أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - بيتر صموئيل - هل ستقدر أن تمنع الشر عن الفكر؟!!















المزيد.....

هل ستقدر أن تمنع الشر عن الفكر؟!!


بيتر صموئيل

الحوار المتمدن-العدد: 2648 - 2009 / 5 / 16 - 09:54
المحور: حقوق الانسان
    


أصدرت محكمة القضاء الادارى حكم "بإلزام وزارة الاتصالات والجهاز القومي لتنظيم الاتصالات بحجب المواقع الإباحية على شبكة الإنترنت للمتصفحين فى مصر" ، وهذه القضية قد قام برفعها أحد المحامين عندما شعر أن هناك خطر على الشباب المصرى من هذه المواقع الإباحية و التى يتردد عليها الكثير من مستخدمى الإنترنت فى مصر ، ولقد شعر الأستاذ المحامى بمسئوليته تجاه هذا المجمتع وقرر أن يمنع الشباب من الدخول على هذه المواقع حفاظاً على سلامة وعفة شبابنا ، و لكن تعليق مسئول الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات على هذا الحكم كان مخيباً لأمال الأستاذ المحامى فقد قال "أنه صعب تقنياً حجب هذه المواقع لأنها ستعوق الوصول إلى مواقع أخرى مهمة وبالتالى لا يقدر أن ينفذ قرار المحكمة " ، و لكنى توقفت هنا عند فكرة الأستاذ المحامى و ظللت أفكر :هل بالفعل منع أو حجب هذه المواقع سوف يقود الشباب الى العفة و الطهارة و سوف يحميهم من الإنحراف السلوكى والجنسى ؟! هل بالفعل إذا ُمنعت هذه المواقع سينعدل إنحراف الناس السلوكى والجنسى ويصبح كل شىء تمام؟! ، لكنى سريعاً أيضاً تذكرت أن شبكة الانترنت ليست هى البوابة الوحيدة للناس لكى يشاهدوا الصور والافلام الجنسية الخليعة بل أن هناك طرق أخرى كثيرة لفعل ذلك وهى :
أولاً: المجلات الجنسية الأجنبية الموجودة على الأرصفة - والتى تباع بجنيه واحد أو أثنين على الاكثر - والمنتشرة بين بعض الطلبة فى المدارس والجامعات والتى يتابدلها الطلبة فيما بينهم ويسمونها مجلات ثقافية مهمة تساعدهم على تحصيل العلم.! ثانياً : الموبايل والذى يتناقل عليه بعض الناس هذه الصورو الأفلام عبر البلوتوث وهذه العملية منتشرة جداً بين الكثيرين فتجد بعض الشباب يتبادلون الصور والافلام بين الموبايلات و كل واحد يسعى ليكون عنده أحدث حاجة لكى لا يفوته أى صورة أو فيلم جديد .! ثالثاً : الفضائيات الكثيرة جداً والموجودة على القمر الاوروبى والتى تجتذب الكثير من الناس وذلك عن طريق أن يقوموا بالإتصال بأرقام معينة لكى يستطيعوا أن يشاهدوا أفلام و صور أكثر و اكثر.! رابعاً : الصحف المصرية المرخصة والتى تعتمد فى الأساس على مواضيع الإثارة الجنسية للناس و يحدث ذلك بأن تضع فى الصفحة الأولى بعض الصور شبه العارية و بجانبها بعض الكلمات التى تدعو الناس أن يقرأو تفاصيل اللقاء الجنسي فى هذه الصحيفة و قد تكون هذه الصور فى بعض الأحيان لبنات و سيدات مشهورات لجذب أكبر عدد من الناس .! خامساً : الكليبات الخليعة المنتشرة على الكثير من الفضائيات العربية على القمر المصرى النايل سات والتى تصور البنات فى أوضاع خليعة جداً ، وفى النهاية يسمونها فن و إبداع وحرية تعبير ، والحقيقة إنها أفلام جنسية قصيرة تجتذب الكثير من الناس بحجة إدعاء الفن .! سادساً : أفلام الفيديو الموجودة على "سى دى" و المنتشرة جداً جداً فى كل مكان والرخيصة الثمن أيضاً ، والتى تسمى بالافلام الثقافية .!
و هنا أقول أنه يجب على الأستاذ المحامى مقيم الدعوى ، أن يقيم دعوات أخرى لمنع الكليبات والمجلات والسديهات والفضائيات والصحف الصفراء أيضاً ، لكى يكمل مسيرته فى الحفاظ على شباب مصر و يسد الطريق على أى شخص يحاول أن يشاهد مثل هذه الصور والافلام لكى يحمى ويحفظ شباب مصر لعله يستطيع!! ...... و أنا أعتقد أنه سيفشل فشل كبير جداً ! لأنه كيف ستمنع أيها الأستاذ المحامى كل هذه الوسائل التى يختارها الإنسان لكى يرضى و يغذى شهوته ؟! هل ستقدر أن تطالب بمنع و حجب التليفزيون والفضائيات ؟ وهل ستقدر أن تمنع الناس أيضاً من إستخدام الموبايلات ؟؟! و هل ستقدر أن تمنع دخول مثل هذه المجلات الخليعة إلى مصر ؟؟؟! هل ستقدر أن تلف على كل بيوت المصريين واحد واحد لكى تتأكد أن لا يوجد عندهم أى أفلام أو صور خليعة ؟ بالتأكيد أنت لا تستطيع أن تفعل أى شىء مما ذكرت -أنا- سابقاً و لكنى أريد أن أذكرك بشىء وهو أن سياسة المنع والحجب أو حتى فرض قوانين صارمة على الإنسان لمنعه من إرتكاب فعل معين أو حتى للحد من شهوته ، قد أثبتت فشلها على مر العصور وفى كل المجتمعات مهما إختلفت ثقافتها ، فلا فائدة منها على الإطلاق ولا تتعب نفسك فى رفع الدعوات هنا وهناك بل إدخر وقتك وجهدك و مالك أيضاً فى أى شىء أخر يفيد ويبنى ويحمى هذا المجتمع ، وأذكر هنا مثل واحد فقط على فشل سياسة المنع هذه وهذا المثل موجود فى إحدى الدول القريبة منا والتى تطبق هذه السياسة فى صورة رجم الزانى وقطع يد السارق فى ميدان عام حتى يخاف باقى المجتمع و يمنع كل إنسان نفسه من أن يرتكب مثل هذه الجرائم لكى لا ينال ذلك العقاب الرهيب ، و السؤال هنا هل أختفى الزنا وأختفت السرقة فعلاً بعد منع و تجريم ووضع قوانين صارمة و تنفيذ هذه القوانين أمام الناس جميعاً بصورة مخيفة بل و مرعبة ؟؟!! بكل تأكيد لا وألف لا ، لأن القضية ليست فى المنع ولا القوانين ولا حتى فى طريقة تنفيذ القوانين، وإنما القضية والمشكلة الحقيقية فى العين التى تنظر و تشتهى و تتلذذ بالشر والخلاعة بل وتبحث وتلهث وراء مقطع من فيلم أو فيديو كليب أو حتى صورة فى مجلة ، فالقضية فى العين الشريرة التى تنظر إلى الشر و فى القلب النجس الذى يدفع صاحبه دائماً إلى الشر . و الحل هو أن لا أحاول أن أمنع الشر حتى لا تراه العين (وهذا مستحيل) و لكن الحل هو أن تتغير العين و تصبح عين طاهرة لا تسطيع أن تنظر إلى الشر لأنها شبعانه بالخير شبعانه بالنقاء والعفة والطهارة وفى هذا يقول كتاب الأمثال فى العهد القديم " فوق كل تحفظ احفظ قلبك لأن منه مخارج الحياة" و هذا هو الحل أن القلب يتغير و يحفظ لأن منه تخرج كل فكرة سواء كانت خير أم شر ، فالحل فى تبديل القلب الشرير بقلب نقى طاهر و ليس فى منع الشر حتى يصل إلى العين !!
و أخيراً ماذا عن الفكر: هل ستقدر أيها اللاستاذ المحامى أن تمنع ذهن و عقل الانسان من التفكير فى الشر وفى تخيل الصور والافلام فى العقل ؟ هل ستقدر أن تمنع الشر عن الفكر ؟؟



#بيتر_صموئيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذبح الخنازير….. أم ذبح أصحابها ؟
- الدين لله و الوطن للجميع
- مجرد جرة قلم!!
- ثقافة التفاهه
- حقوق المصريين أولاً
- ولماذا لا نتظاهر... ؟!
- نفسى ....أختار حاجه!!
- لجنة تحكيم
- عاوز حقك ولا لأ ؟؟


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - بيتر صموئيل - هل ستقدر أن تمنع الشر عن الفكر؟!!