أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ممدوح رزق - ما بعد إنكار الإله لوجود ميدان طلعت حرب














المزيد.....

ما بعد إنكار الإله لوجود ميدان طلعت حرب


ممدوح رزق

الحوار المتمدن-العدد: 2651 - 2009 / 5 / 19 - 09:02
المحور: الادب والفن
    


هل ما أطلبه منكِ كثيرا بالفعل ؟ .. هل هو صعب وقاسي عليك إلى هذه الدرجة ؟ .. لا تحاولي إقناعي بهذا .. تعلمين أننا أصبحنا متحررين من الالتزام بأي واجبات أخلاقية وعاطفية كنا نتمسك على الأقل بالحد الأدنى منها كي يجد كلا منا سببا للبقاء في حياة الآخر .. لم يعد أيا منا الآن مسؤلا عن حماية الثاني من الأذى أو مجبرا على أن يضمن له أي قدر من الحفاظ على سلامة مشاعره من الألم .. تعرفين أيضا أنني أضعف من أن أمثل تهديدا لكِ أو لغيرك .. لماذا لا تستجيبين لي إذن ؟ .. تذكري من فضلك أنني لم أخبيء عنك شيئا أبدا .. أنا تقريبا كنت طوال الوقت عاريا أمامك .. تذكري ما حكيته لكِ عن طفولتي التي عشتها في قريتي القذرة وعن الطباع والعادات الريفية الغبية والمضحكة لدى أبي وأمي وأقاربي وبالطبع اللهجة البشعة .. هل تتذكرين كيف أضحكتك كثيرا وأنا أؤدي بها عروضا كوميدية أقلد فيها فلاحي عائلتي كلما رأيتك حزينة ؟ .. تذكري أيضا ما حكيته لكِ عن ( المنصورة ) وسنوات الدراسة ونادي أدب الجامعة ونادي الأدب بقصر الثقافة والمقهى والنادي اليوناني والندوات التي كنت أشعلها بتهكمي اللاذع على الكتّاب الذين لم تكن نصوصهم أكثر من إعادة تدوير لما تبرزّه محمود تيمور ونجيب محفوظ ويوسف إدريس والمتنبي وأمل دنقل وصلاح عبد الصبور ونزار قباني وتشيكوف وموباسان .. حكيت لكِ عن المسجّل الصغير الذي كنت أخبئه وهو يعمل في حقيبتي كي أوثق به سباب وسخرية أحد الأصدقاء من صديق آخر بتحريض غير مباشر مني كي أعيد تشغيله فيما بعد أمام أذني الصديق الآخر المسبوب والمسخور منه بصفتي حريصا على كرامته المهانة .. تذكري أيامنا الجميلة معا بعد مجيئي إلى القاهرة واستقراري بها .. تذكري النقاشات والضحكات و( الاشتغالات ) الرائعة مع أصدقاءنا الكتّاب والمدونين على ( زهرة البستان ) و( التكعيبة ) و( الندوة الثقافية ) .. تذكري كتابات ( بارت ) و( فوكو ) و( دريدا ) التي نحبها والتي كنا نجلس ونتبادل آراءنا وأفكارنا عنها لساعات .. تذكري طلابي الأجانب الذين عرفتِك بهم وكنت تشاركينهم أحيانا حصص الأدب العربي التي أدرسّها لهم .. تذكري التصاقنا أثناء الوقفات الاحتجاجية على سلم نقابة الصحفيين .. تذكري أول سيجارتي بانجو دخنّاهما معا في شقتي بـ ( المنيب ) .. أول حضن وأول قبلة وأول لمسة من يدي لثديك ومن فمك لعضوي .. تذكري أول تدفق لسائلي المنوي بين فخذيك .. تذكري حفل زفافنا وحفل توقيع كتابي بمكتبة ( البلد ) وحفل عيد ميلادك في ( ( cilantro.. تذكري كل حفلات ( التهييس ) التي أقمناها في بيتنا وشاركنا فيها الأصدقاء تأدية أدوار فكاهية ساخرة قلّدنا فيها السياسيين والإعلاميين والشيوخ والفنانين والنقاد والمثقفين وأنفسنا أيضا .. بحق كل شيء عشناه معا وتشاركنا خوضه ويمثل لكِ ذكرى جديرة بالتقدير أريدك أن تخبريني : كم مرة نام معكِ صديقنا العزيز ( ممدوح رزق ) ونحن متزوجان ؟ .. صديقنا الإقليمي الخانق الذي لم يقم في ( القاهرة ) لأنه يكرهها ولأنه ـ بحسب قناعاته الخائبة ـ لا يمكنه العيش في مدينة لا توجد له ذكريات طفولية فيها ولم يدفن في أرضها موتى من أسرته .. ما علينا .. من نام معكِ غيره أيضا وكم مرة وأين وفي أي وقت ؟ .. أنا أعرف أن سكوتك هذا أبعد ما يكون عن الخجل والإحراج وأقرب ما يكون إلى الخبث والسخرية مع قدر محتمل من الإشفاق عليّ .. أعرف أن رفضك للكلام لا يمكن أن يكون نتيجة أي نوع من الحرص على مستقبل جميل يمكن أن يجمعنا مرة أخرى في سياق جديد بعد طلاقنا .. صدقيني لن يفيدك السكوت ولا الخبث ولا السخرية كما أنك مخطئة بالتأكيد في الإشفاق عليّ .. هل يتعذب الله بسبب المعلومات التي يجمعها عن البشر ؟ .. اعتبريني مثله يا سيدتي ولكن مع فارق بسيط وهو أنني لن أجعلكم تنتظرون حتى الموت كي تعرفوا النتيجة .. أنا قررت أن أغفر لكم جميعا ودون أي استثناء .. تكلمي من فضلك .. أرجوكِ .



#ممدوح_رزق (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف ينظر المصريون إلى سنوات ( السادات ) و ( مبارك ) ؟
- مريض مطيع يتسلى ب ( الكيتش )
- الأضرار الجانبية للحظة التنوير
- التجنيد الوهابي للبشر بين الاستغلال والقتل
- فخ الأمنيات في رواية ( الصيف قبل الظلام ) ل دوريس ليسنج‏
- غرائب وطرائف الحرب بين الإسلاميين والعلمانيين على الإنترنت
- جزيرة الورد قبل القيامة بقليل
- لوحة سرطان الخصية
- حوار معي في صحيفة الوسط اليوم
- قراءة في ( قصائد امرأة سوداء بدينة ) ل ( جريس نيكولز )
- جزء من رواية ( سوبر ماريو ) / تحت الطبع
- مراعاة النائم في قاعة العرض
- بعد صراع طويل مع المرض
- جحيم عابر لا يتدخل فيما لا يخصه
- الشعر / العدالة الكونية الوحيدة
- التدوين .. الأدب .. الكتابة
- جامع الطلقات الفارغة
- بأمل أن تغفر لنا الرمال المتحركة هذه الضوضاء الخفيفة
- أصلح الأماكن لإخفاء الكاميرا
- رحم واسع يسمح بهزة رأس صغيرة


المزيد.....




- مصر.. إحالة فنانة شهيرة للمحاكمة بسبب طليقها
- محمد الشوبي.. صوت المسرح في الدراما العربية
- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض
- الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة بوفاة زوجها


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ممدوح رزق - ما بعد إنكار الإله لوجود ميدان طلعت حرب