أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سعد الكناني - كيف ستكون العلاقة الايرانية الامريكية بعد فوز اوباما















المزيد.....

كيف ستكون العلاقة الايرانية الامريكية بعد فوز اوباما


سعد الكناني
كاتب سياسي

(Saad Al-kinani)


الحوار المتمدن-العدد: 2478 - 2008 / 11 / 27 - 09:46
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


في الفترة القريبة سيكون حوار سياسي بين امريكا وايران، ويسفر هذا الحوار عن صفقة كبرى شاملة بين البلدين لتسوية الازمة ومختلف القضايا المعلقة المرتبطة بها.

اسئلة كثيرة لا بد ان نطرحها هنا ونفكر فيها :

1– هل التوصل الى مثل هذه الصفقة الكبرى بين امريكا وايران ممكن اصلا؟ ما هي الاحتمالات المرجحة لذلك؟.

2- صفقة مثل هذه كيف يمكن ان تكون؟. ما هي ابعادها وبنودها والجوانب التي يمكن ان تشملها بالضبط؟

3- اين يمكن ان تقع المصالح العربية في صفقة كهذه؟. هل ستخدم مصالحنا ام ستأتي على حسابنا؟.

4– ما الذي من المفترض ان تفعله دول الجوار العربية للعراق ، ودول الخليج العربية بوجه خاص ازاء احتمال كهذا؟. أي موقف يجب اتخاذه بالضبط؟.

والهدف الاساسي ما اشرت اليه هو التنبيه؟
واليكم الوقائع
ما قاله نجاد في امريكا

معروف ان الرئيس الايراني احمدي نجاد قام في اواخر سبتمبر الماضي بزيارة الى امريكا لحضور اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة والقاء خطاب.

في هذه الزيارة اجرى نجاد لقاءات صحفية ومقابلات كثيرة لكن اهم هذه اللقاءات على الاطلاق، اللقاء المطول الذي عقده مع ممثلين لحركات السلام الامريكية، والذي تحدث فيه وتحاور مع المشاركين لساعات. هذا للقاء لم يحظ باهتمام اعلامي واسع على اهميته الكبرى.
في اللقاء تحدث نجاد مطولا عن قضايا كثيرة اثارها المشاركون وخصوصا قضايا حقوق الانسان في ايران ووضع المراة، وبالطبع القضايا المتعلقة بالبرنامج النووي الخ الخ.

لكنني توقفت مطولا عند امرين كبيرين اثارهما نجاد في هذا اللقاء وتحدث عنهما، واعتبر ان ما قاله بهذا الخصوص هو اخطر ما قاله في زيارته لامريكا على الاطلاق.

وانقل هنا ما قاله الرئيس الايراني
اولا : حرص نجاد في اللقاء على الاشادة بما اقدمت عليه امريكا من غزو واحتلال للعراق

حيث اعرب، بسعادة ظاهرة، عن تأييده لغزو العراق
مبدئيا، ليس في هذا الذي قاله نجاد عن تاييد الاحتلال، ثم المطالبة بعد ذلك بالانسحاب من جديد. فهذا يندرج في اطار الاستراتيجية الايرانية التي باتت معروفة الان. ايدت الغزو وساعدت امريكا، الى ان حققت اهدافها في العراق، واصبحت ترى الان ان من مصلحتها انسحاب القوات الامريكية.

لكن لما قاله نجاد مغزى آخر.

في تقديري انه بهذه الاشارة الى تاييد الاحتلال وتقدير ما فعلته امريكا، اراد بالاضافة الى تذكير الامريكيين بفضل ايران هنا، ان يعطي رسالة انه رغم كل شئ هناك قاعدة للحوار والتوصل الى اتفاق مع امريكا. يؤكد هذا المعنى ما قاله نجاد بعد ذلك.

ثانيا : في اللقاء، سئل الرئيس نجاد هذا السؤال:

ماذا عن القناة الخلفية السرية التي تم عبرها تقديم اقتراح ايراني الى امريكا في عهد الرئيس خاتمي، بعقد صفقة شاملة كبرى لتسوية القضايا الاساسية المعلقة في العلاقات الامريكية الايرانية، تغطي القضايا النووية واسرائيل والارهاب .

اجاب الرئيس الايراني : المشكلة الاساسية انه لم يكن هناك رد من الولايات المتحدة. وعندما اصبحت القناة الخلفية قناة امامية، اختفى كل شئ". يقصد انه عندما وصل عرض الصفقة بالفعل الى الادارة الامريكية ماتت القضية.

ثم قال نجاد بعد ذلك: الان ليست هناك حاجة الى قناة خلفية سرية. نحن مستعدون لاجراء حوار بناء مع الولايات المتحدة.

هذا الذي قاله الرئيس نجاد يعتبر امرا مثيرا حقا.

منذ نحو عامين اتابع ما ينشر عن هذه الصفقة الكبرى التي سبق وعرضتها ايران على امريكا.

واستطيع ان اؤكد ان هذه هي المرة الاولى التي يعترف بها مسئول ايراني على الاطلاق، ناهيك عن ان يكون هذا المسئول هو الرئيس نجاد نفسه، بوجود عرض هذه الصفقة.

فماهي اذن، قصة هذه الصفقة الكبرى التي عرضتها ايران على امريكا؟.

عرضت ايران هذه الصفقة على امريكا في عام 2003، وتحديدا في شهر مايو

في ذلك العام، كان تيم جيلمان سفير سويسرا في ايران. والسفارة السويسرية ترعى المصالح الامريكية في ظل عدم وجود سفارة امريكية. وكان صادق خرازي سفيرا لايران في فرنسا.

وحسب ارجح التقديرات، فان صادق خرازي بالتعاون مع السفير السويسري قاما معا بوضع الافكار الاساسية، او المسودة الاولية لهذا العرض.

بعد ذلك، تم عرض هذه المسودة على القيادات الايرانية الكبرى، وتحديدا على المرشد الاعلى خامنئي والرئيس الايراني محمد خاتمي، ووزير الخارجية كمال خرازي
وفي نفس الوقت تقريبا، تم ارسال نسخة الى البيت الابيض عبر احد اعضاء الكونجرس بواسطة السفير السويسري ليقوم بالمهمة وتسلم النسخة كارل روف الذي كان في ذلك الوقت نائبا لرئيس هيئة موظفي البيت الابيض.

وكما بات معروفا الآن، تجاهلت الادارة الامريكية تماما هذا العرض الايراني، ولم تهتم بالرد او التعليق عليه باي شكل.

هذه الوثيقة التي عرضت فيها ايران على الولايات المتحدة التوصل الى صفقة كبرى، لها اهمية بالغة اليوم، للاسباب التي ساشرحها بعد قليل.
وهذا هو النص :

الاهداف الايرانية:

(تقبل الولايات المتحدة حوارا" على اساس الاحترام المتبادل"، وتوافق على ان تضع ايران الاهداف التالية على اجندة الحوار)

*وقف الاعمال العدائية ضد ايران من جانب امريكا: (التدخل في الشؤون الداخلية، "محور الشر"، وقائمة الارهاب)

*الغاء كل العقوبات: العقوبات التجارية، الارصدة المجمدة، القيود على التجارة الدولية والمؤسسات المالية.

*العراق : حكومة ديمقراطية في العراق – تأييد المطالب الايرانية بالتعويضات – احترام المصالح الوطنية الايرانية في العراق والروابط الدينية مع النجف وكربلاء.

*حق الحصول على التكنولوجيا النووية والتكنولوجيا الحيوية والكيماوية.

*الاعتراف بمصالح ايران الامنية المشروعة في المنطقة.

*الارهاب : ملاحقة الارهابيين المعادين لايران، واولهم مجاهدي خلق وتاييد ترحيل اعضائها من العراق



اهداف امريكا:

(تقبل ايران الدخول في حوار " على اساس الاحترام المتبادل" وتوافق على ان تضع الولايات المتحدة الاهداف التالية على اجندة الحوار:

*اسلحة الدمار: الشفافية الامنية الكاملة والتأكد من ان ايران لن تقوم بتطوير او امتلاك اسلحة دمار شامل – التعاون الكامل وكالة الطاقة الدولية

*الارهاب : اتخاذ اجراءات حاسمة ضد أي ارهابيين " اولهم القاعدة" على الاراضي الايرانية- التعاون الكامل وتبادل كامل للمعلومات ذات الصلة.

*العراق: تنسيق النفوذ الايراني واستخدامه لدعم الاستقرار السياسي واقامة مؤسسات ديمقراطية وحكومة غير دينية.

*الشرق الاوسط :

1- وقف أي دعم مادي لجماعات المعارضة الفلسطينية (حماس والجهاد. الخ) من ايران – ممارسة الضغط على هذه المنظمات لوقف اعمال العنف ضد المدنيين في حدود 1967.

2 - اتخاذ اجراء من حزب الله كي يصبح مجرد منظمة سياسية داخل لبنان.

ما معنى هذا؟
بالطبع، كما نعلم، حدثت تطورات كثيرة جدا في المنطقة وفي العالم، منذ تم تقديم هذا العرض في 2003، وحتى اليوم.

ومع هذا، فسوف تظل هذه الوثيقة في تقديرى، من حيث التوجهات العامة والمواقف والسياسات الايرانية التي تطرحها، هي الاساس اذا طرح بشكل جدي اجراء حوار ايراني امريكي للتوصل الى اتفاق او صفقة.

وان المحللين الامريكيين الذين يطرحون اليوم ضرورة اجراء حوار مع ايران وضرورة التوصل الى صفقة كبرى معها ويقدمون تصورات تفصيلية لمثل هذه الصفقة، يستلهمون هذه الوثيقة الايرانية. اخرها الندوة التلفزيونية التي عرضت على شاشة CNN بحضور سبعه وزراء للخارجية الامريكية السابقين اجمعو كلهم على الرئيس الامريكي المنتخب بضرورة الحوار مع ايران بشكل مباشر

ولنلاحظ ان الرئيس الايراني نجاد حين اشار الى هذه الوثيقة في اجتماعه مع ممثلي حركات السلام في امريكا، لم ينتقدها، ولم يقل مثلا ان الزمن قد تجاوزها او ان المواقف التي طرحت فيها لم تعد مطروحة. اكتفى فقط بانتقاد عدم اهتمام امريكا بها والرد عليها.
اذن ما معنى هذا؟
وماذا تعنى قراءة الوثيقة بالنسبة لنوع المواقف والسياسات التي تطرحها ايران في مقابل التوصل الى صفقة شاملة مع امريكا؟.
بالطبع، اي قارئ لنص الوثيقة كما قدمته، سوف يصل بسهولة الى الاجابة. لكن من المهم ان ننبه بصفة خاصة وباختصار الى جوانب ثلاثة:

اولا : ايران تقدم نفسها لامريكا كما لو كانت كل مقادير قضايا المنطقة بيدها بعبارة اخرى، كما لو كان حل هذه القضايا على النحو الذي تريده امريكا هو فقط رهن بما تفعله ايران. ينطبق هذا على قضايا مثل الارهاب او الصراع العربي الاسرائيلي او الامن الاقليمي.

كان هذا في عام 2003، فما بالك اليوم بعد النفوذ الذي رسخته ايران في العراق وفي المنطقة.

ثانيا : ايران مستعدة من حيث المبدا ومن حيث التنفيذ العملي الى تغيير مواقفها وسياساته جذريا في مقابل التوصل الى صفقة مع امريكا، وبما يتناقض تماما مع المواقف والسياسات المعلنة.

لنلاحظ في الوثيقة كيف تعرض ايران الاعتراف بالمبادرة العربية، وهو ما يعني عمليا استعدادا للاعتراف باسرائيل. وكيف انها تعرض تحويل حزب الله الى مجرد منظمة سياسية، والى ممارسة الضغوط على منظمات المقاومة الفلسطينية كي توقف عملياتها. الخ

ثالثا : والمقابل الذي تطلبه ايران من امريكا يعتبر كبيرا جدا في جوهره.

القضية هنا ليست مجرد تطبيع العلاقات مع امريكا ورفع العقوبات وحسم الازمة النووية في مقابل ضمانات. ايران تطالب عمليا باعتراف امريكي بنفوذها ودورها في المنطقة. بعبارة ادق هي تطالب عمليا بتقاسم النفوذ في المنطقة مع امريكا، وبتقنين هذا في اتفاقات رسمية، بكل ما يعنيه هذا وما يترتب عليه.



#سعد_الكناني (هاشتاغ)       Saad_Al-kinani#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المطلوب امريكيا في العراق بعد فوز اوباما
- الأمن الوطني والديمقراطية بين التوافق والتناقض
- الديمقراطية في زمن المالكي


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سعد الكناني - كيف ستكون العلاقة الايرانية الامريكية بعد فوز اوباما