أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - راسم عبيدات - نحو مؤتمر شعبي لمواجهة سياسة هدم المنازل في القدس ...















المزيد.....

نحو مؤتمر شعبي لمواجهة سياسة هدم المنازل في القدس ...


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 2591 - 2009 / 3 / 20 - 09:48
المحور: القضية الفلسطينية
    


.........عمليات هدم المنازل في القدس تتكثف وتتصاعد يوماً بعد يوم،وفي الفترة الأخيرة هذه القضية أخذت بعداً نوعياً وخطيراً،في إطار وسياق عملية التطهير العرقي والترحيل القسري التي تنفذها الحكومة الإسرائيلية وعلى أعلى المستويات الرسمية بحق سكانها العرب،وانتقلت من عمليات الهدم الفردية للمنازل والبيوت لما يسمى بالبناء غير المرخص إلى عملية هدم وطرد وترحيل أحياء بكاملها،في خطوة من شأنها تغير طابع وحضارة وتراث وهوية ووجه المدينة المقدسة،وهذه العملية بدأت في سلوان على اعتبار أنها حسب معتقداتهم وزعمهم التوراتي مدينة داود،ومن اجل خلق تواصل بين الأبنية الاستيطانية التي استولت عليها المؤسسات والجمعيات الاستيطانية في سلوان،وفي هذا السياق سلمت إخطارات وأوامر هدم لتسعين بيت فلسطيني في حي البستان يقطنها أكثر من 1500 فلسطيني،ومن ثم سلمت أوامر مماثله لخمسة وخمسين عائلة فلسطينية من حي رأس خميس في شعفاط لهدم منازلها،واتجهت بنفس السياسة والأوامر صوب أحياء الشيخ جراح والطور والمكبر والعيسوية وبيت حنينا وبيت صفافا وأم طوبا وصورباهر وسلمت العشرات من أهاليها أوامر وإخطارات لهدم بيوتهم.
وفي ظل هذا التصاعد الخطير لعمليات هدم المنازل العربية والطرد والترحيل الجماعي لسكانها العرب،فعمليات المواجهة السابقة والقائمة على الجهد الفردي،أو بعض أشكال المواجهة والتصدي البسيطة من استنكار واعتصامات وعمليات تضامن معنوية،هذه الأشكال لم تعد مجدية وقادرة على لجم هذا التطور النوعي والخطير في السياسات والممارسات الإسرائيلية،وأصبحت الحالة تستدعي من كل المقدسيين أحزاب ومؤسسات مجتمع مدني وفعاليات وأصحاب بيوت مهددة بالهدم والذين هدمت بيوتهم سابقاً،العمل على وضع خطط وبرامج وآليات جديدة لمواجهة هذا التصعيد الإسرائيلي الخطير،وهذه المواجهة بالأساس يجب أن تعتمد على المشاركة الشعبية والجماهيرية الواسعة للسكان أنفسهم،وعلى العناوين والمرجعيات المختلفة أن تشكل حاضنة ومنظمة ومؤطرة للفعل والحركة الجماهيرية والناس وفق آليات جديدة تركز على البعد الشعبي في المواجهة،من خلال دعوة أصحاب المنازل المهددة بالهدم والذين هدمت بيوتهم لعقد مؤتمر شعبي خاص بذلك،يعمل على صياغة خطط وبرامج ووضع آليات جديدة للمواجهة،وهذا المؤتمر عليه أن ينتخب جسم تمثيلي يأخذ على عاتقه العمل على تأطير وتنظيم وصهر وتوحيد كل الجهود في بوتقة واحدة،واللجان المنبثقة عن هذا المؤتمر،وبما تحمله من مهام ومسؤوليات في جزءها الأساسي ميداني وعملي،وفي جزء آخر حشد الدعم والتأييد المحلي والعربي والإسلامي والدولي لفضح وتعرية هذه السياسات الإسرائيلية والعمل على منعها ووقفها.
إن مؤتمر شعبي يعبر عن أفكار وقناعات وتصورات الناس وهمهم المباشر،كفيل بتفجير طاقات وإبداعات الجماهير،ويخلق حالة واسعة من الحراك والمشاركة الواسعة من قبل المقدسيين أنفسهم للتصدي لمثل هذه السياسة الإسرائيلية،فالمرجعيات والعناوين المعين منها وكذلك الذي جرى انتخابه بمعزل عن أهل القدس لم تقوم بدورها ومهامها ومسؤولياتها تجاه هموم المقدسيين المباشرة الاقتصادية والاجتماعية،وهذا ليس بالسبب الوحيد والمسؤول عن مأساة وهموم المقدسيين، بل أن حجم الهجمة التي تشنها إسرائيل على المدينة المقدسة كبيرة جداً وتمتاز بالشمولية،ورغم هذه الهجمة فالمقدسين يواصلون قدر إمكانياتهم وطاقاتهم الصمود والمواجهة،ولكن وحدهم غير قادرين على مواجهة هذا الطوفان،وعلى المرجعية السياسية أن تتخلى عن أوهامها،وتدرك جيداً أن التأجيل المستمر لقضية القدس لما يسمى بالمرحلة النهائية،هو ليس خطيئة بل خطايا كبرى،فإسرائيل لم تحترم ولم تلتزم بأية اتفاقيات لا بشأن القدس ولا غيرها،وما يجري على الأرض وفي القدس من ممارسات وإجراءات احتلالية تطال كل شيء فيها من بشر وحجر وشجر،تثبت بالملموس أن الحياة ليست مفاوضات،فهذه المفاوضات العبثية والعقيمة أصبحت غطاء ومبرر للاحتلال لمواصلة إجراءاته وممارساته بغطاء فلسطيني،وعلى دعاه وحملة هذا النهج أن لا تأخذهم العزة بالإثم ،وأن يصارحوا شعبهم ويقولا له بالفم المليان،أخطأنا وهذا النهج لم يعد مجدي وليس الطريق الصحيح لنيل الحقوق،وليجرب الشعب وفصائله وأحزابه ومؤسساته خيارات أخرى،جربتها كل الشعوب التي سعت لنيل حقوقها وحريتها وانتصرت بها.
المعركة على القدس والهجمة عليها جداً خطيرة،ومع قدوم حكومة إسرائيلية مغرقة في اليمينية والتطرف،مرشحة للتفاقم والهجوم الشامل،ومن هنا فالمواجهة على ضوء ذلك تحتاج إلى وسائل وأدوات واليات جديدة،ودائم وبالأساس يجب أن يكون عمادها ودعامتها الأساسية هو البعد الشعبي،المرفود والمسنود بالدعم المحلي والعربي والإسلامي،وصحيح جداً أن أهل القدس هم رأس الحربة في التصدي لسياسات الاحتلال القمعية والاذلالية والتدميرية في مدينة القدس،ولكن هذا ليس بالكافي لوحده،فحجم الهجمة أكبر من طاقاتهم وقدراتهم،ومسؤولية حماية والدفاع عن القدس ليس مسؤوليتهم وحدهم،بل هي مسؤولية جمعية تخص كل العرب والمسلمين،كان وما زال قدر المقدسيين وشعبنا الفلسطيني أن يكونوا رأس حربة فيها.
إن تنشيط وتفعيل المشاركة الشعبية والجماهيرية في مدينة القدس،ليس قصراً على هدم المنازل،بل يجب العمل بهذه الوضعية والآلية في كل القطاعات الأخرى،فهناك قطاع التعليم والذي تشرف بلدية الاحتلال ودائرة معارفها على حوالي 50% من مدارسه بشكل مباشر وما يصل الى 30% من المدارس الخاصة والأهلية بطريقة غير مباشرة،فهذا القطاع الهام والحيوي،يتعرض إلى عملية تخريب وتدمير ممنهجة،حيث النقص الحاد في الأبنية المدرسية ،والتي تزيد عن نقص يقدر ب1300 غرفة صفية باعترافات الجهاز الإداري الإسرائيلي نفسه،وكذلك منع المدارس الخاصة من التوسع وإقامة أية إضافات أو أبنية مدرسية جديدة،وهذا كله بقصد دفع الطلبة للتسرب من المدارس،أي فرض سياسة تجهيل وتخلف على أهلنا وشعبنا في مدينة القدس،وتحقيق الهدف الأكبر بالطرد والترحيل القسري من مدينة القدس.
أن معركة القدس من المعارك الكبرى،والتي تحتاج منا الى تضافر وتوحيد وتكامل كل الجهود الشعبية والرسمية،من أجل الدفاع عنها وحمايتها وتعزيز وجود وصمود أهلها فيها وعليها.



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين شروط الرباعية من تشكيلة الحكومة الاسرائيلية ..؟؟
- هل يتفق ملوك الطوائف في القاهرة ...؟؟
- في يوم المرأة العالمي / المرأة الفلسطينية والعربية أمية،قمع، ...
- الأولوية لنيل الحقوق وليس لحقائب الفلوس ...
- رقم 335 ...
- عن الأسرى ...وعن الحوار الوطني وحكومة الوفاق الوطني ..
- القدس أسرلة وتهويد مستمرين ....
- التعليم في القدس العربية مجدداً .....
- حسام خضر جرأة غير مسبوقة ووضع لليد على الجرح ...
- التهدئة وشاليط ...
- ماذا بعد الانتخابات الاسرائيلية ...؟؟؟
- الأسرى الفلسطينون وصفقة التبادل ...
- عشية الانتخابات الاسرائيلية ...
- منظمة التحرير الفلسطينية من التهميش والتجويف الى الانكار وال ...
- أردوغان مرة أخرى ..
- ليفني والأسطوانة المشروخة ....وكلام ميتشل الممجوج ...
- لماذا تحريم تسلح المقاومة ...؟؟؟
- بعد انتهاء العدوان الأولوية للوحدة والإعمار ..
- مقارنة ما بين العقلانيين والو اقعين من جهة وما بين المراهقين ...
- عن مبادرة النعش الطائر ....وعن نفاق وعدوانية أوروبا الغربية ...


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - راسم عبيدات - نحو مؤتمر شعبي لمواجهة سياسة هدم المنازل في القدس ...