أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - راندا شوقى الحمامصى - العولمة والمجتمع البهائي في العالم الإسلامي















المزيد.....


العولمة والمجتمع البهائي في العالم الإسلامي


راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 2529 - 2009 / 1 / 17 - 00:27
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


ماهى العولمة:
إن مفهوم أو فكرة ما يسمى (بالعولمة) إنها مظهر وواجهة هامة كثيراً ما تم بحثها في حياتنا عند بزوغ القرن العشرين وعند مناقشة موضوع ((العولمة والمجتمع البهائي في العالم الاسلامى)) ربما يكون من الضرورى أن نبدأ ببعض الملحوظات الوجيزة عن مصطلح (العولمة) فقبل أن تدخل هذه الكلمة غير الوافية وغيرا الرشيقة في المعنى داخل معجم الكلمات الشائعة بين الناس ورجال الصحافة والمعلقين على الأحداث الذين تكلموا عن الكروية الأرضية وعن تكامل ودمج الكرة الأرضية وعن اتكال البعض على الأخر وعن ( القرية الكونية) وعن النظام العالمي الجديد قد أشاروا إلى سياسة التكيف الايديولوجى أو الفكرى وفقاً للظروف والاوضاع المرتبطة بالدول الفائقة القوة والتي أيضاً تسمى بالدول المسيطرة والتي عينت نفسها كسلطة للتحكيم والفصل في النزاعات ولها الحق في التدخل والاعتراض بالقوة والتهديد لتسوية النزاعات في الشئون الداخلية لدول العالم بغرض تحقيق مصالحها الوطنية وعلى العكس فان النظام العالمي أيضا قد أظهر دلالة على الاقتراب من العلاقات الدولية التي تفترض وتثبت إن هناك مسائل وقضايا معينة مثل حماية البيئة يجب أن تكون لها علاقة من ناحية كونية عالمية معارضة بالنسبة للمنظور الاقليمي أو الوطنى وهكذا فان هذا الاقتراب الكونى غالباً مايدعو الى ايجاد تنسيق الجهود تحت رعاية المنظمات الدولية مثل الامم المتحدة ووكالتها، ( ان التكامل الكونى – والاتكال المتبادل – والقرية الكونية للعالم) هى مصطلحات تصف مختلف العمليات التى تمر بها امم وشعوب العالم وتتلاقى سوياً كمجتمع اقتصادى جماعى او سياسي أو كوحدة اجتماعية.
أن الاتكال المتبادل يتزامل ويتحد مع الدفاع عن سياسات التجارة الحرة بينما الفكرة العامة أو المفهوم الشخصى للقرية الكونية مرتبط بأنظمة الاتصالات المتطورة والمهارات والقدرات المسلم بها لتربط وتصل جغرافيا الشعوب التى على مسافات نائية بعيدة. ان المصطلح العولمة عندما استخدم فى التسعينات نجده مشتقا من جهود ذات درجات مادية واقعية وجوهرية من مفاهيم وأفكار محددة وظاهرة بوضوح ومذكورة فيما سبق من قبل وتساعدنا هذه الحقيقة على توضيح سبب تسمية مصطلح العولمة بما له من عدة معان أساسية وجوهرية مختلفة فعلى سبيل المثال نجد ان رجال السياسة وأهل الفكر فى البلاد النامية غير الغربية غالباً ما ينتقدون بقسوة العولمة على اعتبار أنها فخ موضوع لسياسيات أقامتها الدول الغربية القوية التى تبحث عن وسيلة لتحقيق شكل جديد من السيطرة الاستعمارية وعلى العكس من ذلك عند تحدث قادة الغرب عن العولمة فإنهم يميلون الى القول بأنهم يقصدون عالماً متكاملاً نافعاً يؤدى أعمالاً خيرية فى نظام اقتصادى متبادل تتدفق فيه البضائع والسلع ورأس المال والأفكار والآراء بدون عوائق أو موانع عبر الحدود الوطنية.
العولمة والرؤيا بهائية
بالنسبة للبهائيين فى كل الامم والتى تشمل ايضاً الذين يقيمون فى دول يسودها ويهيمن عليها الاسلام يرون ان العولمة هي وحدة العالم فان حضرة بهاء الله مؤسس الدين البهائي قد لمس فى كتاباته وألمح الى الشروط الاساسية التى تؤدى إلى خلق مجتمع عالمى صحيح وسليم حيث أكد على ضرورة خلق وعى عالمى في الكون وإدراك روحانى جديد ومسئولية جديدة
.. أيها الأحباء الأعزاء إن سرادق الوحدة قد ارتفع لا تنظروا إلى بعضكم البعض كغرباء. انتم أثمار شجرة واحدة وأوراق غصن واحد. نأمل أن يشرق نور العدل على العالم ويطهره من الطغيان.
أن وحدة العالم التى تكلم عنها حضرة بهاء الله لا تحمل فى معناها أي علاقة بالأرض فلاوجه ولا مقابلة فى معنى كلماته أن تكون سوقاً كونياً حراً في مضمونه كما نرى اليوم بل بدلاً من ذلك فان وحدة العالم تعترف وتقر وتمجد تنوع الثقافات والديانات بينما تؤكد في الوقت نفسه على كوميونات مشاركة من كل الكائنات.
أن مدخل البهائية إلى العولمة إذا يمكن تلخيصه كالتزام وتعهد نحو مبدأ (وحدة التنوع) حيث نجد في الجملة المقتبسة من حضرة بهاء الله والتي سبق إن استشهدنا بها تؤكد على الوحدة أيضا كما تؤكد على الحاجة إلى العدالة فان العولمة من وجهة نظر البهائية يجب إن تقام على أسس العدالة التي تؤدى إلى الوحدة ونظام كهذا لا يمكن أن يتحمل أو يتسامح نحو أي شكل من أشكال استغلال مجموعة للأخرى ليس فقط إن تكون تجارتها حرة ولكن خالية من العيوب ومشروعة ومتفقة مع قواعدها العادلة بحيث تسمح لنا جميعاً في أن نتقاسم معاً أي ازدهار ورخاء نعمل على خلقه كما يجب أن نعمل على تضيق الفجوة بين الأغنياء والفقراء ويجب إن نعطى فرصاً متساوية لكل أعضاء العائلة البشرية وأن مفهوم البهائية للعولمة هو مفهوم تاريخي في طبيعة الحياة يعطى إيحاء بالآداب الأخلاقية الكونية لعالم متوحد بحيث يكف عن معنى كلمة (سياسة) وعن فكرة التلاعب بأساليب غير قويمة باستخدام القوة بل بالا حرى يمكن أن تصبح في الواقع موطناً وبناءً اجتماعياً متماثلاً مشتركاً.
وبالنسبة للبهائية فان مستقبل النظام العالمي مؤسس على ( الوحدة في التنوع ) يعطى ملامح ومعالم لمؤسسات ومنشآت وتقنيات وآليات تعمل مع بعضها البعض كالآتى:
1-برلمان عالمى منتخب انتخاباً ديمقراطياً له سلطة إعلان ونشر تشريع ملزم للجميع.
2-هيئة تنفيذية عالمية مختصة ومكلفة ومزودة بقوانين ملزمة بوسائل يشرعها البرلمان العالمي .
3-محكمة أو هيئة قضائية دولية تقضى فى النزاعات القانونية وتفصل فيها.
4-قوة بوليس دولي للتدخل والمحافظة على النظام
5-نظام اتصالات ذو انتشار عالمى النطاق متاح ومتوافر فى كل أركان الكرة الأرضية يمكن الوصول إليه وسهل المنال لجميع المواطنين
6-لغة إضافية عالمية.
7-نظام موحد للموازين والمقاييس والعملة.

أن ملامح النظام العالمي التى صورتها لكم كتخطيط هنا ليست مقترحة كأستجابة أو تجاوب مع الاحداث التاريخية الحالية واتجاهاتها لان تاريخها فى الواقع يسبق القرن الواحد والعشرين وهكذا فان فى متابعة البهائيين للعالم المنظم حول مبدأ ( الوحدة فى التنوع) كانت حياة البهائيين فى كل العالم الاسلامى أو غير الاسلامى تتعامل وتتصرف مع تحديات العولمة منذ ميلاد عقيدتهم فى منتصف القرن التاسع عشر.
ويدرك المراقبون البهائيون ان فهمهم للعولمة مطابق جزئياً فقط ومتماثل مع نوع عمليات وإجراءات العولمة التي يجربها ويختبرها العالم اليوم، ومن ثم فالبهائيون يسألون بقلق متلهف نفس السؤال الذى يوجهه المسلمون والشعوب ذات العقائد الاخرى وهو ( هل يمكن أن تكون لنا عولمة بدون ان تهدم وتقوض وتتلف هويتنا الدينية والثقافية) وبدرجة أساسية واقعية فان البهائيين على اتفاق كبير مع اخواتهم المسلمين للتعبير عن تحفظاتهم حول عملية العولمة التى تدور حالياً فى العالم.

نقد العولمة:
كما نعلم أن العولمة لها مظاهرها وأوجهها الايجابية وكما أن إيجابياتها لا يمكن إنكارها إلا إن لها أيضا جوانب تدعو إلى السخط والاستياء مساوية لجوانبها الايجابية فمعنى اقتصاد العولمة هو التجارة الحرة وحركة البضائع ورأس المال لا تحدهم قيود قد تثبت في الواقع أنها أشبه بحركة المد فى البحر تعلو وترتفع بالقوارب لكن أكثر ما يخشاه المسلمون والبهائيون والمجتمعات الأخرى فى العالم النامى هو التهديد بنوع جديد من الاستعمار وهو استعمار يمكن تعريفه بأنه نظام غير متكافئ والتى فوائده تصبح حقاً مشروعاً يغمر ويفيض بالخير على النخبة والقوة المتميزة وهو الأعضاء أصحاب الامتياز في هذا النظام. وهناك الكثير من النقد والعيوب في العالم الغربى وغير الغربى قد نوقشت وكثر الجدال والنزاع حولها. إن العولمة الاقتصادية سبق إن جلبت تركيزاً مسبباً للقلق والاضطراب لقوى الهيئات الدولية مثل منظمة التجارة العالمية ومدى ما يثار من حساسية وتأثير سوف يسود وينتشر حول ديمقراطية المحاسبات فى منظمة التجارة العالمية وسائر الوكالات، هذا بالإضافة إلى أخطار استغلال الموارد الطبيعية والبشرية وسوف تطرح العولمة الاقتصادية أسئلة وقضايا مربكة ومحيرة وتحديات أخرى للمجتمعات النامية.
فإذا كانت العولمة تعنى سوقاً عملاقاً واحداً للبضائع فماذا يعنى هذا السوق للأفكار والآراء على وجه الخصوص أو يعنى معايير ومعدلات اجتماعية وثقافية محلية فالمجتمعات الإسلامية والأقليات الدينية التي هي جزء من المجتمعات الإسلامية يجب إن تفكر طويلا و بجدية عما هو أفضل للحفاظ علي هويتها و ثقافتها بدون أن تكون محرومة من المنافع المادية للعولمة الاقتصادية إن الحفاظ علي الهوية الثقافية لابد إن تحدث من خلال قرائن و علامات و بيئات ذات ولاء تام للدولة بأقصى درجة و هو ولاء فوق كل شيء مكرس و مخصص للجنس البشري ككل و للعالم الذي نعيش فيه كوطننا و الحقيقة هي أن كل المجتمعات يجب أن تقبل حقائق العلم المتغير و هو التغير الذي يفرض عليه متطلبات لمواجهة ضروريات و مقتضيات التقدم و التطور
الروحانية و العولمة :
في مقابل القيم الخاصة بالمحافظة علي قدرة التفكير في الاقتصاد العالمي فان ما لا يجب أن تفعله حكومات وشعوب العالم الإسلامي أن تنسحب من عملية العولمة و لقد قيل أن معارضة العولمة هي أشبه بمقارنة و محاربة قوانين الجاذبية الأرضية – و كلا الأمرين (الانسحاب و معارضة العولمة) افتراضان خاسران يحتملان الصدق و الكذب فان بسط القضية هو موضوع أصدرته الجامعة البهائية من وقت قريب (من يخط طريق المستقبل – انعكاسات علي القرن العشرين) يقوم بتجديد و تعريف مناخ التغيير والتحول الذي تحدث فيه العولمة و يؤكد الحاجة بالنسبة لنا جميعا بأن نصبح مشغولين ومرتبطين بهذه العملية (( مهما تكن شدة الاضطراب و الهياج فان الفترة التي تتحرك فيها البشرية سوف تتفتح أمام كل فرد وكل مؤسسة وكل مجتمع علي هذه الأرض فرصا لم يسبق لها مثيل للمشاركة في كتابة و تخطيط مستقبل هذا الكوكب و بدلا من أن يعملون علي تغييب أنفسهم عن العولمة يجب علي العالم الإسلامي وأجزائه ومكوناته و منوعاته أن تواجه التحديات بالانضمام إلي العملية و المساعدة في حفظها في شكل معين فلا يجب الله يحرم العالم عما يمكن إن يقدمه المسلمين في المشاركة مع الآخرين في أعظم القيم النبيلة المحبة للخير العام و الإحسان. و إذا ما تركت العولمة إلي المجالس و الشركات فستكون في الواقع تجربة مخيفة و مرعبة لشعوب الأرض الذين ينشطون وهم مفعمون بالحيوية في المقام الأول بأمانهم و عقيدتهم ووفائهم . إن ما نحتاجه اذاً هو عولمة روحانية لتصلح و تلطف و تعالج و تحول عولمة الاقتصاديات . لأن المذهب المادي الذي يقول إن الوجود في مظاهره وعملياته منشؤه عن عوامل مادية في تجارة السوق سوف لا تحل الورطة والمأزق الأكثر إلحاحا لحاجة الأسرة البشرية لتتوحد في جسم واحد إن الأسواق المفتوحة و التجارة الحرة يمكنها إن يجمعا معاً الشعوب المتفاوتة والمتباينة علي مستوي واحد من الشعوب والوعي ولكن هذا الشعور وهذا الوعي مقيدان و محصوران و لهما أبعاد و مظاهر سطحية خارجية فإذا كنا مدركين تماما للميراث الروحاني للجني البشري فبأمكاننا أن نخلق مجتمعا عالميا متحد واسع الانتشار و أن يكون تعريف العولمة روحانيا وليس مجرد استهلاك سلع بل يجب أن يكون مدموغاً وموسوماً داخل الحوار الديني وإنهاء الخلافات ثم المصالحة. ومنذ ما يزيد عن 165 عاماً مضى أكد حضرة بهاء الله على دور له شأن خطير فى دلالته وأهميته يمكن ان يقوم به رجال الدين ليس فقط لصياغة الوحدة المادية بل فوق ذلك لصياغة الوحدة الروحانية وقد خاطب حضرته الرجال والنساء لكل العقائد والديانات.
إن الفرض الاساسى و الجوهري الذي يحيى ويقوى عقيدة الله ودينه هو صيانة ووقاية المصالح والنافع والارتقاء بوحدة الجنس البشرى والتنشئة الروحانية والمحبة والصداقة بين الناس وتحمل الصعاب حتى لا نصبح مصدر مشاكسة وخصام وتنافر وكراهية وعداوة.
ومنذ فترة قريبة جداً تطورت الأحوال العالمية سطحية الطابع والمظهر تشكل حدوداً مشتركة بين حدثين تمثلت في اجتماعيين رئيسيين على أعلى درجة هما ( برلمان الديانات العالمي) و الأحدث منها
( مؤتمر قمة قادة الأديان للألفية الحالية) في نيويورك وكما لاحظ السيد/ هانز كبنج (لا يمكن ان يوجد سلام بين الشعوب بدون سلام بين الديانات) كما يجب إن يؤكد الحوار البيني على دور الدين في عديد من المناطق والجهات المعنية بشأن مستقبل الإنسانية بخلق سلام عالمى وإزالة الفجوة بين الأغنياء والفقراء وحماية البيئة والانضباط ومجتمع منظم في المناطق المزدحمة بالسكان والتربية والتعليم والمحافظة على مستويات الأخلاق العامة والخاصة إما الشكل المدعوم والمساند العادل والصائب للعولمة سوف نتعرف عليها وندركها بحيث يجتذب ويستمد القوة من الحقيقة التي تقول (إن الروابط الإنسانية عموماً مدعومة من كل التقاليد بالتراث الروحاني).

العلاقات الإسلامية البهائية:
من الواضح كى يعيد تشكل وصياغة عملية ملحمة العولمة سوف يحتاج العالم الاسلامى إلى إن يندمج في مجال نحو اتجاه كامل إلى المصادر والموارد الروحانية والأخلاقية والإنسانية في انتقال منظم وتدبير مرتب هذه المصادر كلها تشمل ليس فقط المسلمين أنفسهم بل أيضا مجتمع الأقليات عندهم والتي تشكل أجزاء رئيسية لها قوامها تشمل المسيحيين و الزرديشتيين والهندوس والبوذيين وأهل الكتاب والبهائيين أما المجتمعات الإسلامية يجب أن تسيطر على تحديات علاقات الأغلبية والأقلية من الداخل وباعتبار البهائيين أحدى الأقليات الدينية في العالم الاسلامى فهم يضبطون أوتار حياتهم بحيث يتناغمون مع المسائل المعقدة التي تنشأ في العلاقات بين المجتمعات الدينية فالقوانين البهائية تشترط أن أول التزاميهم التي لا مفر منها إن تحتضن وترعى وتشجع العمل على سلامة وحماية كل اقليمة تنتمي إلى أى عقيدة وجنس أو طبقة أو أمة إن مجرد مسعى البهائيين لحماية حقوق الأقليات التي تقع تحت نطاق السلطات القضائية في مؤسساتهم يجعلهم مدركين تماماً متطلعين على التزامهم كأقليات بأداء الخدمة بإخلاص داخل المجتمعات الأوسع الذين هم جزء منها ومهما كانت ديانتهم عزيزة عليهم فان البهائيين في العالم الاسلامى بل وفى كل مكان فى العالم من المفروض عليهم إطاعة قوانين حكوماتهم الوطنية أو المحلية حيث إن البهائيين ليس غرضهم في سبيل سعيهم اكتمال الشئون الإدارية لعقيدتهم إن ينتهلوا تحت اى ظرف شروط وقواعد دستور البلاد أو على الأقل ان يسمحوا لأنظمتهم الادارية إن تنسخ أو تبطل الأنظمة الخاصة بحكومتهم وقد أمكن بهذه الحكمة السياسية أن تكون الحقيقة واضحة بأنهم ممنوعون من العمل بالأنشطة السياسية بأنهم تقيدوا أو التزموا بناموس وتقليد ثابت راسخ بماشيعة وموالاه قوانين وقواعد بلادهم سواء كانت داخل او خارج العالم الاسلامى.
من المؤسف ان هناك رؤى معينة تلتزم بها الدوائر الإسلامية تصور وتصف العقيدة البهائية في مظهر هدام وصورة مرفوضة على النقيض مما هى مما عليه خصوصاً فى علاقاتها بالاسلام ويتهمون البهائيين بأنهم أعداء الإسلام وينسبون إليهم بواعث مختلفة وملفقة وفى الواقع فان قراءة المطبوعات البهائية ومجموع ما كتب في البهائية بأى لغة يقدم الدليل والبرهان على عدم وجود نصيحة ذات صفة سياسية فى العقيدة البهائية وهناك دليل وافر ومتسع على توفير وتبجيل ومحبة القرأن الكريم المقدس والنبى محمد الذى يؤمنون به وبالاسلام, أما البهائيون فى الغرب فكان شوقى افندى ولى الامر البهائى يعطى تعليماته وأوامره لهم بأن يدرسوا القرأن الكريم وأن يبجلوا ويأخذوا بعين الاعتبار احترام القرأن بإعتباره كتاب دين الآباء كما أنه المصدر والمرجع لعقيدته ويستدلون به في دعواتهم كما يعبر حضرة بهاء الله بالتضرع والدعاء والتقدير والثناء للشرف الرفيع للنبي محمد وهو ما يؤمن به كل اتباع العقيدة البهائية ويشاطرونه الايمان به.
وفى القضية الاساسية بخصوص وحدة الله ورسله فان السر الغامض والمبهم لهذه العلاقة وكذلك السلوك الاخلاقى والقيم الدينية المقدسة فان البهائين والمسلمين لديهم الكثير مما يشتركون فيها سوياً وبالرغم من ذلك فان البهائين يؤمنون بان عقيدتهم هى دين مستقل تماماً فى معتقداته ومبدئه وقوانينه و تشريعه الخاص به.

التغيير فى العالم الإسلامي
عندما نحلل اعادة والتنظيم الهائلة التى يمكن ان تكون هى الدلالة المرتقبة الواعدة للعولمة أو تهديدها يجب إن نضع في ذهننا ان تكون هناك تيارات لها مأخذها فى التفسير الطبيعى الفطرى فى العالم الاسلامى حيث شبكات الاتصال الهائلة تتزايد لتصل وتربط مختلف المجتمعات فى جميع انحاء العالم لذا فهى تساعد على أن تجمع معاً المجتمعات الاسلامية فى كل ركن من الكون واليوم فان المسلمين المنتشرين فى انحاء العالم قادرون بصورة أفضل عن ذى قبل للمشاركة بتجاربهم المتباينة مع بعضهم البعض.
وبهذه العملية فقط يمكن ان تؤدى إلى نشوء و تطور روحاني وفكري وعقلاني وعبر طبقات المجتمعات الإسلامية يمكن للسلطات المثقفة علمياً ودينياً في الأنظمة الحكومية التقليدية والذين تتغير أحوالهم وأوضاعهم تقديم تفسيرات وإيضاحات لها الصفة الرسمية إلى العالم وما يقوم بها سكانها من استهلاك سوف يتزايد لمواجهة المنافسة مع الأصوات الإسلامية الأخرى أو غير الإسلامية، وعند قراءة الدراسات والثقافات التقنية والفنية المنتشرة في جميع أنحاء المجتمعات الإسلامية تجد انه سوف تحتاج إلى عموميات ثقافية ومصادر مستقلة من المعرفة والمعلومات حتى لا يصدروا أحكامهم مبنية على نوازع نقدية في نطاق إصداراتهم ونجد الحكومات في العالم الاسلامى ستكون عاجزة عن إن تفرض بالقوة احتكاراً على شبكات الاتصال والمعلومات الجماعية الضخمة.
وهكذا فالتغيرات في العالم الاسلامى لم تعد تمليها الحكومات بصورة تتم عن السلطة والتحكم من جهة أعلى بل سوف تنفذ وتصدر من طبقة اولى ان التغيرات الداخلية التى تتخلل العالم الاسلامى سوف تعمل على تقوية المجتمعات الاسلامية وتسمح للثقافات والافراد بان يأخذوا وضعهم الصحيح في عمل يعطى صاحبه أفضلية وامتيازاً للمشاركة في عملية العولمة إن المحاضرات المفتوحة والمقالات عن العولمة وكيفية تأثيرها على المسلمين ستكون موضع ترحيب.
واليوم فان المناظرات و المناقشات عن العولمة في كل من العالم العربي والعالم الاسلامى قد عانت وتحملت آلام ومتاعب كثيرة نتيجة الأقول العابرة( إما نحن وإما هم) أو ( هم ضد نحن)
وعلى عكس معتقدات الكثيرين من المثقفين والساسة الغربين فان العالم الاسلامى يتمتع الان بنظرة وموقف فلسفي جيد للمشاركة والمساهمة في عملية متطورة ومتقدمة بصفة مستمرة نحو العولمة حيث يعلم المسلمون تماماً تاريخياً إن هناك ارتباطاً عضويا بين معتقدات الإسلام وبين العلوم والتجديد المجتمعي وفى الواقع فان التعددية في المجتمعات الإسلامية تشمل بازدهار الأقليات الدينية والتي يمكن إن تخدم كنموذج فعال وقوى لشكل التعددية في العولمة وأن تعددية في عولمة كهذه من جهة نظر حقيقية نجد فيها إن التنوع فقط لتلك الظاهرة يمكن مساندتها ومؤازرتها على المدى الطويل.
كتب الشاعر الرومانسي الامريكى الشهير ( والف واتمان) ذات مرة:
( اننا نتجرأ على الكتابة على أشياء ليس لها وجود ونسافر مستعدين بخرائط محطمة إن التحدي امامنا كبير لاننا مدعون جميعاً لتدوين مستقبل هذا العالم.




#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلام العالمي وعد حق من الله للبشرية
- جناحا الإنسانية
- الطبيعيين ومقولة-(أن الطبيعة خالقة للإنسان)
- محو التعصّبات بجميع أنواعها
- الدين الإلهي هو النور المبين والحصن المتين
- هشاشة النهج السياسي
- المنظورات الروحانية
- العلاقة بين الإنسان والطبيعة
- تحريف الكتب
- دروس فى الإسلام-محمد (الرسول النبي)-6-الأئمّة الأطهار -الأخي ...
- دروس فى الإسلام-محمد (الرسول النبي)-5- ما هو الإسلام ؟
- دروس فى الإسلام-محمد (الرسول النبي)-4 -القرآن الكريم
- دروس فى الإسلام-محمد (الرسول النبي)-3 - وَإِنَّكَ لَعَلَى خُ ...
- أيامٌ لم تر عين الابداع شبهها
- دروس فى الإسلام-محمد (الرسول النبي)-2
- دروس فى الإسلام-محمد (الرسول النبي)-1
- التحول والتغير في العالم ومراحله
- نار الإمتحان وبلوغ العالم الإنساني
- المنادي الرباني
- بيان المقصود من عتاب الله لحضرات الانبياء في الكتب المقدسة


المزيد.....




- بعد مظاهرات.. كلية مرموقة في دبلن توافق على سحب استثماراتها ...
- تل أبيب.. اشتباكات بين الشرطة وأفراد عائلات الرهائن في غزة
- مقتل رقيب في الجيش الإسرائيلي بقصف نفذه -حزب الله- على الشما ...
- دراسة تكشف مدى سميّة السجائر الإلكترونية المنكهة
- خبير عسكري يكشف ميزات دبابة ?-90? المحدثة
- -الاستحقاق المنتظر-.. معمر داغستاني يمنح لقب بطل روسيا بعد ا ...
- روسيا.. فعالية -وشاح النصر الأزرق- الوطنية في مطار شيريميتيف ...
- اكتشاف سبب التبخر السريع للماء على كوكب الزهرة
- جنود روسيا يحققون مزيدا من النجاح في إفريقيا
- الأمور ستزداد سوءًا بالنسبة لأوكرانيا


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - راندا شوقى الحمامصى - العولمة والمجتمع البهائي في العالم الإسلامي