أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حسقيل قوجمان - متى يجوز لحزب ماركسي الاشتراك في حكومة؟















المزيد.....

متى يجوز لحزب ماركسي الاشتراك في حكومة؟


حسقيل قوجمان

الحوار المتمدن-العدد: 2615 - 2009 / 4 / 13 - 09:03
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



كتب لي قارئ عزيز رسالة جاء فيها السؤال التالي: "مالفرق بين المنصب الحكومي والعضوية في الحزب الشيوعي وما الضرر عندما يكون الاعضاء في الحزب الشيوعي هم وزراء حكومة"
حقا عزيزي القارئ ان سؤالك مهم جدا واشكرك على اتاحة لي فرصة الاجابة عليه في رسالتك.
لكي استطيع الاجابة على سؤالك اجد من الضروري ان اشير الى طبيعة الاحزاب عموما والاحزاب الشيوعية (وارجو ان تسمح لي بتسميتها الاحزاب الماركسية) خصوصا. فمفهوم الحزب يعني انه منظمة سياسية تهدف الى اخذ السلطة في المجتمع الذي تعيشه لتديره بالشكل الذي تتطلبه مصالح الحزب. هدف كل حزب هو ان يصبح حزبا حاكما وكل حزب لا يضع في منهاجه ومن اهم اهدافه الوصول الى السلطة لا يصح عليه اسم الحزب. ولا يستثنى الحزب الماركسي من هذه القاعدة. فالحزب الماركسي لا يستحق تسميته حزبا اذا لم يكن هدفه الاستراتيجي الاستيلاء على الحكم وتاسيس نظام اجتماعي وفقا لمصالحه التي هي مصالح الطبقة العاملة وسائر الكادحين. ففي المجتمعات التي نعيشها توجد منظمات وتكتلاب اقتصادية ومهنية واجتماعية وثقافية ورياضية عديدة تكون لكل منظمة او تكتل فيها اهداف تريد تحقيقها ولكن الحزب عموما والحزب الماركسي خصوصا لا يستحق لقب الحزب ما لم يجعل هدفه الاساسي اخذ السلطة وتوجيه المجتمع بالاتجاه الذي تتطلبه مصالح الطبقة التي يمثلها وهي الطبقة العاملة. هذا الشعار يسمى عادة الشعار الاستراتيجي للحزب. فالشعار الاستراتيجي للحزب الماركسي هو بلوغ السلطة وبناء مجتمع يحقق مصالح الطبقة العاملة في التحرر من الاستغلال الراسمالي وكل انواع الاستغلال وهذا يعني تحرير المجتمع كله من الاستغلال.
لكي يصل الحزب الماركسي الى تحقيق شعاره الاستراتجي، هدف الوصول الى السلطة، عليه ان يقوم بنشاطات واعمال ونضالات تقربه خطوة فخطوة الى الوصول الى تحقيق هدفه الاستراتيجي. واهم ما يحتاجه الحزب الماركسي هو القوى التي بامكانها تحت قيادته ان تحقق هذا الهدف لان الحزب وحده لا يستطيع تحقيق هدف صعب كهذا بمجهوده الخاص كحزب. انه يحتاج الى ان تسانده ملايين الناس التي تؤلف المجتمع والتي يعني تحقيق هدف الحزب الاستراتيجي تحقيق مصالحها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والفكرية. عليه ان يكسب الى جانبه اكبر عدد من مكونات المجتمع ودفعها في طريق تحقيق هدف الحزب الاستراتيجي. وبما ان المجتمع يتالف من عشرات او مئات الملايين من البشر فان كسبهم بصورة افراد الى جانبه عمل غاية في الصعوبة. لذا يجد من المصلحة تشجيع هذه المجموعات الواسعة من الناس على الانتظام في منظمات تهدف الى تحقيق اهداف خاصة بها تختلف عن هدفه الاستراتيجي. عليه ان يشجع العمال مثلا على تشكيل نقابات لهم تناضل بصورة جماعية من اجل تحسين ظروف عمالها الاقتصادية والاجتماعية والصحية والثقافية. فاجتماع العمال في نقابات يسهل اتصال الحزب بهذه الملايين من العمال وبرفع مستواهم السياسي الى مستوى تاييد الحزب في النضال من اجل تحقيق هدفه الاستراتيجي. ويصح نفس الشيء على تشجيع كافة المراتب الاجتماعية على تنظيم انفسها في منظمات تعمل على تحسين ظروفها مثل اتحادات الطلبة ونقابات المعلمين والاطباء والمحامين والمهندسين والمنظمات الاجتماعية والثقافية كمنظمات المراة التي تعمل على رفع مستوى المراة في العمل والثقافة والتطور ومساواة اجور العمل المتشابه مع اجور الرجل والى تكوين دور الحضانة وتحسين المستوى الثقافي في المدارس للاطفال وغير ذلك الكثير من النضالات التي تحتاجها المرأة سواء في المجتمعات الراسمالية المتقدمة ام في المستعمرات واشباه المستعمرات حيث تجد المراة نفسها في اوضاع اكثر صعوبة من اوضاع الرجل في نفس المجتمعات. وكذلك دفع الشباب الى تكوين منظمات شبابية ونواد ثقافية ورياضية وفنية وغير ذلك من النشاطات الاجتماعية التي لا تضع في مناهجها هدف الاستيلاء على السلطة.
يظهر من هذا جليا ان مهمة الحزب الماركسي مهمة صعبة تحتاج الى جولات طويلة من النضال يتعرض الحزب واعضاؤه خلالها للكثير من المصاعب كالسجون والمشانق واطلاق النار على المظاهرات وكل وسائل العنف التي تمتلكها السلطات الراسمالية وتستخدمها لمقاومة نضالات الحزب الماركسي والجماهير التي تسير تحت قيادته بها. لذلك كان من الواجب ان يكون الحزب الماركسي من نوعية خاصة تختلف عن غيره من الاحزاب اطلق الماركسيون عليها اسم الحزب اللينيني لان لينين هو الذي وضع قواعد تشكيل مثل هذه الاحزاب المناضلة الثورية.
هنا نأتي على جزء من سؤالك عن عضوية الحزب الماركسي. الحزب الماركسي حزب اختياري بمعنى ان من ينتمي اليه ينتمي بمحض اختياره لانه يرى فيه الحزب الذي يناضل من اجل تحقيق الاهداف التي يريد هو ان يحققها. والانسان الذي يريد الانتماء الى الحزب الماركسي يعلم سلفا انه سيتعرض الى المصاعب التي سيتعرض لها الحزب خلال نضالاته. وبما ان الحزب يحتاج الى مناضلين اشداء يصمدون امام هذه المصاعب في كل الظروف فانه لا يقبل في الحزب كل من يطلب الانتماء اليه بل يضع الطالب امام فترة تجربة تسمى فترة الترشيح يقوم الحزب خلالها بمراقبة واختبار هذا الطالب لتقرير ما اذا كان جديرا بالانتماء اليه.
لدى قبول الطالب عضوا في الحزب يصبح من واجبه ان يلتزم باهداف الحزب وبتنفيذ المهام التي يدعوه الحزب الى تنفيذها في جميع الظروف. هذا هو الشكل الاعتيادي والضروري لعضوية الحزب الماركسي.
رأينا ان اهم اهداف الحزب الماركسي، هدفه الاستراتيجي، هو استلام السلطة في البلاد من اجل انشاء نظام الحكم الذي يؤدي الى تحقيق هدفه من الاستيلاء على السلطة اي انشاء نظام اجتماعي خال من الاستغلال. ومن الطبيعي في حالة استلام الحزب للسلطة ان يؤلف اعضاؤه جميع وزراء الحكومة او اغلب وزرائها الى جانب وزراء اخرين من غير اعضاء الحزب اذا راي الحزب ضرورة منحهم وزارات في حكومته او اذا دعى توازن القوى الى ادخال وزراء من احزاب او جماعات اخرى. في حالة استلام الحزب للسلطة يكون امر تسنم اعضاء الحزب مناصب وزراء في الحكومة امرا طبيعيا.
ولكن الجواب على سؤالك يصبح صعبا لدى الحديث عن وجود وزراء من اعضاء الحزب قبل استلام الحزب للسلطة. فمتى وباية شروط يسمح الحزب لاعضائه بان يكونوا وزراء في حكومة لا يقودها الحزب نفسه؟ كل ما يصح في الجواب على هذا السؤال يصح ايضا على اشتراك اعضاء الحزب في الانتخابات البرلمانية واشتراك اعضاء الحزب نوابا في برلمان غير ماركسي الاتجاه.
من اهم الشروط لوجود وزراء من الحزب الماركسي في وزارة ليست بقيادة الحزب هو ان تكون الحكومة التي يشتركون فيها حكومة ثورية تقدمية وليست حكومة رجعية. وحالات وجود حكومة ثورية تقدمية في نظام راسمالي هي حالات نادرة تحصل بعد انتفاضات شعبية ونضالات عنيفة او انقلابات ضد حكومات مغالية في الرجعية. مثال ذلك كانت حكومة عبد الكريم قاسم التي استولت على الحكم بعد ثورة تموز. قامت هذه الحكومة بخطوات وطنية عظيمة جعلتها حكومة ثورية رغم طابعها الراسمالي منذ اليوم الاول لنشوئها. في حكومات كهذه يسمح الحزب لبعض اعضائه بالاشتراك في الحكومة وفقا للشروط التي ينص عليها نظامه الداخلي. هذا الشرط ضروري لان مهمة الحزب هي الاطاحة بالحكومات الراسمالية واستلام السلطة منها ولكن من الخطأ العمل على الاطاحة بالحكومة الثورية طالما بقيت ثورية. ولا يجوز لاعضاء الحزب الماركسي ان يشتركوا في حكومات رجعية يهدف الحزب الى الاطاحة بها لتحقيق هدفه الاستراتيجي.
والشرط الثاني لاشتراك اعضاء الحزب الماركسي في حكومات ثورية هو ان يجري انتماء اعضاء الحزب الى الوزارة بتكليف من الحزب وليس وفقا لرغبة العضو في فرصة الاشتراك بالحكومة. الحزب هو الذي يقرر ما اذا كان من المفيد والمناسب للحزب اشراك بعض اعضائه في الحكومة ام لا. والحزب هو الذي يجري المفاوضات حول اشتراكه في الحكومة ام لا. فوجود اعضاء من الحزب كوزراء في اية حكومة يجب ان يجري بقرار من قيادة الحزب. ان وجود وزراء من الحزب الماركسي في حكومة ليست بقيادته يعني اشتراك الحزب في الحكومة وليس اشتراك اعضاء من الحزب بصفتهم الشخصية في الحكومة.
واهم شرط من شروط اشتراك الحزب في حكومة ليست بقيادته ان يخضع اعضاؤه الوزراء لاوامر وقيادة الحزب وليس مجرد الخضوع لقرارات الحكومة. فالحزب حين يقرر الاشتراك في حكومة ليست بقيادته يقرر ذلك وفقا لمصالح النضال الاساسي، النضال الذي يحقق هدفه الاستراتجي في الاستيلاء على السلطة. انه لا يشترك في الحكومة لمجرد الاشتراك فيها بل يشترك في الحكومة لانه يرى ان الاشتراك فيها يقربه من هدفه الاستراتيجي. فاذا اتخذت الحكومة قرارات يرى الحزب انها تؤخر او تعيق تضالاته في سبيل الوصول الى هدفه الاساسي فلا يسمح لاعضائه بالخضوع لمثل هذه القرارات وفي حالة كهذه لا يمكن استمرار وجود الوزراء الماركسيين في الحكومة بل عليهم ان يقفوا ضد مثل هذه القرارات حتى اذا ادت معارضتهم لها الى ازاحتهم من الحكومة او حتى الى سجنهم او نفيهم او فرض عقوبات عليهم. ان اشتراك وزراء من احزاب ماركسية في حكومات برجوازية ادى فيها التزام الوزراء باوامر الحزب وليس باوامر الحكومة الى ازاحتهم وسجنهم او نفيهم معروف في تاريخ الاحزاب الماركسية.
فالجواب على سؤالك: "وما الضرر عندما يكون الاعضاء في الحزب الشيوعي هم وزراء حكومة" هو ان اشتراك حزب في حكومة برجوازية بارسال اعضائه لتسنم وزارات فيها لا ضرر فيه اذا كان مدروسا دراسة دقيقة واذا كان الحزب يرى ان اشتراكهم في الحكومة مفيد للحزب ويقدمه خطوة نحو تحقيق اهدافه البعيدة. ويكون مضرا اذا جرى الاشتراك في حكومة رجعية غير ثورية او في حكومة تمارس اقسى انواع الاستغلال ضد شعبها او حكومة موالية للاحتلال في بلادها. فشرط اشتراك الحزب في حكومة برجوازية عن طريق اعضائه هو ان يرى الحزب فيه تقدما نحو هدفه الاستراتيجي، هدف الاستيلاء على السلطة وبناء مجتمع خال من الاستغلال، وليس معيقا له.



#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سذاجة طرح الماركسية على التصويت
- الحزب الماركسي حزب الطبقة العاملة فقط
- نقاش مع عبد الحسن حسين يوسف (اخيرة)
- نقاش مع عبد الحسن حسين يوسف (ثانية)
- نقاش مع عبد الحسن حسين يوسف (اولى)
- الصراع الطبقي وتوازن القوى (اخيرة)
- الصراع الطبقي وتوازن القوى (اثانية)
- الصراع الطبقي وتوازن القوى (اولى)
- حول اراء العراقيين العائشين في المهاجر
- ملاحظات حول كتاب بشتأشان بين الالام والصمت 2-2
- ملاحظات حول كتاب بشتأشان بين الالام والصمت 1-2
- المحرقة في غزة وموقف احمدي نجاد منها
- حول مقترح تشكيل اتحاد كتاب الحوار
- خرافة دولة القانون
- ملاحظات حول لجنة تنسيق القوى الشيوعية واليسار الماركسي
- من هو اليسار 2-2
- من هو اليسار
- حذاء منتظر والكرم العراقي
- ملاحظات حول مقال -فهد والحزب الشيوعي العراقي-
- حوار حول انتقادات موجهة الى مقالات سابقة 2-2


المزيد.....




- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حسقيل قوجمان - متى يجوز لحزب ماركسي الاشتراك في حكومة؟