وليقصي من يقصى، بل الجميع والفرقاء أولهم بحاجة إلى تدخل الشقيق العربي لا الأجنبي، لا كوسيط ولا كمضيف ولا كراعي في حال بلوغ نهاية النفق المغلق، بل صاحب كلمة فصل كأداة جراحة قيصرية لاجتثاث مرض الانقسام السرطاني، رحمة بباقي الجسد الفلسطيني، ورحمة باجزاءه الفرعية من الفرقاء، أما التسليم باستمرار هذا الحال، فبإذن الله لن يكون ولن يدوم طويلا، وليس أمام الفرقاء إلا استعادة روح الإخوة ولو نسبيا فرحلة الألف ميل تبدأ بخطوة، طبعا إلى الأمام وليس إلى الوراء، وهناك كثر من المتربصين الأعداء بشتى مشاربهم وأيدلوجياتهم ومصالحهم، كنافخي الكير في بوتقة الانقسام خلف الكواليس وفي العلن والخفاء، وهنا وهناك من الإخوة والأشقاء كحاملي المسك لابد لنا من صحبتهم والتمسك برؤيتهم والتي ستعيننا على تجاوز المحن والانغلاق الوطني الكارثة.




لقد كتبت سابقا حول خشيتنا من احتمالية أن تنفض مصر يدها من جمع الفرقاء وتوجيههم إلى وسطية الملتقى، لكن مصر شريك خير لا وسيط محاباة، واعتقد أن الجميع لامس إضافة إلى رعاية الجمع في أجواء عربية حميمة، ولامس أنهم ينهون عن التشبث كل برؤيته الفصائلية الخاصة، ويدفعون بالرؤية والمخارج الوسطية التي تراعي المصلحة الوطنية العليا إلى حيز الوجود، فعلى سبيل المثال لا الحصر ، كان المطلب لحركة فتح في ملف الانتخابات، انطلاقا من الحفاظ على حق فصائل العمل الوطني بنصيبها التمثيلي، أن الشكل الوطني المناسب هو التمثيل النسبي الكامل في الانتخابات"قوائم" علما أن الأخ الرئيس/ أبو مازن وافق في انتخابات 2006 على تمثيل نسبي مناصفة كما تريده حماس"50% قوائم و50% دوائر" بل وافق على أكثر من ذلك وأغدقت عليه في وقتها حركة حماس كحزب سياسي كل عبارات الإطراء والشرف الوطني، وقد لاقى من بعض رموز حركة فتح وسواها من الفصائل كل نقد ساخط، لكنه تصرف من منطلق الأب السياسي للجميع وليس قائد فصيل سياسي بعينه"فتح" وهو يعلم جيدا أن بذلك حضا وفيرا لصعود حماس كشريك سياسي مفترض، بل وأكثر من ذلك كان للرئيس/ أبو مازن بصمات تفيد مصداقيته في الشراكة، انه قد تجاوز الرد على كتاب التكليف المعيق لتشكيل الحكومة بعد فوز حركة حماس، والذي يحتم وفق دستورية الرد على حماس أن تقبل ببرنامج الرئيس الذي لم يتغير والذي انتخب بموجبه لما فيه من التزامات واستحقاقات وأهمها خارطة الطريق والرباعية، وفي نفس السياق أثناء جولات الحوار مطلب حركة حماس هو التمثيل النسبي بالمناصفة بين قوائم ودوائر والتشبث بذلك، انطلاقا من مبررات أن ليس كل الشعب منتميا لفصائل ومن حق المستقلين تمثيله، وهنا لا أريد تفنيد كل تلك المبررات من الفرقاء، لكن أي انخفاض في التمثيل النسبي الكامل حتما يقلل من حظ ونصيب فصائل العمل الوطني الصغرى وقد يلقي بأغلبيتها إلى قارعة هيكلية السلطة الحاكمة، لذا وحسب ما تناقلته وسائل الإعلام، وحسب التعامل وفق توافق الفصائل سواء في تهدئة مع الكيان الإسرائيلي، أو في مسار الحوار، فقد كان الاقتراح المصري وسطا بين هذا وذاك، لا يحرم فصائل كبرى ولا صغرى ولا مستقلين من التمثيل حسب قرار الجماهير بان المخرج سيكون"75% قوائم و 25% نسبي" وعليه تكون الشراكة المصرية المفوضة إن لم يكن بإجماع عربي وإسلامي ودولي وفلسطيني مطلق، فبالأغلبية هي شريك ثالث ترى بان الانقسام الفلسطيني ضرر عليها كما هو كارثة علينا، وليس من مصلحة أي من الفرقاء أن يدفع بالشريك المصري في صف الآخر ويصر على المواجهة والتعنت بتطبيق كل ما يصبوا إليه، وعندها يتطلب الأمر بعد تحويل مصر من شريك خير إلى طرف في معادلة المناكفة والاحتراب، وبالتالي وبحجم مصر ومفوضيها بإنهاء الانقسام، سيكون ملحا البحث عن وسيط وليس شريك يحتكم الفرقاء"2+ 1" لديه ولن يكون سوا وسيطا دوليا بصلاحيات إلزامية من مجلس الأمن، وهذا مالا يريده الجميع السماح بأي تدخلات أجنبية تزيد المعقد تعقيدا، وتزيد الحصار حصارا، وتزيد التدمير دمارا، وتزيد الأزمة تأزما.



دقت ساعة الحسم، وأزف حقا طي صفحة الانقسام، يرى البعض أن المعطيات على الأرض والميدان في شطري الوطن،أنها أشبه بالمستحيل صوب إنهاء الانقسام، ونقول ليس بنفسية الإحباط، ولا بأدوات القوة في الميدان تقاس الأمور، فإذا الشعب أراد الوحدة وإنهاء الانقسام، فلا بد أن يستجيب الفرقاء بالتوافق على شراكة بصوت خير الفلاح ونصح ودعم دعاة الإصلاح، والتخلص والابتعاد عن قبضة عرابي الفرقة وأجنداتهم وشبهات دعم الانقسام بمبررات لا تخدم إلا مصالحهم، أو الافتراق على خيار الاحتكام للشعب من اجل وحدة الصف وارض الوطن الواحد ، وخندق الشعب الواحد اكبر من الجميع ويتسع بالمحبة والتراحم للجميع، لا نشك أبدا بان ساعة الحسم السلمي بالتوافق على الشراكة أو الإقصاء الديمقراطي قد أزفت، ولا نسلم بروح اليأس القاتل بقدرية وطنين وشعبين وسلطتين وحكومتين وبرلمانين وإنسانين، بل وطن واحد لشعب واحد على امتداد أرجاء الوطن الفلسطيني، وصولا إلى وطن عربي واحد وشعب عربي واحد ومصير واحد.




وكلما استحكمت حلقاتها فرجت، لان الجميع يعلم أن السكون في أجواء الانقسام، يعني الموت للقضية الوطنية الفلسطينية العادلة، ونصرا لأعداء الوحدة والوطن، وان تنازل احد في غير الثوابت التي لا تقبل القسمة على غير العض عليها بنواجذ وحدة الخندق والمعترك في مواجهة التحديات،إنما هو تنازل الخير للخيرين، ولا اعتقد أن أي ممن يدعي الوطنية يقبل بهذا الدنس من الشبهة بالتعمد في تعطيل مسار الوحدة والتحرير،وان الانفراج قدر حتمي لن يسلم أي إنسان بقلبه ذرة من الإيمان والوطنية بغيره، لذا على الجميع تدارك منافع ومخاطر آخر صفحة من كتيب الانقسام المقيت الملحق، ولا من مثلها في أول صفحة من بداية كتاب وحدة الوطن والشعب في الفجر القريب، ماتم التوافق عليه تم ومالم يتم التوافق عليه يؤجل بعد أن يتم الاحتكام للشعب في عرسه الوطني الديمقراطي القادم، ولنجعل مابين هذا وذاك خلايا وطنية مخلصة تسابق الزمن، في تمهيد أجواء المصالحة الوطنية الشعبية أهم من مصالحة موائد الحوار، ولاشيء مستحيل وليس اخطر من مخاوف الوحدة وخسران نفوذ السلطة، غير جنون وشبح التوهم باستمرار الانقسام ليؤدي إلى قسمة الوطن والشعب إلى وطنين وشعبين، ليرسم الفرقاء خارطة القادم المعلوم والمجهول، فحتى الخامس عشر من تموز الذي نرجوه يوم ومنعطف خير وبركة، الكرة في ملعب الجميع والشعب يسجل في ذاكرة الانقسام السوداء كل صغيرة وكبيرة، وشعبنا ليس حاقد ولا دموي ،ومصطلح الحرب الأهلية ليس وارد في قاموس ثقافته، بل قابل للصفح والغفران وحسابات العدالة، وتجاوز حرمة الدم المنتهكة،وحرمة الانقسام المستحدث، وتقديم مصلحة فلسطين على سلم أولوياته بعد هذه التجربة الانقسامية المريرة المارقة، فلنلبس تموز رداء العزة بألوان العلم الفلسطيني ليكن تموز الوحدة والانتصار على عدو صهيوني متربص وعرابيه، ونتفادى تموز اسود سيسار إلى إضاءته بأنوار اصطناعية غير صالحة لرعاية وتنمية قضية وطنية فلسطينية، فليكن الافتراق على خير وطن واحد والالتقاء على خير شعب واحد.



#سعيد_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طبول الحرب تقرع بقوة فلتستعد إيران ؟؟؟
- الحكومة المفترضة ولعبة شد الحبال
- مهزلة عربية ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين
- غزة ارض مدمرة وإنسان محبط
- هل تحتفظ إيران لنفسها بحق العجز؟!
- تجارب سرية لأسلحة بيولوجية,,لاجنون بقر ولاهوس خنازير
- فرقاء فلسطين وأنصار العرب
- ثورة اوباما ومواجهة التحديات
- -نتن ياهو- والعودة لنقطة الصفر
- كلمة للسيد/ -جون جينج- مدير عمليات وكالة الغوث
- الحوار الفلسطيني والحسم المصري
- مثالية اوباما وجدار الإستراتيجية
- الدائرة الخطرة,,,, جريمة اغتيال القائد اللواء/ د.كمال مدحت
- تداعيات تحدي البشير للهيمنة الغربية
- شاليط ولعنة الفراعنة
- الانتخابات حق غير قابل للتصرف ولا يسقط بالتوافق
- قمة الثلاثة الكبار و إرهاصات الوحدة العربية
- إيران أم أفغانستان,,, أيهما الهدف القادم ؟؟؟
- الثور الأبيض عمر البشير فمن يليه ؟؟؟!!!
- معطيات حوار لن يفشل,,, فكيف سينجح ؟؟؟


المزيد.....




- لماذا تهدد الضربة الإسرائيلية داخل إيران بدفع الشرق الأوسط إ ...
- تحديث مباشر.. إسرائيل تنفذ ضربة ضد إيران
- السعودية.. مدير الهيئة السابق في مكة يذكّر بحديث -لا يصح مرف ...
- توقيت الضربة الإسرائيلية ضد إيران بعد ساعات على تصريحات وزير ...
- بلدات شمال شرق نيجيريا تشكل وحدات حماية من الأهالي ضد العصاب ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود- على أهداف في العمق الإيراني و ...
- قنوات تلفزيونية تتحدث عن طبيعة دور الولايات المتحدة بالهجوم ...
- مقطع فيديو يوثق حال القاعدة الجوية والمنشأة النووية في أصفها ...
- الدفاع الروسية: تدمير 3 صواريخ ATACMS وعدد من القذائف والمسي ...
- ممثل البيت الأبيض يناقش مع شميغال ضرورة الإصلاحات في أوكراني ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد موسى - وطن واحد لا وطنين ,,, شعب واحد لا شعبين