أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - استراتيجية أوباما والتركة الثقيلة















المزيد.....

استراتيجية أوباما والتركة الثقيلة


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 2617 - 2009 / 4 / 15 - 09:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عادت القضايا الدولية مرّة أخرى إلى الواجهة في استراتيجية الولايات المتحدة التي احتلت لنحو ثماني سنوات المكانة الأولى، ولكن هذه المرّة جاءت في إطار إدارة جديدة ديمقراطية وليست جمهورية، فبعد أن تصدّرت جهود إنقاذ الاقتصاد الأميركي الحيّز الأكبر، سواءً في برنامج الرئيس باراك أوباما الانتخابي أو خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة منذ توليه مسؤولية البيت الأبيض، عادت السياسة الخارجية من جديد لتأخذ موقعها المتقدم.
ولكن كيف سيتعامل أوباما مع التركة الثقيلة للرئيس بوش بخصوص أوروبا، التي أطلق عليها اسم العجوز عشية غزو العراق العام 2003 وممانعة فرنسا وألمانيا وبلجيكا؟ لا شك أن العودة إلى المسرح الدولي وتحديداً الخشبة الأوروبية مسألة ليست بالسهولة رغم ما حظيت به توجهات الرئيس الجديد أوروبياً وما استقطبه شعبياً، لكن الكثير من العقبات والتحديّات تعترض طريقها وتقف حجة عثرة أمامها.
ما الذي ينوي فعله الرئيس أوباما؟ إنه يعتزم حسبما تشير مفردات بعض عناوينه الاستراتيجية إلى:
أولاً: دفع الأمور باتجاه مقاربة جديدة للحرب في أفغانستان بعد إعلان الانسحاب من العراق خلال 18 شهراً (بقي منها 16 شهراً حتى شهر أب/ أغسطس 2010).
ثانياً: تكثيف الجهود لوقف انتشار الأسلحة، لاسيما بعد إعادة بعض عناوين وتهديدات الحرب الباردة مع روسيا بشأن الصواريخ الأميركية في بولونيا والتشيك.
ثالثاً: ضم الجهود إلى بعضها لاتخاذ مواقف موحدة إزاء محاربة الركود الاقتصادي على الصعيد العالمي، وهو ما تنتظر أوروبا موقفاً بشأنه يخفف عنها العبء.
ومع أن هذه الرافعات تحظى بدعم أوروبي وربما دولي، لكن ثمة اعتراضات في ما يتعلق بإرسال المزيد من الجنود إلى أفغانستان، من جانب ألمانيا، في حين تعترض روسيا بشدّة على إقامة نظام درع صاروخي لحلف الناتو في جمهورية التشيك وجمهورية بولونيا.
ومع أن واشنطن أكدت أنها لا تريد أن تملي على العواصم الأوروبية، كيفية الإنفاق لإنعاش الاقتصاد العالمي، إلاّ أن الأمر ظل ملتبساً، لا سيما باعتراضات فرنسا وألمانيا ودول أخرى، وهذا سيضع موضوع وحدة الموقف الأميركي-الأوروبي أمام امتحان جديد، فقد لا تستطيع واشنطن والإدارة الجديدة لأوباما أن تسحب أوروبا خلفها، مثلما أخفق الرئيس بوش في ذلك، تاركاً ندوباً وتصدّعات على العلاقات الأوروبية-الأميركية، وإذا كان ثمة ترحيب كبير بمجيء أوباما ورحيل بوش، إلاّ أن القضايا العالقة والساخنة كثيرة وستثير نقاشاً وجدلاً حاداً في الأشهر القادمة، ما لم تتضح الرؤية والمسار للسياسة الخارجية الأميركية، لا سيما بالتوافق مع أوروبا وأخذ مصالحها بنظر الاعتبار، خصوصا الاتحاد الأوروبي كمنظمة إقليمية فاعلة ومهمة.
ومن جانبه حاول أوباما الظهور بأن عهده يشكل قطيعة من سلفه محاولاً فتح صفحة جديدة، وفي إطار دبلوماسية عالية ورفيعة المستوى، رغم أن أوروبا ظلّت متحفظة مع أنها استبشرت بفوزه وهزيمة الجمهوريين، حيث شعر الأوروبيون أنه تم التقليل من شأنهم خلال إدارة الرئيس بوش، الذين كانوا ينظرون إليه كصاحب قرار حاسم في الوضع الدولي، إلآّ أنه يتخذ قرارات انفرادية ويمضي في تطبيقها ويضعهم أمام الأمر الواقع، ولا يراعي مصالح أوروبا بنظر الاعتبار.
لقد كانت زيارة أوباما إلى أوروبا بمنزلة جس النبض إزاء الموروث وإزاء المستقبل، إذ إن مشاركاته في القمم الثلاث قد تجعله يقدم مقاربات جديدة بشأن إنعاش الاقتصاد العالمي ومحاربة الإرهاب والسعي إلى الوصول إلى تأمين السلام في بعض مناطق العالم، لا سيما غير المستقرة، وإنْ ستظل القضية الفلسطينية إحدى القضايا المستعصية والمعقدة، خصوصاً في ظل صعود إدارة إسرائيلية متطرفة بقيادة نتنياهو!
لقد كانت لندن أول محطة للرئيس الأميركي أوباما لحضور قمة الـ20 زعيماً وبعدها شارك في قمة حلف شمال الأطلسي بمناسبة الذكرى الستين لتأسيسه، حيث تم الاحتفال في ستراسبورغ، وقام بعبور الحدود الألمانية-الفرنسية، ولعل هذا الحدث مهم، خصوصاً بعودة فرنسا إلى أحضان الحلف بعد غياب استمر نحو أربعة عقود من الزمان. وبعدها زار جمهورية التشيك وتركيا، كما اجتمع بزعماء روسيا والصين وهو جدول أعمال حافل وثقيل، وسيكون أول اختبار دولي لإدارته واستراتيجيته وعلاقاته الدولية.
فهل ستظل صورة أميركا كما رسمها الرئيس بوش؟ أم ثمة إصلاحات وتعديلات تقضي تحسينها في ظل الإدارة الجديدة؟ وهل ستكفي نجومية أوباما العابرة للقارات والمحيطات، في إيجاد حلول ومعالجات للأوضاع القائمة، خصوصاً إذا استطاع الحفاظ عليها، علماً بأن الكثير من القادة الأوروبيين يميلون إلى مصاحبة أوباما ولعلها وسيلة لكي يدعموا شعبيتهم؟ أم أن ذلك سيكون عبئاً جديداً على واشنطن بعد تركة ثقيلة قد تجعل كل ما يفكر به هو الخروج منها؟! في حين أن المطلوب تبني استراتيجية جديدة تكون بواسطتها الولايات المتحدة قادرة على أن تلعب دوراً أكثر إيجابية على المستوى العالمي، بحيث تستعيد جزءًا من هيبتها وصدقيتها اللتين بددهما الرئيس بوش.
إذن هل نحن أمام أوهام في أن استبدال بوش بأوباما سيمحو الصورة السيئة أو يغيّرها إلى هذه الدرجة، أم أنها أوقات عصيبة ومعقدة لا بدّ من عمل مضنٍ لتجاوزها؟ ولعل ذلك سيتوقف على مدى وفائه بالتزاماته ووعوده سواءً التي أطلقها في حملته الانتخابية أو بعدها، وقد حاول أوباما حسب مساعديه الاتصال بالعديد من رؤساء العالم بعد وصوله إلى البيت الأبيض، بهدف تهيئة الظروف المناسبة للإعلان عن استراتيجيته الجديدة.
وإذا كان إغلاق سجن غوانتانامو السيئ الصيت في كوبا خطوة إيجابية، فإن الخطوة الأساسية التي ستتوقف عليها استراتيجية واشنطن وصدقية الإدارة الأميركية تتعلق بالانسحاب الأميركي من العراق تنفيذاً لوعد أطلقه وعمل على وضع برنامج له بعد وصوله إلى البيت الأبيض، رغم بعض التعديلات، وربما الضغوط، لا سيما من جهة العسكريين.
من جهة أخرى إن إعلان الاستمرار في ملاحقة تنظيم القاعدة والشروع بالتحرك باتجاه أفغانستان وباكستان يقتضي التركيز على نجاحات محددة، وليس إطلاق حملة دون تحديد مدى زمني لها.
إن الاستراتيجية الأميركية، لا سيما سياسة الإدارة الجديدة الخارجية وتحركاتها الدولية، ترافقت إضافة إلى حضور القمة اللندنية مع إجراءات مهمة على الصعيد الداخلي، لا سيما عمليات التحفيز الاقتصادي والإصلاح الإداري في مجالات الرهن العقاري والسكن والاستقرار المالي وغيرها، ولكن السبيل للخروج من المأزق يبقى صعب المنال إن لم تتخلص الإدارة الجديدة من التركة الثقيلة، لا سيما على الصعيد الخارجي.
* باحث ومفكر عربي



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وظيفة المثقف الأساسية.. النقد
- فلك المواطنة!
- 3- الأزمة المعتقة وسبل تجاوزها!!
- مؤتمر ديربن: لعلها أكثر من صدمة!!
- شهادات إسرائيلية: لائحة اتهام!
- تأبّط «ديمقراطية»!
- النظام الإقليمي العربي: وقفة مراجعة للأزمة المعتقة!
- العدالة المفقودة والعدالة الموعودة
- السيادة والدولة : اشكاليات السياسة والقانون!
- حيثيات تأسيس جامعة الدول العربية
- - أحنُّ الى خبز أمي -...!
- النظام الإقليمي العربي و22 فيتو
- حيثيات ومفارقات العدالة الدولية
- البحرين و الوطن الأم !
- لماذا لا تلجأ “إسرائيل” إلى القضاء الدولي؟
- كلمات عتب مملح إلى منظمة العفو الدولية
- كل ما أعرفه أنني لست ماركسياً!
- انهاء الاحتلال عسكرياً او تعاقدياً يتطلب تعهداً من الدول دائ ...
- الطيب صالح.. شرق غرب
- لا بدّ من بغداد ولو طال السفر


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - استراتيجية أوباما والتركة الثقيلة