أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسب الله يحيى - في ثقافة المصالحة والتسامح














المزيد.....

في ثقافة المصالحة والتسامح


حسب الله يحيى

الحوار المتمدن-العدد: 2589 - 2009 / 3 / 18 - 03:41
المحور: الادب والفن
    



ما كانت الخصومة يوما..مصدرا للاستقرار والرخاء والبناء والحياة الآمنة .
وما كان الجفاء الا فعل غضب، وساعة نحس ومصدر سوء وسلبية لكل الاطراف .
المصالحة والعفو والتسامح عن كل ما سلف..هو المبدأ الاكثر صلاحية لوئام البشر والوصول بهم الى مرافيء الامان والاطمئنان والسعادة والخير ..
هناك جسر نتفق عليه،وليس بوسع احد الخلاف أو التناقض بشأنه..هذا الجسر..هو الوطن الذي نحتمي به ونذود عنه ونعمل من أجله .
وما من جسر.. شاغل اهله الوطن حسب.. قد انكسرت او تقطعت اوصاله .
الاوطان لا تقطع ولا يتم تقاسمها على وفق المنافع ، الاوطان .. جسور بين الناس واتفاق ضمني على المحبة والوئام والعمل سوية على ان يكون المنطلق واحد ، وباتجاه واحد.. يصب في هدف واحد هو الوطن المرتجى والامل والسعادة المرتقبة التي نريد ..
المصالحة والتسامح .. ليست مفردات يراد منها تحقيق منافع ومكاسب ذاتية مجردة..
هذا وهم من يريد الابقاء على العزلة والجفاء والمقاطعة .
فمن يصالح ، يعني من يبادر بطي صفحة الماضي ويحاسب الاخر على وفقها .
الصلح .. اصلاح ، ومن يسعى للاصلاح ، لا ينشد الا صلاح الامور بما يجمع الناس على الطمأنينة والحياة الرغيدة .
والتسامح .. فضيلة من يسعى لاطلاق حمامات سلام في سماء رحبة ، بعيدا عن كل ما يوضع امام مسارها من عقبات ومصدات وسلبيات .
هذا ما ينبغي ان تفعله ثقافة المصالحة والتسامح ، ونحن بصدد بناء وطن حي وبلاد لا يصونها ولا يذود عن حياضها سوى ابناؤها .
ومثل هذه الثقافة ؛ لابد ان تجد نفسها امام رأي آخر ، ومنظور مختلف ، واعتراض يعكس الصورة بشكل جديد ومفهوم آخر .
أما اذا كان المنظور احاديا ،وصهر الاخر في بوتقة واحدة ، فان هذا التوجه لا يمكن أن يصلح جفاء ، ولا يسدي معروفاً ، ولا يصفح عن صورة سمحة ..
وهذا لا يعني أبداً النظر الى الآخر من منظور الشفقة والحنو والرأفة ، بل نريد ان تكون الامور واضحة ومبسوطة على وجه آخر ..
فالحوار .. سبيل أهم للوصول الى محطات مشتركة ، وعبر هذه المحطات يمكننا مناقشة الآخر بشكل صادق وصريح ، لا يسيء ولا ينظر من موقع من يريد أن يسدي معروفاً ويحقق حضوراً .. كما قد يصف اعداء المصالحة والتسامح هذا الامر .
ان الامور على العكس من ذلك تماماً .. فالقوي لايقوى على الغاء ملايين الناس الذين هم في الضفة الاخرى .. انهم موجودون حقا ً ، انهم جزء من كيان هذا الوطن ، وليس بوسع احد اغفال الضفة عن الضفة ..
والضفة الاخرى .. لا تقوى ابداً على دفن رؤوس ابناءها سافلا ، لان المنظور مختلف والطيف يشهد متغيرات شتى ..
لا هذه الضفة ولا تلك ، يمكن لاحدها الاستغناء عن الآخر .. ذلك ان كلا منهما يشكل وجود الاخر ، وفي غياب احدهما لا تصبح موازين الحياة عادلة ، ولا الطبع الانساني .. طبعا وانسانيا ابداً .
الحياة بتلوينها تحيا ، وبالسحر الكامن في جذرها تثمر .. اما اذا بقيت الوانها القوس قزح تخاصم من له تماس بها ؛ فانها ستفقد عافية وجودها وستتحول ثمارها الى مواد تالفة .. ولا نحصد بالتالي سوى الضر بانفسنا وبلادنا .
اذن ..
المنطلق السليم ..ان نسلم من الجفاء والكراهية والخصومة ، وننصرف الى ان نكون شعبا يؤآخي ابناؤه بعضهم البعض الآخر .. وصولا الى وطن السلام وبلاد الوئام .



#حسب_الله_يحيى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعدام حلم
- الزعيم يختار الخراف الرشيقة
- الموجة تعشق البحر
- البراعة في احتمال الأذى
- سادة الانتخابات
- الأفاق الاجتماعية للكورد
- بيان في المسرح التجريبي
- في جامعة بغداد :الدراسات العليا بين الجد والمزاج
- غابرييل غارسيا ماركيز: الواقع وأبعاده
- كبار الكتاب كيف يكتبون؟
- الغربة العراقية في ثلاث روايات لمحمود سعيد
- كونديرا خارج الاسوار.. الطفل المنبوذ ..بطيئاً
- ميلان كونديرا: ثلاثية حول الرواية
- خذ ما تريد..وأعطني (حرية) التوقيع على ما تريد! قراءة في نص ا ...
- من هو : جومسكي؟
- مع الروائي العراقي مهدي عيسى الصقر في روايته: رياح شرقية ريا ...
- العراق..من يغلب من؟
- ماريو فارغاس يوسا:(الحرية الموغلة)


المزيد.....




- اعلان 2 الأحد ح164.. المؤسس عثمان الحلقة 164 مترجمة على قصة ...
- المجزرة المروّعة في النصيرات.. هل هي ترجمة لوعيد غالانت بالت ...
- -قد تنقذ مسيرته بعد صفعة الأوسكار-.. -مفاجأة- في فيلم ويل سم ...
- -فورين بوليسي-: الناتو يدرس إمكانية استحداث منصب -الممثل الخ ...
- والد الشاب صاحب واقعة الصفع من عمرو دياب: إحنا ناس صعايده وه ...
- النتيجة هُنا.. رابط الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2024 ...
- عمرو مصطفى يثير تفاعلا بعبارة على صورته..هل قصد عمرو دياب بع ...
- مصر.. نجيب ساويرس يعلق على فيديو عمرو دياب المثير للجدل (فيد ...
- صدور ديوان كمن يتمرّن على الموت لعفراء بيزوك دار جدار
- ممثل حماس في لبنان: لا نتعامل مع الرواية الإسرائيلية بشأن اس ...


المزيد.....

- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسب الله يحيى - في ثقافة المصالحة والتسامح