أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد الحريزي - حكاية (العم هلكان العريان) في العيد التعبان















المزيد.....

حكاية (العم هلكان العريان) في العيد التعبان


حميد الحريزي
اديب

(Hameed Alhorazy)


الحوار المتمدن-العدد: 2603 - 2009 / 4 / 1 - 08:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نحمد الله انك لم تكن فيها
حكاية العم ((هلكان العريان)) في العيد التعبان
يذكر احد العمال انه مع عصبة من أصدقاءه ألكسبه قصدوا احد المدن العراقية للعمل وقد كانت جيوبهم خالية وبطونهم خاوية،فاخذوا يدورون في شوارع المدينة علهم يصادفون وليمة عرس او عزاء يمكن ان يدسوا أنفسهم بين المدعوين لسد جوعهم،وبينما هم كذلك لمحوا من بعيد طابور من الناس من مختلف الأعمار وبمختلف الأزياء وهم يحملون صناديق الهدايا ويقود بعضهم خرافا سمينة وهم يتدافعون لخول احد القصور المنيفة فاستبشروا خيرا فقد عثروا على بغيتهم وأمنيتهم في الظفر بوجبة دسمة طالما حلموا بها فالتحقوا في الطابور وهم يتصنعون مساعدة الآخرين في حمل او سحب هداياهم من الخراف المسمنة لغرض التغطية خشية ان يعترض طريقهم أحدا لأنهم غير مدعوين، أخيرا فقد تمكنوا من الدخول فشهدوا باحة الدار وقد ملت بالطبالين والزمارين وحاملي الدفوف وهم يهزجون ويدبكون تختلط بهم النساء المزغردة وأطفال راقصة منشده وهم يتلقفون ((الملبس والجكليت والحامض حلو والمصقول) الذي كان ينثر على راس رجل كهل من أصحاب الكروش ينوء بحمله كرسي وضع في وسط باحة الدار والناس يستعرضون أنفسهم أمامه فردا مصافحيه وهم يرددون ( نحمد الله انك لم تكن فيها)) ثم يسلمون هداياهم لأبنائه ومقربيه ويخرجون من باب خلفيه.
أصاب جماعتنا العجب والدهشة والاستغراب لما يشهدون فالشيخ السبعيني الجالس باتم الصحة والعافية ولا يبدو عليه المرض كذلك لا تدل هيئته كونه عريسا او قادما من حج بيت الله،فصعب تفسير الأمر عليهم مما أنساهم جوعهم وخواء بطونهم فقرروا ان يسألوا الناس المباركين عن حقيقة الأمر وماهي المناسبة لهذه((الهيصه)) وهذا الهرج وكل هذا الفرح والمرح والرقص على أنغام الدفوف وهذه الأكداس من الهدايا والتبريكات الحارة بالسلامة والفوز العظيم، فكانت اغلب الأجوبة مخيبة للآمال حيث وجدوا ان نسبة غير قليلة من القادمين إنما اجتذبهم الطابور وحب الاطلاع والفضول لمعرفة حقيقة الأمر وكان قسما نهم كحالهم ممنيا النفس بوليمة دسمة كالمعتاد عندما تكون عند مثل هؤلاء الوجهاء والتجار من أصحاب الثروة والمال عند قدومهم من الحج والعمرة او سلامتهم من مرض خطير او زواج احد أبناءهم الكبار او ختان أطفال أبناءهم وأبناء أبناءهم الصغار.
فقصدوا رجلا كهلا يبدو انه من السماسرة وهو محمل بالهدايا ،فيبحلق في وجوههم مستغربا ومستنكرا سؤالهم وعدم معرفتهم بالأمر الجلل قائلا:-
-شنو بابا انتو مو من الولايه وما تعرفون ألصار للحجي والله ستر عليه،ولكم بابا ألحجي كانت ((دشداشته)) مشروره عله الحبل في سطح الطابق العلوي للقصر فهبت رياح قوية مما أدى الى سقوط ((الدشداشه)) من السطح للأرض،ياساتر يارب!!!
فأجابه الجماعة مستغربين ومستفهمين:-
حجي بروح أبوك شنو يعني وإذا طاحت الدشداشه بالكََاع اشصار؟؟
- ولكم شنو اشصار تدرون لو كان ألحجي لابس الدشداشه الله لا يكَوله جان صار طشار!!!!
ولذلك كما ترون نحن البياعه شرايه والدلالين والمستأجرين عند ألحجي جئنا نبارك له سلامته حامدين الله تعالى انه لم يكن فيها ساعة سقوطها من السطح العالي؟؟!!
وقد بلغ الاستغراب حدا كبيرا عند الجماعة الجياع وهم يشهدون مدى تزلف وتسول وقردنة هذه النماذج المنتفعة التي تتمنى موت ألحجي للخلاص منه ،الآن يختلقون الحجج والذرائع للتقرب منه لانه من أصحاب الثروة والجاه والسلطة عسى ان يصيبهم من فضله شيئا؟؟!!
ان باعث هذه الحادثة التي رواها لي العم ((هلكان العريان)) هو الخبر الذي قرأته له حول الاحتفالات الكبيرة والتطبيل والرقص التي سيقيمها الحزب الشيوعي العراقي لأكثر من أسبوع بمناسبة الذكرى الماسية لميلاد الحزب كمحاولة مني لإدخال البهجة والفرح لقلب ((العم هلكان العريان)) الذي غطاه الحزن والألم منذ إعلان نتائج انتخابات مجالس المحافظات والخسارة المرة التي تعرض لها الحزب في هذه الانتخابات وما قبلها بالرغم من كونه كان ما حدث ليس مفاجأ له، فهو يرى ان هذا الهرج والتطبيل والتزمير و(( فايز حزبنه ماهمته الوكَعات))!! فهو يشبه تهنئة متزلفي ومتسولي وغوغاء المدينة للحاج وقولهم((نحمد الله انك لم تكن فيها)) فطبالة الحزب ومزمريه يهنئون القائد الحزب انه لم يكن ضمن رداء السلطة ومجالس المحافظات ويا ليته قد ترفع عليها منذ البداية، ولكنه خسرها رغم تسوله وتوسله لها منذ دخوله مجلس الحكم و لحد الآن.
لافتا نظري الى تصريح المصارع العراقي الشهير ((عدنان القيسي)) الذي صرح قبل أيام عند عودته للعراق بان ماكان يجري على ارض الملاعب وفوزه فيها إنما هو من تدبير وتخطيط المخابرات العراقية للإلهاء الناس عن واقعهم الحقيقي وجرهم الى حلبة صراع وهمي وبين خصمين مصطنعين.
فالحزب بدل من كشف خبايا هذا اللعبة الانتخابية وهي تجري بين نفس اللاعبين وتبادل الأدوار واقتسام المقاعد والمناصب فيما بينهم وبإيعاز من جهات عليا تحرك أطراف اللعب وتتحكم في مجريات أللعبه وما كان على القيادة إلا ان تنأى بنفسها عن ((لعبة)) المحاصصة الطائفية العرقية المصممة أمريكيا.
إما وقد دخلها وخسر خسارة مرة وهزم هزيمة كبرى فعليه ان يكرس ذكراه الماسية الى ورشة عمل جاد وفاعل وجريء لدراسة أسباب هزيمته ،وسماع الأصوات المخلصة التي وجهت النقد البناء والحريص على حزبهم وعلى مصالح شعبهم ووطنهم ونبذ الإصرار على الخطأ وتكراره وإمراره دون مراجعة مما يفع الى الظن ان لم يكن الجزم بالعمل المقصود ومع سبق الإصرار لتهديم هذا الصرح العملاق الذي بني بدماء وتضحيات آلاف الشيوعيين وعوائلهم وأصدقائهم.مما يتطلب وضع الحلول والإجراءات والقرارات لتصحيح النهج الفكري والسياسي والتنظيمي لقيادة الحزب التي تحاول ان تبقي الوضع على ماهو عليه لأنها تعلم تماما إنها السبب الحقيقي وراء ما جرته على الحزب من نكسات وخسائر وتهميش دوره في الشارع العراقي،ولغرض التغطية ولتكون الأصوات التي انطلقت من داخل الحزب ناهيك ممن هم خارجه غير مسموعة هذه الأصوات المطالبة بعقد كونفرس موسع او مؤتمر استثنائي يفضي الى تنحية هذا الرأس القيادي الخائب ان لم يبادر من ذاته الى التنحي عن قيادة الحزب اعترافا بفشله.
ان هذا التطبيل والتزمير والرقص وسط الهزائم لتكون كممارسة أحزاب السلطة في الوطن العربي وفي عراق الديكتاتورية عندما يحولون المصائب والهزائم الى انتصارات مزعومة ولا نظن ان ذاكرة الشعب العراقي وذاكرة الشيوعيون خصوصا قد غاب عنها سلوك الدكتاتور المنهار عند إيقاف الحرب المأساوية مع إيران وكيف غصت ساحات بغداد والمحافظات بالفرق الغجرية وفرق الطبالين والمزمرين لعدة أيام وهي ترقص فرحا وابتهاجا على أشلاء ألموتي والجرحى والمعوقين والأمهات الثكلى والأيتام والمشردين وخراب البنية التحتية للاقتصاد والمجتمع العراقي وتكبيل أعناق العراقيين بمليارات الدولارات ديونا نعاني منها الآن.
وفي ختام حديثه المؤلم ينفجر العم ((هلكان العريان)) ضاحكا وهو يقول ((ان شر البلية مايضحك)) يا عمي يكَولون ((اذا طابت النفوس غنت)) ما كَالوا ((اذا مرضت النفوس غنت)) والأعجب من هذا يا عمي ان الجماعة ((صاروا مطهرجيه ومطيرجيه)) هازا يده تعجبا لما وصل إليه الحال وآل إليه المآل!!!.
إما أنا فأقول ماقاله المتنبي:-
عيد ،بأية حال عدت يا عيد بما مضى أم لأمر فيك تجديد
إما الأحبة فالبيداء دونهم فليت دونك بيداً دونها بيد
أصخرة أنا؟ مالي لا تحركني هذي المدام ولا هذي الأغاريد
اذا طلبت كميت اللون صافية وجدتها وحبيب النفس مفقود
نأمل ان يعود العيد على كل شيوعي العراق وقد تعافى حزبهم المجيد حزب الشهداء والتضحيات ليكون حزبا للبناء والانتصارات من اجل سعادة الشعب وحرية الوطن وخلاصه من قوى الشر والاحتلال والاستغلال وقد انتظمت كل القوى اليسارية والديمقراطية في جبهة فاعلة قوية قادرة على تحقيق طموحات جماهير الشعب من شغيلة اليد والفكر.
ودعني العم ((هلكان العريان)) قائلا:-
في البدء كان العمل(( فحي على خير العمل)).



#حميد_الحريزي (هاشتاغ)       Hameed_Alhorazy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتبه في مدرستنا مشرف!!
- متى يكون نفطنا لنا؟؟؟
- -قصة قصيرة عربانة مظلوم- لبلبي يلبلوب
- ((ألم))((نصه))
- عربانة مظلوم(باجله لوز)- قصة قصيرة
- أستطلاع ألرأي واقعه وأفاق تطوره
- هندالة هلكان العريان(لاحظت برجيله ولا خذت سيد عليّ)
- بمناسبة يوم الشهيد الشيوعي(ابحث لكم عن اسم آخر)
- اي الصناديق نختار؟؟؟
- آراء وملاحظات حول انتخابات مجالس المحافظات
- اضواء على شعارات المرشحين وامنيات الناخبين
- الوصف الطبقي لغالبية المرشحين لمجالس المحافظات
- من يحل العقدة؟؟؟
- ربيع الولائم وصراع القوائم-اراء وملاحظات حول انتخابات مجالس ...
- متى يتم تخفيض أسعار المحروقات؟؟؟
- سايكولوجية التمزيق
- ضمور في التيار المشتعل وتضخم في التيار المستقل في العملية ال ...
- ضمور في التيار المشتعل وتضخم في التيار المستقل!!!
- ( واقع الشارع الانتخابي العراقي في انتخابات مجالس المحافظات)
- الراي العام


المزيد.....




- علماء يستخدمون الذكاء الاصطناعي لحل مشكلة اختفاء -غابات بحري ...
- خبيرة توضح لـCNN إن كانت إسرائيل قادرة على دخول حرب واسعة ال ...
- فيضانات دبي الجمعة.. كيف يبدو الأمر بعد 3 أيام على الأمطار ا ...
- السعودية ومصر والأردن تعلق على فشل مجلس الأمن و-الفيتو- الأم ...
- قبل بدء موسم الحج.. تحذير للمصريين المتجهين إلى السعودية
- قائد الجيش الإيراني: الكيان الصهيوني اختبر سابقا ردة فعلنا ع ...
- الولايات المتحدة لا تزال غير مقتنعة بالخطط الإسرائيلية بشأن ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد الأوروبي يحضر الحزمة الرابعة عشرة من ا ...
- إصابة 3 أشخاص في هجوم انتحاري استهدف حافلة تقل عمالًا ياباني ...
- إعلام ونشطاء: هجوم صاروخي إسرائيلي جنوبي سوريا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد الحريزي - حكاية (العم هلكان العريان) في العيد التعبان