أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سهام فوزي - عيدك أمي















المزيد.....

عيدك أمي


سهام فوزي

الحوار المتمدن-العدد: 2592 - 2009 / 3 / 21 - 05:01
المحور: سيرة ذاتية
    


كثيرا ما سمعت الاخرين وانا طفله يرددون عبارة أن الدنيا أم ولم أكن أفهم معناها ولم أكن استطيع استيعاب كيف يمكن أن تختصر الدنيا لتصبح أم ولكن مرور السنين علمني معني العبارة وكيف تكون الدنيا أم
فالدنيا هي الحياة وانت أمي من وهبتني الحياة والدنيا تعني الإستمرار وانت أمي من تساعدينا حتي الآن لكي نستمر علي قيد الحياة فبعد أن ولدنا اصبحت انت ينبوع العطاء الذي لا ينضب تعطين وتعطين وكأن العطاء هو انت حتي وأن اعطيتنا من روحك فانت أبدا لا تتوقفين عن العطاء راضية باسمة حامدة الله علي أنك قادرة علي العطاء سائلة إياه أن تعطينا أكثر وكاننا خلقنا لكي نأخذ وخلقتي أمي كي تعطينا الكثير الكثير
ونكبر وتكبرين معنا ولكنك ترفضين أ، تري اننا اصبحنا كبار وتستمرين تعطينا كل ما تستطيعين وكاننا لازلنا اطفالك الذين لا يبغي ان تغفل عينك الساهرة عنهم حتي لا يأذون انفسهم وتبقين الحارس الأمين علينا الذي لا تضعفه السنين والايام والمحن ولا تشغله الخطوب عن اداء دوره وهو الاحتراق كي نكبر نحن ونسعد ، مهما كبرنا امي تبقين انت الينبوع الطاهر الذي تغسل مياهه كل الآلام والجراح تبقين مصدر النور الذي نمضي به بين دروب الحياة وتبقين مصد الحكمة التي تعلمنا في كل يوم شيئ جديد يكون الزاد والزواد الذي يمدنا بالقوة لنواصل الإبحار في دروب الحياة ، ستبقين انت اول مصادر العلم يا امي التي لا تنضب بل تتجدد لكي تعلمنا الكثير من الحكمه ، مهما كبرنا فسنبقي صغارا نحتاج إلي حبك وحنانك ودعواتك سنبقي نحتاج إلي أحضانك نختبئ فيها وندفن بين ضلوعك أحزاننا والامنا .
أمي يا اساس وجودنا ماذا نهديك في عيدك وكل ما سنقدمه إليك قليل قليل علي من أعطت وتعطي الكثير ، ماذا نهديك والطمع والجشع الفطري في الإنسان يدفعنا إلي أن نطلب منك المزيد من الحب والحنان والدعوات ، أجل ياأمي فنحن انانيون نطمع في المزيد نطمع ان نأخذ اكثر مما اعطيتي وتعطين فكيف نشبع من ذاك الحب الرباني الذي يغذي الروح قبل الجسد نحن نطمع في المزيد والمزيد والمزيد من الدعوات التي تنير لنا الدروب المظلمه فتحولها إلي طرق واضحة المعالم والمسالك .
أمي في يوم عيدك كم أتمني أن تكوني معي لا تفصلنا المسافات والحدود ، أتمني أن أرتمي في حضنك الدافئ لأشعر بالأمان لكي ترتوي نفسي العطشي لكي أشعر بالحياة فالبعد عنك أمي خاصة في هذا اليوم هو أصعب من الإحتمال ، او تعلمين اني أكره الخروج في هذا اليوم حتي لا اري الابناء وهم يحملون الهدايا والزهور إلي امهاتهم كي يحتفلون بها ومعها وانا لا استطيع أ، أفعل ذلك لأن الحدود الجغرافيه والظروف جعلت كلا منا تسكن في بلد مختلف عن الآخر ، أمي يانبض الحياة يأتي العيد اليوم وانت بعيدة مكانيا ولكنك هنا في قلبي تملأيه حبا وحنانا ودفئا ويكفيني أن اسمع صوتك لكي أشعر بان الله قد أعطاني الكثير
ماما يا أغلي كلمة ينطقها اللسان ماذا أقول عنك ولك فأحيانا يخون القلب صاحبه مهما كان بارعا في استخدامه فلا يستطيع أن يصيغ مشاعره واحاسيه ويحولها الي كلمات وحروف مرتبه وها ان اليوم أعجز عن ان ارتب افكاري او اعبر عن نفسي او ما اشعر به تجاه اساس وجود ي ولكني احاول واحاول ان اكتب ولو قليلا مما تحتويه الضلوع والحنايا من حب واحترام وتقدير لاغلي ما في الوجود إلي امي الي من اضع العمر كله بين يديها مقابل نظرة رضا وقبول، ولكني ساحاول يا امي أن اعبر عما في نفسي فانت وكل الأمهات تستحقون الكثير .
أمي عندما اقرا حجة من يعادون حقوق المراة ويرون ان المراة كائن ضعيف لا يجيد سوي الخضوع ولا يقدر ان يدير شئون حياته بمفرده دون حماية الرجل أضحك من أعماق قلبي واتساءل ماذا سيقولون لو رأوا أمي وغيرها من الأمهات ، فانت أمي علي الرغم من عدم إعترافك بذلك إلا أنك تتمتعين بقوة عجيبه علي الإحتمال ومواجهة الصعاب ، قوة أعطتك وأنت من عشت مدللة مرفهة في حياة أبي تأمر لتجاب أن تقومي بنفس الدور الذي كان يؤديه هو في حياته ، اعترف اليوم امي بان قوتك تلك هي من ساعدتنا وامدتنا باطاقه أن نواجه كل ما ألم بنا بعد وفاة أبي ، لقد كنت أنت أول من استطاع ولو ظاهريا أن يتغلب علي ألمه ويجمع شتات نفسه كي يساعدنا أن نعبر الألم والمحنة وان نتماسك ونخرج من شرنقة الأحزان لنبدأ من جديد كنت تبكين ليلا بمفردك في غرفتك لتخرجي نهارا وانت عازمة علي اخراجنا من دائرة الأحزان كنا ننغلق علي احزاننا فتخرجينا منها وانت احوج من اي شخص منا الي من يساعدك ان تخرجين من الحزن الذي سكن اعماقك ، كنت تقومين عنا بكل ما يجب ان نقوم به فتديرين الامور وتحلين المشاكل ونحن عاجزون عن التفكير وصمدت حتي عبرنا المحنة وتجاوزنا الألم ومضي كل منا ليستأنف حياته وينشغل باموره وبقيتي أنت وحيده تداوين ألمك بمفردك وتبكين وحدك لكي تضحكي عندما ترينا معنا وكل ذلك حتي لا نضعف ، كنت دائما ورائنا تصححين أخطائنا وترين بحكمة السنين وعمق التجربه ما عجزنا عن رؤيته وتقومين بعمل ما لانقدر عليه وكاننا عدنا صغارا عاجزين .
امي كم اشتاق اليك ، اشتاق ان اراك ان اضمك ان اقبل جبينك فكل حب وحنان العالم لا يماثل حبك وحنانك ، فحب الام هو حب مختلف هو بلسم وسلسبيل عذب يروي نفوسنا وارواحنا ، هو الدواء لجروح الروح وهو ما يفعل بنا الأعاجيب ، أمي حبك وحنانك هو نهر ينبع من روحك وجسدك ليصب في أرواحنا وأجسادنا فيعطينا الحياة ويزرع في نفوسنا الأمل ويثمر في حياتنا نجاحا أنت مصدره وأساسه ولولاك ما كنا ولا كان النجاح ، انت من وضعت الأساس الذي قام عليه البناء ، وكم من مرة حطمت ارادتنا العراقيل والمشاكل ورغبنا أن نكتفي بما حققنا في الحياة ولكنك كنت ترفضين وتثورين وتصرين علي أن نكمل الطريق ، كنت تخاطبينا مرة بالحكمة ومرة بالصرامة فتعود لنا روح التحدي والإصرار ونمضي في دروب الحياة نلتمس مكانا نحفر فيه اسماؤنا بجهدنا وكفاحنا وانت من ورائنا تمنحينا القوة تارة والامل تارة أخري ، لم تعطينا الفرصة لكي نيأس أو نكل أو نمل فانت دائما تشعرين بما نفعل او نحس قبل أن نصرح به ولذلك تكتشفين اخطاؤنا وضعفنا قبل أن يظهر للعيان
امي في عيدك اقولها باعلي صوتي انت اساس كل ما حققت انا ولولا دعمك ووقوفك الي جواري لما تحركت من مكاني قيد انملة ، ولولا كل ذلك الحب والحنان لكنت اليوم بحال غير الحال امي اهديكي اليوم كل ما حققت وما ساحقق وادعو الله ان تبقين النور الذي ينير حياتي وان يمنحك الله القوة كي تعطينا المزيد الم أقل لك اني انانية لا اشبع من الارتواء من ينبوع حنانك




#سهام_فوزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمرو أديب وجواد وبغداد
- وجهة نظر إسلامية مختلفه 3-3
- وجهة نظر اسلامية مختلفة 2-3
- وجهة نظر إسلامية مختلفه 1-3
- اعتذار لرفاق المسار
- كل عام سيدتي وانت بخير
- الي رجل شرقي استمع الي انين امراة سحقتها الخيانة
- المرأة والدين
- هل الرجل وحده هو المسئول
- كرموها فاعيدوا لها ابنها
- ارض قمعستان
- الكوتا النسائية
- المجلس والحزب
- قصة كتكوت الحوزه
- فاطمة يا حلمي الجميل
- الاسلام والديمقراطية
- الزواج العرفي
- الأمن القومي العراقي
- شهريار العصري
- عشق العراق


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سهام فوزي - عيدك أمي