أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - راندا شوقى الحمامصى - خطوة نحو اتحاد الجنس البشري














المزيد.....

خطوة نحو اتحاد الجنس البشري


راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 2623 - 2009 / 4 / 21 - 09:45
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


"إنَّ الغاية القصوى من هذا الظهور ورسالته السامية هي الوصول إلى هذا الاتحاد الروحاني والعضوي لجميع الشعوب. فإذا كنا مخلصين في تطبيق مضامينه، فلا بد لهذا الاتحاد أن يؤدي إلى بروز ذلك العصر الموعود لكافة أركان الجنس البشري. يجب أنْ ننظر إلى ذلك العصر… على أنَّه دلالة على آخر وأعلى مرحلة من مراحل تكامل حياة الإنسان المشتركة على وجه الغبراء. إنَّ ظهور المجتمع العالمي وبروز الإحساس بالمواطنة العالمية وتأسيس الحضارة والثقافة العالمية… يجب أن تعتبر طبقًا لطبيعة الحياة الأرضية، بأنَّها أقصى ما يمكن أن يصل إليه تنظيم المجتمع البشري. ومع ذلك، فإنَّ الإنسان كفرد سيستمر، لا بل يجب عليه أن يستمر في النمو والتطور نتيجة لهذه المنزلة الكمالية التي وصل إليها البشر".
وعليه فإنّ تعدد اللغات، وهو ما يتصف به عالمنا المتحضر اليوم، يعتبر عقبة رئيسية أمام وحدة العالم. فعلى مستوى الاتصالات الفعلية فإنّ وجود لغات متعددة يجعل من الصعب تدفق المعلومات بشكل يسير ويجعل من الصعب على الفرد المتحدث بلغة واحدة أن يحصل على منظور عالمي لأحداث العالم. هناك توجه من قبل بعض الفئات أو الشعوب نحو التمسك بلغتها وثقافتها وبالتالي اعتبارها أفضل وأحسن من غيرها. هذه النظرة الفوقية أو الغلو في الوطنية عادة ما تؤدي إلى الصراع.
ولهذا فليس من العجب أنْ نرى أنّ الحل الذي طرحه حضرة بهاءالله لوحدة الجنس البشري يتضمن تبنّي لغة عالمية إضافية. حيث دعا حضرته إلى تعلم لغة أخرى واحدة في جميع المدارس التعليمية في العالم. وبذلك وخلال جيل واحد يستطيع الكل أنْ يتعلم بالإضافة إلى لغته الأصلية لغة عالمية أخرى مشتركة. هذه اللغة العالمية يمكن أنْ تكون لغة مخترعة مثل لغة الاسبرانتو أو من إحدى اللغات المتداولة. ومن محاسن اختيار إحدى اللغات الموجودة، هو وجود نسبة من شعوب العالم يتحدثون بها ويتعلمونها بينما من محاسن اختراع لغة جديدة هو حيادية هذه اللغة وأيضاً إعطاء الفرصة لإيجاد قواعد لغوية بسيطة وسهلة.
ومما لاشك فيه أنّ تعدد الثقافات واختلاف الآداب وتباينها لهو كنز ثمين تنهل منه البشرية لتبني به حضارتها وتقدمها وتتمتع بالتطور والازدهار في شتى مجالات العلوم والفنون والاختراعات والاكتشافات، ومع اختلاف اللغات وتعددها بشكل مذهل سيبقى الجزء الأكبر من هذا الكنز محجوباً عن عقول وقلوب معظم البشر. فلنتصور مقدار السعادة الدنيوية لو وضع أمام الفرد مائدة من المعرفة من جميع الأصناف المتاحة واستطاع أن يتناول منها ما يشاء بلغة يفهمها تماماً، ثم تسلّّح بهذه اللغة ودخل عالم التجارة والسياسة وغيرها ستنفتح أمامه نافذة يطل بها على العالم وأحواله ومجرياته ويشعر عندها بأنّه جزء من هذا العالم في مشاعره وإحساساته وتفاعله، وأنّه أينما حلّ سيشعر أنّه في وطنه وليس غريباً.
كم من المنازعات والمجادلات قامت في أرجاء العالم وأدت إلى حروب مدمرة بسبب عدم فهم لغة بعضنا البعض ولا ثقافاتنا وتقاليدنا أيضاً أو بسبب إساءة فهم بنود اتفاقية ما وتفسيرها نتيجة الترجمة التي تفتقر إلى روح النص الأصلي والوصول إلى الهدف المقصود في أغلب الأحيان، وكم من الأموال صرفت في هذا المجال ويا ليت كانت النتائج دقيقة ومرضية. ولنأخذ مثلاً هيئة الأمم المتحدة التي تستخدم ست لغات رسمية في مداولاتها، فلو اقتصر الأمر على لغة واحدة يفهمها الجميع فكم من الثمار اليانعة سوف تجني ويجني العالم! إنّ أساس حياتنا على هذا الكوكب أصبح التفاهم وكل شيء فيه يدعونا إلى ذلك بكل حرقة وإلحاح إذا أردنا أنْ نعيش حياة إنسانية ترضي الله أولاً، وهذا ما يسعى إليه كل مخلوق آدمي، وتحكي عن الفضائل الإلهية الكامنة في جوهر الإنسان، فكفى الإنسان خروجاً عن فطرة روحه الخيّرة وجنوحاً إلى شهواته النفسية، ذلك الجانب الحيواني من طبيعته المادية. ولذلك بُعث الطبيب الإلهي، حضرة بهاءالله، للبشرية كافة مخاطباً أياهم بقوله:
الإشراق السادس- اتحاد العباد واتفاقهم فلم تزل آفاق العالم مستضيئة بنور الإتحاد والسبب الأعظم في ذلك معرفة بعضهم لغة بعض وكذلك الخط. إنَّا أمرنا أمراء بيت العدل من قبلُ في الألواح أنْ يختاروا لغة من اللغات الموجودة أو يبتدعوا لغة جديدة، وكذلك يختاروا خطاً من الخطوط ويعلموا به الأطفال في مدارس العالم حتى يُشاهَد العالم وطناً واحداً وأرضاً واحدة. - بهاءالله "لوح الاشراقات"
والآن نجد أنّ معظم الناس أخذوا يشعرون بأهمية هذا الموضوع، وأنّ الوسيلة الوحيدة للتخاطب والتفاهم بين مختلف الشعوب والأمم هي الإتفاق على لغة عالمية واحدة أو ابتداع لغة جديدة تدرّس في جميع المدارس في العالم إلى جانب اللغة القومية، وبذلك لا يحتاج الفرد في حياته إلا إلى تعلّم لغتين فقط لحل مشاكله السياسية والإجتماعية والإقتصادية وغيرها، وبعكس ذلك سيبقى سوف التفاهم ومضاعفاته وتبعاته سيد الموقف في كل شؤون حياتنا.



#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحافظة على صيانة وموارد الأرض والبيئة
- فئات المحررين و الباحثين الذين كتبوا حول تاريخ الدين البهائي
- تتعدد أديان الله ويستمر فيضها فهى تُكمل بعضها وجوهرها واحد - ...
- الجبر والاختيار
- الحجاب والنقاب هو الظاهر-أما الجوهر فهو العفة والتقديس
- من جواهر المعاني
- زخْم رحمته
- الخلق الجديد
- نزع السلاح وأثره على البيئة
- ستعرفون الشجرة من ثمارها
- بين القرن التاسع عشر والعشرين
- صفحات تاريخ من نور
- ماهية النظام العالمي الجديد
- من أسباب تخلف العالم العربي وسبل الخروج منها
- يا أهل الشرق والغرب هلموا لنزع السلاح وكفانا حروب وعنف وأهلا ...
- السلام هو الأساس في حياة الإنسان
- العولمة والمجتمع البهائي في العالم الإسلامي
- السلام العالمي وعد حق من الله للبشرية
- جناحا الإنسانية
- الطبيعيين ومقولة-(أن الطبيعة خالقة للإنسان)


المزيد.....




- -يعلم ما يقوله-.. إيلون ماسك يعلق على -تصريح قوي- لوزير خارج ...
- ما الذي سيحدث بعد حظر الولايات المتحدة تطبيق -تيك توك-؟
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن للبحث في -عدوان الإم ...
- -عار عليكم-.. بايدن يحضر عشاء مراسلي البيت الأبيض وسط احتجاج ...
- حماس تبحث مع فصائل فلسطينية مستجدات الحرب على غزة
- بيع ساعة جيب أغنى رجل في سفينة تايتانيك بمبلغ قياسي (صورة)
- ظاهرة غير مألوفة بعد المنخفض الجوي المطير تصدم مواطنا عمانيا ...
- بالصور.. رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -الم ...
- -إصابة بشكل مباشر-.. -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف مقر قي ...
- واشنطن تعرب عن قلقها من إقرار قانون مكافحة البغاء والشذوذ ال ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - راندا شوقى الحمامصى - خطوة نحو اتحاد الجنس البشري