حقوق المصريين أولاً

بيتر صموئيل

الحوار المتمدن-العدد: 2199 - 2008 / 2 / 22 - 09:03
المحور: المجتمع المدني
    

لم أكن أتوقع بعد أن تظاهر المصريين يوم 23 / 1(مظاهرة هى الكبيرة من نوعها و التى لم تحدث منذ وقت طويل فى منطقة وسط البلد) من أجل السماح للفلسطينين بدخول مدينة رفح المصرية للتزود بالطعام و الشراب وجميع احتياجات الحياه ، أن يكون مقابل ذلك هو الاعتداء والجحود ونكران الجميل من جانب االفلسطينين بل وتزوير الدولارات لشراء حاجاتهم من مصر وفوق كل هذا الضرب والاعتداء على الجنود المصرية التى تؤدى واجبها على حدودنا المصرية ، و أيضا عندما كتبت
(يوم24/ 1) فى مقالة سابقة تحت عنوان " لماذا لا نتظاهر ؟ " وطالبت فيها أن نتظاهر أولا من اجل حصول المصريين على حقوقهم فى جميع نواحى الحياة أوان نتظاهر أولا من أجل طابور العيش أو من أجل الشباب الذين يموتون غرقى أمام السواحل الاوربية أو من اجل الفساد الفاحش الموجود فى المحليات (بإعترف الحكومة) لم أكن أتوقع أن يحدث ما حدث لنا من الفلسطينين بعد أن قدمنا لهم كل شىء ، و أسمحوا لى أن أذكركم بما فعله المصريين من أجل الفلسطينين و لم يفعل المصريين مثله لأنفسهم ولأخوانهم ولأبنائهم المصريين أيضا وا حصدناه جزاء ما فعلنا :

أولاً : فى المظاهرة الكبيرة يوم 23 / 1 ترك كل مواطن مصرى وظيفته وأستقطع جزء من وقته وجهده
و ربما كرامته و ذهب للأشتراك فى المظاهرة من أجل الفلسطينين للسماح بدخولهم رفح المصرية.
ثانياً : بسبب هذه المظاهرة تعطل المرور فى منطقة وسط البلد و الذى إنعكس على مرور القاهرة بأكمله
وبالتالى تعطلت ليست مصالح المصريين المشتركين فى المظاهرة فقط بل و جميع من له مصلحة فى منطقة وسط البلد
والقاهرة وهم كُثر.
ثالثاً : قام الفلسطينيون بتفجبر الحدود المصرية (المصنوعة من أموال الدولة والتى تمثل هيبة وكرامة الدولة المصرية) فى محاولة لدخول الاراضى المصرية عنوةً ولم ينتظروا نتيجة تظاهر المصريين من أجلهم حتى تفتح الحدود بالطرق الشرعية .
رابعاً : بعد حادث تفجير الحدود و الأمر بالسماح للفلسطينين بالدخول الى الاراضى المصرية لوقت محدد لشراء حاجتهم ثم الخروج ، حدث بعد ذلك بأن حاول بعضهم الهروب من رفح الى أى محافظة أخرى من محافظات مصر للأقامة بطرقة غير شرعية ، مما أرهق قوات الأمن المصرية فى محاولة للبحث عن هؤلاء الأشخاص لإرجاعهم مرة أخرى الى قطاع غزة.
خامساً : اشترى الفلسطينين العيش المدعم من الافران المتواجدة فى رفح والعريش وأيضا أشتروا البنزين المدعم من محطات البنزين ،مع العلم أن هذا الدعم سواء للعيش أو للبنزين للمصريين فقط وليس لأى شخص أخر مهما كانت درجة قرابته إلينا كمصريين ،لأن الدولة تدفع ثمن هذا الدعم من أجل أن يستفيد به كل مواطن مصرى لترفع عنه أعباء الحياة الكثيرة وليس كمعونة أو مساعدة للأخوة الفلسطينين .
سادساً : قام بعض الفلسطينين بالتسلل الى مدينة شرم الشيخ وهناك وفوق أحد السنترالات وضع أحدهم علم فلسطين فوق السنترال مما أثار غضب المصريين هناك ، وكأن هذا الاخ الفلسطينى انتصر فى معركة و ذهب ليرفع علم بلاده فى البلد التى فتحت له أبوابها لكى يستطيع أن يعيش ولا يموت من شدة الحصار، فبالاولى كان يحاول هذا الشخص ان يرفع علم بلاده على أرضه المحتلة بدلا من ان يرفع العلم على الدولة المضيفة صاحبة الجيمل عليه وعلى إخواته .
سابعاً : كان التعامل فى مسائل البيع بالنسبة للفلسطينين بالجنيه المصرى أو بالدولار ، وفى أحد المرات تم إكتشاف دولارات مزورة مع أحد المصريين و الذى قال انه حصل عليها من بعض الفلسطينين الذين اشتروا منه بعض البضائع التى أعادت لهم الحياة مرة اخرى ( أى البضائع ) .
ثامناً : قام الاعب الشهير أبوتريكة بالذهاب الى أحد الاشخاص فى غانا ( أثناء كأس الامم الافريقية ) لطباعة عبارة "تضامنا مع غزة " على تيشرت والذى إرتداه تحت فانلته فى مبارة منتخبنا امام السودان والذى قام بعد ان أحرز هدفه الاول فى المبارة بإظهار التيشرت وعليه هذه العبارة ليتضامن مع الفلسطينين ، والذى أدى الى أن يعطيه حكم المبارة إنذار والذى كان قد يمنعه من المشاركة مع منتخبنا اذا أخذ إنذار ثانى ، وقد كان منتخبنا سوف يخسر جهود الاعب الكبيرة فى المباريات الصعبة القادمة .
تاسعاً : بعد كل ما قدمنا للفلسطينين من طعام و شراب و مأوى بل وأعدناهم إلى الحياة مرة أخرى بعد الحصار الطويل المرير، قابل الفلسطينين هذا المعروف بأن قاموا بالأعتداء على الجنود المصرية حينما حاول الجنود إخراجهم من البلاد بعد ان تزودوا بأحتياجاتهم من الطعام والشراب والوقود، و الذى نتج عنه إصابه حوالى 48 جندى مصرى لاذنب لهم سوى أنهم يؤدن واجبهم ، فبعد كل هذا يضربون و يعتدون على جنودنا المصريين .

وبعد أن ذكرت كل ما عملناه كمصريين للفلسطينين ، وحصدنا نتيجة ما فعلنا جحود وضرب وإعتداء و نكران للجميل ، يبقى لى نفس السؤال الذى سألته فى المقاله السابقه وهو " لماذا لا نتظاهر من أجل حصولنا نحن المصريين على حقوقنا الضائعة بدلا من التظاهر الذى ينتج عنه إهانه كرامتنا نحن المصريين و ضرب جنودنا و ضياع أموالنا وضياع أيضا وقتنا ؟ " ، وأنى أوجه رساله الى كل مصرى يقرر أن يخرج فى مظاهرة من أجل المطالبة بحق أى حد أخر غير المصريين ، أن يلتفت أولا الى عائلته والى الشارع الذى يسكن فيه والى الطرق التى يمشى فيها والى افران العيش والى الشباب الجالسين على المقاهى بلا عمل قبل ان يخرج فى مظاهرة للمطالبة بحقوق غيرة و حقوقه وحقوق إخواته لم يحصلوا عليها بعد .

#بيتر_صموئيل (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات