كل عام سيدتي وانت بخير

سهام فوزي

الحوار المتمدن-العدد: 2579 - 2009 / 3 / 8 - 10:49
المحور: ملف 8 اذار/مارس يوم المراة العالمي- 2009-اهمية وتاثير التمثيل النسبي (الكوتا) في البرلمان ومراكز صنع القرار في تحقيق مساواة المراة في المجتمع
    

كل عام سيدتي وانت بالف خير ، فاليوم هو هو اليوم الذي يحتفل العالم اجمع به فيك ، ويحرصون في العديد من مناطق العالم علي ابراز ماتم من انجازات في مجال حقوق المراه في هذا اليوم وبما اننا في المنطقة العربيه ان كنت لا ازال اعرف الحقائق الجغرافية ولم يسكن الجهل المطبق الذي نعيش فيه عقلي جزء من العالم فدعينا نستعرض انجازاتنا نحن العربيات في هذا اليوم
سيدتي ان من اعظم انجازاتنا اليوم مقارنة بذات اليوم من الاعوام السابقه اننا ازددنا تقدما الي الوراء فتراجعنا الي الخلف مئات بل الاف السنين وازداد عدد النساء المؤمنات والمتحمسات لقيم البداوة والتخلف ، وازداد عدد النساء اللواتي صدقن انهن الشيطان الذي يفسد الرجال ويفتنهن في دينهن ولذلك فتبارين في اختراع مزيدا من الحيل التي تخبئ هذه الفتنه ورات العديد من النساء ان الحل يكمن في الاسدال بل وفي النقاب الذي اصبح هو معيار التقوي والطاعة لله كيف لا وهو الذي يحمي الرجال من فتنه النساء ويجنب الرجال ان يقهروا امام شهواتهم وكاننا نؤكد بذلك ضعف الرجل الشرقي وعدم قدرته علي التحكم في ذاته وغرائزه فيثيره وجه المراه او جسدها فيضعف ويرتكب المعاصي اتلك هي قوة الرجال في مجتمعاتنا اهذا هو الرجل اذي يجب ان اخضع له لانه الاقوي ااخضع لرجل عاجز عن التحكم في غرائزه يستثار لمجرد النظر الي وجه المراه ولذلك يجب ان يحجب وينقب بالسواد حتي لا نغضب الخالق وقد ياتي العام القادم وقد اضفنا الي النقاب تكميم افواه النساء وحجب اصواتهن لان صورة المراة عورة وقد يثير غريزه الرجل وبالتالي يجب ان تسكت امراة وتستعيض عن الكلام بالاشارات التي يجب ان يحددها رجال الدين والقبيله حتي يحدد المباح منها والممنوع حتي لا نثير الرجال باصواتنا
ومن اعظم انجازاتنا هذا العام اننا احطنا عقولنا بالنقاب رجالا ونساء فاصبحنا لانفقه شيئا ولا نعي من الحياة سوي التفنن في القضاء علي ادمية المراة واخضاعها واذلالها وجعلها تقبل ما يخطط لها وان ترضي ان تصبح دمية لسادة القبيله يفعلون بها كما يشاؤن
ومن اعظم انجازاتنا اننا بدانا ننظر الي ما استطاعت المراة الحصول عليه بعد كفاح وعذاب ونحاول ان نحطمه فازدادت الدعوة الي رجوع المراة الي بيتها وعدم العمل والدعوة الي ان يقتصر دورها علي ان تحترق ليل نهار كي يعيش سيد القبيلة مرفها منعما وويل لمن ترفض ذلك فهي ستطرد من رحمة سيد القبيلة لتاتي غيرها من النساء اللواتي ينتظرن دورهن كي يغزوهن السيد المطاع فياخذن وقتها صكوكالغفران ويدخلن الجنة علي الارض والسماء فرضاء سيد المراه هو الطريق والوسيلة
ومن اعظم انجازات المراه ان الدعوة الي زواج الرجل مثني وثلاث ورباع هي الهدف القومي لبعض النساء فالسيد لا يكتفي بامراة واحده والمراة الذكية التي يرضي عنها الرجل الشرقي هي من تفهم ماذا يريد وتقبل به بل وتساعده علي تحقيقه ولذلم فيجب علي المراة الذكيه ان تحرص ان يحصل السيد علي حقه في النساء كيفما اراد دونما اعتراض ومن يقول بذلك فهو حاقد علي المراه يريد ان يسلبها سعادتها وكاننا اصبحنا مثل الانعام لا نميز ولا ندرك ولا نعي شيئا ، كاننا بلا مشاعر ولا احاسيس ترفض ان تقبل هذا الوضع وان ترفض ان نقبل من يتنقل بين النساء بلا عواطف ولا مشاعرولا تحركه سوي الرغبه لا يجب ان نعترض بل علينا ان نفرح ونطير من الفرحه ان السيد اختارنا لكي نكون جزءا من اربعة اجزاء اختاره السيد ليعطيه اللقب الملكي الزوجه الاولي والزوجه الثانية والزوجه الثالثه والزوجه الرابعه وان تصبح المراة مجرد يوم في الاسبوع تلبي فيه رغبات رجل مخبول تعميه غرائزه رجل تعلم ان كل ما يقوم به معها يقوم به مع ثلاث اخريات
وفي هذا اليوم فان من اعظم انجازاتنا كنساء ازدياد عدد زيجات المتعة والمسيار وما احقره والعنه من انجاز ، انجاز حققه الرجل وتوهمت المراة انه انجاز لها ولم تعلم انه اقسي انواع التحقير والاهانة والاذلال لها ولجسدها تقبل به وتقبل عليه ولا اعلم حقا ما الدافع ان تقبل اي امراة مهما كانت الظروف بمثل هذا النوع من الزواج الذي لا يثير في النفس سوي الاشمئزاز
ومن اعظم انجازات المراة في هذا العام ازدياد عدد النساء اللواتي يحاربن ما يطلق عليه حقوق المراة وازدياد عدد النساء اللوات ينظرن بعين الريبه والخوف والشك لمن ينادي بهذه الحقوق وازدياد عدد النساء اللواتي ينظرن الي هذا الحقوق علي انها غزو ثقافي غربي يهدف الي تدمير قيمنا( قيم الجهل والتخلف) وديننا وان من تطالب بحقوقها هي كافرة ملعونه مضلله ستدخل نار جهنم وستلقي باس المصير وانها بلا اخلاق ولا قيم وامراة تهدف الي ان تصبح بلا قيود فتفعل الموبقات
سيدتي كل عام وانت بالف خير وخضوع وذلة ما دمت تقبلين بتلك المكانه وترددين نفس الشعاراتواعبارات التي يستخدمها خصمك للقضاء عليك واستغرب انقيادك وتصديقك لمن يعتقد انك خصمه وعدوه الذي يجب القضاء عليه وتدميره حتي لا ينازعه السيطره ، الا تعلمينسيدتي ان منطق القبيلة الذي يسود منذ ايام داحس والغبراء هو منطق يريد ابقاء المراة تؤدي دورها المرسوم منذ الاف السنين وكاننا ندور في حلقة مفرغة تبدا من الخضوع والاستعباد والرضوخ للرجل وتنتهي في ذات المكان فنقطة البدء والنهاية واحده في ذات المكان ، لا اعلم كيف تقبلين ان يقال عنك ناقصة عقل ودين وكيف تؤكدين تلك الحقيقه بتسليم امرك والغاء عقلك والقبول بان يقوم الرجل بالتفكير عنك وتقرير امورك بالنيابة عنك فيحدد لك المقبول والمرفوض ابتداءا من ابسط الامور(الماكل والمشرب والملبس) ووصولا الي اعقد الامور الحق والواجب وما يجب ان تؤمني به وتتقبليه وما يجب ان ترفضيه وتتركيه وكانك مخلوق لا يميز ولا يدرك
اني اتمني ان لا ياتي العام المقبل والامور اسوأ والخضوع اكبر وثقي سيدتي ان كل تنازل تقدميه سيتلوه تنازلات حتي انني لن اعجب ان حدد لنا كنساء متي نتنفس ومتي نمتنع عن التنفس وللاسف سنقبل وسنرضي وسنحمد الله اننا قدمنا فروض الولاء والطاعة ولم تسحب منا مواطنة مملكة الذكور والا لأصبحنا افرادا بدون هوية ولا جنسية وكانما مواطنة ممكلكة الذكور هي المواطنه الوحيده في الدنيا والاخره التي يجب التمسك بها والتشبث والا لطردنا من رحمة الاله
في يوم 8 اذار اسال كل امراة تقرا مقالي هذا من منكن مستعده ان ترفض العيش في مملكة الرجال وتسعي لاقامة مملكة العدل والانصاف ، من منكن تقبل ان وتقدر ان ترفض الفتات الذي يرميه لها عالم الذكور، من منكن تستطيع ان ترفع شعار انك بدوني كرجل لا شيئ وبانك تحتاجني كما احتاجك ، من منكن لديها ان تصرخ في وجه الجلاد المستبد اني حره لا عبده ولذلك ارفض جلادتك وسياطك الذي يمزق روحي قبل جسدي، من منكن تقدر ان تقول ان لست جاريه وان اردت كرجل جسدي فاحترم عقلي حاوره وناقشه واحترمني كي اقبل بك ، من منكن ستطالب ان تتحول علاقتها بالرجل الي علاقة شراكة واحترام متبادل وتعلم الفتيات الصغيرات ذلك وتعلمهمن ثقافة المساواة والحرية
اتمني ان اسمع اجابة كل سيده قرات الان ما كتبت

#سهام_فوزي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات