أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد موسى - الثور الأبيض عمر البشير فمن يليه ؟؟؟!!!















المزيد.....

الثور الأبيض عمر البشير فمن يليه ؟؟؟!!!


سعيد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 2575 - 2009 / 3 / 4 - 00:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


((مابين السطور))

الحقيقة أن هجوم محاكم الجرائم الدولية على العواصم العربية, هي حق يراد به باطلا, بمعنى أن الجريمة جريمة بغض النظر عن مرتكبها, والاهم من ذلك أن دول الهيمنة الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية, والتي تنصب من نفسها قاضيا دوليا يرفع شعار الانبراء للدفاع عن حقوق الإنسان, من منطلقات انتقائية ذات أهداف سياسية, وذات أبعاد شخصية تتعلق بزعماء عرب يحاولون الخروج على الناموس السياسي الغربي, والتحليق خارج سرب الفلك الأمريكي الأوروبي خاصة, وجميعنا يعلم تماما أن العدل والعدالة ليس هما الهدف النبيل لإلقاء كرة المحكمة الدولية في مواجهة أي زعيم أو قائد عربي, لأنه ببساطة من غير المنطقي الذي يمكن هضمه, أن يكون رفع شعار حقوق الإنسان مزاجيا وازدواجيات بين حالة وأخرى, فالجريمة بتعريفاتها ومعاييرها هي الجريمة حيثما وجدت, ومن المستهجن أن نسمع من العراب الأمريكي الأوروبي/ اوكامبو عندما يطرح عليه سؤال: إن كانت هناك جرائم بدارفور, فماذا بخصوص الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة, يرد العراب صاحب المهمة المحددة, بان مايحدث في قطاع غزة لايقع في دائرة نفوذ صلاحياته , حقا عذر أقبح من ذنب, وان كان المعيار كما يتحدث ذلك العراب هو تكليف مجلس الأمن, فاعتقد أن يد المجزرة الصهيونية ستبقى على مدار أيدلوجية الهيمنة الأوروبية الأمريكية إلى مالا نهاية.


ولكن الغريب في الأمر أن باقي ماتبقى من هياكل القيادة والزعامة العربية, قبل أن تورث عروشها لأبنائها وأحفادها, لم يتعلمون ولن يتعلمون درسا من عقيدة"أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض", ومرة أخرى نحن هنا لاندافع عن جرائم من الأنظمة العربية ضد شعوبها إن وجدت,وطالما ينصب هؤلاء أنفسهم مبعوثي عدالة سامية"وفاقد الشيء لايعطيه" وهاهي المحاكم تضرب بخيامها في السودان ولبنان, وكلنا يعرف أن الأهداف سياسية وليست جنائية, فأين هم من الجرائم التي ترتكب في فلسطين وأفغانستان والعراق, فبالأمس القريب كان اغتيال الرئيس العراقي/ صدام حسين وبواسطة مسرحية لا تنطلي على أحمق, بان العدالة الوطنية العراقية هي التي تقدمه لمحاكمة عادلة, في حين انه سلم بواسطة القوات الأمريكية التي شكلت المحكمة وسلمته إلى خصومه وكان قرار الإعدام مسبقا متخذ, وقبل ذلك كانت بوادر المحكمة الدولية تتجه صوب ليبيا فيما يسمى بجريمة"لوكربي" ومحاكمة مواطنين ليبيين, ولولا تسوية تلك القضية المتجهة صوب رأس النظام سياسيا وماديا, وأكثر من ذلك بالتخلي عن البرنامج النووي الليبي, لوصل الأمر حتما إلى محكمة جريمة دولية يكون هدفها رأس النظام كي يغرد داخل السرب وهذا ماحدث دون محكمة.


في المنظور القريب و بتاريخ الرابع من فبراير, ستصدر محكمة الجرائم الدولية المخصصة للنظام السوداني, قرارها للرد على مذكرة المدعي العام"اوكامبو" باستصدار قرار باعتقال الرئيس السوداني عمر البشير, واعتقد إن لم يعلم البشير ماهو المطلوب سياسيا, وان ركب رأسه واكتفى بالخطب الحماسية للجماهير وتحدي الجلاد في ظل وضع عربي لايعنيه الثور ولا يعنيه لونه, فان القرار سيصدر حتما بالموافقة على اعتقال البشير دون أي اعتبار لتداعيات ذلك القرار على الساحة الداخلية السودانية.


واليوم كذلك شرعت محكمة الجرائم الدولية في "لاهاي" بالبحث في جريمة اغتيال الرئيس/ الحريري, وهدف المحكمة في تصوري ليس إحقاق العدالة والوصول للمجرم, بقدر ماهو هدف سياسي كانت له وجهتين وهدفين سوري ولبناني, وطالما توجه المسار السوري في السلوك السياسي صوب عملية السلام والتسوية, وصوب مد جسور العلاقات الرسمية القوية بالولايات المتحدة الأمريكية, وقريبا سنشهد انفراجة على هذا المستوى الرسمي ودلالاتها واضحة, فان وجهة محكمة لبنان ستتجه بدعوى التحقيق والقرائن إلى جهة معينة بذاتها على الساحة اللبنانية, لتطويعها بغض النظر عمن ارتكب جريمة اغتيال/ رفيق الحريري, الأهداف كما هي انتقائية هي كذلك سياسية, والغياب الجماعي الرسمي العربي عن حقيقة مايدور وعن قبول المزاجية والانتقائية الدولية, سيجعل أصحاب سلاح المحاكم الدولية, يقترب من رقبة كل نظام وكل زعيم عربي, دون أن يحركوا ساكنا لتوجيه مسار العدالة الدولية المزعومة إلى وجهتها دون استثناء, وهذا يعني أن من يعتبر نفسه حليفا أو بعيدا عن سكين المحاكم الدولية, فانه واهم, أو كما النعامة التي تدفن رأسها في التراب عندما تتعرض إلى الخطر, ولا أقول أنهم لايستطيعوا ترديد قدرية ومصير"أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض", بل لان تقديراتهم جد خاطئة بان سلامة العلاقات الآنية مع أوصياء العدالة الدوليين والفاقدين لأهليتها حتى على مستوى مواطنيهم, لأنه ببساطة حليف الأمس هو الرقبة المنتظر الإطاحة بها في الغد, حينما تتعارض المصالح السياسية, أو السباحة ضد تيار التسويات على مستوى الصراع مع الكيان الإسرائيلي, أو حتى عندما يتزعزع الاستقرار في دوائر نفوذ المصالح الغربية الإستراتيجية.


اليوم هناك غياب كامل للدور الحقيقي المنوط بالمنظمة الدولية"الأمم المتحدة" بكافة مؤسساتها, بل قرار تلك المنظمة الشكلية ومجلس أمنها مسلوب القرار, فان ذلك سيجعلنا نترقب مزيدا من محاكم الجرائم الدولية, لكل من تحدى إرادة الهيمنة الغربية الأوروبية, ووقف في مسار تنفيذ خارطة النظام الأوسطي الجديد, وللأسف الشديد فان تلك المحاكم الدولية ستنفذ ما يوكل إليها مسبقا من أهداف سياسية, وهذا بحد ذاته جريمة لكن جريمة الهيمنة في عصرنا عدالة, الزمن هو زمن الأقوياء وليس زمن العدالة, وما ضحايا الجرائم أي كانت وأين كانت, ماهي إلا مطية يتم تشريعها للتنقل من استهداف ساحة ونظام سياسي عربي إلى آخر, وصولا إلى ثور ابيض جديد يلتهمه الغرب في محافل يشهدها كل الثيران البيضاء العربية, بل ويشهدون مصيرهم القادم بكل طاعة واستسلام, وغدا يشهد السودان ولبنان حركة بوليسية غربية, هدفها الإطاحة بأنظمة وقوى كرؤوس معاندة حان قطفها, ولا اعتقد بان هناك أي احتمال غير إصدار قرار باعتقال البشير, إلا إذا حدثت معجزة في الربع ساعة الأخير من خلف الكواليس يسلم فيها البشير ويقر بالطاعة العملية وليس الخطابية للغرب ومصالحه ونفوذه, وهذا بدوره سيقسم السودان"سلة الغذاء العربي" وينخفض هناك نبرة النظام والخطاب الإسلامي المتطرف كما يدعون, وعندها ستسجل الجرائم متى وجدت ضد مجهول, أو على الأقل سيقدم كبش فداء على مستوى منخفض ويتم إغلاق الملفات, وما بين إغلاق ملفات أهداف المحاكم وفتحها, فبعد غد سيكون مصير البشير محتوم, والاهم عند اعتباره ثور اليوم الأبيض فيا ترى من هو الثور القادم, وأي من ملفات الجرائم يتم تجهيزها للثيران القادمة, وما أكثر الجرائم وما أغبى الانتظار وهز الرؤوس للإطاحة برأس الآخر قبل الإطاحة بكل رؤوس الثيران البيضاء, حتى تخلو الساحة الأوسطية للثيران السوداء الغربية ترعى في خيراتها, وترعى عجلها الأزرق المجرم؟؟؟؟!!!!



#سعيد_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معطيات حوار لن يفشل,,, فكيف سينجح ؟؟؟
- عملية ارهابية ببصمات -بني موساد-
- اوباما ليبرمان وهيروشيما طهران
- استعادة قوة الردع الفلسطينية
- الانقسام العربي غطاء صارخ للعدوان
- تدويل قطاع غزة؟؟!!
- اسعاف اولي عبر الاثير للتعامل مع حجم الجريمة الصهيونية
- طريق الخداع: التظاهرات الشعبية ولعبة الانظمة الرسمية
- غزة تذبح من الوريد للوريد.. متى تتحرك جيوش العار
- ما سر الصمت عن الملف النووي الإيراني؟؟؟!!!
- تكرار التهدئة خطيئة ومصيدة
- النظام السوري على خارطة الصراع و التسوية السياسية
- مهزلة الألفية الثالثة وتقنين العدوان في مجلس الأمن
- التهدئة عار.. الانقسام عار..وخليل الرحمن تُحرق
- غزة النازفة... لبيك اللهم لبيك... لبيك لاشريك لك لبيك
- مصر... هل تنفض يدها من وساطة التهدئة والحوار
- قطر والطموح السياسي المنشود
- الطريق إلى القاهرة ومخاض المصالحة
- مصر على خارطة الانقسام والوفاق الفلسطيني
- الحصاد المُر وثمار التهدئة


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد موسى - الثور الأبيض عمر البشير فمن يليه ؟؟؟!!!