نعم إيران تتدخل في الشأن العراقي والسبب العربان

حمزه الجناحي

الحوار المتمدن-العدد: 2628 - 2009 / 4 / 26 - 04:26
المحور: كتابات ساخرة
    

في لقاء مع الاستاذ نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي اجرتها معه احدى الفضائيات الذائعة الصيت وانا اتتبع ذالك اللقاء الشيق كنت اعتقد ان الاستاذ الهاشمي وبعد كل هذه الفترة التي قضاها كمسئول كبير في الدولة العراقية ممثلا لثاني اكبر المكونات العراقية ان ياتي بشيء جديد ومهم لأنقاذ العراق مما هو فيه واهله وشعبه خاصة وان الهجمة اليوم ضد العراقيين ليست كالامس فليس هناك طائفة او مكون مستهدف دون الاخر لا بل ان الذي يجري تصاعد في الاستهداف المميت للمكون السني لكن للاسف الشديد ليس بجعبة الهاشمي ما يزعزع تلك الصروح التي تطال السنة قبل الشيعة والاحداث اليومية شاهد على ذالك من تفجيرات في الفلوجة والموصل وديالى تقتل العراقيين من السنة وتصف القتلة بالعملاء والخونة وبالذات قيادي الحزب الاسلامي الذي يقوده الاستاذ الهاشمي كانت الردود على بعض الاسئلة مجرد تلاعب بالالفاض ورمي باللائمة على مايجري في هذه المعمعة على ايران فقط دون التطرق لما تفعله الدول العربية من امداد القتلة بالذهب والسلاح والمقاتلين وهم يصولون في المدن العراقية حتى اضحى معروفا لبسطاء القوم وليس للمتتبع لأخبار العراق فترى اليوم ان احدى اكبر العصبات المهيمنة على مدينة ديالى هي من القتلة الجزائريين والتونسيين وكذالك ما تبعث به دول الخليج من انتحاريين كثر الكلام عن ذالك ...
في اكثر من مرة كرر الاستاذ الهاشمي قوله ان ايران تتدخل في الشان العراقي وتدخلها سافر وكرر الاستاذ هذه المقولة مرات وكأنك تشعر ان اللقاء كله من اجل ان يقول السيد النائب ان ايران تتدخل في الشان العراقي نعم ماقاله الاستاذ الهاشمي صحيح ولا يحتاج الى التكرار ان ايران تتدخل في الشان العراقي وتدخلها واضح وضوح القمر في ليلته الرابعة عشر والجميع يعلم بذالك بل وصل التدخل الايراني الى التأثير على الاقتصاد العراقي واخراجه من السوق وسحب المليارات من الدولارات العراقية وهي تصدر كل شيء للعراقيين من الابرة حتى السيارة والكهرباء والمشتقات النفطية وبأسعار تنافسة عجيبة واخرجت الزراعة العراقية ووزارتها وخبراءها من اللعبة واثرت حتى على البيئة العراقية بتجفيف الاهوار وتجفيف الانهار العراقية التي هي منابعها من ايران بل وصل الامر ان يصل الى بعض القرارات المهمة في شؤون لا تخص الا العراق والعراقيين واليوم اذا ذهبت الى المدن العراقية ترى الايرانيين في المدن الشيعية العراقية بالالاف وهم يتجولون في تلك المدن لأغراض الزيارة كما يعرف والخافي اعظم نعم هذا مايجري ياسيادة النائب ولا يحتاج الى التذكير ولا نريد ان نتحدث عن التدخل السياسي الايراني والذي اصبح الحديث عنه مضيعة للوقت وجهدا على اللسان ويوميا نرى القادة الايرانيين وهم في العراق والقنصليات في المدن العراقية شاهد فاضح على ذالك نعم ان ايران تتدخل وتتدخل بكل شيء,,,
لكن السؤال هو لماذا تتدخل ايران بالشان العراقي ؟
الجواب ببساطة متناهية هو ان الدول العربية هي التي تود ان تتدخل ايران بالشان العراقي بسبب ابتعادها عن العراق وترك الساحة العراقية فارغة ورخوة وقابلة لأستقبال التدخل الايراني وبدون عناء ولا امداد مخابراتي والعراق في سنواته البسيطة من التغيير والتناحر المتواصل بين مكوناته التي سببها التوجهات المشبوهه لقادته نحو تلك الدولة او هذه وليس للعراق خالصا ,,,
كم عدد الدول العربية بالنسبة لأيران ولماذا لا تغرق الدول العربية العراق وتتدخل بالشان العراقي بارسال سفراءها وشركاتها وخبراءها وليس كما تفعل ايران فقط انتحاريها لماذا لا يتم استقبال السعودية وهي الاكبر بين الدول العربية لرأس الحكومة العراقية لماذا الصمت واشعال الطائفية هو كل ماتفعله الدول العربية وهي تتفرج على العراق وشعبه يقتل بالمفخخات العربية لماذا لا تطفأ الديون العربية كبادرة للتدخل في الشان العراقي كما فعلت ايران ودول الغرب الا توجد في الدول العربية والخليجية بالذات شركات عملاقة وصل ثراءها انها تستثمر في اكبر القطاعات الامريكية ولا تستطيع منافستها دول ذات باع طويل لماذا لا تستثمر هذه الشركات في العراق وتحتل العراق من شماله الى جنوبه لم لا تعترف الدول العربية بالواقع العراقي الحالي وتعمل على هذا الاساس وتبتعد عن كل ماهو قديم ومتعلق بالحكومة البعثية وتتباكى على ذالك الوقت؟؟؟؟؟
نعم ايران تتدخل ومن حقها خاصة وان امريكا العدو رقم واحد لأيران موجودة على الاراضي العراقية وتدخلها في الدولة المجاورة للحفاظ على مصالحها ومعرفة مايدور في الجوار لردأ أي خطر يهدد تلك المصلحة هذه هي السياسة انها مصالح ليس الا وأي ثغرة ممكن الولوج منها الى التدخل يجب استغلالها وليس من حق الدول العربية التباكي والتنديد وهي وهي تتفرج على العراق يرمى في احضان ايران ولا تعمل وتحرك ساكن ..
اذهب الى عمان وسترى معاناة المواطن العراقي في مطاراتها وعلى ارضها وكذالك الى السعودية او الكويت او الامارات او مصر لكن اذهب الى ايران سترى العجب فلا مسائلة ولا تعطيل ولا تأخير وكأنك داخل الى بلدك العراق لماذا هذا التفاوت في التعامل ,,,اجندةعربية متأخرة قديمة بالية لاتصمد امام أي ريح تهب مهما كانت سرعتها وترى بام عينيها مايجري في العراق من تدخلات ايرانية لكن لا تقاوم تلك التدخلات بمشاركة العراقيين بقرارهم كأخوة عرب يحملون الدين واللغة والجوار
لماذا كل ذالك والمقصود من ذالك ؟؟؟
كان من الاجدر على السيد نائب رئيس الوزراء ان يجيب على هذا السؤال وليس كما يفعل العرب بالتنديد بالتدخلات الايرانية وهم متفرجون والعراقيون يطلبون منهم التدخل وبالشكر الجزيل اليس من الاجدر ان نحث تلك الدول التي تسمي نفسها العربية ان تنقذ العراق من محنته وتخرجه من مخالب المارد الايراني التي باتت تتوغل باللحم وستصل الى العظم غدا.

#حمزه_الجناحي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل