أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الحسن - حين تكون الازمات وقوداً لاستمرار الانظمة!














المزيد.....

حين تكون الازمات وقوداً لاستمرار الانظمة!


كاظم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 2584 - 2009 / 3 / 13 - 06:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما يقال ان الامم او الدول دخلت التاريخ، فان ذلك يعني، تسيد الحرية والعقل ، وتحول الازمات والمحن والكوارث الى دروس وعبر واليات لمنع تكرارها، اعتمادا على مبدأ الوقاية خير من العلاج ولذلك اصبحت المؤسسات هي التي تدير وتحكم العالم الديمقراطي وليس الشخصانية.
يقول الكاتب السعودي تركي الحمد: (فحين تهيمن الشخصانية على تاريخ مجتمع ما، تصبح الاستمرارية فيه صعبة، فالاستمرارية لا تكون الا حين تسود المؤسسات وتتجسد الافكار والاجراءات والانجازات المتراكمة، في مؤسسات قادرة على الرسوخ والاستمرار).
العدل العمري مثلا انتهى برحيل صاحبه، لانه لم يتحول الى مؤسسات قابلة للحياة بعد رحيل الشخص الذي رعاه، ولذلك كان من السهل على القادمين الجدد الى سدة الحكم ان يقلبوا الامور رأسا على عقب بمجرد رحيل صاحب الفكرة او المبدأ او القضية او الانجاز، في ذات الوقت، نلاحظ انه في المجتمعات التي تحكم فيها المؤسسات من المستحيل على الفرد ان يعيد كل شيء الى نقطة الصفر. الزمن في حياة الامم الحرة، ايجابي او منتج ان جاز التعبير، لان السياسي تشغله رفاهية وازدهار شعبه وليس الحروب والمجد الشخصي فضلا عن ذلك انه مقيد بفترة محددة وليست مفتوحة. اما الزمن في العراق ولفترة طويلة كان سلبيا، وذلك لكون نظام الاستبداد يقتات على الازمات، فتتحول المشكلة الى ازمة ومن ثم الى كارثة كالحرب التي تلد اخرى.
مشكلة الكويت تحولت الى ازمة ولدت حربا طاحنة والاخيرة انجبت ابنها العاق (الحصار). الاطاحة بالنظام السابق كانت مشكلة فحولتها المحاصصة الطائفية الى ازمة ومن ثم انفجرت الى حرب طائفية. فالزمن العراقي هو زمن حروب وتدمير والصبر هنا غير منتج والتحولات التي تراهن على المستقبل تبقى غير مجدية، اذ كنا متلقين لصفحات التاريخ وغير فاعلين في التاريخ بنظام العقل والحرية. يقول القشيري نقلا عن ابي علي الدقاق: )الوقت ما انت فيه، ان كنت بالدنيا فوقتك الدنيا، وان كنت بالعقبى فوقتك العقبى، وان كنت بالسرور فوقتك السرور، وان كنت بالحزن فوقتك الحزن ان الوقت ما كان هو الغالب على الانسان).
والاهتمام بالوقت يعكس ثقافة الشعوب ونظرتها الى الحياة وطريق تعاملها مع الذات والعالم ولهذا السبب اصبح الوقت سلاحاً حاسماً في حرب العراق.. ونصيحة اميركا جنودها اصبروا.. وفي دراسة حديثة نشرها معهد الدراسات الاستراتيجية بالكلية العسكرية التابعة للجيش الاميريكي، اشار الباحث كولين جراي الى ان الزمن سلاح والتركيبة الذهنية المطلوبة لقتال عدد يعتمد على سياسة النفس الطويل ليس التركيبة الذهنية الموجودة لدى الجنود والرأي العام الاميركي). واضاف شن حرب مطولة ليس من افضليات جيشنا او التركيب الثقافي لمجتمعنا.
وقد يكون القول المنسوب لطالبان عن الوقت مهماً جدا لمعرفة المكون العام لثقافتهم: (الاميركيون لديهم ساعات اليد لكن نحن لدينا الوقت ولذلك سننتصر عليهم). طريقة تفكير القاعدة تندرج في خانة تسطيح الزمن لديهم فلا توجد قيمة فيه لانه لا يرتبط بالحياة والمسرات والمستقبل، انه زمن مفرغ من انسانيته. وفي لقاء بين هنري كيسنجر ومحمد حسنين هيكل في سبعينيات القرن الماضي، اصيب هيكل بالدهشة حين طلب منه ان لا يتكلم عن ماضي الامة او بالنيابة عن الدول العربية، وليتكلم بعدها ما يشاء عن ازمة الشرق الاوسط! فالوقت على ما يبدو لا يتسع للحديث عن كل شيء.






#كاظم_الحسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموظفون الأشباح وأشباح الموظفين
- عرض كتاب
- القراءة.. افضل الاسلحة لمناهضة الاستبداد
- أغلق المحضر ... ضد مجهول
- الأولوية لحرية المجتمع أم المرأة؟
- الإصلاح السياسي ....اعتراف بالاخر
- بناء دولة المؤسسات.... من أولويات الاصلاح السياسي
- الديمقراطية استحقاق حضاري للقرن الواحد والعشرين
- المشروع القومي بين خيار الشعوب وأزمةالنظام
- هل المرأة نصف المجتمع حقا؟
- احترام الآخر مصالحة للحياة
- العجب في نجاة من نجا
- الديمقراطية التوافقية
- الانتخابات محك الحقيقة بين الناخب والمرشح
- مشكلتنا.. استسهال الاشياء
- الحكومة والإعلام
- الأقتصاد اولا في قمة الكويت
- لا جديد في البيت الابيض
- غاندي وستراتيجية اللا عنف الإيجابي
- خرافة المستبد العادل


المزيد.....




- ردّا على ترامب.. الكنديون يلغون رحلاتهم إلى أمريكا.. من يدفع ...
- الجيش الإسرائيلي: قتلنا قائدا آخر بفيلق القدس.. ونخوض -واحدة ...
- لماذا رشحت باكستان ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام؟
- تايمز: أوكرانيا تلجأ لحل غير تقليدي لتعويض النقص بالجنود
- كاتب أميركي: 4 أسئلة حاسمة على ترامب التفكير فيها قبل الضربة ...
- إجلاء رعايا عرب وغربيين وصينيين من إيران
- على وقع الاقتحامات.. انطلاق امتحانات الثانوية العامة بالضفة ...
- تحذير خليجي من استهداف المنشآت النووية بإيران
- كاتب إسرائيلي: لهذه الأسباب الثلاثة تفشل إسرائيل في غزة
- عاجل | الجيش الإسرائيلي: نهاجم حاليا بنية تحتية عسكرية في جن ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الحسن - حين تكون الازمات وقوداً لاستمرار الانظمة!