أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - راندا شوقى الحمامصى - المحافظة على صيانة وموارد الأرض والبيئة















المزيد.....



المحافظة على صيانة وموارد الأرض والبيئة


راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 2612 - 2009 / 4 / 10 - 09:53
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


" لا يمكننا أن نعزل أفئدة البشر عن البيئة حولنا ونقول أنه إذا تم إصلاح احدهما فإن كل شئ سوف يتحسن بعد ذلك فالإنسان تكوين عضوي في العالم وحياته الداخلية تجعل البيئة مليئة بالمواد العضوية وحياته أيضا متأثرة بها بعمق وكل منهما يتفاعل مع الآخر وكل تغيير وتنوع باق وثابت في حياة الإنسان هو نتيجة هذه التفاعلات المتبادلة "( حضرة شوقي أفندي سنة 1933)

إن الكثير من المجموعات والحركات البشرية ترى ضرورة الحاجة إلى أن تصفى على شكل البيئة البشرية بينما تدرك البهائية الحاجة إلى إضفاء الصفة الروحانية . لأن الكارثة البيئية التي نواجهها الآن هى أعراض وعلامات لإنزعاج وانحراف أكثر عمقا للجنس البشري في حرية مع طبيعتها الحقيقية ولم يعد من الممكن صرف النظر عن إعادة اكتشاف وتطوير مواهبنا الروحانية باعتبارها ذات اهتمام هامشي ، أنها الآن مسألة وقضية مركزية في حد ذاتها ويجب علينا أن نستكشف المعنلا الحقيقي لوحدة البشرية ووحدة الخلق ثم تأتي بعد ذلك للتعرف عليها .
وفي كلمات حضرة بهاء الله ( كلكم أثمار شجرة واحدة وأوراق غصن واحد )
وأحد الأسباب الجذرية لأزمة البيئة الحالية هو جهل المجتمع الحديث بالمبادئ والقيم الروحانية التي يجب أن تساند وتآزر علاقتنا بالعالم حولنا ، والاحترام التقليدي قد اختفى فعليا وواقعيا فقد احتل مكانه الفلسفات المادية والاستقلالية التي أعطيت صعودًا وارتفاعًا للأنظمة الاقتصادية والسياسية التي تدفع بكوكبنا نحو الدمار .
كما أن إعادة استكشاف كل من المبادئ الروحانية الخالدة والمبادئ الإنسانية التي قد أالهمت بوحي إلهي نحو صعود وارتفاع الحضارات العظيمة بالمرتكزات الفاتحة في تاريخ البشر والتي تستطيع بمفردها أن تخلق الأرضية المفعمة بالتغيير وأن تقيم مجتمعا مؤسسًا على اتجاه بيئي معتدل لطيف ولقد عبر بيت العدل الأعظم عن الأهمية العملية لتعيين وتحديد هوية المبادئ الروحانية مظهرا وموضحا المشكلات الاجتماعية في حالتها لشعوب العالم في رسالة السلام العالمي وعد حق .

" وهناك مبادئ روحية يصفها البعض بأنها قيم إنسانية يمكن عن طريقها إيجاد الحلول لكل مشكلة اجتماعية وعلى وجه العموم فإن أية مجموعة بشرية صادقة النوايا تستطيع وضع الحلول العملية لمشكلاتها ولكن نوع النوايا الصادقة والخبرة العملية ليست كافية في غالب الأحيان فالميزة الرئيسية لأي مبدأ روحي تتمثل في أنه يساعدنا ليس فقط على خلق نظرة إلي الأمور تنسجم مع ما في قرارة الطبيعة الإنسانية بل أنه يولد أيضا موقفا وطاقة محركة وإرادة وطموحا وكل ذلك يسهل اكتشاف الحلول العملية وطرق تنفيذها " السلام العالمي وعد حق ص 27 "

إن مبادئ وقيم كهذه بعيدة عن المثل العليا والوصول إلى أقرب نقطة من مشاكل البيئة هي أمور أساسية ومركزية نحو العلاج والشفاء ونحو التقدم المستقبلي لعالمنا ، والبهائيون في أي مكان ومهما تكن الظروف والأحوال التي يعيشونها متحدون في التزامهم بمبادئ وقيم كهذه على أساس تحولهم إليها وعلي أساس مجتمعاتهم وكجزء من هذا التحول فقد أوصى بيت العدل الأعظم أن إسداء العون إلى المساعي التي تدعو للحفاظ على المحافظة على البيئة بوسائل تمزج بين إيقاع الحياة في مجتمعنا وبين أن تأخذ علي عاتقها أهمية أكبر في الأنشطة البهائية .
إن هذا سوف يعلي من شأن فهمنا لعلاقة الجنس البشرى بالطبيعة ومسئوليتنا لصيانة التوازن البيئي ، وسوف تثبت لنا دليلاً ذا قيمة لاصدقائنا واحبائنا في المجتمع البهائي ولدى المهتمين باكتشافات أكثر نحو مدخل واتجاه بهائي مميز لإيجاد حل للمشكلات الاجتماعية الضاغطة متسلحين ومزودين بمعلومات متزايدة لهذا الموضوع المهم والبهائيون وأولئك الذين يشاركونهم اهتمامهم نحو هذا الكوكب سوف يتشجعون في بذل جهودهم لجعل العالم جنة الأرض .

أولا : المبادئ والقواعد الأساسية

إن المدخل إلى المجتمع البهائي متسع الانتشار لإجراء صيانة وحفظ مصادر الأرض وذلك مبني على عدد من المبادئ الأساسية المستمدة من الكتابات البهائية وهي تشمل :

1ـ الطبيعة كانعكاس للقدرة الإلهية

أن الطبيعة متماسكة تكبح جماح نفسها ملتزمة بالصمت والسكون إلى أقصى درجة وكما يقرر حضرة بهاء الله أن التأمل في الطبيعة يخلق وعياً لظهورات قدرة وعظمة الله .

" وعزتك كلما يوجه طرف طرفي إلى سمائك يذكرني بعفوك وارتفاعك وسموك واستعلائك وكلما ألتفت إلى الأرض أجد أنها ظهورات قدرتك وبروزات نعمتك وكلما أنظر البحر يكلمني في عظمتك واقتدارك وسلطنتك وكبريائك ولما أتوجه إلى الجبال تريني ألوية نصرك وأعلام عزك وعزتك . " 1 "

ويكتب حضرة بهاء الله كيف أن الطبيعة تعكس الأسماء والصفات الإلهية وأنها تعبر عن إرادة الله في عالم الإمكان .

" قل أن الطبيعة بكينونتها مظهر اسمي المبتعث والمكون وقد تختلف ظهوراتها بسبب من الأسباب وفي اختلافها لآيات للمتفرسين وهى الإرادة وظهورها في رتبة الأمكان وأنها لتقدير من مقدر عليم . " 2 "

2 ـ الأرض وطن واحـــد :

يوضح ويشرح لنا حضرة بهاء الله رؤية العالم التي تعترف وتسلم الأرض ما هى إلا وطن واحد والبشر سكانه . وهو يدعو من أجل ترقيته ورفع شأن أفضل الاهتمامات لشعوب وجماعات الكرة الأرضية كما يجذب اهتمامنا حضرة عبد البهاء نحو تزايد الاتكال والاعتماد المتبادل في العالم بينه وبين القول بالاكتفاء الذاتي واللذين لم يعودوا في حكم الإمكان ويتصور أن الاتجاه نحو عالم متوحد سوف يزداد وأنه سوف يظهر نفسه بوضوح على هيئة اتحاد
" بما أن الروابط السياسية بين الكل موجودة والروابط التجارية والصناعية والزراعية والمعارف مشهودة في غاية الثبات، لهذا فإن اتفاق الكل واتحاد العموم أمر ممكن . مترجم منتخبات من مكاتيب عبد البهاء ص 30
إلا أن هناك نقطه واحدة في نطاق ومجال التقدم للعمل الموحد ألا وهى المحافظة على موارد كوكبنا .

3 ـ موقف الإنسان ومسئوليته
يشير حضرة عبد البهاء إلى أن الإنسان بسبب مفهومه الفكري والقوة السماوية الكامنة والمتجلية فيه يشغل مكانه أعلى وأنبل من الطبيعة وأن الإنسان حاكم على الطبيعة :
" فمن الواضح أن الطبيعة خامدة وهامدة غير مزودة بالقدرة على الحركة والإنسان في تقدم متوالي ومستمر والطبيعة ليس لها شعور أو وعي بينما الإنسان موهوب بطبيعته بالشعور والوعي والطبيعة بلا إرادة أو اختيار أو أفعال بحكم الظروف بينما يمتلك الإنسان الإرادة القوية ، والطبيعة غير مؤهلة لاكتشاف الأسرار الخفية الغامضة أو الحقائق بينما الإنسان مهيأ بصفة خاصة لهذا والطبيعة ليست لها صلة بالعالم الإلهي والإنسان يتناغم وينسجم مع دلائله الجليلة والطبيعة لا تعلم شيئا عن الله وليس لديها خبر عنه بينما الإنسان مدرك له وينال ويكتسب الفضائل الإلهية والطبيعة ناكرة لها والإنسان يمكنه أن ينقط عن الرذائل طواعية بمحض إرادته بينما الطبيعة ليست لديها القوة في أن تعد من تأثير غرائزها وبالإجمال ومن الواضح أن الإنسان أكثر نبلاً وشرفًا وأسمى منزلة لأن مداخله توجد قوة مثالية تفوق وتتجاوز الطبيعة فلديه قوة الإدراك والوعي والاختيار والإرادة والذاكرة والذكاء ولديه الصفات المميزة والفضائل وكلها أمور محرومة منها الطبيعة تماما ومجرده منها لذلك فالإنسان أعلى وأسمى بسبب القوة الإلهية المثالية والكامنة والظاهرة فيه على حد سواء " 4

ويمتلك الإنسان موهبة داخلية لا تملكها النباتات والحيوانات ولديه القدرة التي تمكنه من اكتشاف أسرار الطبيعة والسيادة والسيطرة علي البيئة كما أنه يتمتع بالمسئولية القادرة علي الاستفادة من منح القوي الإلهية للأغراض الإيجابية المحضة . وكما يشير بيت العدل الأعظم :

" أن الممارسة الصحيحة لهذه المسئولية هى المفتاح إلى ما إذا كانت تولد لديه العبقرية الخلاقة ذات النتائج النافعة والمفيدة أم تخلق دمارًاً وخرابًا للعالم المادي " 5

4 ـ مدخل نحو تفاعل عالم الطبيعة مع النواحي الروحانية المادية :
يؤكد حضرة عبد البهاء على أن التقدم في عالم الطبيعة وسعادة البشر يعتمدان على كل من ( دعوة الحضارة للتقدم ورقي عالم الطبيعة ) و النداء الإلهي والتعاليم المقدسة الروحانية التي تكفل العزة الأبدية والسعادة السرمدية ونورانية عالم الإنسان وظهور السنوحات الرحمانية في العالم البشري " 6

ويتفضل حضرته :
" ما لم تتحقق الترقيات المدنية والكمالات الجسمانية والفضائل البشرية بالكمالات الروحانية والصفات النورانية والأخلاق الرحمانية لا تعطي ثمرًا ولا نتيجة ولن تحصل سعادة العالم الإنساني الذي هو المقصود الأصلي لأن الترقيات المادية والتقدم الطبيعي للعالم سوف يجلبان الازدهار والرخاء الاقتصادي الذي يظهر بصورة فائقة الإتقان نحو أهدافه المقصودة إلا أن من ناحية أخرى نجد الأخطار والنكبات القاسية والمآسي والآلام العنيفة وشيكة الحدوث وأخطارها محلقة فوق الرؤوس ونتيجة لذلك فإنك عندما تنظر إلى الممالك ذات الترتيب المثالي والمدن والقرى بجاذبيتها وسحرها الفتّان في زينتها ونضارة مواردها الطبيعية وفي نظافة ورقة أدواتها ومعداتها وسهولة وسائل السفر واتساع المعرفة المتاحة عن عالم الطبيعة والاختراعات الهائلة والمشاريع الجبارة الضخمة والاكتشافات البارزة والأبحاث العلمية فإنك قد تستنتج من هذا أن الحضارة متجهة نحو السعادة وإلى تقدم العالم الإنساني ، ومع ذلك فإنك لو أدرت بصرك نحو اكتشاف الآلات والمعدات المدمرة الجهنمية الشيطانية لكان أصبح واضحًا وظاهرًا لديك أن الحضارة متوحدة باقترانها مع الهمجية والوحشية .
فالتقدم والهمجية والوحشية يسيران معًا يد بيد ما لم يتعزز ويثبت بالتوجيه الإلهي وبمظاهر الرحمن الرحيم وبكل الفضائل الإلهية ويتدعم بالسلوك الروحاني والمثل العليا للمملكة الإلهية وما يتدفق من عالم الله القوي القادر .

لذا فإن الحضارة والتقدم المادي يجب أن ينضما ويتوحدا مع الهداية الإلهية العظمى حتى يصبح هذا العالم السفلي مشهدا لظهورات وفيوضات المملكة الإلهية كما تتوحد وتندمج المنجزات ذات الطبيعة المادية مع سطوع إشراقات الله الرحيم كي ينكشف النقاب عن الجمال والكمال في عالم الإنسان أمام الجميع في أبهى النعم الإلهية وفي أروع إشراق وهكذا سوف يظهر تألق البهاء والمجد الدائم مع السعادة " 7

ويصف لنا حضرة بهاء الله مصير أولئك الذين يعيشون وهم غافلون عن القيم الروحية والفشل في تطويع مساعيهم وفقًا لهذه القيم ويعقب على ذلك قائلاً :

" تمشي في أرضي بكمال الفرح والسرور ولا تعلم بأن أرضي قد سئمتك وأن أشياء الأرض تولي عنك الأدبار " 8

كما يؤكد حضرة شوقي أفندي أن إهمال الإنسان يسهم في ذبول وانحطاط النظام الحالي كما يسبب صدمة للبيئة بطريقة عملية فيقول :
" إن التشويش والفوضى والخلل في التوازن العالمي والرعشة التي تمسك بأطراف الجنس البشري والتحرك الجوهري المتطرف للمجتمع البشري والتراكم والتضخم في النظام الحالي والتغيرات الأساسية المؤثرة علي تركيبنه السياسة والحكم وتطوير آلآت الحرب الجهنمية وإحراق المدن وتلوث الغلاف الجوي على الأرض وكل هذه الأمور تبرز كعلامات ونذر بأنه يجب إما أن يكون هناك بشير ينادي أو حدوث أمر تصحبه كارثة عقابية وهي التي كما قضى وحكم بها وهو القاضي العادل المخلص للنوع البشري ويتحتم إن عاجلا أو آجلا أن يبتلي المجتمع بالنسبة للجزء الأكبر منه وإلى الأبد ولمدة قرن كامل أن يدير أذنًا صماء لصوت رسول الله في هذا اليوم وهي الكارثة التي يجب أن تظهر وتنظف الجنس البشري من النفايات والخبث المتخلف من فساد طويل الأمد وأن يقوم بعملية إلتحام وضم المكونات أجزائه بعقدة ورباط حازم شديد الإحكام لاعتناق عالمي لمبدأ الزمالة والصحبة وهى الزمالة المقدر لها مع اكتمال الوقت أن تندمج في إطار عمل وأن تثيرها وتنبهها الفيوضات الروحانية ومن أمر منتشر نابع من قوة خفية إلهية معينة وأن تزدهر في مراحل المظاهر الإلهية القادمة في حضارة لا شبيه لها في أي مرحلة شهدها الجنس البشري في تطوره وتحوله ونشأته " 9

ثانيا : العلاقة بين الإنسان والطبيعة
العلاقة بين الإنسان والطبيعة معقدة جدا وأي تقدير لأبعاد هذا الموضوع يتطلب عدة اعتبارات لبعض الخصائص المميزة للطبيعة والتي وصفها حضرة بهاء الله في كتاباته وكذلك الوعي والإدراك بقيم واتجاهات معينة ترشد سلوك الفرد وتأسيس الأولويات .

الخصائص المميزة للطبيعة :
1 ـ نظام موحـــد :
يشير حضرة عبد البهاء إلى أن مشارق أذكار العالم في صياغة شكلها أنها أقيمت تبعًا لشكل يشبه تكوين الجسم البشري ويشرح ذلك قائلاً :
" بهذا الشكل يعني أنه حتى كما في الجسم البشري في هذا العالم فهو من ناحية الشكل الخارجي مكون من مختلف الأطراف والأعضاء وهو في الحقيقة متكامل إلى حدٍ بعيد ذو كينونة متلاصقة يماثل تركيب العالم المادي ويشبه الكائن الواحد والذي أطرافه وأعضاؤه متصلة سويا بطريقة لا انفصال لها .
وإذا اتيح لأحد أن يلحظ بعينه اكتشاف حقائق كل الأشياء فقد يصبح من الواضح له العلاقة العظمى التي تربط عالم الكائنات سويًا والذي يقع في مجال الأشياء المخلوقة ذاتها وأن التعاون والمساعدة المشتركة والعلاقة المتبادلة ذات خصائص أساسية في الهيكل المتوحد لعالم الكائنات نظرا لأنه كما أن كل الأشياء مخلوقة متصلة عن قرب سويًا وكل منها متأثر بالآخر ويستمد الفائدة من ذلك سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة وإذا ما أخذنا في الاعتبار مثلاً كيف أن مجموعة واحدة من الأشياء المخلوقة المؤلفة من مملكة النبات والأخرى من عالم الحيوان فكل من هاتين المجموعتين تستفيدان من عناصر معينة في الهواء التي تعتمد عليه حياتهما بينما كل منهما تزيد أو تنقص من كمية عناصر كهذه حيث أنها ضرورية لحياة الأخرى وبمعنى آخر نجد أن نمو وتقدم عالم النبات مستحيل بدون وجود المملكة الحيوانية وأن المحافظة وصيانة حياة الحيوان لا يمكن تصورها بدون التعاون مع مملكة النبات وبمثل هذا التشبيه توجد العلاقات الموجودة بين كل المخلوقات ومن ثم فقد أصبح من المقرر أن العلاقة المتبادلة هى من الخصائص الأساسية والتي بدونها قد ينزل الحال وينحط الخلق بأكمله إلى مرحلة العدم " 10
وفي نص آخر يصف لنا حضرة عبد البهاء أن الترابط الداخلي لكل جزء في الكون له أهميته في الحفاظ وصيانة توازن النظام :
"لو أمعنا النظر في الحقائق الكونية وسر حكمتها ورموزها وروابطها وضوابطها في الكون نجد أنها مرتبطة من جميع الجهات ربطاً قوياً لا يجوز الخلل والفتور فيه بوجه من الوجوه " 11

2 ـ الإذعان والخضوع للقانون والتنظيم
وكما يتفضل حضرة عبد البهاء ( إن عالم الظواهر الحسية خاضع تماماً لقاعدة وسيطرة القانون الطبيعي ويكشف عن وجوه الاختلاف المناقضة في التنظيم المطلق للطبيعة وعن أوجه النقص العقلاني وعن ( إرادة ) قدرة الإنسان في أن يسيطر ويهيمن على قوى الطبيعة من خلال اكتشافه لقوانين الأشياء ومقوماتها .
" إن الطبيعة .. خاضعة لنظم صحيحة وقوانين ثابتة وترتيبات كاملة وهندسة بالغة لا تتجاوزها أبدًا إلي درجة أنك لو تلاحظ بنظر دقيق وبصر حديد تجد أن الكائنات في عالم الوجود من الذرات غير المرتبة إلى أعظم الكرات الجسيمة ككرة الشمس وسائر النجوم العظيمة والأجسام النورانية في نهاية درجة الانتظام سواء من حيث الترتيب أو التركيب أو من حيث الهيئة أو الحركة، وتراها جميعا تحت قانون كلي واحد لا تتجاوزه أبدًا .
وإذا نظرت إلى الطبيعه ذاتها تجدها بلا شعور ولا إرادة فمثلاً النار طبيعتها الإحراق وتحرق بلا إرادة ولا شعور والماء طبيعته الجريان ويسيل بلا إرادة ولا شعور والشمس طبيعتها الضياء وتضيء بلا إرادة ولا شعور والبخار طبيعته الصعود ويصعد بلا إرادة ولا شعور ويتضح من هذا أن الحركات الطبيعية لجميع الكائنات جبرية، ليست لكائن ما حركة إرادية سوي الحيوان ولا سيما الإنسان فالإنسان يقدر على مخالفة الطبيعة ومقاومتها، لأنه كشف طبائع الأشياء وبذلك يحكم على الطبيعة وأن ما وصل إليه من الاختراعات والصنائع كانت نتيجة كشفه النقاب عن طبائع الأشياء كاختراعه البرق ( التلغراف ) الذي اتصل به الشرق والغرب، ومن هذا نعلم أن للإنسان سلطانًا وحكمًا على الطبيعة . فهل يمكن أن يقال أن تلك النظم والترتيبات والقوانين التي نشاهدها في الوجود هى تأثيرات الطبيعة، مع أنها لا إدراك لها ولا شعور ؟ إذا فالطبيعة ليس لها إدراك ولا شعور وهى في قبضة الحق القدير، المدبر لعالم الطبيعة ويظهر منه ما يشاء " 12

3 ـ التغــيير والحركــة :
إن التغيير هو القانون الحاكم على الخلق المادي وكما ترى في النص الآتي عن فصول السنة حيث كتب حضرة عبد البهاء :
" الأرض في حركة ونمو فالجبال والتلال والبراري خضراء تبعث علي السرور والسخاء الوافر في تدفق فياض، والرحمة الكونية والمطر نازل من سحاب الرحمة، والشمس الساطعة تشرق، والبدر يزين السماء، وحركات المد والجزر للمحيط تفيض مع جريان الماء والمنح والهبات متتالية والأفضال متعاقبة والنسيم المنعش يهب وينطلق شذى أريج تفتح الأزهار، كنز بلا حدود في يد ملك الملوك أرفع عنك حاشية ثوبك لتتلقاه " 13

" وعاجلاً سوف يتغير كل العالم كما يتغير الربيع من كسوة العالم وتتحول وتتساقط أوراق الخريف الماضي، وبرد الشتاء القارص وانتهى فقد ظهرت السنة الجديدة مع الربيع الروحاني الذي أصبح في متناول الإمكان وأصبحت الأرض السوداء جنة خضراء والصحاري والجبال تنتج وتمتلئ بالزهور الحمراء وعلى أطراف البرية تقف الحشائش أشبه بحارس متقدم أمامي لأشجار السرو الصنوبري ولأشجار الياسمين، بينما الطيور تغني بين أغصان الورد مثل الملائكة في أعالي السموات معلنة البشارات لاقتراب الربيع الروحاني والموسيقي العذبة المنبعثة من أصواتهم تجعل جوهر روح كل الأشياء تتحرك وتهتز " 14

ويتفضل حضرة عبد البهاء أن الراحة المطلقة غير موجودة في الطبيعة لأن الحركة أساسية لوجودها وبقائها وبالنسبة لوجودها توصف بأنها عمليات تركيب وعمليات تحلل :

" وإذا نظرتم إلي الكون والفساد والوجود والعدم وجدتم أن كل كائن مركب من أجزاء متنوعة متعددة، وأن وجود الشيء ناتج عن التركيب بمعنى أن الإيجاد الإلهي إذا أحدث تركيبًا معينا بين العناصر البسيطة تشكل من هذا التركيب كائن معين وجميع الوجودات على هذا المنوال . فإذا حدث في هذا التركيب خلاف أو تحللت أجزاءه وتفرقت إنعدم هذا الكائن، ومعنى ذلك أن انعدام الشيء ناتج عن تحليل عناصره وتفرقها، وعلى هذا فكل تركيب وتآلف يتم بين العناصر هو سبب الحياة وكل اختلاف وتحلل وتفرق يدب بينها هو عله للممات وبالاختصار أن تجاذب الأشياء وتوافقها سبب لحصول النتائج المفيدة والثمار الطيبة، وأن تنافر الأشياء واختلافها سبب للاضمحلال والاضطراب .
فمن التآلف والتجاذب تتحقق جميع الكائنات ذات الحياة مثل النبات والحيوان والإنسان، ومن التنافر والخلاف يحصل الانحلال ويدب الاضمحلال ولهذا فإن كل ما ينتج عنه الائتلاف والتجاذب والاتحاد بين عامة البشر هو علة حياة العالم الإنساني، وكل ما ينتج عنه التنافر والاختلاف والتباعد هو علة ممات النوع البشري " 15
كما يوضح لنا حضرته إن في العالم المادي تسير مرحلة التطور والنشوء في اتجاه مستويات زائدة التعقيد :
" في الخلق المادي تنتقل مرحلة التطور والنشوء من درجة الكمال إلى درجة أخرى فالمادة المعدنية غير العضوية بكل ما لها من صفات الكمال المشبع بها المعدن تنتقل إلى النبات، والنبات بكل ما له من صفات الكمال تنتقل إلى عالم الحيوان وهكذا إلى عالم حياة الإنسان " 16

4 ـ الـــــــــتنوع
ويصف لنا حضرة عبد البهاء إن الاختلاف والتنوع هو جوهر الكمال وسبب ظهور المنح والمواهب الإلهية كما يتفضل حضرته :
" لاحظوا أزهار الحدائق فمهما اختلفت نوعها وتفاوتت ألوانها وتباينت صورها وتعددت أشكالها إنها لما كانت تسقى من ماء واحد وتنمو من هواء واحد وترعرع من حرارة وضياء شمس واحدة فإن تنوعها واختلافها يكون سببا في ازدياد رونقها وجمالها . وكذلك الحال إذا برز إلى حيز الوجود أمر جامع ـ وهو نفوذ كلمة الله ـ أصبح اختلاف البشر في الآداب والرسوم والعادات والأفكار والآراء والطبائع سببًا لتربية العالم الإنساني .
أضف إلى هذا أن هذا التنوع والاختلاف سبب لظهور الجمال والكمال مثله في ذلك مثل التفاوت الفطري والتنوع الخلقي بين أعضاء الإنسان الواقعة تحت نفوذ الروح وسلطانها فإذا كانت الروح مسيطرة على جميع الأعضاء والأجزاء وكان حكمها نافذًا في العروق والشرايين كان اختلاف الأعضاء وتنوع الأجزاء مؤيدًا للإتلاف والمحبة وكانت هذه الكثرة أعظم قوى للوحدة .
ولو كانت أزهار الحديقة ورياحينها وبراعمها وأثمارها وأوراقها وأغصانها وأشجارها من نوع واحد ولون واحد وتركيب واحد وترتيب واحد لما توفر لمثل تلك الحديقة أي رونق ولا جمال بأي وجه من الوجوه أما إذا تعددت ألوانها واختلفت أوراقها وتباينت أزهارها وتنوعت أثمارها تسبب كل لون في زينة سائر الألوان وابرز جمالها وبرزت الحديقة في غاية الأناقة والرونق والحلاوة والجمال "17

إن امتداد التنوع في عالم المخلوفات يمكن تأكيده في النص التالي :
" الأشكال والكائنات الحية لظواهر الوجود والبقاء في ممالك الكون ذات عناصر لا تعد ولا تحصى والمملكة النباتية على سبيل المثال لها تنوعها اللانهائي من الأشكال والتراكيب المادية في حياة النبات ولكل منها تميزها الواضح المختلف في حد ذاتها فلا يوجد اثنان متشابهين تمامًا في التراكيب وفي تفاصيل الأجزاء ولا توجد مظاهر حافلة بالتكرارات في الطبيعة والميزة الزائدة لا يمكن أن تقتصر على أي صورة أو شكل وكل ورقة شجر لها هويتها وشخصيتها بالذات لذا يمكن القول بأن لها فردانيتها المستقلة كورقة شجر " 18

5 ـ خدمة العالم الإنساني
يصف لنا حضرة عبد البهاء الأسباب والظروف والملابسات لما يسمى ( بالكمال ) في عوالم المعادن والنبات والحيوان ويميز هذا بالفرق ( لازدهارها الحقيقي ) الذي يقود ويوصل إلى مقام الفخر لمختلف الممالك :

" أن شرف كل كائن من الموجودات وعلو درجته يتعلق بأمر ويرتبط بكيفية فشرف الأرض وزينتها وكمالها في اخضرارها وتجددها من فيض سحاب الربيع . إذ ينبت النبات وتتفتح الأزهار والرياحين وتثمر الأشجار وتمتلئ بالفواكه اللذيذة الشهية وتشكل الحدائق وتتزين الرياض وتلبس الحقول والجبال حلة خضراء وتتزين الحدائق والبساتين والمدن والقرى . فتلك هى سعادة عالم الجماد، وأما نهاية رقي عالم النبات وكماله فهو أن يرتفع قد الشجرة على شاطئ جدول من الماء العذب بحيث يهب عليها النسيم العليل وتشرق عليها الشمس بحرارتها ويعتني البستاني بتربتها فيزداد نموها يومًا فيومًا حتى تؤتي ثمرها، أما سعادته الحقيقية ففي رقية إلي عالم الحيوان والإنسان بالاندماج فيهما بدل ما يتحلل من جسميهما، ورقي ورقى عالم الحيوان في تكامل أعضائه وقواه وجوارحه ووجود ما يحتاج إليه، هذا هو نهاية عزته وشرفه وعلويته , مثلا أن نهاية ما يسعد به الحيوان أن يكون في مرعي خصيب نضير , مياهه جارية وفي غاية العذوبة ، أو في غابة نضرة في غاية الطراوة فإذا تهيأ له مثل هذا يتصور للحيوان سعادة فوق هذه السعادة ومثلاً لو أن طيرًا اتخذ عشًا بغابة مخضرة في بقعة عالية لطيفة على أعلى أفنان دوحة عظيمة وتوفر له كل ما يريد من حبوب ومياه فهذه هى السعادة الكلية للطير، ولكن سعادته الحقيقية في انتقاله من عالم الحيوان إلى عالم الإنسان كالحيوانات الذرية التي تحل في جوف الإنسان بواسطة الهواء والماء فتتحلل وتعوض ما يفقده جسم الإنسان، هذه هي نهاية عزة الحيوان وسعادته ولا يتصور له عزة بعد هذا " 19

6 ـ عيوب ونقائص الطبيعة
هناك رؤيتان متناقضتان للطبيعة واحدة تدعم فكرة أن ( عالم الطبيعة كامل ) وواحدة أخرى تعلن أنها ( غير كاملة ) لأنها في حاجة إلى التفكير الذكي والتربية .
ويتفضل حضرة عبد البهاء أن عوالم المعادن والخضراوات والحيوانات والبشر كلها في حاجة إلى تربية .
الماديون متمسكون برأيهم أن عالم الطبيعة كامل، أما الفلاسفة الدينيون يعلنون أن عالم الطبيعة غير كامل وهناك فرق شاسع بين النظريتين والماديون يلفتون النظر إلى كمال الطبيعة لأن الشمس والقمر والنجوم والأشجار في زينتها والأرض كلها والبحار حتى الظواهر غير المهمة تكشف عن أعظم كمال للتناسق والتماثل وينكر الفلاسفة الدينيون هذا الكمال الظاهري أو اكتمال مملكة الطبيعة حتى مع تسليمهم بجمال المناظر والمظاهر والقبول بالقوى الكونية التي لا تقاوم التي تسيطر على الشمس والكواكب الهائلة ويتمسكون بأنه بينما تبدو الطبيعة كاملة فإنها مع كل هذا ناقصة لأنها في حاجة إلى التفكير الذكي والتربية ويبرهنون على ذلك بقولهم أن الإنسان ولو أنه يعتبر بمثابة ربّ مملكة الخلق المادي إلا أنه بذاته في حاجة إلى مربي قالإنسان الذي لم يتطور بالتعليم يعتبر همجيًا وحيوانًا وحشيًا، فالقوانين والأنظمة والمدارس والكليات والجامعات غرضها ترويض وتوجيه الإنسان والنهوض به لإبعاده عن الحدود المظلمة المتاخمة لمملكة الحيوان " 20

" لو تمعن النظر في عالم الوجود تلاحظ أن عالم الجماد والنبات والحيوان والإنسان كلاً وطراً في حاجة إلى مربٍ، فإذا لم يكن للأرض مربٍ يعهدها تصير غابة وتخرج نباتًا لا فائدة فيه . أما إذا وجد لها من يتعهدها ويرعاها فإنها تؤتي أكلاً يقتات به ذوا الأرواح، إذًا صار من المعلوم أن الأرض تحتاج إلى عناية الزارع ورعايته لها، انظروا إلى الأشجار إنها تركت بدون مربٍ فإنها لا تأتي بثمر وتكون عديمة الفائدة، أما إذا تربت وتعهدت فذلك الشجر غير المثمر يصبح مثمرًا، وبالتربية والتلقيح والتطعيم تعطي الأشجار ذات الأثمار المرة فواكه شهية وهذه أدلة عقلية وأهل العالم اليوم في حاجة إلى الدلائل العقلية وكذلك أنظر إلى الحيوان أما إذا ربيته ألفيته ملاكًا " 21

الاتجاهات والاوضاع والقيم:

توضح الكتابات البهائية بالتفصيل قيمًا واتجاهات معينة ترشد وتهدي في علاقة الإنسان نحو الطبيعة :

1 ـ تقدير الشيء حق قدره
إن الإدراك بحقيقة الأرض كمصدر رفاهية وازدهار لحياة الإنسان فإن هذا الإدراك يمتزج بنزعة إلى الفهم بأن مجد ورفعة الإنسان هو شيء أكثر من الثروات المادية :
" أي إنسان لديه قدرة التمييز أثناء سيره على الأرض يشعر في الحقيقة أنه ضعيف الثقة بنفسه مرتبك نظرا لأنه مدرك تماما أن الشيء الذي هو مصدر رفاهيته وازدهاره وثروته وسموه ورفعته وتقدمه وقدرته هو ما قدره وقضى به الله وكذلك أيضا نفس الأرض التي وطأتها أقدام الناس، وليس هناك من شك في أن أي مطلع وعالم بهذه الحقيقة قد تظهر وتبرأ من كل تكبر وغطرسة والزهو الخيلاء " 22

" فبأي شئ تفتخرون بين العباد وتكونن من المفتخرين، , أيكون افتخاركم بأن تأكلوا وتشربوا وتجمعوا الزخارف في خزانتكم والتزين بأحجار الحمر والصفراء ولؤلؤ بيض ثمين ولو كان الافتخار بهذه الأشياء الفانية فينبغي للتراب بأن يفتخر عليكم لأنه يبذل وينفق عليكم كل ذلك من مقدر قدير وقدر الله كل ذلك في بطنه ويخرج لكم من فضله إذا فانظروا في شأنكم وما تفتخرون به أن أنتم من الناظرين " 23

" إذا صار من المعلوم أن عزة الإنسان وعلوه ليستا مجرد اللذائذ الجسمانية والنعم الدنيوية، بل أن هذه السعادة الجسمانية فرع، وأما أصل رفعة الإنسان فهي الخصال والفضائل التي هى زينة الحقيقة الإنسانية وهى سنوحات رحمانية وفيوضات سماوية واحساسات وجدانية ومحبة إلهية ومعرفة ربانية ومعارف عمومية وإدراكات عقلية واكتشافات فنية، عدل وإنصاف، صدق والطاف، وشهامة ذاتية ومرؤة فطرية وصيانة الحقوق والمحافظة على العهد والميثاق والصدق في جميع الأمور وتقديس الحقيقة في جميع الشئون وتضحية الروح لخير العموم والمحبة والرأفة لجميع الطوائف الإنسانية واتباع التعاليم الإلهية وخدمة الملكوت الرحماني وهداية الخلق وتربية الأمم والملل , هذه هى سعادة العالم الإنساني هذه هى رفعة البشر في العالم الإمكاني هذه هى الحياة الأبدية والعزة السماوية " 24

2 ـ الاعـــــــتدال
تشجع الكتابات البهائية على الانقطاع عن هذا العالم وتفاهته وغروره وقد يظن البعض أن هذا الانقطاع يصرف انتباه الفرد عن إدراك حقيقة الله إلا إن هذا لن يحدث ومهما يكن فأن تأسيس وتأصيل نوع الرهبنة يتضمن رفضًا لمباهج الحياة ويوضح حضرة بهاء الله ( مترجمًا )

" إن الذي لم يمنعه شئ عن الله لا بأس عليه لو يزين نفسه بحلل الأرض وزينتها وما خلق فيها لأن الله خلق كل ما في السموات والأرض لعباده الموحدين كلوا يا قوم ما أحل الله عليكم ولا تحرموا أنفسكم عن بدايع نعماته ثم اشكروه وكونوا من الشاكرين " 25

القاعدة العامة للقياس والمعايرة هى الاعتدال والوسطية .

" حقا أقول أن المحبوب في كل أمر من الأمور هو الاعتدال ومن تجاوز صار سبب الأضرار "

3- الرفــق بالحـــيوان
يدعو حضرة بهاء الله الإنسان بأن يبدي الرفق بالحيوان ويحذر من الإفراط في الصيد وبالنسبة لما ذكر آنفا كتب حضرة عبد البهاء :

" باختصار ليس بنو البشر فقط هم الأعزاء عند الله فتعاملهم بالرحمة والشفقة ولكن بالأحرى يجب إظهار أقصى درجات المحبة لكل كائن حي لأنه في كل العلاقات المادية الجديرة بالاحترام تكون روح الحيوان ذات صلة بالموضوع وذات نفس المشاعر يتقاسمها الإنسان والحيوان .
الإنسان لم يفهم أو يدرك هذه الحقيقة ومع ذلك يعتقد أن الإحساسات والمشاعر قاصرة على بني البشر لذلك فهو ظالم للحيوان وقاسي عليه وبمنتهي الصدق ما هو الفرق عندما يتعلق بالاحساسات والمشاعر المادية فالمشاعر واحدة وهي نفس المشاعر سواء إذا كان الظلم يصيب الإنسان أو الحيوان لا فرق مهما يكن وفي الواقع أنك تعمل عملا سيئا في إيذاء الحيوان لأن الإنسان لديه لغة ويمكنه أن يبوح بالشكوى ويستطيع أن يصرخ ويبكي ويئن ويتوجع إذا أوذي أو أضير ويمكنه أن يلجأ إلى السلطات وسوف تحميه ممن يعتدي عليه لكن الحيوان سئ الحظ لا يستطيع أن يعبر عن الضرر ولا أن يلجأ بحالته إلي السلطات وإذا ما أنزل الإنسان بالحيوانات ألف ضرر وبلاء فلا يستطيع الحيوان دفع الأذى بالكلام ولا أن يسوق الإنسان إلى المحكمة لذا ليس من الأمور الأساسية أن تظهر من الآن فصاعدًا أقصي درجات الاعتبار للحيوان وأن تكون أكثر حنانًا وشفقة أكثر من أي إنسان آخر .
قم بتدريب أطفالك منذ أعمارهم الأولى أن يكونوا شفوقين بلا حدود ومحبين للحيوانات، إذا مرض الحيوان دع أطفالك يحاولوا شفائه، إذا كان جوعانًا دعهم يقومون بإطعامه وإن كان عطشانًا دعهم يرون ظمأه وأن كان متعبا دعهم يعملون على راحته .
معظم البشر خطاءون لكن الحيوانات أبرياء من الذنوب وبالتأكيد أولئك الذين بلا ذنب سوف ينالون الفضل والمحبة ماعدا الحيوانات الضارة ولكن بالنسبة إلى الحيوانات الأليفة المسالمة يجب أظهار أعلى درجات الحنان وكلما كان الحنان أكثر كلما كان أفضل، إن الرفق والمحبة والحنان هي المبادئ الأساسية في المملكة الإلهية السماوية فيجب أن تضع هذا الموضوع في صميم عقلك وتفكيرك " 27

وتؤكد الكتابات البهائية أن استهلاك اللحوم ليس شرطًا أساسيا للصحة

" وفيما يتعلق بأكل لحم الحيوان والامتناع عن ذلك ... فالإنسان ليس في حاجة إلى اللحم ولا هو مضطر إلى أكله وحتى بدون أكل اللحوم فأنه يعيش في أقصي درجات القوة والنشاط وفي الواقع وبصدق أن قتل الحيوانات وأكل لحمها يعتبر إلى حد ما ضد الشفقة والحنو، فإذا ما أستطاع الفرد أن يقنع بالحبوب والفاكهة والزيوت والجوز والبندق والفسطا مثل الفستق واللوز فلا شك سيكون هذا أفضل له وأكثر رضا وسرور " 28

4 ـ تطوير تنمية الطبيعــة
من وجهة النظر البهائية يتميز الخلق الجسدي الطبيعي بالفاعلية المستمرة ( الديناميكية ) فينطلق ويتطور في الكمال الجسدي من درجة إلى أخرى لكنه مع ذلك ( ناقص ) حيث ينقصه التفكير الذكي والتربية وهذا يتوقف على حاجة الإنسان إلى التطور كي يبلغ في أعلى درجة من النظام والجمال وهى مستويات ومعايير تدعمها وتؤيدها التعاليم البهائية لكن أيضا لتزيد من قابليتها للنمو والتطور والأنتاج وبالنسبة إلى خلق وإيجاد النظام والجمال يكتب حضرة عبد البهاء :

" الطبيعة عالم مادي وعندما نمعن النظر فيها نجد أنها قاتمة مظلمة وناقصة فمثلاً إذا تركنا قطعة من الأرض لتبقي على حالتها الطبيعية سوف نجد أنها غطيت بالأشواك والأعشاب الضارة وتترعرع فيها النباتات البرية وسوف تصبح كالأدغال وأشجارها بلا ثمار وينقصها الجمال والتناسق " 29

" أما إذا مررت بالحقول والزراعات سوف تلحظ أن النباتات والزهور والأعشاب ذات الرائحة الذكية كلها نامية ومنمقة متسمة بالزخرفة معا مكونة مثالاً ونموذجًا للوحدة وهذا دليل على أن الزرع والبساتين تزدهر برعاية البستاني الماهر لكن إذا رأيتها في حالة من فوضي وعدم الانتظام تستدل بذلك على أنها ينقصها الزارع المدرب الكفء ولذلك أنتجت الأعشاب الضارة وعناصر نباتية غير مرغوب فيها " 30

ويذكر أيضًا حضرة عبد البهاء بأن المساهمة في الزراعة وسيلة لزيادة خصوبة الأرض وزيادة إنتاجها فيقول :

" إذا أردنا مثلا أن نجرد تلك القطعة من الأرض من حالتها الطبيعية وتركها تعود إلى حالتها البدائية فإنها ستصبح حقلاً للأشواك والأعشاب الضارة ولكن بزرعها تصبح تربة خصبة منتجه للمحاصيل وبحرمان منحدرات الجبال من الزراعة تصبح أدغالاً وأحراشاً وغابات أشجارها غير مثمرة ولكن الحدائق والبساتين تقدم الفواكه والزهور حسب ما يتناسب بالعناية بها من حرث للأرض وفلاحتها التي يقدمها البستاني " 31

" وحبة القمح عندما يزرعها الفلاح تنتج محصولاً وفيراً ، والبذرة مع عناية البستاني بها تنمو شجرة ضخمة " 32

وبينما يظل عالم الطبيعة في حاجة إلى التطور فإن اقتراب الإنسان من هذا التطور يجب أن يتسم بالاعتدال والالتزام بحماية ميراث الأجيال وكذلك بالوعي والإدراك وبقداسة وحرمة الطبيعة وذكرها ينتشر في كتابات حضرة بهاء الله :
" طوبي لمحل وبيت ولمقام ولقلب ولمدينة ولجبل ولكهف ولأودية ولغار ولبر وبحر ولجزيزة ولدسكرة ارتفع فيها ذكر الله وثنائه " 33

5- أهمية الزراعـــة
يمنح حضرة بهاء الله اهتماماً خاصاً للزراعة ويميزها كنشاط يساعد ويؤدي إلى تقدم الجنس البشري وإعادة بناء العالم وكما يوضح حضرة عبد البهاء :
" إن المبدأ الأساسي الجوهري في المجتمع هو الزراعة وحرث التربة وزراعتها" 34
ويصف الزراعة بأنها ( العلم السامي الشريف) وممارستها عمل من أعمال العبادة ويشجع كل من الرجال والنساء على الالتفات والاشتغال بالعلوم الزراعية .
كما يبين حضرته أنه " إذا كان الفرد بارعاً في هذا المجال سيصبح وسيلة لينهض بأعباء راحة أعداد لا تعد ولا تحصي من الناس " 35
وبالنسبة إلى تطوير الأمم اقتصاديا واجتماعيا فإن بيت العدل الأعظم يؤكد علي أهمية الزراعة والمحافظة على التوازن البيئي في العالم " 36

6- استخدام العلـــــــــــم
يوصف العلم بأنه " الحاكم المهيمن على الطبيعة وأسرارها وأنه القوة التي يستكشف بها الإنسان تأسيس ومنشأ الخلق المادي للكون " 37
" ويستطيع الإنسان من خلال ممارسته للقوى العلمية والعقلية أن يشكل ويعدل ويسيطر على الطبيعة حسب رغباته الخاصة واستعمالاته وهكذا يمكن أن يقال أن العلم هو الذي يكسر قوانين الطبيعة ولتنظر مثلاً إلي الإنسان فطبقا لقوانين الطبيعة يجب أن يسكن ويعيش على سطح اليابس لكن بالتغلب على هذا القانون وقيوده إلا أنه يستطيع أن يبحر بالسفن فوق المحيطات والبحار ويصعد الجبال وحتى إلى أعلى ذروة في الجو بالطائرات وأن يغوص في أعماق البحار بالغواصات، وهذا ضد سطوة الطبيعة وانتهاك لسيادتها وسلطتها وسيطرتها وضد قوانين الطبيعة ونظامها وأسرارها الخفية وخفايا الكون الغامضة .
اختراعات الإنسان واكتشافاته وكل مكتسباتنا العلمية كان يفترض أن تبقى خفية وغير معروفة لكن الإنسان من خلال فطنته العقلية بحث وفتش عنها في مستوى خفي وجذبها إلى المستوى المرئي كأشغالها بوضوح، وعلي سبيل المثال الكهرباء وهي إحدى الخفايا الغامضة فطبقاً لطبيعة هذه الطاقة القوية كان يمكن أن تبقي كامنة مخفية لكن الإنسان كسر بطريقة عملية قوانين الطبيعة وقبض عليها وحبسها لخدمته وباختصار فإن الإنسان من خلال امتلاكه لهذه الموهبة الفكرية المثالية وبحثه العلمي الذي هو نتاج لصفة نبيلة في الإبداع وهو الحاكم على الطبيعة أمكنه تحقيق هدفه " 38
ويربط حضرة عبد البهاء بين المساعي والمحاولات العلمية وبين وسائل تحقيق انجازات أهدافه النبيلة فيقول :
"إن هذه الموهبة الفكرية هى أكثر قوى الإنسان الجديرة بالثناء والمديح من خلال توظيفها وممارستها يكتمل إصلاح وتحسين الجنس البشري ويكون تطوير فضائل الإنسان ومحاسبته أمرًا ممكناً وتصبح الروح والأسرار الإلهية متجلية " 39
ثم يسرد حضرته بعد ذلك المبدأ العام وهو :
" أن أية قوة مهما يكن تقدمها .. نحو الصالح الأعظم للجنس البشري إلا أنها مؤهلة لإساءة استعمالها واستخدامها الصحيح السليم أو الفاسد يعتمد على درجات تنورها وكفاءتها وإخلاصها وأمانتها وتقواها وسمو مبادئها ونبل مشاعرها من قادة الرأي العام " 40
ثالثا : حماية البيئــــــــــة

وجهت كتابات العقيدة البهائية عددا من المسائل والقضايا وثيقة الصلة بحماية البيئة والعديد منها يظهر فيما يلي :

1ـ المحافظة علي الموارد
يربط حضرة شوقي أفندي بين الصيانة والمحافظة وبين استصلاح موارد الأرض أي حماية العالم المادي وتراث الأجيال المستقبلية " 41 ويؤكد أن عمل مجموعات كهذه مثل ( الناس والأشجار وميثاق الغابات العالمي ) المحب للخير العام بصفة أساسية وهو يستحسن هدفهم النبيل لاستصلاح المساحات الصحراوية في أفريقية " 42 , ولعل من الأمور الشيقة أن تلحظ أن اختصاصات وواجبات بيت العدل الأعظم تعمل على " تقدم وتحسين العالم وتطوير البلدان والأقطار " 43


2- السيطرة علي الموارد الطبيعية
تصور لنا الكتابات البهائية أن حماية واستكشاف واستغلال الموارد الشاسعة التي لا يمكن تخيلها للأرض وهى أمور لا تغفلها أو نتغاضى عنها في المدى الطويل وهى أمور تأتي تحت نطاق سلطة قضائية تشريعية للنظام الفيدرالي العالمي ونظام كهذا مؤسس على الإقرار والاعتراف بوحدة الجنس البشري ولا يمارس فقط سلطات لا يمكن منازعتها أو الدفع بعدم اختصاصها على الموارد الأرضية ولكن أيضاً تكمن وتضمن وتكفل العدالة الاقتصادية والاجتماعية حيث يقول حضرة شوقي أفندي :
" إن وحدة الجنس كما صورها حضرة بهاء الله تتضمن تأسيس رابطة شعوب تتوحد فيها كل الأمم والأجناس والعقائد والطبقات في اتحاد دائم متماسك بدقة والذي تتمتع فيه بالحكم الذاتي والحرية الشخصية وحق يجيز مبادرة الأفراد بطلب سن القانون أو تعديله على نحو محدد مصون ومحمي بصورة تامة وكاملة . وفي مجتمع عالم كهذا حيث يتوافق العلم والدين وهما أعظم قوتين فعالتين في عالم البشر يتوافقان ويتعاونان معا ويتطوران بانسجام وتناسق فسوف تنظم موارد العالم الاقتصادية فسوف يتم بذل وإرسال المواد الخام وسحبها من الأرض ليستفاد منها بصورة كاملة وسوف يتم تنسيق متساو بين الأسواق مع تطويرها ويتم تنظيم توزيعها بعدالة وإنصاف وسوف تتوقف المنافسات والبغض والكراهية والمكائد والتآمر والخداع وسوف تحل الصداقة والتفاهم والتعاون بين الأجناس محل العداء والحقد والغضب . ليستفاد منها بصورة كاملة وسوف يتم تنسيق متساو بين الأسواق مع تطويرها ويتم تنظيم توزيعها بعدالة وأنصاف، وسوف تتوقف المنافسات والبغض والكراهية والمكائد والتآمر والخداع وسوف تحل الصداقة والتفاهم والتعاون بين الأجناس محل العداء والحقد والغضب .
ويسود التفاهم والتعاون بين الأجناس وسوف تزال بصفة دائمة أسباب النزاعات الدينية وسوف تلغي تماماً كل العوائق والقيود الاقتصادية وسوف يمحى التميز الطبيعي المتطرف بين الطبقات وسوف يختفي الفقر المدقع والعوز من ناحية والتكدس الضخم للتملك من ناحية أخرى . أما الطاقات الضخمة للانفاق ببذخ وإسراف وحماقة على الحروب سواء اقتصادية أم سياسية سوف تكرّس من أجل تحقيق الغايات والأهداف بحيث يمتد ويعزز الاتجاه في مجال المخترعات البشرية والتطور التقني لزيادة إنتاجية الجنس البشري للقضاء علي المرض وابادته واتساع البحث العلمي ورفع مستوي الصحة البدنية وليشحذ بشدة تقنية وصفاء العقل البشري ولاستغلال
الموارد المتراكمة بغير استعمال والتي لا شك في وجودها علي هذا الكوكب إطالة عمر الإنسان وتعزيز وتأييد أية هيئة أخرى تستطيع أن تحفز وتنشط الحياة الفكرية والأخلاقية والروحية للجنس البشري، وسوف يمارس النظام الفيدرالي الاتحادي العالمي المتحكم والمسيطر على الكرة الأرضية كلها سلطة لا اعتراض عليها ولا على اختصاصها ولا على مواردها الشاسعة التي تفوق الخيال والتي تمزج وتؤلف وتجد المفاهيم المثالية لكل من الشرق والغرب المتحررة من لعنة الحرب وتعاستها وبؤسها وتصمم على استغلال كل موارد الطاقة المتاحة علي سطح كوكبنا الأرضي وعلى نظام تبذل فيه القوة لخدمة العدالة والتي يساند وجودها ويؤازرها الاعتراف العالمي بإله واحد والولاء والإخلاص للمظهر الإلهي عموما لأنه هكذا يكون الهدف نحو ما تدفع إليه الإنسانية وتتحرك بقوى الحياة الموحدة " 44

3 ـ مداخل لحماية البيئة
يجب أن توجه صيانة وحماية البيئة إلى المستويات الفردية والمجتمعية وفي خطاب لحضرة شوقي أفندي كتب بالنيابة عنه :
" لا يمكن أن نعزل ما تشتمل عليه العواطف البشرية عن البيئة الخارجية أنه إذا ما استصلحت إحدى هذه البيئات فإن جميع البيئات سوف تتحسن فالاثنان عضو في هذا العالم وتتشكل حياته الداخلية بالبيئة كما تتشكل البيئة هى أيضا بحياته بصورة عميقة فكل منها يعمل مع الآخر وكل تغير يثبت ويبقى في حياة الإنسان هو نتيجة هذه التفاعلات المتبادلة ولا توجد حركة في العالم تولي اهتمامها لكل من هذين المظهرين في حياة الإنسان باجراءات وتدابير كاملة نحو تقدمها ما عدا تعاليم حضرة بهاء الله وهى تعاليم لها منزلتها المميزة بوضوح ومن أجل ذلك إذا كنا نرغب في إصلاح العالم وجب علينا أن نكافح ونجاهد لنشر تلك التعاليم وممارستها أيضاً في حياتنا فمن خلالها سوف يتغير قلب البشر وأيضاً تتزود بيئتنا الاجتماعية بالجو الذي يمكن أن ننشأ فيه روحانياً وينعكس أثر نور الله الكامل من خلال ظهور حضرة بهاء الله . 45

أما بخصوص حل مشاكل العالم يشير حضرته :

" نريد تغيير القلوب وإعادة صباغتها لكل تصوارتنا وتوجهاتنا الجديدة في أنشطاتنا وفي حياة الإنسان الداخلية الباطنية وأيضاً حياته الجسدية المادية والروحية الظاهرة في البيئة فيلزم إعادة تشكيلها إذا كان خلاص الإنسان في شعوره بالأمان والاطمئنان . " 46

أما على المستوى الحكومي فإن بيت العدل الأعظم يدعو إلى :

" تعاون عالمي لأسرة الشعوب لاستنباط وتبني تدابير وإجراءات مخططة لحفظ التوازن بين الكائنات الحية والبيئة والذي فيه وهبنا الخالق لهذه الأرض "47

ويؤكد بيت العدل الأعظم :
" حتى يأتي وقت كهذا حيث تفهم وتدرك أمم العالم وتتبع نصح وتحذير حضرة بهاء الله للعاملين سوياً من كل أعماق قلوبهم في العناية والحرص على أفضل اهتمامات الجنس البشري ويتحدون للبحث عن وسائل وطرق لمواجهة كثير من المشكلات البيئية المحيطة بكوكبنا فإن بيت العدل الأعظم يوضح بأن أقل تقدم وتحسن يجب أن يبذل نحو إيجاد حل " 48

كما يوضح بيت العدل الأعظم دور الفرد البهائي ودور المجتمعات البهائية بالنسبة لإنقاذ الحياة البرية الطبيعية وكذلك حالة العالم الطبيعية " 49 كما يلي :

" إن أفضل طريقة يمكنكم القيام بها لإنقاذ الحياة البرية الطبيعية وحالة العالم الطبيعية هي أن يبذلوا كل جهد لحمل رسالة بهاء الله لتصل إلى اهتمام اقرانكم وزملائكم لكي يفوزوا بإخلاصكم وصادق ولائكم للأمر الإلهي
وحيث أن قلوب الناس تمكنهم من العمل متحدين على ضوء تعاليم حضرة بهاء الله وباستطاعتهم أن يبدءوا في تحقيق وإنجاز كثير من التحسينات العملية لحالة العالم فأن هذا يعتبر بداية للتطور الاجتماعي والاقتصادي في تلك المناطق التي قد تأسست فيها مجتمعات بهائية واسعة النطاق وبالطبع يمكنكم أن تعاونوا أولئك الذين على اتصال بكم والذين لديهم اهتمام بتحسين البيئة ولكن الحل الأساسي هو ذلك الحل الذي جاء به حضرة بهاء الله " 50

وبالإضافة إلى توجيه الكلام في هذه القضية على المستوي الروحاني فلابد من تشجيع التعاون للأفراد والجماعات المهتمة بتحسين البيئة ومطالبة المجتمعات البهائية بالحفاظ علي وصيانة البيئة بدور تكاملي لأنشطتهم المتقدمة .
" باستمرار وبمساعدة المساعي لصيانة البيئة بوسائل تمتزج مع إيقاع الحياة في مجتمعنا " 51

توقعات المستقبل

وفي صورة وصفية يرسم لنا حضرة عبد البهاء صورة مستقبلية عن حياة الأرض :

" إن رب العالمين خلق العالم الإنساني ليكون جنة عدن , لو يتم الصلح والسلام والمحبة والوفاء كما هو حقه ليصبح العالم جنة، وتتوفر جميع النعماء الإلهية ويسود السرور والطرب اللانهائي وتظهر فضائل العالم الإنساني للعيان وتسطع شمس الحقيقة من كل الجهات " 52
( مستخرج من الكتابات البهائية- The Baha I publishing Trust)



المراجـــــــــــع

1 ـ مناجاة ـ مجموعة أذكار وأدعية من آثار حضرة بهاء الله ـ من منشورات دار النشر البهائية في البرازيل طبعة 1982
2 ـ ألواح حضرة بهاء الله النازلة بعد الأقدس ـ من منشورات دار النشر البهائية في بلجيكا طبعة 1980 صفحة 121
3 ـ منتخبات من مكاتيب حضرة عبد البهاء ويلمنت صفحة 30 " مترجم "
4 ـ عبد البهاء " ترويج السلام العالمي " محادثات حضرة عبد البهاء أثناء زيارته للولايات المتحدة وكندا سنة 1912 ( الطبعة الثانية ) ( ويلمت ) اتحاد النشر البهائي 1982 ص 78
5 ـ بيت العدل العالمي من خطاب مؤرخ 19 مايو 1971 مكتوب بالنيابة عن بيتا العدل لأحد المؤمنين
6 ـ منتخبات من مكاتيب عبد البهاء صفحة 272
7 ـ نفس الكتاب ونفس المرجع
8 ـ حضرة بهاء الله ( الكلمات المكنونة الفارسية المترجمة إلي العربية )
وأيضا اتحاد النشر البهائي في ويلمت 1985 طبعه منقحة من اللغة الفارسية 20
9 ـ حضرة شوقي أقندي من خطاب مؤرخ أبريل 1975 نشر في رسائل العالم البهائي سنة 50/1957
( ويلمت ) اتحاد النشر البهائي 19710ص 103
10 ـ عبد البهاء من لوح لم يترجم
11 ـ منتخبات من مكاتيب عبد البهاء رقم 137 ص 153
12 ـ عبد البهاء ( الواح عبد البهاء عباس ) مجلد رقم 2 لجنة النشر البهائية شيكاغة 1930 ص 641
13 ـ لايوجد
14 ـ عبد البهاء ( ألواح عبد البهاء عباس ) مجلد رقم 2 لجنة النشر البهائية شيكاغو 1940 ص318
15 ـ خطب عبد البهاء في أوروبا وأمريكا من منشورات دار النشر البهائية في البرازيل طبعة 1998 ص 16
16 ـ عبد البهاء محادثات باريس ص 66
17 ـ خطب عبد البهاء في أوروبا وأمريكا من منشورات دار النشر البهائية في البرازيل طبعة 1998 ص 18
18 ـ عبد البهاء ترويج الصلح العالمي ص 289
19 ـ مفاوضات عبد البهاء من منشورات دار النشر البهائية في بلجيكا طبعة 1980 ص 43
20 ـ عبد البهاء ترويج الصلح العالمي مترجم ص 289
21 ـ مفاوضات عبد البهاء من منشورات دار النشر البهائية في بلجيكا طبعة 1980 ص 14
22 ـ بهاء الله لوح ابن الذئب طبعة منقحة ويلمت دار النشر البهائية 1979 ص 44
23 ـ منتخبات من آثار حضرة بهاء الله ص 162 رقم 118
24 ـ مفاوضات عبد البهاء من منشورات دار النشر البهائية في بلجيكا طبعة 1980 ص 45
25 ـ ـ منتخبات من آثار حضرة بهاء الله ص 127
26ـ ألواح حضرة بهاء الله النازلة بعد الأقدس من منشورات دار النشر البهائية في بلجيكا طبعة 1980 ـ الكلمات الفردوسية ص 87
27 ـ منتخبات من مكاتيب عبد البهاء قسم 138 ص 158 ـ 160
28 ـ عبد البهاء لوح لم يسبق ترجمته
29 عبد البهاء ترويج الصلح العالمي ص 329
30 ـ نفس المرجع ص 308
31 ـ منتخبات من مكاتيب عبد البهاء ص 290 رقم 225
32 ـ نفس المرجع السابق ص 132 رقم 104
33 ـ بهاء الله ادعية بهائية مختارات من ادعية منزلة عن بهاء الله والباب وعبد البهاء ويلمت
اتحاد النشر البهائي 1985 ( واجهة الكتاب )
34 ـ عبد البهاء مقتطفات من نجمة الغرب مجلد رقم 6 في 4 يونية 1912 ص 102
35 ـ عبد البهاء من لوح لم يترجم
36 ـ بيت العدل الأعظم ( إدارة السكرتارية ) من خطاب مؤرخ 31 مارس 1985 إلي هيئة الدراسات البهائية
37 ـ عبد البهاء ـ ترويج الصلح العالمي ص 29
38 ـ نفس الكتاب والمرجع ص 30
39 ـ نفس الكتاب ص 36
40 ـ عبد البهاء ( سر المدنية الإلهية ) الطبعة الثانية ويلمت اتحاد النشر البهائي 1982 ص 16
41 ـ شوقي أفندي من برقية مؤرخة 23 مايو 1951 إلي مأدبة الأرض الجديدة ـ لندن
42 ـ شوقي أفندي من برقية مؤرخة 22 مايو 1957 ( مأدبة الميثاق العالمي )
44 ـ من خطاب لحضرة شوقي أفندي مؤرخ 11 مارس 1936 نشر ضمن خطابات مختارة
الأمر البهائي العالمي ويلمت 1982 ص 204
45 ـ نفس الكتاب والمرجع
46 ـ سكرتارية حضرة شوقي أفندي من خطاب مرسل 17 فبراير لأحد الأحباء 27 مايو 1932
47 ـ بيت العدل الأعظم قسم السكرتارية من خطاب مرسل 18 أكتوبر 1982 لأحد الأحباء
48 ـ نفس المرجع السابق
49 ـ بيت العدل الأعظم قسم السكرتارية من خطاب مرسل لأحد الأحباء في 14 يونيه 1984
50 ـ نفس المرجع
51 ـ بيت العدل الأعظم من رسالة الرضوان 1989 إلي أحباء العالم
52 ـ منتخبات من مكاتيب عبد البهاء ويلمت قسم 22 ص 275



#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فئات المحررين و الباحثين الذين كتبوا حول تاريخ الدين البهائي
- تتعدد أديان الله ويستمر فيضها فهى تُكمل بعضها وجوهرها واحد - ...
- الجبر والاختيار
- الحجاب والنقاب هو الظاهر-أما الجوهر فهو العفة والتقديس
- من جواهر المعاني
- زخْم رحمته
- الخلق الجديد
- نزع السلاح وأثره على البيئة
- ستعرفون الشجرة من ثمارها
- بين القرن التاسع عشر والعشرين
- صفحات تاريخ من نور
- ماهية النظام العالمي الجديد
- من أسباب تخلف العالم العربي وسبل الخروج منها
- يا أهل الشرق والغرب هلموا لنزع السلاح وكفانا حروب وعنف وأهلا ...
- السلام هو الأساس في حياة الإنسان
- العولمة والمجتمع البهائي في العالم الإسلامي
- السلام العالمي وعد حق من الله للبشرية
- جناحا الإنسانية
- الطبيعيين ومقولة-(أن الطبيعة خالقة للإنسان)
- محو التعصّبات بجميع أنواعها


المزيد.....




- وزير الخارجية الفرنسي يستهل جولته في الشرق الأوسط بزيارة لبن ...
- مفتي سلطنة عمان معلقا على المظاهرات الداعمة لفلسطين في جامعا ...
- -عشرات الصواريخ وهجوم على قوات للواء غولاني-.. -حزب الله- ين ...
- مظاهرات حاشدة بتل أبيب تطالب بصفقة تبادل
- أوكرانيا تطلب من شركة ألمانية أكثر من 800 طائرة مسيرة للاستط ...
- زواج شاب سعودي من فتاة يابانية يثير تفاعلا كبيرا على مواقع ...
- بعد توقف 4 سنوات.. -طيران الخليج- البحرينية تستأنف رحلاتها إ ...
- ماكرون يعتبر الأسلحة النووية الفرنسية ضمانة لبناء العلاقات م ...
- مقتل 5 أشخاص على الأقل وإصابة 33 جراء إعصار في الصين
- مشاهد لعملية بناء ميناء عائم لاستقبال المساعدات في سواحل غزة ...


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - راندا شوقى الحمامصى - المحافظة على صيانة وموارد الأرض والبيئة