أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - عن مبادرة النعش الطائر ....وعن نفاق وعدوانية أوروبا الغربية ....















المزيد.....

عن مبادرة النعش الطائر ....وعن نفاق وعدوانية أوروبا الغربية ....


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 2531 - 2009 / 1 / 19 - 07:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



النظام الرسمي العربي والذي حدثت في بنيته وتركيبته ودوره ووظيفته تبدلات وتغيرات كثيرة،فهو أعلن من بعد حرب اكتوبر التحريكية 73،عن إسقاط خيار المقاومة،ورفع شعار لا حروب بعد اليوم،ومنذ ذلك التاريخ والنظام الرسمي العربي،دخل حالة من العجز والذل والهوان وأزمة بنيوية عميقة،وكان يغطي تلك الحالة والأزمة بالرغبة في السلام،ورهن إرادته السياسية وسلم أوراقه كلها إلى أمريكا،وخصى بشكل كلي الخيار العسكري،لكي ينتقل من حالة العداء مع إسرائيل إلى حالة التصالح معها،وكانت اتفاقيات"كامب ديفيد" وما حملته من معاني عميقة،حيث أخرجت مصر الدولة العربية الكبرى بكل ثقلها العسكري والسياسي والبشري من الصراع والعداء مع إسرائيل على المستوى الرسمي،وهنا كانت الانعطافة الحادة في بنية وتركيبة ورؤية ودور ووظيفة النظام الرسمي العربي.
ومن بعد غزو إسرائيل للبنان عام/1982 وما تلاها من محطات هامة،كانت تشير إلى أن ذلك النظام في بنيته وتركيبته ودوره ووظيفته،ينتقل من مرحلة التصالح والحيادية في مسألة الصراع العربي - الإسرائيلي وقضيته المركزية فلسطين،إلى مرحلة الاصطفاف والتعاون والمشاركة مع الأعداء،في ضرب وتصفية المقاومة،نهج وخيار وقوى ووجود وثقافة،وقد ظهر ذلك بشكل جلي وواضح في الحرب الاطلسية على العراق ومن ثم احتلاله،حيث اشتركت أكثر من دولة عربية ليس فقط في إطار تقديم العون والدعم والمساندة والتسهيلات لقوات العدوان،بل ومشاركتها عدوانها على العراق،لتشارك لاحقاً في فرض الحصار الأمريكي- الأطلسي عليه،ومن ثم تسهل وتدعم احتلاله.
هذا التحول في بنية وتركيبة ودور ووظيفة النظام الرسمي العربي،وتصاعد الهجمة المعادية على الأمة العربية،جعلت هذا النظام في إطار تغطية عجزه وتخاذله،يتجه نحو طرح مبادرة ربما كان يرى أنها ربما تشكل خشبة إنقاذ له،متناسين أنه بإسقاطه لخيار المقاومة،يزيد من تغول وتوحش وهجوم الطرف المعادي،فالنظام الرسمي العربي طرح ما يسمى بمبادرة السلام العربية،التي طرحتها السعودية وتبنتها القمة العربية في بيروت/2002 ،هذه المبادرة قبل أن يجف حبرها مزقتها ودمرتها إسرائيل،حيث اجتاحت قواتها الضفة الغربية وحاصرت الرئيس الراحل أبو عمار في المقاطعة،ودون أن يجرؤ أي زعيم عربي حتى على مهاتفته،ومن ثم جرى ترحيل هذه المبادرة إلى القمم العربية اللاحقة،وفي كل مرة يأتي الرد الإسرائيلي عليها،من خلال العمل العسكري الإسرائيلي،ورغم أن النظام الرسمي العربي وفر الغطاء السياسي وقدم لإسرائيل التسهيلات لشن عدوانها وحروبها على قوى المقاومة،مقابل أن تبقى ورقة التوت ساترة على عورته،فإن إسرائيل كانت تصر على انكشاف وتعرية هذا النظام،وهي بدلاً من أن تمد له طوق وحبل النجاة،كانت تمعن في إذلاله وتحقيره وزيادة عزلته،وهذا ما جرى في حرب تموز/2006 العدوانية الإسرائيلية على حزب الله والمقاومة اللبنانية،وما يحصل حالياً في عدوانها على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
،وفي الوقت الذي شددت ورفعت الجماهير العربية من سقف نضالاتها ومجابهتها لدول النظام الرسمي العربي واتهمتها بالاصطفاف ومشاركة إسرائيل في عدوانها على المقاومة والشعب الفلسطيني في القطاع،وطالبتها بالعمل على سحب المبادرة العربية وتعليق العمل بها كأضعف الإيمان رداً على ما تركبه إسرائيل من مجازر جماعية وجرائم حرب بحق الشعب الفلسطيني،جاء الرد على ذلك بأن هذه المبادرة لم تفقد صلاحيتها وما زالت صالحة،وكأن البعض يرى فيها قدسية النصوص والصلاحية لكل زمان ومكان كحال الكتب السماوية،ويريد أن يقنعنا بها على غرار المأثور الشعبي"عنزة ولو طارت"،فرغم رفض إسرائيل المتكرر لها والهبوط بسقفها في كل قمة إلى حد التسليم بالشروط والتحفظات الإسرائيلية عليها،واستمرار رفض إسرائيل لها،فبعض أطراف النظام الرسمي العربي رأت في مطالب قمة غزة في الدوحة بسحب هذه المبادرة،خدمة لأجندات وقوى إقليمية،فهو يريد أن يهرب من عجزه وتخاذله، نحو تعليق هذا العجز والخذلان والتآمر على قوى المقاومة وقمة الدوحة،بدلاً من يواجه الحقيقة المرة بأن هذا الخيار والنهج أثبت عقمه وعبثيته أكثر من 18 عاماً،وأن هذه المبادرة التي ترحل كالنعش الطائر من قمة عربية إلى أخرى،أضحت قيد إذلال وعار ولا بد من شطبها بعد أن شطبتها إسرائيل بالفعل العسكري أكثر من مرة.

ولعل حقيقة أخرى أماط عنها العدوان الهمجي والوحشي الإسرائيلي على غزة اللثام،إلا وهي حقيقة وطبيعة أوروبا العدوانية والاستعمارية وتحديداً فرنسا وبريطانيا وألمانيا وكندا،والتي كان للبعض عربياً وفلسطينياً القول بأن لها مواقف متقدمة على الموقف الأمريكي ومناصرة للحق العربي والفلسطيني،فعدا أن التاريخ يقول عكس ذلك ويثبت أن هذه الدول أكثر عداء للعرب والفلسطينيين ودعماً لإسرائيل على المستوى الرسمي أكثر من أمريكا،حيث ناهيك عن دورها الاستعماري في رعاية وزرع إسرائيل في خاصرة الوطن العربي والعمل على تجزئته وتقسيمه،فمن السذاجة القول أنها تختلف عن أمريكا ورؤيتها لجهة النظر والموقف من الحقوق المشروعة لشعبنا،حيث أنها من أشد المدافعين والداعمين والمشاركين في فرض الحصار الأمريكي- الإسرائيلي على شعبنا الفلسطيني،وهم لم يكتفوا بذلك فما أن شنت إسرائيل عدوانها الوحشي والهمجي على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة،فبدلاً من أن تدين هذا العدوان رأينا أنها شرعت وبررت هذا العدوان،حتى أن الناطق الرسمي باسم الاتحاد الأوروبي وصف تلك الحرب العدوانية والهمجية بأنها حرب دفاعية ،وهم لم يكتفوا بذلك بل أن رئيس الوزراء الفرنسي وفي إطار دعم العدوان ومكافأة له جاء للمنطقة لكي يفرض شروط استسلام على المقاومة،ناهيك عن كشف أوروبا لنفاقها"وعهرها" وازدواجية معاييرها،عندما رفضت في مجلس حقوق الإنسان إدانة الجرائم الإسرائيلية بحق الأطفال والنساء والمدنيين العزل واستخدام الأسلحة المحرمة دولياً،وما أن جرى الحديث عن وقف للعدوان الإسرائيلي على شعبنا في غزة،حتى تجندت أوروبا ليس من أجل العمل على إدانة هذا العدوان والدعوة إلى انسحاب إسرائيل وتقديم الحماية لشعبنا الفلسطيني الأعزل وإنهاء عدوانها للأراضي الفلسطينية المحتلة،باعتبار أن الاحتلال الإسرائيلي هو السبب المباشر في كل ما حصل،بل التجند لمناصرة ودعم العدوان وإطالة أمد الاحتلال وبما يكشف حقيقة وطبيعة هذا الغرب الاستعماري ونفاقه وازدواجية معاييره وحقده العنصري الدفين على شعبنا وأمتنا العربية،فكيف يعقل أن من ينادون بالحرية والديمقراطية وحق الشعوب في الاستقلال وتقرير مصيرها،وينادون بالسلام،بدلاً من أن يقدموا الدعم والمساندة والحماية للضحية يناصرون ويساعدون الجلاد عليه؟،فإسرائيل بكل ترسانتها النووية والعسكرية والتي تحتل أرض الغير وتزرع الرعب والدمار في كل المنطقة لا تشكل خطراً على السلم والشعوب والدول المجاورة؟،بل شعب أعزل لا يملك إلا الإرادة وأسلحة بدائية،لا يحق له المقاومة والمطالبة بحقوقه المغتصبة والعيش بحرية وسلام وهو مصدر الخطر والشرور!!،وأوروبا الغربية الاستعمارية تجند سفنها من أجل مراقبة البحار والمحيطات دعماً لإسرائيل ومنعاً لوصول السلاح إلى المقاومة في غزة.
ومن هنا على كل السذج والمنخدعين والمراهنين على أوروبا الغربية من عرب وفلسطينيين أن يفيقوا ويعوا حقيقة وأهداف ودور أوروبا الغربية في المنطقة،ومواقفها ورؤيتها لا تختلف ولا تبتعد بوصة واحدة عن المواقف والرؤية الأمريكية في رفض حرية واستقلال شعبنا وإقامة دولته المستقلة،وما نشتمه من هذا التجند الأوروبي لصالح إسرائيل هو تأبيد للاحتلال وتكريس للفصل بين جناحي الوطن.



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قمة طارئة....قمة تشاورية ....قمة اقتصادية ....قمة خليجية ... ...
- عن المبادرات .....وعن مجلس حقوق الانسان .....وعن القمة العرب ...
- المقاومة لا تفني الشعوب ...
- ويبقى الذل والهوان سيد الموقف ...
- أردوغان ....تشافيز ...ساركوزي ...بيرس ...
- صاحت غزة يا عرب ...وين النخوة ...وين الغضب ..
- من ذاكرة الأسر / الأسير المناضل مجدي الريماوي ..
- هل يسقط الصمود الفلسطيني... الجنرالات والقيادات الاسرائيلية ...
- عن مخازي النظام الرسمي العربي...وسلطة الصليب الأحمر ...وصمود ...
- القادة الثوريون....سعدات نموذجاً ..
- الأسرى الفلسطينيون ....قمع واهمال طبي واستشهاد ..
- التهدئة ... والانتخابات الاسرائيلية ..
- مقارنة بين الأسير المناضل صلاح الحموري والجندي المأسور - جلع ...
- عن انتخابات الليكود .....وعن القرار الوزاري الأوروبي ......و ...
- الجبهة الشعبية بين غياب المؤسس واعتقال الأمين العام ..؟؟
- عن العيد والأسرى ... وعن غزة والحصار ......وعن سعّار المستوط ...
- سعّار المستوطنين من عكا حتى الخليل ..؟؟!!
- ما بين السجون العراقية.....وسجون الاحتلال الاسرائيلي ...؟؟
- جبهة اليسار الفلسطيني/ أولى ضحايا اجتماع المركزي الأخير ..؟؟
- وثيقة - الشاباك - السرية ....وتعذيب الأسرى الفلسطينيين ...؟؟


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين وسفينة إسرائي ...
- وزير الخارجية الأيرلندي يصل الأردن ويؤكد أن -الاعتراف بفلسطي ...
- سحب الغبار الحمراء التي غطت اليونان تنقشع تدريجيًا
- نواب كويتيون يعربون عن استيائهم من تأخر بلادهم عن فرص تنموية ...
- سانشيز يدرس تقديم استقالته على إثر اتهام زوجته باستغلال النف ...
- خبير بريطاني: الغرب قلق من تردي وضع الجيش الأوكراني تحت قياد ...
- إعلام عبري: مجلس الحرب الإسرائيلي سيبحث بشكل فوري موعد الدخو ...
- حماس: إسرائيل لم تحرر من عاد من أسراها بالقوة وإنما بالمفاوض ...
- بايدن يوعز بتخصيص 145 مليون دولار من المساعدات لأوكرانيا عبر ...
- فرنسا.. باريس تعلن منطقة حظر جوي لحماية حفل افتتاح دورة الأل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - عن مبادرة النعش الطائر ....وعن نفاق وعدوانية أوروبا الغربية ....