الثقافة الفارسية دخلت مناهجنا !!

سعد الكناني
كاتب سياسي
(Saad Al-kinani)

الحوار المتمدن-العدد: 2614 - 2009 / 4 / 12 - 02:29
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

الاختلاف وتضارب الاراء وتباين التفكير بين السطحية والاستنارة امر طبيعي ومن سنن الحروب تاثير المنتصر على المغلوب وغلبة القوي على الضعيف والغلبة هنا على جميع الاصعدة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وحتى لغويا فترى الغالب مسيطرا على ثقافة المهزوم مقمحا ثقافته ولغته جاعلها الثقافة السائدة واللغة الدارجة رويدا رويدا وهذا حصل مع كل الشعوب التي هزمت الا الامة العربية الاسلامية لغتها هي لغة القران و الدين والعبادة والسياسة والثقافة والحضارة العربية الاصيلة ، وقد اعتز بها العرب اشد الاعتزاز رغم محاولات الحاقدين على العرب والاسلام لنزع الوتد الصلب ( اللغة العربية ) الا انها باءت بالفشل لعوامل عدة من اهمها
1 نزول القران على رسولنا الكريم باللغة العربية
2 سهولتها وثراؤها
3الناحية البيانية والجمالية والبلاغية في اللغة العربية
4 مرونة اللغة وقدرة المتحدثين بها على التوليد والتخريج والاشتقاق
5 التراث الحضاري والثقافي التي خلفته اللغة العربية
6 وجود المؤسسات والمعاهد العربية والاسلامية وما تحمله من اهتمام عالي باللغة العربية خصوصا
لدى العرب عبر التاريخ
ولقد كان لدخول الشعوب الغير عربية الى الاسلام مثل الفرس والتتار اثر في التاثير على الالفاظ العربية وتراكيبها الا انها بقت صامدة وقوية لعظمة بنائها وكذلك القراءة العربية هي اساس العلم والحضارة فلا عجب أن كانت أول آية من القرآن الكريم ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾، فما المغزى من نزول أول أمر من الله لرسوله بأن يقرأ؟ ولماذا لم يكن (صلِّ) أو (اعبد الله) رغم قوله تعالى ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ﴾ إنها إشارة واضحة إلى أن هذه الأمة هي أمة القراءة و العلم، وأن العلم هو السبيل للعبادة الصحيحة استعرض هذه المقدمة البسيطة المعروفة لكي اضعها امام انظار الاباء العرب العراقيين ومحبي اللغة العربية صحيح ما بعد 9/4/2003 اصبح هناك تاثيرا ونفوذا ايرانيا واضحا في شتى ميادين الحياة بالعراق وداخل مؤسساته والشمس لا تغطى بغربال ولوزارة التربية الحالية مسؤولية كبيرة في اعداد المناهج التعليمية خصوصا لمراحل الاساس والطفل بما ينسجم مع تاريخ العراق العربي وتراثه العريق ومعروف ان وزارة التربية قد قامت بوقت سابق بطبع بعض المناهج الدراسية في ايران في حين العراق وبغداد خصوصا مليئه بالمطابع الاختصاصية ذات المهنية والجودة العالية وتدقيق راقي المفردات في فن الطباعة ، استحضرت ذلك اثناء اطلاعي صدفة على كتاب مادة القراءة للصف الثاني ابتدائي طبعة 2008 تحديدا صفحة 102 في موضوع اسمه ( سوق المدينة ) وجدت العبارة التالية ( في السوق خيار ورمان وبطاطا وطماطا) في حين باللغة العربية الصحيحة لاتكتب ( طماطا) بل تكتب ( طماطم ) رحم الله مصطفى جواد لاتقل .. كذا ..بل قل .. كذا ... اما في كتاب الدين للصف الاول ابتدائي لنفس تاريخ الطبعة ليس ملزما على وزارة التربية عرض صور وتعاليم الوضوء والصلاة بشكلها الطائفي لتعميق روح الفرقة والخلاف وتامين مسوغات الحقد والكراهية وهم في بداية الشروع بالتعليم المنهجي كيف تدخل الحكومة وتضع نفسها في عنق الزجاجة المفروض ان تكون الحكومة المتمثلة بوزارة التربية ان تبقى في اعالي البحار ولا تنزل الى مستوى الدكاكين والتفاصيل المملة لان هذا السلوك او التوجيه سيؤسس قواعد التركيز الطائفي وتعميقه بين ابناء الشعب الواحد .... اليس من باب اولى التركيز على المفاهيم الاخلاقية التي تقوي الفرد والاسرة والمجتمع وتجعله منظبطا اخلاقيا وسلوكيا وتغلق دائرة الافكار المتخلفة ذات الظلام والضلالة والعقد التاريخية وتضيق من هامش اجتهادها ... هكذا البناء لنترك الصور الاخرى ولنبني مجتمعا ركائزه الخلق الرفيع والامانة العالية والخوف من الله والابتعاد عن الكذب والخيانة وسرقة المال العام والتمسك بالمحددات والقيم العربية والاسلامية هذه البداية المنهجية الصحيحه من وجهه نظر اب عربي اسلامي في اعداد مراحل الاساس والاطفال والتعامل معها بمنتهى الدقة لانهم في هذه الاعمار كا النقش على الحجر ولنجعلهم مستقبلا كيف ينتزعون الكتاب من قلبه !!

#سعد_الكناني (هاشتاغ)       Saad_Al-kinani#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل