أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عبد الحسين شعبان - وظيفة المثقف الأساسية.. النقد















المزيد.....

وظيفة المثقف الأساسية.. النقد


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 2610 - 2009 / 4 / 8 - 10:49
المحور: مقابلات و حوارات
    


يرى أن الماركسية الجديدة تنزع إلى الانفتاح والحرية
عبدالحسين شعبان: وظيفة المثقف الأساسية.. النقد

اجرى الحوار: محمد النبهان
الحديث معه يجرك إلى أكثر من منطقة، ولأننا تحدثنا كثيرا قبل أن نفكر في أن نلتقط جزءا من هذه الأحاديث في حوار مسجل، كانت البداية من حيث انتهينا.
الدكتور عبدالحسين شعبان.. مفكر وباحث عراقي في القضايا الاستراتيجية العربية والدولية، متعدد الميول والاهتمامات، له أبحاثة وكتاباته في القانون الدولي والنقد السياسي وحقول الإنسانيات والمجتمع المدني، ولا سيما في منهجه الماركسي النقدي، حيث صدر عنه مؤخرا كتاب «عبدالحسين شعبان: تحطيم المرايا في الماركسية الجديدة» من خلال حوار أجراه معه وقدمه الكاتب خضير ميري.
صاحب شعبان الجواهري، وله قراءاته ونقده الأدبي، وله آراؤه المتعددة في كل تلك الجوانب الفكرية والسياسية والقانونية والأدبية التي لا تخلو من الآخر واتهاماته.
التقينا به في «القبس» وكان هذا الحوار:

• ما الرابط الذي يجمع الأدب بكل هذه الاهتمامات والميول التي توزع نفسك فيها؟
- سبق لي أن قلت مرة: إذا كان القانون والسياسة وقضايا المجتمع المدني وحقوق الإنسان زوجتي، فالأدب عشيقتي، وهي عشيقة دائمة بامتياز، ومستمرة ومتجددة مثل الحب. الرابط هو وجود هذه الحاجة الإنسانية، وهذا الهاجس الذي يدفعني باستمرار للتفكير وللكتابة، وبالتالي للتعبير بوسائل ثقافية.

الأدب هو الواحة التي استفيء بظلها في كل ما أكتب وما أسلك، هو النبع الذي يفيض في الداخل ويبقى متدفقا ومستمرا، وعملية إيقافه هي وقف لشريان الحياة وإنهاء علاقتي بالحياة والمجتمع والمستقبل والأمل!
• من هذه النظرة، ما مفهومك للمثقف الكوني الواسع المعرفة؟

- ثمة نوع من الكيمياء بين مختلف أنواع الأدب والثقافة والعلوم، ولا يمكن أن أقصر العلوم على جانب دون الآخر. هناك نوع من الهارموني في التناسب والتداخل والتشابك، بمعنى أنه لا يمكن الآن للمثقف القانوني أو لرجل القانون إلا أن يكون ملما بعلم الاجتماع وعلم الإدارة وعلم السياسة وعلم النفس، كما ينبغي أن يكون لديه إطلاع بالعلاقات الدولية، ولديه بالطبع معرفة بجماليات مجتمعه، بآدابه وثقافته وعلومه وتاريخه وفنونه لكي يكون مثقفا ورجل قانون يؤدي وظيفته على أحسن وجه. وهكذا؛ هناك التداخل والتواصل بحيث إن هذه العلوم نوافذ مفتوحة بعضها على بعض.

النقد أساسي

• بهذا المعنى، ما هي وظيفة المثقف من وجهة نظرك؟

وظيفة المثقف الأساسية النقد، المثقف بلا نقد يتحول إلى شيء آخر. إذا تخلى المثقف عن وظيفته النقدية سيتحول إلى: إما يحرق البخور للسلطان، أو يطوع وسيلته الإبداعية لخدمة جهة أو مجموعة أو طائفة أو مذهب أو حزب. لهذا لا يجب عليه أن يفرط بهذه الوسيلة ولا أن يطوعها لحساب الآخر، مهما كان هذا الآخر.. رجل دين، رجل سلطة، صاحب مشغل، تاجرا، أو مثقفا آخر يشغّل المثقفين لحسابه كمقاول.
على المثقف أن يعي أن وظيفته الإبداعية كذلك لا يمكن لها إلا أن تتعطر في أجواء الحرية وفي أجواء الاستقلالية والاجتهاد تعبيرا عن وجدانيته وضميريته.. وهذه وظيفة مهمة للمثقف.

• وأنت تتحدث عن الوظيفة النقدية للمثقف، وكما تحدثنا سابقا عن هادي العلوي، لديك وجهة نظر إزاء مشروعه الفكري.. كيف تراه الآن؟

- هادي العلوي مثقف كبير، ومشروع فيلسوف كبير، خصوصا في تنقيبه في التراث، وهو بالمقابل فوضوي كبير. في فكرته عن المثقف الكوني اعتبر أن المثقف الكوني منزه عن الخساسات الثلاث: المال والسلطة والجنس.. حتى موقفه من الملكية موقف فيه نوع من الفوضوية. بهذا المعنى كان هادي العلوي (وهو مثقف نزيه للغاية) وربما هذه الصفات لا تنطبق إلا على نفسه كمثقف كوني، وقد ناقشته من خلال إطار منظومة حقوق الإنسان بما يتعلق بالملكية، وأن جميع الأديان والفلسفات قدست حق الملكية، حق التملك على الأقل، وبالطبع نختلف بمفهوم ما هي الملكية الاستقلالية؟ وما هي الملكية غير الاستقلالية، الملكية الشخصية. أو في الموقف من موضوع الجنس، واعتقد أن هذا موضوع بحاجة إلى وقفة جدية، لأن كل الفلسفات والأديان السماوية لديها إشكالية اسمها علاقة الإنسان بالآخر، علاقة المرأة بالرجل؛ كيف تصيغ هذه العلاقة؟ وكيف تؤطرها؟ وما هي الضوابط والمشروعيات؟ هذه علاقة إشكالية كونية لأنه حتى علوم النفس رغم تقدمها لم تتوصل بعد إلى حلول ومعالجات لمعرفة كوامن النفس البشرية، وما يدفعها إلى الصلة أو إلى التواصل مع الآخر، خصوصا في موضوع الاشتباك فيما يتعلق بالعلاقات الجنسية، إذ لا يمكن تأطيرها أو حجرها في مكان تحت ضوابط معينة، لأنك ستجد من يتمرد على هذه الضوابط ويتحرر منها.

هادي العلوي في مشروعه أقرب إلى صوفية معرفية، جاهد جهادا خاصا ضد النفس، واعتقد أنه توحد مع اللانهايات، فنحى هذا المنحى الذي رجل منه في الأرض وأخرى ربما في الأعالي، ولذلك عاش حياته وهو يبحث عن كينونة أخرى، وعن مثل آخر.

مشاريع ريادية

• – بعد مشروع هادي العلوي في التراث، ومشروع علي الوردي في علم الاجتماع، هل ثمة مشاريع تابعت هذا المسار النقدي التحليلي في العراق مثلا؟

- لاشك أن هذه مشاريع ريادية، والريادة في العراق أخذت مناحي مختلفة، خصوصا التي ابتدأت في أواخر الثلاثينات وفي فترة الأربعينات وما بعدها مثل الريادة الشعرية والريادة المسرحية والريادة في الفن التشكيلي والريادة الفكرية.
مشروع هادي العلوي بدأ مرحلته في الخمسينات واستكملت في الستينات والسبعينات بشكل خاص، وكان نتاجه بدأ على نحو متدفق في الثمانينات، خصوصا عندما قدم قراءات في موضوع التعذيب في الإسلام والشخصيات غير القلقة في الإسلام وغيرها من الأبحاث والدراسات الكثيرة التي ظلت مفتوحة ولم يسعفه الوقت وهو في أوج عطائه أن يستكملها؛ ظلت كومضات على طريق البحث العلمي بحاجة إلى تحقيقات وتطويرات وإضافات لمن سيأتي ويبحث فيها فيما يتعلق بالمنهج الذي اختاره العلوي في التراث، وإن كان هذا المنهج يتضمن بعض الملاحظات.
علي الوردي، بالمقابل، تعرض في حياته إلى هجومين شديدين؛ هجوم من السلطة وهجوم من المعارضة. السلطة لم تكن تريد أن يظهر منهج علي الوردي، لاسيما في نقد المجتمع العراقي وتاريخه وتاريخ الحركة الدينية وغيرها، مما يشير إلى عيوبها ومسالبها ونواقصها وثغراتها وأوهامها أيضا! كذلك محاولته ضعضعة هيبة المؤسسة الدينية وإلغاء المقدس عنها. كذلك تعرض الوردي إلى هجوم من جانب اليسار الماركسي، الحركة الشيوعية كانت تعتبر أفكار علي الوردي أفكارا مثالية ومغالية لا تستند الى مبدأ الصراع الطبقي.
لكن علي الوردي ركز في منهجيته على ثلاث أو أربع أفكار رئيسية اشتغل عليها طوال حياته، وكان يمكن له أن يطور نظرية لعلم الاجتماع انطلاقا من توسيع القاعدة الاجتماعية الرئيسية من حيث الجوهر ومن حيث المعنى والمضمون تشكل علامة مهمة في دراسة المجتمع العراقي، لولا أنه ظل محصورا بهذه الأفكار.

فترة سبات

• هذا طبيعي جدا أن تتشكل نواة لمشاريع يأتي من يطورها، ما قصدته أين الجيل اللاحق؟ هل تلمس وجودا حقيقيا لأسماء جديدة تحمل مشاريع حقيقية في هذا الجانب الفكري؟

- أعتقد أن هناك فترة سبات حصلت في الفكر السياسي والفكر الاجتماعي والثقافي العراقي رغم كل الإبداعات المهمة والنتاج الغزير الذي شهده العراق لأسباب موضوعية وأسباب ذاتية.

الأسباب الموضوعية هي أن العراق تعرض خلال العقود الثلاثة الماضية إلى حالة من الانكفاء. هناك حروب، حصار اقتصادي، تباعد بين الداخل والخارج بسبب الهجرات الكبيرة، تمزق للنسيج الاجتماعي العراقي، حالة الخوف والشعور باللاطمأنينة التي سادت الوسط العراقي، فضلا عن ذلك انحسار البحث العلمي والأكاديمي، وعدم وجود المغريات والامتيازات، والتهديدات الخارجية التي سقطت على رأسه مع القنابل؛ كل ذلك أثر إلى حدود غير قليلة، ولكن شفيعي هنا أن أعدادا من العراقيين بدأت الآن تكتشف هذه المدارس، وبدأت تقرأها، وبدأت تعيد النظر فيها، وتتعرف على العراق مجددا، سواء كاصنوا يعيشون في العراق أو خارجه، وأن هناك تيارات واتجاهات ستتبلور لكي تكون استمرارية وإضافة لكل المشاريع التي لم تستكمل.

• في الحديث عن إعادة وجهة النظر بالأفكار والمشاريع، تتبنى فكرة الماركسية الجديدة، ماذا تقول عنها، وهل هناك وجود حقيقي لهكذا فكرة بعد أن انتهى عصر الماركسية؟

- منذ فترة، يجري الحديث أن الماركسية أصبحت متحفية، وأنه علينا أن نتعامل مع ماركس كعالم اجتماع كبير واقتصادي كبير، في حين إن الماركسية التي شغلت العالم على مدى 150 سنة لاتزال قائمة



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلك المواطنة!
- 3- الأزمة المعتقة وسبل تجاوزها!!
- مؤتمر ديربن: لعلها أكثر من صدمة!!
- شهادات إسرائيلية: لائحة اتهام!
- تأبّط «ديمقراطية»!
- النظام الإقليمي العربي: وقفة مراجعة للأزمة المعتقة!
- العدالة المفقودة والعدالة الموعودة
- السيادة والدولة : اشكاليات السياسة والقانون!
- حيثيات تأسيس جامعة الدول العربية
- - أحنُّ الى خبز أمي -...!
- النظام الإقليمي العربي و22 فيتو
- حيثيات ومفارقات العدالة الدولية
- البحرين و الوطن الأم !
- لماذا لا تلجأ “إسرائيل” إلى القضاء الدولي؟
- كلمات عتب مملح إلى منظمة العفو الدولية
- كل ما أعرفه أنني لست ماركسياً!
- انهاء الاحتلال عسكرياً او تعاقدياً يتطلب تعهداً من الدول دائ ...
- الطيب صالح.. شرق غرب
- لا بدّ من بغداد ولو طال السفر
- ما الذي تبقّى من “اليسار الإسرائيلي”؟


المزيد.....




- لحظة سرقة حانة في شيكاغو بأقل من دقيقة.. شاهد ما فعله اللصوص ...
- العديد منهم بحالة حرجة.. مقتل شخص ونقل 23 آخرين للمستشفى جرا ...
- 21 عاما على سقوط نظام صدام حسين: الفجوة بين الأحزاب الحاكمة ...
- الخارجية الألمانية تعلق على إغلاق قناة الجزيرة في إسرائيل: ي ...
- البحرية الروسية تدمر 5 زوارق مسيرة أوكرانية قرب سواحل القرم ...
- اجتياح رفح.. حسابات معقدة وتكاليف -باهظة الثمن-
- جولة الرئيس الصيني في أوروبا.. فرق تسد؟
- الدفاع الروسية: تحرير بلدتين جديدتين وتدمير طائرة و5 زوارق م ...
- ألمانيا تستدعي سفيرها لدى روسيا للتشاور بسبب -الهجوم السيبرا ...
- -مصر ترفض التعاون-.. الإعلام العبري يكشف عن خطة لترحيل عدد م ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عبد الحسين شعبان - وظيفة المثقف الأساسية.. النقد