أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - بيتر صموئيل - لجنة تحكيم















المزيد.....

لجنة تحكيم


بيتر صموئيل

الحوار المتمدن-العدد: 1966 - 2007 / 7 / 4 - 06:04
المحور: حقوق الانسان
    


كتبت هذه السطور بعد ان تدهور بنا الحال ووصل الى ذروته , فلا ينتهى أسبوع أو شهر الا و نسمع عن مشكلة بين الاقباط والمسلمين , و قد تكون حادثة العياط هى الاخيرة التى نالت الكثير من الحديث فى جميع وسائل الاعلام نظرا لما حدث فيها من أحداث مؤسفة , فكتبت هذه المقالة لكى ما أعلق على ما يحدث :
عندما اسمع هذه الكلمة " لجنة التحكيم " أظن ان حدث خلاف فى مبارة كرة قدم أو سلة و جاءوا بلجنة تحكيم لكى ما تحكم و تفصل فى خلاف قام بين فريقى المبارة , و قد أظن أيضا عند سماعى لتلك الكلمة أن هناك مسابقة فى احدى المدارس -لآختيار أفضل فصل فى المدرسة مثلا- و حدث خلاف اثناء المسابقة و جاءوا بلجنة تحكيم لكى ما تحدد من هو الفصل (الفريق) الفائز الذى يستحق الجائزة , و قد يصل بى الخيال الى ان هناك نزاع بين بلدين على قطعة ارض بينهم و طالبوا بلجنة تحكيم دولية حتى تفصل فيما بينهم من نزاع و تحكم بأحقية الارض لأى منهم , و لكننى لن أتخيل أبداً أن أسمع أن هناك لجنة تحكيم فى حادث العياط الاخير الذى حدث فيه تخريب وتدميروإصابة لمجموعة من الناس ليس لهم ذنب سوى انهم يريدوا ان يمارسوا عباداتهم المسيحية فى مكان يتسع لهم , فأستقحوا ان يضربوا ويشتموا وتحرق ممتلكاتهم و يفروا هاربين كأنهم ارتكبوا أبشع الجرائم أو كأنهم أرادوا أن يمارسوا عبادتهم فى أماكن عامة أو أماكن يمتلكها المسلمين , لكن الحقيقة المخجلة انهم حاولوا ممارسة عبادتهم فقط, لم يطلبوا شىء أكثر من هذا؛ لم يغرقوا أناس ابرياء فى عبارة و لم يتسببوا بشكل او بأخر فى مشكلة البطالة المنتشرة فى كل بيوت المصريين ولم يُدخلوا الى مصر مواد مسرطنة ولم يأخذوا قروض من البنوك ثم يفرو هاربين, لم يقوموا بأعمال ارهابية هنا و هناك, لم يفعلوا كل هذا, فقط يريدوا ان يمارسوا عبادتهم فى هدوء , حتى اضعف الايمان لم يطلبوه و هوأن تقام لهم مبنى كنيسة بتصريح رسمى على نفقة الدولة مثلما تقيم الدولة مساجد على نفقتها من اموال دافعى الضرائب (المسيحيين و المسلمين) حتى هذا الحق لم يطالبوا به , و فى النهاية يضربوا و يشتموا و تحرق ممتلكاتهم و بعد كل هذا يجلسوا فى جلسة تسمى بجلسة الصلح و يأتوا فيها بلجنة تحكيم , لهذا الحد و صلت بنا الامور ان تكون حرية الاعتقاد والعبادة تحتاج الى لجنة تحكيم ,وصل بنا الحال ان الذى يُعتدى عليه و هو برىء يجلس فى جلسة تحكيم , ان الذى لم يتعدى لا من قريب ولا من بعيد على أحد يجلس فى جلسة تحكيم , اى تحكيم هذا وأى مجلس هذا ( مع الاحترام لكل الشخصيات التى حضرت ) و لكنى أتسأئل كيف يكون هناك تحكيم و لم يكن فى هذه الحادثة سوى فريق واحد فقط !!, لم يكن هناك فريقان لأن المسيحيين لم يعتدوا على احد لم يدخلوا فى مشاجرة مع احد , فقط تم ضربهم واهانتهم و حرق ما يمتلكون دون ادنى مقاومة منهم , فكيف يحضر المسيحيين المُعتدى عليهم جلسة التحكيم و هم لم يختاروا ان يكونوا احد طرفى المبارة كما ذكرنا سابقا ان المبارة من طرف واحد فقط!! , وفى النهاية كالعادة يضطر المسيحين ان يحتكموا الى لجنة تحكيم
وتصل الامور فى النهاية الى تعويض مادى ثم يقوم المسيحيين بالتنازل عنه!! ،
و المجرمين الحقيقين يفرج عنهم لأن المسيحين تنازلوا عن المحضر خضوعا لقرار لجنة التحكيم و يضيع حقهم فى التعويض الأدبى والمعنوى ويطلق سراح المجرمين لكى يكرروا عملتهم مرة أخرى و لكن فى منطقة مختلفة , ويتكرر هذه الحادثة مرة أخرى و لا أحد يهتم بما حدث للمسيحيين وهنا لى بعض التساءولات على ما حدث :
أولا : ما الذى يؤذى المسلمين والأسلام من إقامة كنيسة للمسيحيين الموجودين فى القرية لكى يؤدى المسيحين عبادتهم فيها مثلما يؤدى المسلمين عبادتهم فى المساجد, ما الشىء الذى سوف يخسره الأسلام من بناء كنيسة ؟
ثانياً : لماذا عندما يشرع المسلمين فى بناء مسجد لا يستأذنوا المسيحين اننا سوف نبنى مسجد هنا او هناك ولكن لماذا عندما يحتاج المسيحين الى كنيسة او بيت لكى يصلوا فيه , لازم يستأذنوا الامن ثم يجتمعوا مع الاخوة المسلمين بحضور الامن لكى ما يوافق الجميع على بناء الكنيسة ( وهذا ما ورد فى رواية هذه الحادثة أن المسلمين و المسيحين و الامن اجتمعوا معاً قبل الحادثة بأسبوع و اتفقوا على ان يصلى المسيحيين فى بيت اكبر من البيت الصغير الذى كانوا يصلوا فيه ) ؟

ثالثاً : لماذا بعدما اتفق كل الاطراف (الغير معنية بالموضوع اساسا) على ان يؤدى المسيحيين عبادتهم فى بيت ذو مساحة أكبر لأحد المسيحين , يقوم مجموعة من الناس بنقد هذا الاتفاق و الهجوم بضرب وسب المسيحين وحرق منازلهم بعدما اتفق كبار رجال القرية على هذا الموضوع ؟

رابعا : لماذا لم تفهم الدولة ان صورة الشيخ وهو يعانق القس بعد كل حادثة للمسيحيين
أصبحت صورة مملة و تدعو الى السخرية و ايضا تدعو الى الاستخفاف بعقول الناس لأن الناس الان على قدر كبيرمن الوعى بأن ما يحث أمامها من عناق و احضان عبارة عن كذب و رياء و أن ما فى الصدور لايزال باقى و مستعد للأنفجار فى أى وقت طالما ان الدولة لم تعالج جذور الموضوع وتعتمد دائما على المظاهر الخارجية و المسكنات التى لا تكفى و لا تشفى ؟

خامسا : اريد ان افهم قرار من قرارات لجنة التحكيم و جاء فيه بالنص " ان من حقك الاخوة المسيحيين استخدام منزل المواطن عوض كمدرسة أحد دون أدنى مظاهر كنسية " صدقونى هذا ما قررته لجنة التحكيم , وهنا أتسأل ما معنى " دون أدنى مظاهر كنسية" هل معناه ان يدخلوا و يخرجوا من غير صوت ؟ ام معناه ان لا يستخدموا الات موسيقية او مكبرات صوت ؟ ام معناه ان يقيموا هذا الاجتماع فى المساء ليلاً لكى لا يضايقوا احدا ان فى هذا المكان تقام مدارس أحد للمسيحيين ؟ انا فقط أتسائل لأنى لم افهم معنى هذه العبارة و أريد ان اسئل السادة أعضاء لجنة التحكيم هل يوافقوا على قرار مثل هذا بالنسبة للمسلمين بمعنى هل يوافقوا على اقامة درس تحفيظ قرأن (مثلاً) دون أدنى مظاهر اسلامية ؟

سادسا : أين دور الدولة فى كل ما يحدث , لماذا لم تضرب بيد من حديد على كل من يحاول ان يعتدى على حقوق الاخر ؟ لماذا لم توافق على قانون موحد لأنشاء دورالعبادة لكل من المسلمين والمسيحين؟ لماذا لا تبنى كنائس على نفقتها الخاصة (اى الدولة ) للمسيحين مثلما تنبى مساجد على احث طراز للمسلمين ؟ لماذا لا تنفذ كل ما تقوله و تذيعه علينا كل يوم عن حقوق المواطنة و احترام معتقدات الاخر و المساوة بين المواطنيين فى كل شىء؟

سابعا : اطالب كل من لديه طاقة لآيذاء الاخر والاعتداء عليه, ان يوجه هذه الطاقة فى العمل او فى مساعده الغير او فى حل مشاكل بلادنا الكثيرة , بدلا من التعدى على الابرياء "و الناس اللى ماشية فى حالها" .



#بيتر_صموئيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عاوز حقك ولا لأ ؟؟


المزيد.....




- اعتقال 100 طالب خلال مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين بجامعة بوسطن
- خبراء: حماس لن تقايض عملية رفح بالأسرى وبايدن أضعف من أن يوق ...
- البرلمان العراقي يمرر قانونا يجرم -المثلية الجنسية-
- مئات الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بالإفراج عن الأسرى بغزة ...
- فلسطين المحتلة تنتفض ضد نتنياهو..لا تعد إلى المنزل قبل الأسر ...
- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب ويطالبون نتنياهو بإعاد ...
- خلال فيديو للقسام.. ماذا طلب الأسرى الإسرائيليين من نتنياهو؟ ...
- مصر تحذر إسرائيل من اجتياح رفح..الأولوية للهدنة وصفقة الأسرى ...
- تأكيدات لفاعلية دواء -بيفورتوس- ضد التهاب القصيبات في حماية ...
- خبراء ومحللون: فيديو الأسرى الذي بثته القسام مهم في توقيته و ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - بيتر صموئيل - لجنة تحكيم