أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسين علي الحمداني - كان هنالك سجن أسمه العراق














المزيد.....

كان هنالك سجن أسمه العراق


حسين علي الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 2615 - 2009 / 4 / 13 - 04:57
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


العراق بعد ستة سنوات من سقوط الصنم عراق جديد في كل شيء حتى في لغة التخاطب بين أبنائه الذين تحرروا من عقدة الخوف من السلطة التي كانت تضرب وتبطش بالرأي التي تعارض وتوجهاتها ونجد اليوم في العراق الديمقراطي القائم على التعددية إن الحوار مع الآخر هو سلوك ونهج ثابت في فلسفة الحكم العراقية القائمة على مبدأ تداول السلطة الذي نجح مرتين خلال السنوات الستة المنصرمة فوجدنا إن الشعب العراقي أختار مرتين ممثليه في الجمعية الوطنية ومجلس النواب وأضاف إليها ممثليه في مجالس المحافظات في الانتخابات الأخيرة بداية هذا العام . إن سقوط الصنم يوم التاسع من نيسان 2003 لم يكن مجرد سقوط تمثال للطغيان والشر والتخلف بقدر ما هو تحقيق لرغبات ملايين العراقيين الذين استبيحت كرامتهم على يد أزلام هذا النظام الشوفيني, وربما كان البعض من أبناء الشعب العراقي لا يتصور حجم الجرائم التي ارتكبها صدام وأعوانه بحق العراقيين ولكن جلسات محاكمات أزلامه سواء كانت في محاكمات الدجيل أو الأنفال أو حلبجة او إعدام التجار او الكورد الفيلين وغيرها قد كشفت عمق الخراب الذي لحق بالعراق على مختلف الصعد جراء سياسات النظام المقبور وبالتالي فأنه وبعد ستة سنوات من سقوطه انكشفت الكثير من الحقائق التي غيبت في سنوات حكمه البائدة. وما كشف منها لا يشكل سوى نسبة ضئيلة وستكشف السنوات القادمة المزيد منها . والمتابع لمؤسسات النظام المقبور خلال السنوات الـ35 التي سيطر فيها على مقدرات العراق يكتشف إنها جميعا كانت تؤدي مهمة واحدة هي حماية رأس النظام وتحقيق طموحاته غير المشروعة ونزواته الشريرة وفي السنوات التي أعقبت الانتفاضة الشعبانية المباركة عام 1991 تكرست هذه المؤسسات العسكرية والحزبية والاستخبارية بيد ولديه المقبورين لتزداد بطشا بالشعب وابذأ له والتحكم حتى بقوت الشعب الذي كان بالكاد يكفي لبضعة أيام من شهر طويل جدا من الجوع والحرمان فنجد إن هذا النظام وبعد محاولة الاغتيال للمقبور عدي والتي جعلت منه كسيحا أنتقم النظام من الشعب الذي كتم فرحته بهذه المحاولة بتقليل حصة الطحين من الحصة التموينية من 9 كغم إلى 6كغم وكأنه يوجه رسالة للشعب مفادها (( أنتم في واد وأنا في واد آخر)) وهذا بحد ذاته يمثل جريمة إنسانية بحق شعب أصيل. وأمثلة كثيرة تحتفظ بها ذاكرة الشعب العراقي , تقابلها تصرفات كثيرة من هذا النظام تؤكد عنجهيته فقد عرضت (العراقية ) قبل أيام فلم عن أحد قصور الطاغية تحيط به بحيرات الماء الاصطناعية من كل حدب وصوب وكأن نهر دجلة وجد لقصوره فقط!! ناهيك عن البناء الرخامي الذي لا مثيل له فيما كان أبناء الشعب يبحثون عن صفيح بالي ليعملوا منه سقف يقيهم شمس الصيف او أمطار الشتاء أليس هذا استهتارا بمقدرات الشعب وفسادا ما بعده فساد؟؟ كنت أشاهد هذا الفلم الذي عرضته( العراقية) وكنت أتألم كثيرا ومبعث ألمي ليس على تبذير المال العام ولكن مبعث ألمي إن هذا المقبور الجاهل الذي بذر أموال العراق على ملذاته ونزواته وترك بعد سقوطه المخزي مئات القصور الفارهة وآلاف من مدارس الطين والقصب الآيلة للسقوط ونجد من يدافع عنه في الفضائيات من المحللين الذين لا يعرفون شيئا سوى ما يدفع لهم وهؤلاء يقولون أن النظام السابق قد بنى العراق!! فاذا كانت الحضارة هي بناء القصور وخراب المدارس والمستشفيات فهذه ليست حضارة بقدر ما هي تحقيق رغبات شخصية لنفس مصابة بمرض وداء لا شفاء منه إلا بحبل المشنقة. وحبل المشنقة الذي التف حول عنق الطاغية كان لحظة طالما حلم بها أبناء الشعب العراقي الذي فقد من شبابه المثقف الواعي الوطني عشرات الاف لا أحد يعرف كيف أعدموا وأين دفنوا بل لماذا اعدموا؟؟
سقوط النظام المقبور لم يكن في التاسع من نيسان 2003 بل هو سقط قبل هذا التأريخ بكثير سقط حين ارتكب جريمة العصر بإعدامه المرجع الديني الكبير محمد باقر الصدر (قدس) حيث اعدم في الخامس من نيسان 1980 بأمر من الطاغية , أليس هذا سقوط وانحدار نحو الهاوية التي ما بعدها هاوية , كثيرة هي المرات التي سقط فيها النظام الفاشي ولكن في كل مرة كانت أجهزته القمعية بالمرصاد تحصد أرواح الأبرياء في المدن والقرى والقصبات العراقية ومن ينجو من الموت بأعجوبة يختار المنافي حتى وصلت أرقام المعارضين له في دول العالم ومن الهاربين من جحيم حكمه أكثر من أربعة ملايين وحين سأل طارق عزيز حنا عن المعارضة العراقية أجاب باستهزاء.. نحن ليس لدينا معارضة!! بدليل إن الشعب صوت بنسبة 100% للقائد!!! أليس هذا سقوط آخر أن تتجاهل 20% من أبناء الشعب الذين توزعوا في قارات متباعدة , وتوزعت قبورهم في قارات متباعدة وكلنا سمعنا أفادت تلك المرأة من الكورد الفيلين التي قالت أن إخوتها كانوا يعيشون في بيت واحد وهجروا أحدهم مدفون في النجف والآخر في إيران وثالث في سوريا ورابع مدفون في هولندا!! كانوا في بيت واحد قبل زلزال البعث فهجروا وتباعدت قبورهم !! جرائم كثيرة ولا زال البعض يقول إن صدام بنى حضارة في العراق!!! واليوم نجد من يدافع عن شرذمة من الارهابين الصدامين هربوا لهذه الدولة او تلك بعد أن تلطخت أيديهم بدماء الأطفال والنساء والشيوخ ولا زالت رائحة الديناميت تفوح منهم نجد من يدافع عنهم ويطالب الحكومة بإيصال حصصهم الغذائية حيثما كانوا وتلبية متطلبات الحياة الكريمة لهم فيما نجدهم حين كانوا في سدة الحكم يتجاهلون الملايين الذين شردتهم سياسات المقبور وأزلامه. خلاصة القول إن العراق كان سجن كبير أسلاكه الشائكة أزلام النظام سواء في المخابرات او الاستخبارات أو (الرفاق) وهم ذاتهم الجلادون والشعب هو السجين وفي التاسع من نيسان 2003 تهدم السور وهرب السجانون فاستعاد الشعب حريته ولن يفرط بها .



#حسين_علي_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليوم المدرسي الأول ... عيد ميلاد الصف الأول
- الى قمة الدوحة
- العراق باب رزق الاعلام
- محنتنا مع الحكام
- هل الحكومة العراقية تمهد لعودة البعث
- الفساد الإداري أسباب ونتائج
- ابتدأ عصر الشعوب
- زيارة مرحب بها
- بين تقاعد جاسم المطير وغضب عبد علي حمزة
- الانسحاب الأمريكي والجاهزية العراقية
- النظام العربي الآيل للسقوط
- كيفية ادارة الصف الدراسي
- الفلسفات التربوية و وجهة نظرها في المنهاج
- تخطيط واعداد الدروس
- ساركوزي في بغداد
- الحاجة إلى الديمقراطية
- كاديما... أقصى اليمين
- لماذا 51% فقط
- التحول الجديد في العراق
- الانتخابات واشياء اخرى


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسين علي الحمداني - كان هنالك سجن أسمه العراق