أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سميرة الوردي - هذه بغدادنا تنهض من جديد














المزيد.....

هذه بغدادنا تنهض من جديد


سميرة الوردي

الحوار المتمدن-العدد: 2598 - 2009 / 3 / 27 - 09:03
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بغداد بعد الغياب
سالتني صغرى أبنائي التي ابت الا مرافقتي لكسر حاجز الخوف والرعب الذي عشعش قبل عشرات السنين وآن أوان انتهائه والعودة للوطن.
بعد ثلاث ساعات انتظار، انطلقنا مرتفعين ، سنصل بعد ساعتين ونصف سنصل الى ارضنا الحبيبة بعد طول انتظار .
تتصارع مشاعري حنيناً شوقا غضبا ،رغبة مجنونة لرؤية الوطن ، وعذابا لتركي ابنتي الكبرى وصغيريها الرائعين .
كم وددت ان يُلّمَ شملنا ونعود ، ولكن هيهات ( تجري الرياح بما لاتشتهي السفن ) ثمن الغربة باهض ومقيت .
ألملم شتات نفسي فالدموع تأبى الا النزول.
هل حقا ( النهر لايعود الى منبعه ) إذا كيف سنعود بعدهذا الغياب !
لم أتوقع بغداد واهلي بهذا الشموخ والالق . اُمسية عاصفة اختزنت كل الآلام والجروح لتصبج ذكرى مؤلمة طواها الزمان . انها بغداد الدفء والحنان ، تزهوبربيع آذارها .
رأيت أبي الذي أحنته السنون ولم تستطع كسر شموخه ، أبي الذي صار جزءا من نبض بغداد الزاهي ، قدم لي نارنجة قطعها من شجرة الدارالتي لم تتزحزح ، والتي صبرت رغم ما مر بها من دمار .
لك حبي واعجابي ولراننجتك طول البقاء.
....
في دار أخي لم يزل للفجر بهجته ، فخطوات أخي توحي دوما ببدء يوم جديد ، لم تغير الأحداث من عاداته الصباحية في تحضير أشهى أطباق الإفطار لكل من في الدار ، سواء لمن كان على عجل للخروج لعمله أو لمن ما زال ينعم بالغفو تحت ظله، حدثتني نفسي والألم يعتصرها اهذه نهاية مطاف رئيس قسم في اهم دائرة تكنولوجية ، يقضي جل نهاره في تعقيم مياه الشرب ومراعاة الابناء والاحفاد والأخوات وابناءهن . سألته يا أخي لم لا تعود لوظيفتك التي خرجت منها قسرا ، والبلد بحاجة لخبرتكم وهو مقبل على نهضة تكنولوجية وعلمية ؟
ضحك مجيبا أي دائرة حبيبتي ولم تعد تلك الدائرة في الوجود ! لقد ابتلعها الحصار والأحداث ولم يعد لمعمل الإسكنرية وجود ، حزنت حزنا شديدا فالبلدان نمت بنيتها الأساسية وازدهرت صناعتها وارتقى مستواها الإقتصادي والعلمي والإجتماعي ، ونحن علينا البدء من الصفر .
....
خطواتي الأولى لبغداد أوحت لي بأني أسير في مدينة عافها التاريخ ، مدينة جدر لم تخطر على بال أي بغدادي حتى في أتعس الكوابيس ، هالني أن أرى مدينتي الحبيبة الخالدة التي تغنى بها أبرع الشعراء وأنبل الفنانين والأدباء توحي للقادمين أنها سجن كبير ، انني مع هذا السجن مادام يحفظ دماء هؤلاء الناس الطيبين الذين قاموا من بين الركام ليخلقوا بغدادنا من جديد ،يساؤلني عقلي
لمَ بغداد أصابها دمارٌ لم يصب أي مدينة عبر التاريخ ؟
ولم استهدفت بغداد العصية بغداد الجميلة بكل هذا الفناء والدمار ؟
....
مدينة الجدر والأقفال لم تفقد طيبها وعطرها فشوارعها عامرة بنفوس من بقي من أبنائها من تحمل واستعد ليتحمل وزر الآخرين لتتنفس بغداد المستقبل وتجتاز محن التاريخ ولتبقى عصية على العتاة والبغاة وليتغنى بها الشعراء، هذي هي بغدادنا.



#سميرة_الوردي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لآذار طعم السنابل
- قاسم محمد مدرسة الأجيال
- لماذا لم نبتهج والإنتخابات تطرق الأبواب
- لو نتعظ ونتعلم من أوباما
- هل من محتفل ؟ ! وناخب ؟! ومنتخب؟ !
- تباً لكم ولما فعلتم في الدورة !
- قلبي معك وعقلي ضدك يا منتظر
- هل نكتب ما شاهدناه أم نشاهد ما نكتبه ؟
- متى نعتزُ بالجمال !
- لماذا الموت ؟
- بذور الحنظل
- سميرة الوردي تهنئ وتقول الأسود في البيت الأبيض
- أنا وولدي والوطن بين ... سيغموند فرويد ... وعلي الوردي
- الفن والحرية ... شعب في الإغتراب و شعب تحت التراب
- جواب
- القرضاوي وميكي ماوس
- ليلى والذئب وحكايات أُخرى
- جدلية الموت والحياة وغبارالحق الإلهي
- أحاديث منتصف النهار
- لماذا البكاء


المزيد.....




- السعودية.. هذا ما جاء في رسالة الملك سلمان وولي العهد بعد مو ...
- -تحطم طائرة لن ينجو منه أحد-.. تفاعل على توقع ليلى عبداللطيف ...
- بوتين يشكر شي جين بينغ على حفاوة استقباله في الصين
- الدرك الفرنسي يعتقل 240 محتجا ويزيل 76 حاجزا بعملية واسعة في ...
- غالانت يبلغ ساليفان أن -واجب- إسرائيل توسيع العملية البرية ف ...
- في خطاب تنصيبه.. رئيس تايوان يحث الصين على وقف -الترهيب العس ...
- مصر تعلن مواجهتها وضعا صعبا فريدا من نوعه
- أطباء رئيس وزراء سلوفاكيا يوضحون حالته الصحية بعد 5 أيام من ...
- رئيس منظمة إدارة الأزمات في إيران: لا حاجة للحمض النووي للتع ...
- البطريرك كيريل ومفتي المسلمين في روسيا يعزيان بوفاة رئيس إير ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سميرة الوردي - هذه بغدادنا تنهض من جديد