أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - من أسباب تخلف العالم العربي وسبل الخروج منها















المزيد.....



من أسباب تخلف العالم العربي وسبل الخروج منها


راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 2545 - 2009 / 2 / 2 - 08:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من الأسباب العديدة التي أدت الى تخلف الواقع العربي عن بقية الأمم المتقدمة، عملية الربط الخاطئة بين المفاهيم والعقائد الدينية من جهة وبين المفاهيم الفكرية والعلمية من جهة أخرى، وتحجيم حرية حركة هذين الرافدين العظيمين كل في اتجاهه الخاص الصحيح، فكم من عالم جليل برز بفكرة علمية أو دينية كانت ستؤدي الى تطور المجتمع وتقدمه لو تركت تسعى في أرض الله، إلا أنه كان هناك على الدوام من ينبري لها ليكفّرها وصاحبها، ويحرّم تداولها ويصفها بالبدعة أو الكفر، ويؤلّبَ سواد الناس وجهالهم ضد مبتدعها! ان الخلط في التخصص، والاعتقاد ان رجال الدين قادرون على معرفة الصواب من الخطأ، وانهم مصدر كل علم ديني أو دنيوي، أدخل البشرية في نتائج سلبية ما زالت تعاني منها حتى اليوم، وكان هذا التحجيم تكرارا لما حدث في أوربا عندما سيطرت الكنيسة على كل المجالات العلمية والاجتماعية، وراحت تفرض رأيها في صحة وخطأ النظريات والأفكار العلمية، مما أدى في النهاية الى قتل العديد من جهابذة العلم والمعرفة.
في المقابل سيطر رجال الدين في العالم الإسلامي منذ القرون الهجرية الأولى على روافد العلم والمعرفة، وكانت لهم اليد الطولى في تقدير صحة وخطأ الأفكار والنظريات العلمية، كما دعى إليه الإمام الغزالي على سبيل المثال.
[وهذا موقف أليم عرفناه نحن بعد القرن الرابع الهجري - العاشر الميلادي، عرفناه دون ان نفكر في الخروج منه كما فعل هؤلاء (مفكرو أوروبا)، لأن نفراً من أعاظم مفكري الإسلام نجحوا في إقناع الناس بأن السعادة في هذه الدنيا لا وجود لها ومن ثم فمن العبث البحث عنها، وأن السعادة لا توجد الا في الحياة الآخرة، ومن ثم فلابد من تركيز جهد الإنسان كله في ضمان وصوله الى سعادة الآخرة، عن طريق العبادات والزهد في كل ما تقدمه هذه الحياة من خيرات، وذلك هو لباب كلام الغزالي في كل مؤلفاته، وخاصة "إحياء علوم الدين"] (1).
[وكان يغلب عليهم الميل الى القول أن البشر عاجزون عن التزام الصراط المستقيم، وان أيام الرسول(ص) هي أفضل الأيام، وهكذا يأخذ التاريخ في نظرهم اتجاها منحدرا، وينظر كل واحد منهم الى العصور التي سبقته على انها بالضرورة أحسن من عصره، وان هذا الاتجاه سيستمر حتى تعم الفوضى ويعود الإسلام غريبا كما ولد غريبا، ويضطرب الأمر كله في النهاية تبعا لذلك حتى يستنقذ الله الناس بعودة عيسى بن مريم عليه السلام ويقتل الدجال، أي يقضي على الفوضى والظلم، ويملأ الدنيا عدلا بعد أن ملئت جورا كما يقولون، ويكون ذلك من إشارات الساعة أي مقدمات نهاية الدنيا.](2).
[ان العلم الذي يتحدث عنه معظم الناس في العصور الماضية عندنا لا يخرج عن نطاق علوم الدين، من قرآن وتفسير وحديث وفقه ولغة وما الى ذلك، ظنا منهم أن الانصراف الى دراسة ما سوى ذلك انما هو مضيعة للوقت وصرف للإنسان عن عبادة الله](3).
[وإذا كانت دولة كالدولة العباسية قد ركدت رياحها وانحدرت فلأنها عندما قامت بدأت بتقييد الفكر وكتم أنفاسه، فأقفلت بيدها أمام نفسها طريق المزيد من القوة، وقضت بنفسها على نفسها. وكذلك يقال عن معظم دول المسلمين الماضية التي نادرا ما تركت الفكر حراً ليستكشف الطريق أمام الأمة، ويفتح للإنسانية سبيل الحياة والقوة وطول العمر ومزيدا من الرخاء](4).
[ان مثل هذه الأفكار والمعتقدات أسهمت بشكل لا لبس فيه في قتل الكثير من أفكار ونظريات بعض العلماء الذين حاولوا إطلاق مارد الفكر العربي والإسلامي من قمقمه، ومنعت انتشار كل ما هو جديد من الأفكار المستحدثة، مما أدى الى تحجيم التقدم العلمي والثقافي بشكل كبير وعقر حرية الفكر الديني والمذهبي، وهذا أدى في النهاية الى حجر وحصر الفكر العلمي والثقافي الإسلامي الا في بعض الحالات التي توافقت مع مفهوم الدين في القرآن والسنة، مع ان هذا الصد كان مخالفا بشكل أو بآخر للفكر الإسلامي الذي يدعو الى طلب العلم مجردا من المهد الى اللحد ولو كان في الصين. وحتى الحضارات المتقدمة قد تصاب بظروف وعوامل توقف تقدمها الحضاري أو تعود بها الى الوراء، والمثل الظاهر عندنا المشهود منا جميعا هو تدهور الحضارة العربية الإسلامية في كثير من الأقطار بسبب سوء النظام الإداري أو المالي، وإذا تتبعنا صورة عالم الإسلام من إيران الى المحيط الأطلسي ابتداء من القرن الرابع الهجري - العاشر الميلادي - لرأينا كيف ان النظام السياسي الجامد المخرب الذي سارت عليه الحكومات الإسلامية، ابتداء من حكم البويهيين في منتصف القرن الرابع الهجري، قد أوقف التقدم الحضاري المادي أولا ثم المعنوي بعد ذلك، لأن هذا النظام تحول الى أداة لجمع المال دون تقديم خدمات في مقابل المال المجموع...](5).
[ولولا جهد أولئك المفكرين من فلاسفة وأهل علم لما انفتح الطريق المسدود، ولظلت الإنسانية واقفة ووجها الى الحائط كما كان الحال بالنسبة للعالم الإسلامي في عصر الأتراك العثمانيين... أن الحكم العثماني في مصر والشام مثلا دام 281 سنة ولم تتحرك خلالها الحضارة في بلادنا خطوة واحدة الى الأمام، بل تراجعت بشكل مخيف، حتى كان المستوى الحضاري لبلادنا (مصر) عندما دخلها الفرنسيون سنة 1798 أقل بمراحل عما كان عليه في القرن الرابع الهجري/العاشر الميلادي. إذا تصورنا ذلك اتضحت لنا جسامة الدور الذي قام به أولئك الأفذاذ القلائل في نقل البشرية كلها من حال الى حال](6).
فلو حدث العكس وفسح المجال في تلك القرون لحرية الفكر والرأي، لأصبحت الأمة العربية اليوم أفضل حالاً ولسبقت غيرها من الأمم بمراحل عديدة، خاصة وإنها كانت متقدمة بالفعل على جميع أمم العالم في العديد من مجالات الثقافة والبحث العلمي في القرون الوسطى. وما هذا التخلف الذي يشاهد اليوم، الا بسبب محاربة من كانوا في سدة السلطة الدينية والدنيوية للأفكار الجديدة والنظريات المخالفة لمصالحهم، ولقد ثبت بشكل قاطع ان تقدم العلوم والمجتمعات لا يتم الا من خلال المنافسة الشريفة والنقاش الحر وطرح النظريات والبحوث في جو من التفاهم والتسامح. ولما كان بعض علماء الدين الإسلامي ممن أرادوا التقرب من كراسي الخلفاء والملوك ينشدون فكرا يوفق بين الدين والدنيا خوفا على مصالحهم وأفكارهم من الاهتزاز، لذلك حدثت تلك الفجوة الهائلة بين العلم والدين الذي أدى في النهاية الى هذه الحالة. إن الدين بحد ذاته يشجع على التقدم العلمي ولكن الخطر يكمن في من يدعون انهم يمثلونه أو من يسمون أنفسهم بالمسؤول الشرعي في المجتمع.
ان ما حدث في أوربا من فصل بين تطبيقات العلم وممارسة الدين وإبقاء دور الكنيسة محددا وإبعادها عن إبداء آرائها تجاه الأفكار والنظريات والمبتكرات العلمية، أدى الى تحرر العلم والفكر الأوربي ونشوء الجامعات العلمية المستقلة عن الدين، مما أعطاها حرية كبيرة في الاستقلال الفكري والأخذ بما يتناسب مع حقيقة العلم، وبالنتيجة راح العلم يتقدم بكل قوته دون عقبات كنسية أو قانونية حكومية.
لقد تغير الحال وتبدل التعامل واختلط العالم كوحدة واحدة، فلم يعد فكر أمة مقتصراً بها، بل أصبح العلم مشاعاً للجميع، وسيزداد هذا الاختلاط في المستقبل، فلا يعد باستطاعة أية قوة مهما عظمت وقف مد الترابط والتآلف العالمي بين الشعوب أو استغلاله وتوجيهه لخدمة أغراضها، وستختلط ثقافات وعلوم الشعوب رغم أنف المتعصبين والمنادين بالعودة الى الماضي، فالأقمار الصناعية وأجهزة الكومبيوتر والهواتف الدولية ومحطات التلفزيون الفضائية وتراجم الكتب والمؤلفات وبرامج الانترنيت والبريد الإلكتروني والفاكس وما سيجد من جديد الاختراعات والاكتشافات في المستقبل، سيؤدي في النهاية الى اختلاط جميع شعوب الأرض بطريقة لم يعهدها التاريخ ولم تتصورها البشرية من قبل. ومن يبتغي الابتعاد عن ربيع تقدم العالم الجديد، سيكون مصيره الفشل وتنتهي محاولاته بالخسران، فمد مياه فيضان التقدم قادم ولن يوقفه أحد، ومن أراد النجاح في المحافظة على تراثه وعقائده وأفكاره وأجياله، فلابد له من السعي في البحث - بعينه لا بأعين الآخرين - عن البديل الناجع مهما كان غريبا ومذاقه مراً، وعدم الانتظار والاعتماد على الغير لمد المساعدة وإنقاذه، وإلا فلن يتمكن من تحقيق غايته بالمنع والشد والصراخ والقوة والتمني والدعاء والتمسك بشبابيك الأولياء.
من العوامل العديدة التي ساهمت في تخلف الأمة العربية، فكرة المذاهب والتشيع، فالنزاعات والصراعات المذهبية التي قامت بين اتباع الدين الإسلامي وتكفير بعضهم البعض وما يتبعها من عمليات قتل وحرق وتشويه أفكار وإحراق كتب، أدت الى اختفاء صورة مهمة للتباينات الفكرية والمذهبية والعلمية بين ملة المسلمين، وكانت الجذور الأم لظهور فكرة تسلط الحزب الواحد، رغم ان القرآن الكريم نص بصراحة لا لبس فيها على الابتعاد ونبذ مثل هذه الأفكار، فقد قال عز من قال: (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ)(7)، وكذلك (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)(8) (مِنْ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ)(9).
ان ما حصل من تسلط المذهب الواحد حتى على نطاق الولايات الإسلامية في مراحل التاريخ الإسلامي، سلك بالأمة الإسلامية الى اتجاه عكسي بعيد عن التقدم الفكري ولم يساعدها على تخطي آخر مرحلة علمية رفيعة تمكنت من وصولها. يضاف الى ذلك فكرة الحلال والحرام التي سيطرت على عقول الناس بشكل متطرف بعيداً عن مفهومها الديني الحقيقي، فقد جعل بعض رجال الدين كل جديد حراماً، فكانت ولا تزال هذه المقولة القاسم المشترك الأعظم بين المسلمين في تقرير كثير من الأمور المهمة، وبقيت الميزان الأعظم لأمور الأمة، فلا يتقرب إنسان من عمل ما، أو يدنو من علم حتى يسأل، أحلال هو أم حرام؟ مما حدا برجال الدين الى تبوء مراكز ومقامات عالية زادت من مساهماتهم في أمور الملة وأصبح من العسير إنزالهم من مراكزهم. وفي النهاية كان لهذا التدخل أعظم الأثر في تقرير أمر من أخطر الأمور في حياة الأمة الإسلامية، وهو تحريمهم آلة الطباعة التي اخترعت في منتصف القرن الخامس عشر الميلادي تحت ذريعة الخوف والحرص على سلامة النص القرآني، فساعد هذا التصرف على بقاء نسبة الجهل والأمية عالية بين الناس.
كما ان مفهوم الطهارة والنجاسة المتطرف بقي مسيطراً على مفاهيم العرب والمسلمين ومنعهم من التعامل مع الغرب وغيرهم من الملل، مما أوجد مانعا من الاستفادة حتى من أقرب الملل التي تعيش بينهم، فساعد ذلك على انحسار العلم والمعرفة والمال والاقتصاد والحرف الفنية المهمة والمؤثرة عن العرب والمسلمين.
[لهذه الأسباب لم يكن التدريس العلمي للعلوم الطبيعية متاحاً، ولم يكن مسموحاً بهذه المدارس حسب مفهوم الإحسان في قانون الوقف، والاستثناءات في خرق هذه القاعدة كانت قصيرة الأمد، وفضلا عن ان فكرة الابتداع كانت تتضمن معنى الهرطقة وتدعم بنيات كثيرة مع متابعة البحث، وحينما يتخطاها مفكرون جريئون فلا توجد آليات تتيح لهذه الثغرات المبعثرة ان تتخذ صورا مشروعة من البحث، على العكس فهؤلاء بإيجادهم طرقا ابداعية من البحث كانوا يثيرون غضب الدوائر الدينية التقليدية، وكان ذلك داعيا الى تجنب العلانية، ومن أقوال الرسول(ص): "شر الأمور مستحدثاتها، وكل مستحدث بدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار"، وفي الصورة المتطرفة لهذا المبدأ كان ذلك يعني رفض أي فكرة ليست معروفة في شبه الجزيرة زمن محمد، صلى الله عليه وسلم، وأصحابه واستخدمت لدى الأجيال التالية من الدوائر المسرفة في المحافظة لمعارضة تناول الطعام على مناضد وتعاطي القهوة أو التدخين أو آلة الطباعة أو الهاتف أو اللاسلكي أو الانتخاب للنساء، والعالم اذن مبتدع غير مسموح به ولا متسامح معه في الحضارة الإسلامية خلال هذه الفترة](10).
ان اختلاف المفكرين في نسبة جهل الأمة العربية الى سبب معين، وتوزيعه على أسباب عديدة، فيه شيء من الصحة، فجسد الأمة العربية مريض بأكمله ويعاني من شتى العلل، وعلته تكمن في جميع أعضاءه وحتى في دمه! فكيف يمكن لطبيب وصف دواء للقلب أو الكبد أو لعضو معين، بينما تعاني بقية الأجزاء من العلة والأوجاع؟ لهذا لا يمكن شفاء جسد الأمة العربية بحلول جزئية مؤقتة. وبات يلاحظ هذا العجز واضحاً في مجمل الأفكار المطروحة، وفي غالبية الكتابات ومحدودية أفقها، والمنشورات وأهدافها المصلحية، والعلوم والثقافات ومستواها المتدني، والاجتماعات ونتائجها الفاشلة، والخطط وضيق أفقها، بل بين المفكرين واطروحاتهم الهزيلة. فحقيقة المرض تكمن في المعنويات وليس في الماديات، في الأفكار والعقول وليس في الأدمغة! في المشاعر والأحاسيس وليس في القلوب! ان العلة الحقيقية تكمن في بعض أفكار المجتمع القديمة وبعض أعرافه المتداولة وجزء من تقاليده البالية وفي بعض ما ورثه من مخلفات فكرية عقيمة لا يعيها ولا يدرك صحتها، بل ولا يفكر حتى في احتمالية مناقشتها أو إعادة النظر في معانيها، لأنها أصبحت جزء من شخصيته وقطعة من كيانه. لذلك باتت الحاجة ضرورية للتجديد والتطور في كل المجالات.
لقد جربت الأمة العربية في هذا القرن كل أنواع الأنظمة، حزبية وعسكرية وعلمية ودينية وغيرها، ولم تتمكن من شفاء ما فيها من مصائب وبلايا ومحن، بل زاد الطين بلّه، والتاريخ خير شاهد، فلقد حكمها رجال ادعوا الدين والإيمان ورفعوا شعارات غاية في الاحترام والتقديس ولم يفلحوا، وتسلط عليها العسكر بالقوانين الصارمة وبالسيف والنار وفشلوا، وحكمها الساسة بكل اطروحاتهم وأنظمتهم وخربوا ودمروا، وحكمها الديمقراطيون والدكتاتوريون والبيروقراطيون والحزبيون ولم يفلحوا. اذن ما هو الحل؟ هل تبقى الأمة العربية تعاني من كل هذه المصائب والبلايا، بسبب الخوف من التغيير؟ أليست الحاجة ملحة الى نظام عالمي جديد يتناسب مع المتغيرات العالمية بعد فشل كل هذه المحاولات فينتشل هذه الأمة من وهدتها ومعها بقية شعوب العالم.
ان استقراء التاريخ بصورة مختصرة جدا يساعد على توضيح هذه الضرورة، فالامبراطوريات القوية التي حكمت مناطق شاسعة من العالم، انكمشت مع مرور الوقت حتى تقلصت داخل حدودها الإقليمية والسياسية ولم تعد تشرق الشمس على أرضها إلا لفترات قليلة. ثم ونتيجة للتطور التاريخي، اكتشفت ضرورة الاستجابة لمتطلبات تطور البشرية، وأدركت ان مشاكلها المحلية تدفعها للاتحاد سياسياً أو اقتصادياً أو عسكرياً أو علمياً مع بقية دول العالم لإيجاد مخرج لأزماتها المختلفة، فظهرت بعض أشكال الاتحادات الدولية والإقليمية مثل الاتحاد الأوروبي والاتحاد السوفيتي ورابطة دول جنوب شرق آسيا وجامعة الدول العربية وغيرها، وما هذه الأشكال من الاتحادات الا دليل واضح على صحة النظرية الجديدة التي تدعو جميع دول العالم وشعوبها الى الاتحاد تحت نظام عالمي جديد.
كما ان عجز رجال جميع الأديان السماوية المعروفة في إيجاد حلول سياسية لمشاكل أممهم بات جلياً لا يحتاج الى برهان، رغم انهم - كما ذكرنا - ساهموا كثيرا في تطور البشرية، وكانوا نجوماً لامعة يهتدى بهم في ظلمات تلك الليالي السوداء بعد غروب شموس رسلهم وأنبيائهم، لكنهم اليوم يقفون عاجزين مكتوفي الأيدي أمام حاجات سياسية ملحة ومشاكل اقتصادية ومالية واجتماعية ودينية وعلمية مستعصية برهن التاريخ والوقت والتطور الفكري والعقلي للمجتمعات على عجزهم حتى في إبداء رأي واضح فيها، وباتوا يتشبثون بمقولات وأحاديث وأفكار قديمة وضعيفة تكشف عن قلة حيلتهم وضحالة تفكيرهم، بل أنهم راحوا يطالبون بالتغيير والتصحيح كما هو حال بقية الناس غيرهم، ونسوا أنهم هم المطالبون بوضع أسس قوانين التغيير والتحديث وليس غيرهم. ومع كل ذلك، ما زال هناك من يطالب بين الفينة والأخرى بالعودة الى الدين كسبيل وحيد للخلاص - رغم تعدد الديانات وشرائعها وكثرة المذاهب وطرقها - ورغم كل التجارب الفاشلة السابقة. أما من لا يصغي إليهم ولا يرغب باتباعهم ويحاول استعمال عقله وفكره في تفهم ما يدور حوله مدفوعا بما يراه من تطور علمي واجتماعي وسياسي كبير، تراهم يسرعون الى تكفيره وإدانته.
لقد اتسع وكبر حجم مارد الفكر الإنساني وضاقت عليه كل الحلل الفكرية القديمة وأصبح من الضروري تفصيل وخياطة رداء مناسب جديد لقدّه الناضج. والواجب يقضي على عقلاء الأمة العربية والإسلامية ذات التاريخ العظيم التي كان لها أعظم الأثر وأرقى الإسهامات في تقدم الإنسانية كل الإنسانية، ان يدركوا ان طريق التقدم والفلاح وإمساك أول سبيل الولوج في مسار الحضارة العالمية ليس عن طريق المناداة بالتمسك بالماضي والتراث، فبدون عمليات الإبداع والاختراع والمجاهدة (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا)(11) لن يصلوا الى غاية سليمة، والدليل على ذلك، هو عدم عودة حياة أية حضارة سابقة. فهذه أمة الصين رغم فكرها التقدمي المزعوم وحضارتها العظيمة المنغرسة في قلب التاريخ فشلت في النهوض مرة أخرى، وان ما تعيشه اليوم وان كان فيه شيء من التقدم العلمي الظاهري بالنسبة لشعوب العالم الثالث، الا انه ليس بذي بال إذا ما قيس بالتقدم العلمي العالمي، هذا بالإضافة الى خلوه من المفاهيم الإنسانية والدينية والروحية، وبذلك فهو يبتعد عن مفهوم الحضارة الحقيقية. وهذه الأمة الهندوسية لم تعد كما كانت، ومن يتعمق في معتقداتها يرفضها ولا يقبلها أو يستسيغها. وهذه الأمة المصرية والعراقية والإيرانية واليونانية والرومانية، جميعها باتت ليس كما كانت؛ بل ولم تعد تقوى حتى الأمم الدينية على النهوض مرة أخرى، فلا حضارة بوذية ولا زرادشتية ولا صابئية ولا يهودية ولا مسيحية ولا حتى إسلامية، وذلك بسبب خروجها عن جوهرها نتيجة ظهور من يدعي العلم بها وهو يجهلها ويتصرف وفق أهوائه ومصالحه. فان فشلت أمهات الحضارات في النهوض مرة أخرى بكل ما لها من تاريخ صلب قوي، فهل تنهضها تيارات مذاهبها الفرعية المتصارعة، أو تعدد أحزابها وأفكارها ونظرياتها التي يسرقها بعض المدعين من بعض؟ ان هذا شيء محال ومستحيل.
ان هذا الرأي ليس لنشر فكرة اليأس والخمول والتردد، بل العكس تماما، هدفه الدعوة الى النهضة والتقدم والسمو والرفعة واللحاق بالحضارات العلمية العالمية من خلال البحث عن كل جديد من المبادئ والأفكار، وفي النتيجة مسيرة عالمية إنسانية واحدة لا فرق بين أمة وأخرى ولا فضل لقوم على قوم الا بالسعي والجد والمثابرة.
من الضروري إعادة النظر فيما هو موجود من تراث أخلاقي وديني وقومي ووطني ومذهبي وغيرها بدون تردد أو استثناء، وفرز الصالح عن الطالح منها، فليس كل ما هو موروث صحيح، ومن المحتمل وجود العلة في أحد أو بعض هذه المفاهيم، فالكل يعلم ان التاريخ قد تغير والزمان غير الزمان والتباين شاسع بين مجتمعات الأمس واليوم، وهناك قول عربي مأثور يبقى منهاجاً منيراً ونوراً مشعاً في سماء التيه والضلال وهو (لا تعلموا أولادكم مثلما تعلمتم لأنهم خلقوا في زمان غير زمانكم) فان كانت هذه المثل السامية وهذه الأفكار التقدمية قد خرجت من وسط أمة العرب عندما كانت تعتلي أولى درجات سلم الحضارة، ودعت لمثل هذا النهج المتطور، ونادت بمواكبة الزمن ومراعاة اختلاف الوقت حتى بين الآباء وأبنائهم، فما بال هؤلاء يدعون للعودة الى الوراء والتمسك بأسمال الماضي وترك حياة وروح العصر الحاضر المتفتح رغم ما حدث من تغير واختلاف وتطور عبر عشرات القرون والأجيال؟
ان البشرية تخوض تجربة عالمية جديدة خطيرة ذات تأثير بالغ على مستقبلها، فسكان العالم في ازدياد مستمر أعجز المدارس والجامعات والمعاهد عن احتوائهم، مما أدى الى تردي الحالة العلمية والثقافية وزيادة نسبة الجهل والأمية وأنصاف المتعلمين، وهؤلاء كغيرهم من البشر يرغبون في حياة أفضل وعيش هانئ، وهذا من حقهم الطبيعي على دولهم وحكوماتهم، وعندما يصطدمون بجدار قلة فرص الدراسة والعمل، يزداد شعورهم بالغبن والظلم، مما يدفع بجزء منهم الى مخالفة النظام والمجتمع، خاصة وهم لا يملكون ما يخشى عليه، لذلك نرى بعضهم يلتجئ الى النصب والاحتيال والسلوك السيئ والمهن غير الشريفة بل وحتى الإجرام والإرهاب، ويوجدون المبررات العقلية البسيطة لسلوكهم، وبذلك تظهر طبقة في المجتمع تستسيغ الأعمال الإجرامية وتعتبرها أمراً حتمياً لا مفر منه، وبتكرار هذه التصرفات يظهر الخطر الحقيقي، حيث تصبح هذه الأفعال هي الأصل، والتصرفات السليمة شاذة، وبالتالي يشار الى الإنسان السوي السليم على انه متخلف ورجعي وجبان، مما يدفع بجزء من الفئة الأخيرة الى مجاراة أقرانهم السيئين في مسلكهم، عندها، يصبح الخطأ عرفاً وتراثاً وتقليداً ويتغير سلوك المجتمع بأجمعه نحو الانحدار والتردي، كما تشاهد بوادره الخطرة اليوم. ان هذه الحالة يجدها المفكرون وعلماء الاجتماع في ازدياد مطّرد ويخشونها ويخافون منها أشد الخوف فنهايتها الاضمحلال والعدم، ولو تتبعنا أثرها ومنشئها، نجدها - كما ذكرنا - من سوء التربية والتعليم وعجز الأنظمة عن مجاراة الواقع المتطور. وفي المقابل، تقف الحكومات حائرة مكتوفة الأيدي عاجزة عن صرف المزيد من الأموال على إنشاء وبناء دور التعليم والمدارس والمعاهد والجامعات لسببين، الأول اهتمامها بتقوية سلطتها التنفيذية وجيشها وشرطتها ورجال أمنها، لتثبيت نفسها في هذا البحر المتلاطم من المشاكل المحلية والعالمية، وثانيا ان الثقافة والتعليم سلاح ذو حدين، والخوف كل الخوف من مجتمع مدرك ناضج تحت مظلة هذه الثورة الفكرية الإنسانية العالمية، فالمصلحة تقتضي بقاء الشعوب في جهلها وتخلفها والابتعاد عن ركوب مراكب التطورات المستجدة على الساحة العالمية، فلا حاجة لتحريك ساكن الأمور والأحوال وانفلات الأوضاع الى طريق مجهول لا تعرف عاقبته.
كأمة مختارة وخير أمة أخرجت للناس، لابد من البحث عن الأسباب الحقيقية التي أدت الى هذا التردي الاجتماعي والحضاري بشيء من الصراحة والشجاعة الأدبية وعدم الخوف والتردد، وإبعاد كل أشكال التعصبات جانباً، والوقوف وقفة إنسان متعقل متجرد من كل خلفياته مهما كان نوعها، والتفحص ببصر حديد في الكتب والنشرات والمجلات، وسماع كل قول ورأي، والإنصات لكل ملة ومذهب ورأي بكل رحابة صدر، والابتعاد عن التقليد الأعمى وسلبياته، فلم يقتصر فضل الله ورحمته على أمة معينة بذاتها، فقد سبق وأن فضل اليهود على غيرهم رغم ذلتهم ومسكنتهم وانحطاطهم تحت سياط جنود فرعون وانزل فيهم ديناً سماوياً رحمة من السماء، وهاهم العرب الجاهليون رغم وحشيتهم وكفرهم وإشراكهم وشراستهم وفرقتهم، جعلهم الله محط نزول رسالة سماوية سمحاء رفعت من شأنهم وتبوءوا أعلى مكانة حضارية بين الأمم، وهؤلاء الهنود وقد رفعهم الله من حضيضهم الى حضارة ما زالت آثارها شاخصة حتى اليوم، ومثلهم الإيرانيون والصينيون والرومان واليونان وغيرهم.
اذن، أليس من المحتمل ان يعيد التاريخ نفسه ويتكرر؟! فما علامات الانحطاط الحضاري المنتشرة في جميع أنحاء العالم الا دليل واضح من الأدلة العديدة على تكرار ما حدث سابقا… وقد جاء التنبيه الى ذلك واضحاً في القرآن الكريم (فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلاً)(12) وكذلك (سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً)(13). وبقليل من التأمل والتفكير يمكن ادراك معنى من معاني سنة الله الثابتة المتكررة في تغيير وتبديل أفكار ومفاهيم البشر، إذا ما تأملنا في أعماق معاني الآيات الكريمة التالية (وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمْ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمْ الْعَذَابُ قُبُلاً)(14) وكذلك (سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا)(15) وكذلك (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا)(16) وأيضا (لَمْ يَكُنْ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمْ الْبَيِّنَةُ . رَسُولٌ مِنْ اللَّهِ يَتْلُوا صُحُفًا مُطَهَّرَةً . فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ . وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمْ الْبَيِّنَةُ)(17).
إذن فلنبحث في كل مكان، عسى ولعل أن نجد الخير والبركة والرحمة بين ظهرانينا ونخرج بجديد الأفكار السامية حتى نعود كما كنا (خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ)(18) ونسقي البشرية جمعاء من ذات زلال معين أفكارنا السليمة مرة أخرى كما سبق وسقيناها أول مرة، ولقد قال سبحانه وتعالى (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا)(19) وقال جلّ جلاله أيضا (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا)(20).
========================
الهوامش

1 - كتاب الحضارة، من سلسلة عالم المعرفة، للدكتور حسين مؤنس، العدد 237 صفحة 316.
2 - المصدر السابق صفحة 186.
3 - المصدر السابق صفحة 193.
4 - المصدر السابق صفحة 323.
5 - المصدر السابق صفحة 53.
6 - المصدر السابق صفحة 300.
7 - سورة الأنعام آية رقم 65.
8 - سورة الأنعام آية رقم 159.
9 - سورة الروم الآيتين رقم 32.
10 - كتاب "فجر العلم الحديث"، الإسلام، الصين، الغرب، سلسلة عالم المعرفة، العدد 220، الجزء الثاني 1997، تأليف توبي أ. هاف صفحة 50.
11- سورة العنكبوت آية 69.
12 - سورة فاطر 43.
13 - سورة الإسراء 17/77.
14 - سورة الكهف 18/55.
15 - سورة الأحزاب 33/38.
16 - سورة البقرة الآية 143.
17 - سورة البينة الآيات من 1-4.
18 – سورة آل عمران الآية 110.
19 – سورة الطلاق الآية 2.
20 – سورة العنكبوت الآية 69.




#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا أهل الشرق والغرب هلموا لنزع السلاح وكفانا حروب وعنف وأهلا ...
- السلام هو الأساس في حياة الإنسان
- العولمة والمجتمع البهائي في العالم الإسلامي
- السلام العالمي وعد حق من الله للبشرية
- جناحا الإنسانية
- الطبيعيين ومقولة-(أن الطبيعة خالقة للإنسان)
- محو التعصّبات بجميع أنواعها
- الدين الإلهي هو النور المبين والحصن المتين
- هشاشة النهج السياسي
- المنظورات الروحانية
- العلاقة بين الإنسان والطبيعة
- تحريف الكتب
- دروس فى الإسلام-محمد (الرسول النبي)-6-الأئمّة الأطهار -الأخي ...
- دروس فى الإسلام-محمد (الرسول النبي)-5- ما هو الإسلام ؟
- دروس فى الإسلام-محمد (الرسول النبي)-4 -القرآن الكريم
- دروس فى الإسلام-محمد (الرسول النبي)-3 - وَإِنَّكَ لَعَلَى خُ ...
- أيامٌ لم تر عين الابداع شبهها
- دروس فى الإسلام-محمد (الرسول النبي)-2
- دروس فى الإسلام-محمد (الرسول النبي)-1
- التحول والتغير في العالم ومراحله


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - من أسباب تخلف العالم العربي وسبل الخروج منها