أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - راسم عبيدات - البابا ........المحرقة ......شاليط .....النكبة ...















المزيد.....

البابا ........المحرقة ......شاليط .....النكبة ...


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 2646 - 2009 / 5 / 14 - 05:32
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


لسنا من السذاجة لكي نعتقد أن زيارة البابا للديار المقدسة،هي دينية- روحانية والصلاة من أجل أن يعم السلام البلاد والتسامح والتصالح بين شعوب المنطقة فقط،بل المسألة أبعد وأعمق من ذلك بكثير، ولها علاقة بالابتزاز والاشتراطات السياسية والتوازنات والتطورات الاقليمية والدولية،وهذه المدلولات والمعاني والأهداف واضحة من خلال الدول التي زارها البابا وجدول أعمال زياراته ولقاءاته،والزيارة لوكانت دينية- روحانية فقط،فالأولى أن يبدأ البابا زيارته بزيارة سوريا مهد الديانات والحضارات،ولكن كون الزيارة سياسية بامتياز كانت سوريا خارج تلك الزيارة ولأسباب لا نخالها تخفى على أحد.
ونحن لا ننكر على البابا أو غيره من قادة شعوب العالم أجمع، الحق في زيارة"يد فاشيم" التي ترمز الى المحرقة اليهودية وما عاناه اليهود من ظلم واضطهاد على أيدي النازية الألمانية،وهذا ليس مقبول لا على المستوى الأخلاقي ولا الضميري ولا الإنساني،ولكن مقابل هذه المحرقة،هناك شعب يتعرض للظلم والاضطهاد ويمنع من ممارسة ليس حقوقه السياسية والوطنية والعيش بحرية وكرامة في وطن حر ومستقل كباقي بني البشر،بل يحرم من أبسط شروط ومقومات الحياة الانسانية،وهو يتعرض لحصار ظالم منذ أكثر من ثلاث سنوات،وتهدم بيوته بشكل يومي ويحرم من الوصول الى أماكنه المقدسة وتأدية شعائره الدينية بحرية،والأخطر من ذلك أنه محاط بجدار فصل عنصري،يضعه في معازل وأقفاص لم تعرف لها أشد عصور البشرية حلكة وظلام مثيل أو شبيه.
وكان الأولى في البابا أن يزور جدار الفصل العنصري لكي يشاهد حجم المأساة التي يعيشها ويحياها الشعب الفلسطيني بشكل يومي ومستمر بسبب هذا الجدار العنصري،والتي آثاره وتداعياته وأخطاره تفوق أخطار وتداعيات النكبة،واسرائيل التي تحاول أن تخفي معالم جريمتها رفضت حتى في زيارة البابا لمخيم عايدة للاجئين في مدينة بيت لحم،أن يجري استقبالة والألتقاء به في منطقة يشاهد منها جدار الفصل العنصري الذي يخنق ويطوق ويقطع أوصال مدينة مهد المسيح عليه السلام.
والبابا والذي يفترض أن تكون زيارته رمزا للسلام والمحبة والتسامح والتصالح ورفض الظلم والاضهاد أي كان مصدره ومن يمارسه،وجدنا حتى في ذلك معايير مزدوجة لها علاقة بالأهداف والمصالح،فهو التقى عائلة الجندي الاسرائيلي المأسور"جلعاد شاليط" والتي شرحت له عائلته مدى معاناتها وحزنها على ابنها المأسور منذ 1500 يوم،وهو الذي كان في مهمة عسكرية وليس رحلة صيد أو قنص على حدود قطاع غزة،والبابا الذي أبدى حزنه وتأثره على "شاليط" وتعاطفه مع أسرته،والذي ترجم له بالايطالية كتاب يقال أن"شاليط" ألفه، لم يقابل أو يلتقي بأي من عائلات الأحد عشر ألف أسير فلسطيني،ولم يبدي حزنه أو تعاطفه لا معهم ولا مع أكثر من 12 أسير فلسطيني،مضى على وجود الواحد منهم أكثر من 11000 يوم في سجون الاحتلال الاسرائيلي لا ذنب لهم اقترفوه إلا أنهم يناضلون ويكافحون من أجل يكون لهم ولشعبهم وطن حر يعيشون فيه كباقي بني البشر،ولا مع الأطفال الرضع الذين يسجنون مع أمهاتهم في سجون وزنازين الاحتلال الاسرائيلي في مخالفة وتجاوز فظ لكل الأعراف والمواثيق الدولية والتي تمنع سجن الأطفال.
فأي مفارقة تلك وأي ازدواجية وتعهير للقيم والمبادىء والمعايير هذا... يا دعاة العالم الحر ويا قداسة البابا!!!!!
والبابا وغيره من قادة العالم الغربيين يدركون حجم التكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني،والتي السبب المباشر والأول فيها هو الغرب،الذي منح أرضهم للغير،ولكي يساهم لاحقاً في طردهم وتهجيرهم من ديارهم ووطنهم،والذي يحلمون بالعودة اليه،منذ أكثر من 60 عاماً، بعد أن شردوا ووزعوا في مخيمات اللجوء والشتات في طول البلاد وعرضها،وهم محرمون من العودة الى القرى،التي هجروا وشردوا منها،فسكان قريتي اقرث وبرعم في الجليل،رغم كل القرارات الصادرة حتى عن المحاكم الاسرائيلية نفسها بعودتهم، يحرمون من هذا الحق ومن هذه العودة ،والبابا كان حري به أن يزور قريتي أقرث وبرعم للتعاطف والتضامن معهم لا على المستوى الديني فحسب،بل والاخلاقي والانساني والسياسي.
ولكن البابا لو تجرأ وقال أنه سيلتقي أحد من عائلات الأسرى الفلسطينيين أو أنه سيزور مدينة غزة المحاصرة والمحرومة من أبسط مقومات الحياة الانسانية،وحتى من اعادة إعمار البيوت والمدارس والمشافي التي دمرها الاحتلال في عدوانه على القطاع في كانون أول/2008،أوزيارة قريتي اقرث وبرعم المهجرتين قسراً وعنوة،فالبابا حينها لن يكون بابا،بل سيتحول الى معادي للسامية وداعم"للإرهاب"،وكما خسر من قبله سياسيين وكتاب وأدباء أوروبيين غربيين وظائفهم ومراكزهم ومناصبهم لتجرئهم على رفض وادانة الممارسات الاسرائيلية القمعية بحق الشعب الفلسطيني والتشكيك في مدى دقة وصحة المعلومات المعطاة عن المحرقة،فحال البابا حينها لن يكون بأفضل من حالهم،وستدعو اسرائيل الى تنحيته ومقاطعته وربما محاكمته.
في مؤتمر حوار الاديان والذي عقد في فندق النوتردام في القدس وبمشاركة البابا،والتي فرض فيها الشيخ التميمي قاضي القضاة نفسه بكلمة شرح فيها معاناة الشعب الفلسطيني بمختلف أبعادها بشكل مكثف ومختصروخلال ست دقائق مقتنصة،ورغم كل الحقائق التي سردها سماحة الشيخ التميمي،فقد ثارت ثائرة اسرائيل وكالت التهم للشيخ التميمي،وأعلنت أن حاخاماتها من الآن فصاعداً لن يحضروا أي مؤتمر لحوار الأديان يحضره الشيخ التميمي،وما تريده اسرائيل ليس مؤتمراً يسلط الضوء ويكشف حقيقة ممارساتها وجرائمها،بل مؤتمرا على غرار مؤتمر حوار الأديان الذي عقد في نيويورك،والذي خر فيه الكثير من الزعماء العرب الذين حضروا ذلك المؤتمر سجداً وركوعاً لسماع ترانيم ومواعظ الحاخام الكبير"شمعون بيرس" عن اسرائيل بأنها دولة محبة وسلام،فهي وهو وغيره من قادة اسرائيل وحكامها،"لم يرتكبوا لا مجزرة ولا مذبحة ،واسرائيل دولة محبة وسلام"،وهي تدافع عن نفسها ضد"ارهاب حماس والمقاومة الفلسطينية وحزب الله وسوريا وايران"...وغيرهم.
ويا سعادة وقداسة البابا،نحن نقول لك من قلب مدينة القدس مهد الديانات السماوية،أنه اذا كان المسيح ووفق الديانة المسيحية قد صلب وعذب مرة وحمل صليب الآمه،فالشعب الفلسطيني يصلب ويعذب في اليوم ألف مرة،بفعل ممارسات اسرائيل القمعية والاذلالية،وما ترتكبه من جرائم يومية بحق شعبنا الفلسطيني الأعزل،جرائم تطال البشر والحجر والشجر وكل ما يمت للوجود الفلسطيني بصلة أو علاقة.
ومطلوب منك ومن كل المتشدقين بقيم الحرية والأخلاق والتسامح والعدالة والحرية إدانة ممارسات اسرائيل وجرائمها بشكل واضح وصريح ودون لبس أو مواربة،وبدون ذلك لن تستقيم المعادلات أو يطمئن ويثق بكم شعبنا،والذي ما زال جلده يكتوي بسياط معاييركم المزدوجة وديمقرطيتكم الزائفة والخادعة.



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المبادرة العربية/ تعديل مش تنازل ...!!
- معارك ومشاغلات في كل الاتجاهات ...
- لنهيل التراب على جثماني الحوار والمصالحة الفلسطينيتين ...
- في الأول من ايار
- بيان الأول من ايار/ جبهة العمل النقابي ...
- المطلوب محكمة احمد نجاد ....؟؟؟
- العلاقات العربية- الايرانية حاضراً ومستقبلاً ..
- على خلفية دعوة -نتنياهو-/ المطلوب اعتذار فلسطيني عن النكبة . ...
- في ذكرى يوم الأسير الفلسطيني 2009
- لماذا استهداف حزب الله الآن ...؟؟؟
- عن الأسرى والقدس.....وقوانين -وقوانين- قراقوش- الاسرائيلية . ...
- جبل المكبر والاستهداف الاسرائيلي المستمر والمتواصل ....
- ورحلت حكومة اسرائيلية ....وجاءت حكومة أخرى ...
- في ذكرى يوم الأرض ....تضيع الأرض ....!!
- قطر لا مع سيدي بخير ولا مع ستي بخير ...
- في حضرة المناضل الكبير بسام الشكعة ...
- الشروط الأمريكية- الاسرائيلية حاضرة على طاولة الحوار الوطني ...
- الأسرى الفلسطينيون تصعيد ومس خطير بالحقوق ...
- نحو مؤتمر شعبي لمواجهة سياسة هدم المنازل في القدس ...
- أين شروط الرباعية من تشكيلة الحكومة الاسرائيلية ..؟؟


المزيد.....




- قطة مفقودة منذ أكثر من شهر خلال نقلها إلى ألمانيا.. لم يعرف ...
- وزير خارجية تركيا يتحدث عن زيارة مرتقبة للسيسي إلى أنقرة.. و ...
- -نيويورك تايمز-: سلاح إسرائيلي ألحق أضرارا بالدفاعات الجوية ...
- أوكرانيا قد تتعرض للهزيمة في عام 2024. كيف قد يبدو ذلك؟
- أخذت 2500 دولار من رجل مقابل ساعة جنس مع طفلتها البالغة 5 سن ...
- جناح إسرائيل مغلق.. تداعيات حرب غزة تصل إلى معرض -بينالي الب ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- عباس: سنعيد النظر في العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة
- الجيش الروسي يسقط ثلاث طائرات بدون طيار أوكرانية فوق مقاطعة ...
- المكتب الإعلامي في غزة: منع إدخال غاز الطهي والوقود إلى القط ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - راسم عبيدات - البابا ........المحرقة ......شاليط .....النكبة ...