أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعد الكناني - الصراع الشيعي في ظل حكومة شيعية؟؟















المزيد.....

الصراع الشيعي في ظل حكومة شيعية؟؟


سعد الكناني
كاتب سياسي

(Saad Al-kinani)


الحوار المتمدن-العدد: 2525 - 2009 / 1 / 13 - 00:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


صراع لم يعد مخفياً تدور رحاه الآن بين الأطراف الشيعية المختلفة، تحركه إرادة البقاء بالنسبة لبعض هذه الأطراف، ورغبة الإنفراد بالسلطة بالنسبة للبعض الآخر.
وإذا كان هذا الصراع يبدو مسيطراً عليه، فإنه سرعان ما سيطفو على السطح، وقد يصل الى مرحلة كسر العظم كما حدث مع جماعة مقتدى الصدر، بل إن إرهاصات كالتي حدثت في مدينة الكوت قبل أيام ليست ببعيدة تشير الى أن أطراف الصراع قد بلغ بهم العداء حد القناعة بأنه لم يعد من الممكن حسمه بأساليب غير أسلوب السلاح، فما حدث في الكوت لم يكن معركة عابرة، أشعل فتيلها خطأ توزيع المهام بين القوات الأمنية كما يراد له أن يشيع بين الناس، بل كان بحق محاولة من فريق المالكي من جهة وفريق الحكيم من جهة أخرى لفرض السيطرة على مدن الجنوب الشيعية.
فالمالكي، الذي يعلم جيداً أن حظوظه الإنتخابية ضئيلة لدرجة لا تكاد تذكر قياساً بحظوظ المجلس الذي يترأسه آل الحكيم ويدعمه السيستاني، أقول بدأ المالكي يشعر بأن الإئتلاف الحاكم الذي رشحه لمنصب رئيس الوزارة قد بدأ بالتفكير الجدي بالتخلي عن خدماته لمصلحة عادل عبدالمهدي، وإن تحركاً داخلياً وإقليماً قد شرع به المجلس من أجل التسويق لمرشحه الذي يحظى بثقة الأمريكان، بل إن قلقاً متعاظماً بدأ يساور المالكي لاسيما بعد أن فقد ثقة الصدريين الذين تجيرت ضرباته لهم لمصلحة حزب الحكيم، وبعد أن بدأ الأمريكان يسربون أنباء عن نيتهم باستبدال المالكي بآخر غيره.
لكل ذلك في رأس المالكي أن الطريق الوحيد أمامه هو فض الإتفاقات القديمة وتشكيل تحالفات جديدة، وهو ما انطلق للعمل عليه بهدوء من خلال تكريس فكرة الصحوات وتمديدها لتشمل المناطق الجنوبية، فمن خلال هذه الصحوات يمكنه ضمان ولاءات العشائر الجنوبية على الأقل. ومن جهة أخرى يعمل المالكي على الظهور بمظهر رجل المرحلة الحازم والمعتدل أيضاً، فعلاقته مع الأكراد التي بلغت حداً من النفور لا سابق له، و مثلها صولاته على التيار الصدري يقصد من ورائها كسب تعاطف الجموع الكبيرة من قوى الشعب المحايدة، وهذه النتيجة يحققها له أيضاً مشروع المصالحة.
ان من مظاهر إفلاس الأحزاب الحاكمة في العراق إختراعها لعناوين بدون مضامين حقيقية، فاللجان الشعبية الذين طرحوا عنوانها يمتلكون حزبين ذات تنظيم خارجي غير عراقي وتمويل أجنبي، ولأنهما بدون قاعدة شعبية حيث لم ينفعهما الإلتفاف على الإنتخابات وتواجدهما في البرلمان والحكومة زاد من عزلتهما إلا من الحواشي والمنتفعين. ولذلك ظلوا يبحثون عن تأييد جماهيري فاخترعوا اللجان الشعبية وهي فكرة ايرانية مستمدة من نظام الكوميتات المعمول به في المدن الإيرانية.
وفات الذين طرحوا عنوان اللجان الشعبية(بدعم ومباركة احمد الجلبي) أن تجارب الشعوب والفصائل السياسية والحزبية لايمكن أن تنقل الى بيئة غير بيئتها بنفس النسخ الأصلية لأن ولادة أي تنظيم أو تكتل يجب أن تنبثق من مناخ وطني ومن بيئة شعبية وطنية ولحاجة سياسية حقيقية تفرضها ظروف البلد وحاجة المجتمع ومتطلبات العمل السياسي.ولذلك ولدت هذه اللجان ولادة ميتة رغم كل الإغراءات التي قدمت للشباب ورغم كل الوسائل والآليات التي اتبعت إلا ان النتيجة ظلت لا تعبر عن ولادة مشروع سياسي جماهيري وانما تعبر عن رغبات سياسية وحزبية لم تنجح في إيجاد العلاقة العضوية ما بين العنوان والمضمون.
وحتى العنوان الذي استعمل من قبل الحكومة وهو اللجان الساندة لخطة فرض القانون ظل هجينا ولا يمتلك حضورا حقيقيا وما يشهد على ذلك ولادة الصحوات بعيدة عن خطط ومنهج اللجان الشعبية الساندة لخطة فرض القانون والتي طلب أصحابها من رئيس الحكومة مبلغا ماليا لإمدادها بحدود 80 مليار دينار عراقي.
ولعدم خبرة القائمين عليها فوجئ الناس في الشارع العراقي وهم يجدون لافتات تملأ شوارع المدن العراقية مفادها بشعارات لا تمتلك مصداقية حقيقية مفادها : اللجان الشعبية جند المرجعية واللجان الشعبية أمل الإمام المهدي المنتظر. فلا المرجعية لها علاقة حقيقية بهذا الأمر، أما المهدي المنتظر وعلاقته بهذه الشعارات الواهية فله حديث آخر لا يتسع له هذا المقال.
أما إسناد العشائر فهو مشروع تبلور لدى المالكي بعد أن شعر أن المكاتب الحزبية التي تنتمي إليه لا تمتلك قاعدة شعبية وليست لها القدرة على الحركة الجماهيرية فعرف أنه سيواجه في الإنتخابات القادمة إفلاسا جماهيريا كبيرا، وما عزز هذا الإعتقاد لدى رئيس الحكومة والحاشية من حوله هو النمو السريع للصحوات والتي أثرت تأثيرا كبيرا في أعمال ونشاطات القاعدة.
وولادة الصحوات التي تبناها الجانب الأمريكي ووقفت منها الحكومة وأحزاب الحكومة موقفا فاترا تحتاج الى دراسة تفصيلية في وقت آخر، فالأسناد العشائري جاء تعويضا للفراغ الذي يشعر به رئيس الحكومة ومكاتبه الحزبية التي أصبحت في جزر وتعاني من الجفاف الإجتماعي ونقص في التأييد الشعبي.
ولأن هذا المشروع لم يكن أصيلا بنواياه وبتكويناته وآلياته لأن الملاحظ أن طبيعة الممارسات التي سادت هذا النشاط لم تكن تمتلك خبرة تنظيمية حركية ولا تمتلك وعيا سياسيا ولا تمتلك خطة مستقبلية لمثل هذا المشروع فسادت فيه العواطف والهتافات والتمجيد الشخصي لرئيس الحكومة مما أثار غيرة وحسد الأحزاب المشاركة في الحكومة وبدأ هذا الحسد والغيرة يأخذ شكلا عمليا في المواجهة ورفض مشروع الإسناد العشائري وهذا ما تبناه المجلس الإسلامي الذي يرتبط بإيران ارتباطا تنظيميا وعضويا وثقافيا وسياسيا.
ويبدو ان الخلاف حول هذين المشروعين هو مرشح لدخول أطراف محلية وإقليمية ودولية مما سيجعل المتنازعين يخسرون القدرة على المبادرة والقدرة على البقاء مثلما خسروا القاعدة الشعبية في العراق من خلال زجهم في مشروع السلطة الذي دغدغ عواطفهم وسالت شهيتهم نحو الكراسي والمواقع والحصول على الثروات غير الشرعية فجعلهم يبدون الجفاء لشركائهم التاريخيين ولرفاق دربهم في الجهاد من أصحاب الكفاءة المشهود لها والذين يشكلون أرقاما سياسية من أيام المعارضة والى أيام العمل الوطني في داخل العراق.
وهذه الأرقام السياسية الكفوءة والقابليات العلمية والحركية سوف لن تبقى خارج اللعبة لأنها تمتلك ولاءا جماهيريا وامتدادا شعبيا حقيقيا بدأ يشخص مفارقات أصحاب السلطة وفشلهم ومحدوديتهم وعدم قدرتهم على إدارة الدولة التي أصبحت دراية لمن يهتم بالشان السياسي ويعرف فنون الحكم وآلية السلطة.
إن الإسناد العشائري واللجان الشعبية هي عناوين استثمرت لأغراض سياسية سلطوية وأبناء العشائر الطيبة يعرفون هذا الإتجاه وبعلاقاتهم مع الشخصيات السياسية الوطنية ستنكشف لهم فشل هذه المشاريع لأن العمل السياسي والجماهيري هو عمل متغير وديناميكي ذات طبيعة حركية لا يستمر بالبقاء والصمود معه إلا من يمتلك الأصالة والعمق الشعبي والجماهيري الحقيقي والخطط التي تبني المستقبل وتلبي حاجات الجمهور وتنتصر للوطن وفي العراق تربة خصبة لكل ذلك.
ومن جهة حزب الحكيم الذي صدمه للغاية عزوف الناس عن المشاركة في الإنتخابات المحلية رغم كل محاولات الترهيب والترغيب التي بذلها أقطاب السيستانية المهزومة، يحاول هذا الحزب كما يُلاحظ من يتابع وسائل الإعلام التابعة له إلقاء كل لائمة الخراب الذي آل إليه البلد على عاتق المالكي ووزارته، ويبذل من أجل التسويق لهذه الغاية جهوداً مضنية تقف على رأسها التحركات الكثيرة لعمار الحكيم ذات الطابع الإقتصادي، كما إنه يحاول جاهداً الوقوف بوجه تحركات المالكي فيما يتعلق بتعميم ما يسمونه تجربة الصحوات على مناطق الجنوب الشيعية، وعلى المستوى السياسي العام يشعر المراقب بأن المجلس الأعلى يصطف مع الأكراد أكثر من اصطفافه مع موقف المالكي، ولعل مواقف نائب رئيس البرلمان خالد العطية أنموذج واضح في هذا الصدد.
بل لعل الزيارة التي أنجزها عادل عبدالمهدي لطهران محاولة مهمة يقوم بها المجلس لإقناع الطرف الإيراني بوجاهة موقف المجلس من الأكراد وموقفه من الإتفاقية الأمنية كذلك، هذا علاوة على أن قيام نفس شخص عادل عبدالمهدي بزيارة طهران محاولة لتقديم الرجل لطهران على أنه أفضل من يمكن أن يحفظ المصالح الإيرانية في العراق، لاسيما إن عبدالمهدي هو صاحب التصريح الناري الغريب العجيب المحذر من وقوع إنقلاب عسكري سببه نظام العسكرة الذي يسير عليه المالكي، ولعل اللقاء الذي جمع المالكي بالصدريين مؤخراً رد واضح من قبل هذا الأخير على زيارة عادل عبدالمهدي، وتصريحاته الإنقلابية.
والواقع إن شعبية المجلس المشتراة بثمن العمامة السيستانية، هذه الشعبية التي بدأت بالتسرب من بين أصابع المجلسيين كالرمال الناعمة، يستدعي استرجاعها ثمناً أكبر من مجرد مواجهة المالكي، فالبصرة التي تختزن معظم ثروات العراق، والتي تعد منجماً غنياً لا يمكن التفريط به من جهة التعداد السكاني لأصوات الناخبين، البصرة هذه يراها مجلس الحكيم مختطفة من قبل حزب اليعقوبي الذي ظهرت علامات كثيرة تدل على استعداده لرهنها للكويتيين ولبعض القوى السنية والعلمانية، فاليعقوبي يسوق لنفسه على أنه الممثل العروبي لحوزة النجف، ويصرح علناً برغبته بحكم علماني حتى لو كان من نمط حكم إياد علاوي، لكل ذلك سعى المجلس ويسعى سواء من خلال القنصل الإيراني في البصرة أو من خلال بعض الأطراف التابعة له فضح عمالة اليعقوبي وحزبه من جهة والكشف عن كل سرقات النفط وعمليات الإغتيال التي خطط لها إسماعيل الوائلي بمساعدة المخابرات الكويتية، وما حادثة إعتقال رجل اليعقوبي إسماعيل الوائلي في الكويت سوى حركة تصعيدية للنزاع مع حزب الفضيلة الذي تستمر فصوله الدموية في البصرة بصورة إغتيالات تجري على قدم وساق.
على سبيل الملاحظة المهمة لابد من التذكير بأن الأحزاب الإسلامية التي يتغنون بها بالمعنى الصحيح لا وجود لها لا على الساحة العراقية ولا غيرها، فما هو موجود في الحقيقة أحزاب منحرفة تدعي الإسلام وقد ابتلي الاسلام بها، أو قل تتلبس بلبوسه لتستخف الأتباع ممن يحسنون الظن بالإسلام.
وبتصوري إن هذه الثنائية أو الإشكالية ؛ ثنائية المظهر/الجوهر، أو الإدعاء/الحقيقة هي منشأ الفشل الذريع الذي منيت به الأحزاب التي ينبغي أن نسميها الأحزاب السيستانية لا الأحزاب الإسلامية، ويكون مقصودنا جميع الأحزاب التي تتلبس بعباءة الإسلام زوراً وبهتاناً ومن مختلف الطوائف والمشارب، والذي يمنح هذا الإصطلاح واقعيته ؛ النظرية الذهنية من جهة والعملية الخارجية من جهة أخرى هو أن السيستاني هو الدجال، فالدجال – كما ورد في الروايات – يأتي من مدينة سيجستان وهي سيستان نفسها، فالأحزاب المتسترة بالدين هي إذن أحزاب السيستانية، كما أن السيستاني معروف بالإنحراف، بل هونموذجه الأكبر.
إن تلبّس الأحزاب السيستانية بلباس الإسلام قد حتم عليها دفع ضريبة لم يكن بمقدورها الإيفاء بها على أية حال، فالجماهير التي تراقب أداء الأحزاب السيستانية من خلال المنظور الإسلامي بصورته التي تستوعب كل ما هو جميل وخيّر ومثال ستجد مساحة الإسلام أوسع بكثير من أن تتمكن الأحزاب المذكورة من ملئها، أو حتى من أن تكون ممثلاً لها بقدر ما.
الأحزاب السيستانية إذن أرادت التباهي بثوب الإسلام ولكن الجماهير لاحظت بوضوح أن الثوب أوسع بكثير من الأجساد القميئة التي ترتديه، بل إن الأيام كشفت لها وبما لا يدع مجالاً لشك أو مشكك أن هذه الأحزاب وقادتها ومن يقف وراءها قد تقمصت ثوباً لم يكن لها، ولم تكن تصلح له أبداً، وأن سرقة من أكثر السرقات وضاعة ولأنفس الأشياء قد امتدت له يد الأحزاب السيستانية دون ورع أو حتى شعور بالحرج.
وبقدر تعلق الأمر بالسيستانية العراقية، وهي الأكثر وضاعة وخسة كانت الجريمة مضاعفة، فالسيستانية العراقية لم تكتف بالسرقة البسيطة – إن صح هذا التعبير – فهي قد عمدت منذ البداية الى تجيير الإسلام لمصلحة شخوص بعينهم وزعمت أن ما يصدر عن هؤلاء الشخوص هو الصورة الحقيقية للإسلام وإن لم تشبه أو كانت تتناقض بصورة صارخة مع ما هو معروف عن الإسلام بل إن هذه الصورة القبيحة من السيستانية لم تتورع عن تحريف حتى الواضحات من العقيدة الإسلامية من قبيل الدعوة الى حاكمية الله والجهاد الدفاعي عن بيضة الإسلام وعدم الركون الى الظالمين وعدم جعل السبيل للكافرين على المؤمنين والقائمة طويلة لا تكاد تستثني شيئاً وعلى المستوى العملي المواجه للناس مباشرة، ولعله القشة التي قصمت ظهر البعير، كانت الروائح السيستانية الكريهة التي تزكم الأنوف عصية عن كل علاج، بل لم يعد ممكناً حتى بالنسبة لأولئك المؤمنين المغفلين الذين عودوا أنفسهم على تكميم أنوفهم أن يستمروا بطريق الغفلة الى مسافة أبعد مما بلغوه
لم تترك السيستانية شيئاً من الموبقات لم ترتكبه، والناس البسطاء منهم والمثقفين يتناقلون أحاديث عن الثراء الفاحش لأقطاب السيستانية وحياة الملذات الدنيوية أكثر غرابة من تلك التي قرأوها أو سمعوا بها من حكايات ألف ليلة وليلة، بل هم يرون بأم أعينهم موائد ألف ليلة وليلة التي ينشرها المعممون الأراذل أمام رجالات المحتل الكافر المغتصب الذي يقتلهم كل يوم وكل لحظة، وهي بطبيعة الحال لا تُقارن بمواد الحصة التموينية التي تأتي ولا تأتي على رأي الشاعر البياتي!!إن المشكلة الحقيقية والجريمة الكبرى التي ارتكبتها السيستانية التي لا يضاهي تحريفها ما أقدم عليه محرفو الشرائع السماوية من اليهود والنصارى – هو أنها وللأسف الشديد قد ساهمت بقوة – يشترك الناس معها في هذه الجريمة – في تشويه صورة الإسلام التي تختزنها ضمائر الناس، والذي ارجوه مخلصاً أن يتحدد ميل الناس للعلمانية كما أشارت بعض الإستفتاءات على أنه قناعة بفشل المشروع السيستاني المنحرف لا على أنه هزيمة للإسلام لان الاسلام منهم برائه.
لقد أساء الائتلافيون (للسيستانية) أكثر من غيرهم، كانت أول معالم الاسائة الإيحاء بأن المرجعية السيستانية هي ملك الإئتلاف وحدهه، فيما كان الراصدون الموضوعيون يلحون أن تبقى المرجعية للجميع، بلا إستثناء، وهو الامر الذي كان يلح عليه الخط السيستاني نفسه أو الذين كانوا يحيطون بالمرجعية ولهم عندها حضور وحظوة وتمثيل. وكانت الإساءة من اليوم الا ول وذلك عندما استخدم الائتلاف تلك الطريقة الفجة في الدعاية لقائمته رقم (555)، وربما يعترض بعضهم ليقول : وما دخل المرجعية السيستانية في ذلك؟ وهو سؤال مشروع ما دامت المرجعية السيستانية بريئة أساسا من مثل هذه الممارسات الصبيانية البدائية، والجواب :إن ذلك (النظر) ا للعين الذي حرصت عليه قائمة الائتلاف فيما بينها وبين المرجعية السيستانية من خلال الاعيبها ودعايتها وتصريحات زعمائها هي وراء جر الاساءة الناتجة من تلك الدعاية الفجة على المرجعية بشكل وآ خر، خاصة عندما يلح لسان الائتلاف على هذا (النظر) المأساوي، ويتقوى به على الاخر، ويجيره له بشكل حصري مقيت. كانت كارثة عملية (النظر) هذه، وتبينت فضائعها بحق هذا المقام الابوي للمومنين به داخل العراق وخارجها، وبالاخص لكل العراقيين! إ ذا كانت المرجعية الدينية السيستانية رائدة فكرة ومشروع الدستور في العراق الجديد فإن الإئتلاف كان بطل الدعاية الفجة، وإذا كان السيستاني بطل فكرة ومشروع الانتخابات فإن الإئتلاف كان بطل تسيس صور المرا جع وعلماء الدين والشعار المرجعي وبطريقة فجة، وللعلم إن السيستاني أصدر أمره بتحريم أو منع إ ستخدام صوره في التظاهرات وواجهات الدعاية الإنتخابية،.... كان عارفا بالنتيجة.التي يخطط لها الائتلافييون كانت عملية (النظر)مفبركة، ذات أبعاد سياسية، ليس لأننا نعرف الكثير من (أبطال) هذا (النظر) المفبرك بل الشواهد الكثيرة تؤكد ذلك، والناس أدركت ذلك مؤخرا، ولكن بعد فوات الاوان للاسف الشديد. لا أريد أ ن أحبط الناس، ولكن أريد أن أ قول أن قائمة الائتلاف العراقي الموحّد أضرّت بالمذهب التي تدعي تمثيلة في العراق والعالم والذي كانت تؤسس له فيما بين كيانها وزعمائها وأحزابها وبين المرجعية السيستانية
بوادر انشقاق بين حزب المالكي ومجلس الحكيم
لقداشارت تصريحات صدرت من قوى سياسية داخل كتلة الائتلاف الى ظهور بوادر انشقاق بين الحزبين المتحالفين المجلس الاعلى الذي يتزعمه عبد العزيز الحكيم وحزب الدعوة بزعامة المالكي.
وكشفت هذه التصريحات عن بوادر انشقاق داخل الكتلة بدا يظهر جليا وبانت بداياته برد عنيف اصدره المجلس الاعلى من خلال بياناته التي اشرت وجود خرق واستغلال غير دستوري فيما يخص تشكيل مجالس الاسناد ذات الصبغة العشائرية التي يشجع حزب الدعوة على تشكيلها في محافظات الفرات الاوسط والجنوب.
ويطالب المجلس الاعلى المالكي بتوضيح العلاقة بين الدولة ومجالس الاسناد وحزب الدعوة وفك الالتباس القائم حول تبعية هذه المجالس.
ويعتبر المجلس تشكيل مجالس الاسناد خرق واضح للامانة واستغلال غير دستوري للمنصب في اشارة الى موقع رئيس الوزراء الذي يشغله المالكي.
ويؤكد المجلس الاعلى في بياناته على وجود تناقض في الصلاحيات بين الحكومة المحلية وعمل مجالس الاسناد ويرفض ما وصفه باختزال الدولة وقراراتها بمنصب رئيس الوزراء.
ويتهم المجلس الاعلى الحزب الذي بتراسه المالكي بشراء العشائر ماديا من خلال اقامته تشكيل سياسي متحالف معه ويؤكد ان هذه المجالس ستثير فتنة كبيرة وانقسام بين عشائر العراق خصوصا الفراتية والجنوبية منها.. فيما يؤكد مسؤولون في حزب الدعوة ان تشكيل هذه المجالس جاء لدعم جهود الحكومة في المصالحة الوطنية وانها ستكون هيئات رقابية على مجالس المحافظات. ويعتبر المجلس الاعلى ان مجالس الاسناد ان لم تدرج في القوات المسلحة بسياقات صحيحة فهي ميليشيات فيما يعتبر حزب الدعوة هذه التشبيهات غير صحيحة ويؤكد ان مبادرة المالكي بتشكيل مجالس الاسناد جاء لدعم الاجهزة الامنية وان المشككين بهذه المبادرة لايريدون للدولة العراقية ان تكون قوية.



#سعد_الكناني (هاشتاغ)       Saad_Al-kinani#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاصلاح السياسي وفق التجربة الاردنية
- الانتخابات والاختيار الانتقائي
- الحذاء والزمن الاغبر
- رأي في المشهد السياسي العراقي بعد توقيع الاتفاقية
- كيف ستكون العلاقة الايرانية الامريكية بعد فوز اوباما
- المطلوب امريكيا في العراق بعد فوز اوباما
- الأمن الوطني والديمقراطية بين التوافق والتناقض
- الديمقراطية في زمن المالكي


المزيد.....




- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعد الكناني - الصراع الشيعي في ظل حكومة شيعية؟؟