الي رجل شرقي استمع الي انين امراة سحقتها الخيانة

سهام فوزي

الحوار المتمدن-العدد: 2580 - 2009 / 3 / 9 - 10:01
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

جاءني ايميل من امراة لا اعرفها تطلب مني ان اساعدها ان تصل الي حل يريحها ويخفف عنها الم الخيانة ، عندما قرات كلامها لم استطع ان اتمالك نفسي من الالم والغضب فباي حق يباح للرجل الخيانه وباي حق تجبر المراة علي الصمت والاحتمال ولذلك اسمحي لي سيدتي ان اصف بقلمي معاناتك لعل الشرقي يقراها ويري اثر الخيانة
صرخة امراة مقهوره
سيدي يا من اعطيته عمري اليك رسالة الالم والقهر الذي يسكن نفسي لعلي ارضي غرور الرجل الشرقي الذي يسكن في مجتمعاتنا العربيه التي تعطيك السلطه لتقهرني وتعطيني الخضوع لاصمت حتي لا اخسرك ، سيدي ايها الغازي الفاتح الذي ينطلق شرقا وغربا غازيا اجساد النساء وفق فتوي الاباحة والحق والشرع هل اكتفيت بغزواتك ام لا هل اكتفيت من قتلي ببطء وتحويلي الي مسخ مشوه ام لا
اتريد ان تعرف ما الذي اشعر به ، اعلم الاجابه بانها لا فانت الاله الذي لا يراجع فالماضي قد ولي ويكفي انك عدت لتتعهد بانك ستتوقف عن الغزو المباح يكفي انك ستتنازل عن ما هو حق لك تمننا وتفضلا منك علي ولكن لا ساصرخ بما ففي صدري فهو الكثير الكثير ولن اصمت الان فهو يحرقني يكويني يدمرني ويذبحني من الوريد الي الوريد اجل لاول مرة ساقول لك ان ما فعلت ليس حقا مشروعا بل هو خيانة اتستغرب اكررها انه خيانة خيانة لاخلاصي وحبي خيانة كتبتها علي جسد الاخري لتحطم كل البراءة والطهر الذي احتوي علاقتنا لقد استبدلت الدائم النقي بالمتعه ارتضيت ان تكون مجرد رجل عابر مثله مثلما الكثيرون زاروا ذات الجسد ليشبعوه في متعة مدنسه يابها المنطق السليم جسد قبل بك لا لانه احبك فانت مخطئ سيدي فالحب اسمي واطهر من ان يكون لحظات لهو ومتعه بين احضان امراة لكل الرجال اجل اكررها لكل الرجال فانت مثلك مثل كل الرجال فانت لست اول الغازين ولا اخرهم وقد لا تكون عندما كن تغزو جسدها اوحدهم فمن تركض وراء غرائزها لن تتبتل في محرابك تنتظر قدومك ومن تقدم جسدها لقاء الثمن لن تتخلص من حرفتها اخلاصا ووفاء لك ارايت ما اوسع الهوة
سيدي يا من اعطيته عمري كنت اعلم واشعر وكنت تنفي وتنكر ولكني كنت اعلم وكيف اجهل والعشق داخلي هو النور الذي اري به كل ما يدور في اعماقك كنت معاها وانا اعلم كنت اشعر كنت تغزوها فاقتل انا كنت اشعر بقبلاتك علي شفتيها علي جسدها فاشعر بخناجر غدرك وخيانتك تمزقني من الاعماق الي الاعماق ، كنت اراها في ملامحك او تعلم لما لانها تغيرت ففقدت برائتهاومعالمها فشفاه الاخري في كل وجهك واحمر شفاهها اثاره مهما غسلت وجهك حية فيه حتي صوتك تغير كل شيئ تغير كنت تستمتع بها وتستمتع بك وانا احترق بنيراني ويا ليتك اكتفيت بل كنت تتهمني في كل لحظة بالمرض والجنون مرض الشك والظن السيئ وللاسف اتهامك لي كان ياتي وهي في احضانك تضحك علي خديعتي وجرحي تستمتع بانتصارها وتضحك من غبائي فكيف لها ان تشعر بما احمله لك وهي بلا مشاعر ولا احاسيس، كنت تريها اناتي وصرخاتي فتضحكان معا من تلك الساذجة الحمقاء الغافله وكانت اناتي هي المحرك للحظات المتعة بينكما
اه والف اه لماذا فعلت ما فعلت وكيف استطعت وانت من اخترت واوفيت واخلصت له وانكرت ذاتي من اجله ان تستبدل كل ما كان بيننا بما فعلت ،اين الهوي والغرام وانت تطارحها الغرام ، اين كنت انا اكنت في طي النسيان ام انك تعلم ان حبي لك سيقبل الغفران تغضب الان مني عندما اصمت امام هجمات الاخرين وطعنهم لكرامتي فماذا عنك استغضب من نفسك استلوموها استعاقبها استكفر عن ذنبك ام ان الحق الالهي يعفيك من كل هذا فما حدث هو ماض لن يعود لانه انتهي ولا يجوز الحديث فيه لا يجوز ان الومك انك غدرت بي خنتني كانت هي معي ولفتره ليست بالقصيره تشاركني فيك لا يجوز ان الومك علي انكارك بانها وهم في خيالي وهي حقيقة بين احضانك لا يجوز ان الومك انك استغفلتني واستغللت ثقتي بك وايماني المطلق انك ملاك انك رجل لست كل الرجال او تعلم قبل ان تفعل هذا كنت اري انك محصن من افات الرجال انك قوي امام اجساد النساء انك قلعتي التي احتمي بها من ان اجرح او اهان ولكني كنت كالمستجير من النار بالرمضاء اقسم بالله اني كنت اري الشمس والنور في عينيك كنت انت اخر الانبياء وكنت انا اول واخر المصدقين كنت اتبعك كما يتبع المؤمن رسوله حتي يدخل الجنة كنت اري انك مخلصي من عالم الكذب والكفر والنفاق كنت اري انك رسول الغرام وامام العاشقين ، كنت اراك رجلا نادر الوجود ،رجلا يستحق كل ما فعلت من اجله وماقاسيت وما عانيت اولا تزال تذكر ماذا فعلت من اجلك او تذكر كم من الالم والقهر احتملت كي احتفظ بحبك ، وان كنت تذكر كيف قبلت ان تفعل بي مافعله الاخرون كيف قبلت ان تقابل الحب بالغدر واالوفاء بالخيانه وتقول انك تحبني وتريدني ان اصدق حسنا اين كان ذاك الحب وانت بين يديها اين كان ذاك الحب وانت تطارحها الغرام وتقول لها ذات الكلمات اين كنت انا اين كان الحب الا يفترض ان الحب يسمو بغرائزنا يعلمنا ان الحبيب هو كل العالم وان الحب لا يستبدل ولا يقبل المشاركه
اه اعلم انك تلعنني الان وتنعتني بكل الصفات التي حفظتها عن ظهر قلب لكني لن اصمت ساحدثك عن المزيد ساحدثك عن حالي بعد الخيانه ، كنت قبل ان تفعل بي ما فعلت رغم كل ما مر بي قوية النفس عزيزة الجانب كنت اؤمن بان الخير موجود وبان روحي حره لا تقبل الاسر وان اسر جسدي كنت لا اقبل ان تحجر الضحكه من قبل جلاديني كنت لا ابه لما هو حاصل كنت انتظر يوم الخلاص وكنت اعلم انه اتي كنت شديده الثقة بذاتي وبكياني وباني لا اقهر كنت وكنت والف كنت اما الان لاعرفك علي نفسي الجديده خيانتك حولتني الي بقايا امراة او ان جاز ليا التعبير بقايا انسان اصبحت لا ابالي بما يحدث وما سيكون في اول مرة علمت عن خيانتك قتل نصفي والمرة الثانية قتل نصفي الاخر او تعلم ما هو الليل بالنسبة لي الان هو الذكري ذكري حبنا كيف بدا وكيف كنا وذكري دخولها الي حياتك ويا لسخرية القدر اني شعرت به وقلتلها لك في وقتها بان هناك اخري ولكنك كذبتني واتهمتني بالشك والريبه ولا يزال التاريخ لدي موجود عندي ان اردت الاطلاع عليه كنت اشعر بانك تتغير واعلم سبب التغير وكنت تنكر الي ان صارحتني لتؤكد لي ما اعرفه وقلت بانها مجرد لحظة عابره انتهت ولن تعود وحلفت اليمين تلو اليمين وقبلت ان اصدق والتغيير فيك موجود وبصماتها عليك ظاهرة بكل وضوح واستمررت في العلاقة معها وانا اشعر واعلم حتي عندما قلت لك افعلها واستمتع كنت اعطيك القوة كي تصارحني كي تخبرني كي لا تستغفلني فقد كنت اعلم ولكني كنت اريد ان ابقي علي الصدق في علاقتنا حتي وان قتلت انت الاخلاص كنت اريد ان اضع قوة في تلك العلاقه التي اضعفتها انت بغدرك بقدرتك علي الاعنراف بشجاعتك ان تعترف بالخيانه والغدر اتريد المزيد كنت عندما تلتقيها اشعر بك واعلم فالمحب الصادق سيدي يري بقلبه لا بعينيه الحب يعطيه من القوي الخارقه ليصحب محبوبه في كل مكان كنت تعود الي وانا اشتم رائحتها في جسدك وانا اري لمساتها في وجهك وعنقك وصدرك ويديك ورجليك كنت اعلم انها هنا نامت وهنا قبلت وهنا صرخت من المتعة الرخيصة الدنيئة التي دفعت انا ثمنها كل هذا يصاحبني ليلا لقد اصبحت اكاد لا اري فدموعي تغطي كل حواسي فالالم النابض داخلي يحرقني واشد ما يحرقني انت ولا مبالاتك بما اعاني فانت تري انك رددت لي كرامتي بانك تركتها وعدت الي وكاننا ندين كان السنين لديك تساوت بالشهور كاني اصبحت في نظرك مثلها واصبحنا متساويتين كاننا وجهين لعملة واحده كانني شيئ من الممكن ان تتخلص منه وتنساه ، او تعلم كم قتلني محاولتك اجباري ان اقبل بها وانت تحاول ان تفرض وجودها علي كزوجه اخري لك لها كل ما لي من حقوق وكان كل الحب الذي قدمت اليك لا يساوي في نظرك اي شيئ وقتلتني اكثر يوم خيرتك بيني وبينها وقبلت ان تفكر لتختار كانك تضيف الي الخيانة الاذلال والمهانه
ولم يكفك المي ولكنك تضيف اليه لومك وعتبك اني اعيش في الماضي ومبداك انت ان الذي انتهي لن يعود ولذلك فلا يجب الحديث عنه معك حق ولكن السؤال من الذي قال انه انتهي ان كان انتهي لديك ولديها فماذا عني هل تراني مثلها بلا مشاعر ولا احاسيس اعتذر فلست مثلها بارعة في نسيان الرجال او الماضي فلست محترفة مهنتي ادعاء الحب والتمثيل والضحك علي الرجال انا عاشقه لك حتي النخاع انا لم اتنقل بين الرجال ولم ادعي عشق هذا وذاك انا اقتصرت عالمي من الرجال عليك وقفلت باب الهوي بعد دخولك الي قلبي فكنت اول الرجال واخرهم فانا امراة كل ما لدي هو حبي لك وايماني بك ولذلك ماحدث اصبح يعيش معي وفي روحي واعماقي اصبح هويتي الجديده واصبح يستوطن داخلي اكذب ان قلت لكي اني توقفت عن حبك فانت في دمي تسري في كل انحاء روحي ولكن المي يسري معك سيدي لقد غيرني جرحك قبلك حاول الكثيرون ان ينالوا مني ولكني دوما كنت اقدر علي الاحتفاظ بذاتي وكياني اما الان فصدقني اني تغيرت احيا كبقايا انسان صدقني ان قلت لك رغم كل محاولاتي فلن استطيع ان اعود اانسان ، بقايا انسان يعيش علي الهامش لن اتركك ولن اهجرك فلن يضيف لي هجري شيئا ولكني لن اعود انسان سابقي اعيش مجرد حطام ساعيش انتظر الخيانة الجديده سابقي اخشي الخروج من قبري الذي وضعتني انت فيه بيديك سابقي جسدا بلا روح ، سيبقي لديك الجسد ولكن الروح قد سحقت تحت ثقل جسديكما معا اعلم انك ربما لن تكمل قراءة ما كتبت وسيعتلي الضيق ملامحك وستشعر بالملل من تلك التافهة التي تعيش في زوايا الماضي بل ربما تتركني وترميني في صفيحة النسيان ولكني لم استطع الا ان اكتب اليك ، لكي اقول لك هذا هو جرحي بين يديك هل ستندم هل ستشعر بالالم اسيقتلك الذنب علي ما اقترفت اتقدر ان تصم اذنيك عن صرخاتي استقدر ان تعيدني الي الحياة

#سهام_فوزي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات